عبد الودود شلبي

من ویکي‌وحدت
عبد الودود شلبي
الاسم عبد الودود شلبي‏
الاسم الکامل عبد الودود شلبي‏
تاريخ الولادة 1344 ه / 1925 م
محل الولادة مصر
تاريخ الوفاة 1429 هـ / 2008 م
المهنة
الأساتید
الآثار في محكمة التاريخ، 1987

أبو جهل يظهر في بلاد الغرب، 2001 الوحدة الإسلامية في ضوء الخطبة الشامية، 1995 عرب ومسلمون للبيع، 1992 كيف أرى الله، 1985 القرآن يتحدى، 2000 الإسلام والغرب، 2004 الدين الإسلامي وأركانه، 1993 حوار صريح بين عبد الله وعبد المسيح، قضايا إسلامية معاصرة...هل انتشر الإسلام بالسيف؟ الإسلام وخرافة السيف حقائق ووثائق: دراسة ميدانية عن الحركات التنصيرية في العالم الإسلامي، 1989 الزحف إلى مكة: حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي، 1989 رسالة إلى البابا المحاولة الفاشلة لتنصير طالب الأزهر، الأزهر.. الحاضر الغائب، من شيخ أزهري لشيخ أزهري: الأزهر إلى أين؟، كلنا إخوة شيعة وسنة، 1998 حتي لا نخدع، 1991 الأصول الفكرية لحركة المهدي السوداني ودعوته، رسالة الدكتوراه. الإسلام دين الحياة، باللغة الإنجليزية، (بالإنجليزية: Islam Religion of Life)‏ جنرالات تركيا لماذا يكرهون الإسلام؟ مالا يعرفة المسلمون عن المسلمين في العالم بنديكت السادس عشر البابا الذي لايعرف شيئا رسالة إلى البابا والفاتيكان السفور والحجاب حول العالم الإسلامي في ثلاثين عاما التزوير المقدس لماذا يخافون الإسلام؟ أفيقوا قبل أن تدفعوا الجزية صوت الإسلام يرتفع من موسكو خطاب مفتوح إلى الرئس الامريكى الحوار بين الأديان: أسرارة وخفاياه إجابات حاسمة إلى الاخت الفرنسية المسلمة، 1987 حوار مع طالبات جامعة سان دى فتسن

المذهب

عبد الودود شلبي: الأمين العامّ السابق للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر، وداعية تقريب.
ولد بتاريخ 18/ 4/ 1925 م في قرية ميت عفيف مركز الباجور بمحافظة المنوفية، وحفظ القرآن الكريم في سنّ مبكّرة في كتّاب القرية، والتحق بالتعليم الابتدائي بها. التحق بالأزهر الشريف سنة 1941 م حتّى نال الشهادة العالمية من كلّية أُصول الدين عام 1952 م، وحصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر، ثمّ حصل على درجة الدكتوراة من كلّية الدراسات الشرقية بجامعة بنجاب بباكستان عام 1976 م، وقام بتوثيقها من جامعة كامبريدج بلندن في نفس العام، وكانت حول موضوع الأُصول الفكرية لحركة المهدي السوداني ودعوته.
بدأ حياته سكرتيراً للشيخ محمود شلتوت، ثمّ عمل بمكتب الإمام الأكبر عبد الحليم محمود، ثمّ أميناً عامّاً مساعداً لمجمع البحوث الإسلامية، ثمّ أميناً عامّاً للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر.
عمل محاضراً في العديد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية، مثل باكستان وقطر والإمارات والكويت وماليزيا وأندونيسيا وبريطانيا وأُستراليا؛ لكونه من العلماء الأزهريّين القلائل الذين يجيدون اللغة الإنجليزية بجانب اللغة العربية، ثمّ عمل مديراً للمركز الإسلامي بمدينة سيدني بأُستراليا بين عامي 1978 م- 1980 م.
في عهد الدكتور عبد الحليم محمود رأس تحرير مجلّة «الأزهر» خلفاً للشيخ عبد الرحيم فودة، وفي عام 1982 م اختير أميناً لمؤتمر العيد الألفي بالأزهر الشريف، وفي عام 1985 م اختير أميناً لمؤتمر السيرة والسنّة الذي نظّمه الأزهر.
عمل مستشاراً للاتّحاد الدولي للبنوك الإسلامية، وأُحيل إلى التقاعد من العمل بالأزهر عام 1990 م، وتفرّغ بعدها للكتابة.
قام الرئيس محمّد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية بتكريمه ومنحه وسام الامتياز من الدرجة الأُولى عام 1991 م، وقامت مشيخة الطريقة العزمية بتكريمه أيضاً سنة 1995 م.
من مؤلّفاته: في محكمة التاريخ، أبو جهل يظهر في بلاد الغرب، الوحدة الإسلامية في ضوء الخطبة الشامية، عرب ومسلمون للبيع، كيف أرى اللَّه، القرآن يتحدّى، الإسلام والغرب، الدين الإسلامي وأركانه، حوار صريح بين عبد اللَّه وعبد المسيح، قضايا إسلامية معاصرة... هل انتشر الإسلام بالسيف، الإسلام وخرافة السيف، حقائق ووثائق: دراسة ميدانية عن الحركات التنصيرية في العالم الإسلامي، الزحف إلى مكّة: حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي، رسالة إلى البابا، المحاولة الفاشلة لتنصير طالب الأزهر، الأزهر... الحاضر الغائب، من شيخ أزهري لشيخ أزهري: الأزهر إلى أين، كلّنا إخوة شيعة وسنّة، حتّى لا نخدع، الأُصول الفكرية لحركة المهدي السوداني ودعوته‏
(رسالة الدكتوراه)، الإسلام دين الحياة (باللغة الإنجليزية:(Islam Religion ، جنرالات تركيا لماذا يكرهون الإسلام، ما لا يعرفه المسلمون عن المسلمين في العالم، بنديكت السادس عشر البابا الذي لا يعرف شيئاً، رسالة إلى البابا والفاتيكان، السفور والحجاب، حول العالم الإسلامي في ثلاثين عاماً، التزوير المقدّس، لماذا يخافون الإسلام، أفيقوا قبل أن تدفعوا الجزية، صوت الإسلام يرتفع من موسكو، خطاب مفتوح إلى الرئيس الأمريكي، الحوار بين الأديان: أسراره وخفاياه، إجابات حاسمة إلى الأُخت الفرنسية المسلمة، حوار مع طالبات جامعة سان دي فتسن.
توفّي يوم 21/ 5/ 2008 م، ودفن بمسقط رأسه بقرية ميت عفيف مركز الباجور بمحافظة المنوفية.
يعدّ الدكتور شلبي من رجال التقريب البارزين في أرض الكنانة، وقد أتحف المكتبة الإسلامية بكتابين مهمّين في هذا الشأن، هما: «الوحدة الإسلامية في ضوء الخطبة الشامية»، و «كلّنا إخوة شيعة وسنّة».
يقول في مقطع من كتابه الثاني المزبور: «لنختلف، ولكن في دائرة الإسلام التي تتّسع للاختلاف والاجتهاد لمصلحة الأُمّة، أمّا أن يتحوّل هذا الخلاف إلى حرب، وأن نتحوّل إلى قبائل يحارب بعضها البعض، فذلك ليس من الدين، كما أنّه يفتح الباب واسعاً أمام المتآمرين وأعداء المسلمين.
إنّنا نقبل الخلاف الفكري مادام في دائرة معقولة، ونرحّب بالخلاف المذهبي؛ لأنّه وليد آراء اجتهادية مرجعها الكتاب والسنّة، أو ما أعطاه الكتاب أو السنّة قوّة الحجّية.
نرحّب بما عند الشيعة وأهل السنّة؛ لأنّهما يؤمنان بما يجب على المسلم أن يؤمن به، وإن اختلفا في مسائل فقهية، وتميَّزَا في مسألة الولاية والخلافة.
نحن نرحّب بهذه الخلافات كلّها، نعتزّ كمسلمين بالكثير منها؛ لأنّها إن دلّت على شي‏ء فإنّما تدلّ على الحرّية الفكرية، ولأنّها- إن أُحسن النظر إليها- تسعد الأُمّة، وتكفل رقيها، وتبقى على سلامتها.
إنّ هذه الخلافات في جوهرها تُنْبِئُ عن معنى الوفاق، فهي ترتبط بأصل واحد، هو الكتاب والسنّة.
وليس معنى هذا أنّ في الكتاب خلافاً، فالمسلمون بحمد اللَّه متّفقون في كتابهم، مجمعون على ما بين الدفتين، وهذا فخر ليس فوقه فخر، تنفرد به هذه الأُمّة دون غيرها من سائر الشعوب.
وكذلك ليس معناه أنّ في السنّة خلافاً، بمعنى أنّ البعض يقبل ما صدر عن الرسول صلى الله عليه و آله والبعض لا يقبله، مَعاذ اللَّه، فالمسلمون يتّفقون في وجوب الأخذ بسُنّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، لكنّهم قد يختلفون في الفهم أو التفسير، أو في أنّ هذا صدر عن الرسول الأعظم أو لم يصدر، أمّا من لا يأخذ بما أمر به الرسول فليس بمسلم. فالآراء الاجتهادية إذن يجمعها الكتاب والسنّة، وليس بعد هذا من وفاق.
على أنّ الاجتهاد نفسه مقيّد بشروط، منها: أنه لا يقوم إلّاعلى الكتاب والسنّة والأُصول المستوحاة منهما أو من أحدهما، وأنّه لا يُباح إلّالمن استوفى شروط العدالة، وأنّه لا يكون إلّافيما يجوز الاجتهاد فيه، فإذا حاولنا أن نحمّله وزر بعض الأخطاء التاريخية أخطأنا فهم معناه، وإذا أجزناه في غير محلّه جانبنا الصواب، فحيث يكون ظالم ومظلوم مثلًا لا يجوز أن يبرّر الظلم بإعطائه اسم الاجتهاد، وإلّا كان للظالم أجر على ظلمه، كما للمجتهد أجر على اجتهاده، وفي هذا مغالطة وانحراف.
وليس يجوز الجدال في قيمة الاجتهاد مهما يكن من تعدّد الآراء بين المجتهدين، فهذا ممّا يشرّف التشريع الإسلامي ويجعله صالحاً لعلاج ما يجدّ وما يحدث في كلّ زمان ومكان.
أمّا كيف تنشأ الخلافات بين مذهب ومذهب، سنّي وسنّي، أو سنّي وشيعي، فإنّ ذلك يرجع تارة إلى تفسير آية أو فهم معنى منها، أو فهم رواية على معنى يفهم الغير منها سواه، أو أنّ هناك ما يثبت صدوره عن الرسول الكريم عند فريق ولم يثبت عند فريق آخر، ولا يختلف الجميع على أنّ ما جاء به الكتاب وما جاء به النبي فَاصِلٌ لا رادّ له.
أمّا الخلاف الذي لا نرحّب به ولا نقبله، بل نرفضه ونقاومه، فهو الخلاف الذي تُمليه الكراهية والبغضاء، وتُغَذِّيه الشُبَه والأوهام، ويُوجِد البلبلة في صفوف الأُمّة، ويؤدّي إلى تفريق كلمة المسلمين.
ذلك خلاف لا يتّفق والخُلُق الإسلامي، ولا يستند إلى المعارف الإسلامية، حمل لواءه مؤلّفون كتبوا قبل التثبّت تارة، وبداعي الغرض والهوى تارات، فَسَوَّدُوا صحيفة الشيعة في نظر أهل السنّة، وسوّدوا صحيفة أهل السنّة في نظر المتشيّعين، بعضهم خلط بين أهل السنّة والنواصب، وأكثرهم خلطوا بين الشيعة والغُلاة وبينها وبين الفرق البائدة، وألصقوا بها آراء لا تمتُّ إليها بصلة، بل الشيعة منها براء.
وكم من كُتب وُضعت لتأجيج الخصومة بين طوائف المسلمين، وكم من أقلام أَسَفَّت في التجريح خدمة لحكام طُغاة أقاموا عروشهم على أساس الخصومة بين المسلمين، وكان لهذه التآليف أسوأ الأثر في تصدّع وحدة الأُمّة، فقد غرست البغضاء في القلوب، والظِنّة في العقول، وأبعدت طائفة كبيرة عن إخوانهم في الدين.
إنّ الظنون والخرافات تجتاح الجماهير من أهل السنّة والشيعة، والتخلّف البعيد يقعد بهم جميعاً عن حقّ اللَّه حقّ الحياة... والدنيا تنطلق بسرعة، وتصعد في سلّم الارتقاء المادّي المحض، وتنظر شزراً إلى الأجناس المختلفة وكأنّها خَلْقٌ آخر. وليس إلّاالإسلام علاجاً لهذا الشرود... لكن أيّ إسلام؟ الإسلام الذي تآخى فيه العارفون، وأشرب روحه أتباع عقلاء مساميح.
إنّ الجهل والفراغ يهزّان أُصول الاعتقاد، وتنشأ في ظلمها أجيال تافهة عابثة. فهل ندع الحريق يجتاح بيضتنا، وننشغل عنه بالتلاوم والتكاذب؟!
إنّ الأمر أجلّ ممّا يتوهّم قصار النظر، ورأيي أنّ الطريق لا تزال محفوفة بالمخاطر، ومملوءة بالمطبّات والحفر... ولكنّنا عرفناها، وبدأ المسير، ومن سار على الدرب وصل».
كما يقول في كتابه سالف الذكر وفي موضع آخر منه: «إنّ العالم الإسلامي يتعرّض لمجابهة خطيرة، كما يقول «صمويل هتنجون» في كتابه «صراع الحضارات».
في العام الماضي سافرت إلى «أذربيجان» لحضور مؤتمر إسلامي في عاصمتها «باكو»، وفي طريق العودة إلى القاهرة قضيتُ ليلتين في فندق «هوليداي إن» في مدينة «إستانبول».
لقد التقيت مصادفة في هذا الفندق بأخ بلجيكي مسلم، لقد أخبرني هذا الأخ عن قريب له يعمل في مقرّ منظّمة حلف شمال الأطلسي(NATO) بمدينة «بروكسل»، وقد سمع الأخ البلجيكي المسلم من قريبه الذي يعمل في مقرّ منظّمة هذا الحلف هذه القصّة المثيرة للألم والتعجّب:
ففي إحدى الحانات(BAR) الواقعة في شارع «روزفلت» بمدينة «بروكسل» جلس هذا القريب مع عضو بارز في منظّمة هذا الحلف يحتسيان الخمر، وكانت شبكة الأخبار العالمية(C .N .N) تبثّ مصادفة برنامجاً عن العالم الإسلامي... وفجأة- وبعد أن لعبت الخمر برأس هذا العضو البارز- قال هذا العضو- وهو يهذي من شدّة الخمر-: إنّ العالم الإسلامي يجب أن يذهب كما ذهب الاتّحاد السوفيتي، وقد وضع الحلف خطّة متكاملة لتنفيذ هذا الهدف!
ثمّ قال: وهناك اتّفاق بين أُوربّا والولايات المتّحدة والفاتيكان على تفاصيل هذه الخطّة!
وقد بدأ تنفيذها بإثارة الحرب بين العراق وإيران من جهة، ثمّ بين العراق والكويت من جهة أُخرى!
إنّنا- يقول هذا المسؤول- نحن الذين وضعنا «سيناريو» هاتين الحربين! وكان الهدف- كمرحلة أُولى- تدمير القوّتين العسكريتين لكلّ من إيران والعراق لمصلحة إسرائيل من ناحية، ولإيقاع الخلاف بين العرب والعرب من ناحية، وبين العرب وإيران من ناحية أُخرى!
والسودان... إنّنا لا نهتمّ بمشكلة الأقلّيات إلّاحين يكون ذلك لصالحنا! والذي يحدث في السودان خُطِّطَ له منذ أيّام الملكة فكتوريا! فالسودان بحدوده الواسعة وإمكانياته‏
الهائلة مصدر خطر وقلاقل... فالمسلمون مثلًا يشكّلون أغلبية في معظم أقطار شمال وغرب وشرق ووسط أفريقيا... حتّى في أثيوبيا يمثّل المسلمون الغالبية العظمى... ويمكن في حال استقرار السودان أن تلتحم هذه الأغلبيات في وحدة إسلامية تهدّد بل تدمّر جميع مصالحنا!
يقال مثل ذلك عن نيجيريا... لقد اضطرّت نيجيريا تحت ضغوط عملائنا إلى تجميد عضويتها في منظّمة المؤتمر الإسلامي! إنّ نيجيريا معرّضة للتقسيم فعلًا... وما حدث في «بيافرا» بقيادة «أوجوكي» يمكن أن يتكرّر حدوثه لو أحسسنا بأيّ تحرّك إسلامي أُصولي في نيجيريا!
كما أنّ هناك «بؤراً» مرشّحة لإثارة أسباب التوتّر والانقسامات في الشرق الأقصى، يأتي في مقدّمتها كلّ من باكستان، وأفغانستان، وماليزيا، وجمهوريات آسيا الوسطى التي أصبحت تشكّل خطراً على روسيا!
والسؤال هو: إذا كانت أبعاد هذه المؤامرة معروفة، فلماذا لا يقف المسلمون صفّاً واحداً لإجهاض هذه المؤامرة؟!
بل لماذا يقف البعض منّا موقف العداء والكراهية لإخوةٍ له في الإيمان والمصير والعقيدة؟!
أليس مثيراً للدهشة أن يتحاور المسلمون مع طوب الأرض وخشاشه، ولا يتحاورون مع أنفسهم؟!
أليس غريباً أن نتبارى في الدعوة إلى رحابة الصدر وسعته عندما نتحدّث إلى الآخرين، في حين تضيق صدورنا وتُصَمُّ آذاننا إذا جاءت سيرة الحديث مع بعضنا البعض؟!
أليس محيّراً ذلك السباق في ترتيب الندوات واللقاءات في مختلف شؤون الماضي والحاضر والمستقبل الذي لا يمرّ- ولو مصادفة- بطريق التقريب بين مذاهب المسلمين وفرقهم؟!
أليس مريباً ومثيراً للشكّ أن تلتقي مختلف الفصائل من أعدائنا وأصدقائنا في تجمّعات يتزايد عددها وتتنوّع مجالاتها يوماً بعد يوم، في حين تُزرع الألغام، وتُوضع الحواجز والأسلاك الشائكة، وتُحفر الخنادق، وتنصب المتاريس، فيما بين مختلف فصائل المسلمين؟!
أليس محزناً أن يبحث الجميع عن نقاط للالتقاء يبنون فوقها وينسجون حولها الكثير من طموحات الانطلاق نحو المستقبل، في حين لا تثار بيننا سوى خلافات القرون التي خلت؟!
إنّ هذا الواقع المرّ كفيلٌ وحده بأن يدمي قلب أيّ مسلم يملك ذرّة من الغيرة على دينه، أو ذرّة من الصدق مع ضميره، فما بالكم بمن يجي‏ء ليضيف إلى هذا كلّه مزيداً من المرَارَات، بل وليسدّد إلى الجسد الإسلامي الواهن مزيداً من الطعنات الموجعة والخبيثة؟! الذي أعنيه تحديداً هو تلك المحاولات التي تجري للوقيعة وإشعال نار الفتنة بين السنّة والشيعة.
وهي ليست مصادفة أن يستثمر مناخ المدّ الإسلامي الراهن، وأن تُستغلّ الحرب بين العراق وإيران، التي لم يَقُلْ أحد: إنّها حرب بين السنّة والشيعة، وأن تتّصل حلقات الفتنة في العالم العربي بعد الذي قادت إليه الحرب الطائفية في لبنان.
ليست مصادفة أن ينشط رسل البغضاء والوقيعة في هذه المرحلة لتتّسع رقعة الحريق، وليمتدّ لهيبه إلى مختلف أرجاء وطننا الكبير، ناثراً الشرار والدمار، وآتياً على الأخضر واليابس.
ليست مصادفة أن تلقى هذه السموم في وقت تتأهّب فيه القوى الكبرى لكي تحكم بسط سلطانها العسكري على العالم العربي، وتتربّع فيه إسرائيل على عرش القوّة والبطش في المنطقة، وتقمع فيه الإرادة العربية بالسيف من ناحية، وبالقنابل العنقودية والانشطارية من ناحية ثانية، وتخضع الخارطة العربية كلّها لمعادلات ومخطّطات جديدة تتغيّر في ظلّها الجغرافيا جنباً إلى جنب مع التاريخ.
في هذا السياق تكون الفتنة بين السنّة والشيعة مطلباً [لأعداء الإسلام‏]، وحلقة جديدة في المسلسل الجهنمي الذي نحن أبطاله وضحاياه!».