عبد الفتّاح أبو غُدّة

من ویکي‌وحدت
عبد الفتّاح أبو غُدّة
الاسم عبد الفتّاح أبو غُدّة
الاسم الکامل عبد الفتّاح أبو غُدّة
تاريخ الولادة 1335 ه / 1917 م
محل الولادة سوریه
تاريخ الوفاة 1418 هـ / 1997 م
المهنة سیاسی
الأساتید
الآثار رسالة المسترشدين، وهو كتاب في التصوف النقي وصاحبه هو الإمام المحاسبي، وقد وضع فيه الشيخ زيادات وافية ونوادرَ غالية وقد نفع الله بهذا الكتاب، وصار يدرس في بعض الجامعات كمادة للأخلاق الإسلامية.

الرفع والتكميل في الجرح والتعديل: ومؤلفه هو الإمام اللكنوي الذي اهتم بكتبه حتى أنه حقق أغلبها وطبعها. إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس ببدعة: للإمام اللكنوي أيضاَ حققه. التصريح بما تواتر في نزول المسيح : لإمام العصر في الهند الشيخ محمد أنور كشميري، حققه. فتح باب العناية بشرح كتاب النقاية: وهو في فقه الإمام أبي حنيفة، ولهذ الكتاب قصة معه ذكرها في كتابه (صفحات من صبر العلماء) ص279-281 وفي مقدمة تحقيقه لهذا الكتاب. صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل: وهو كتاب نافع ممتع لايستغني عنه طالب علم. قواعد في علم الحديث: لشيخه الشيخ ظفر أحمد التهانوي الباكستاني الحنفي، حققه. كلمات في كشف أباطيلَ وافتراءات: وهو رد على الألباني وصاحبه زهير الشاويش. قيمة الزمن عند العلماء: من مؤلفاته. سباحة الفكر في الجهر بالذكر: للإمام اللكنوي، حققه. أمراء المؤمنين في الحديث: من مؤلفات. الإسناد من الدين: وهو من أجل كتب. من أدب الإسلام. الحلال والحرام وبعض قواعدهما: لشيخ الإسلام ابن تيمية، حققه. الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم وأساليبه في التعليم: من كتبه. المنح المطلوبة في استحباب رفع اليدين في الدعاء بعد الصلوات المكتوبة: للمحدث أحمد ين الصديق الغماري، حققه. سنن النسائي: حققها. العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج.

المذهب

عبد الفّتاح أبو غدّة: عالم حلبي كبير.

الولادة

ولد سنة 1336 ه،.

الدراسة

تربّى على شيوخ حلب، ونال الدراسة الثانوية بمدارسها مع اتّصاله بعلماء دمشق، ثمّ سافر إلى القاهرة، والتحق بكلّية الشريعة الإسلامية، ونال شهادة العالمية، واتّصل بكبار رجال الدعوة الإسلامية في القاهرة، مثل: الأُستاذ محمّد الخضر حسين، والشيخ أحمد شاكر، والأُستاذ حسن البنّا... ولكن صاحب الأثر الأكبر في اتّجاهه العلمي بالقاهرة هو الأُستاذ محمّد زاهد الكوثري، وكان منه بمنزلة السيّد محمّد رشيد رضا من الإمام محمّد عبده، إذ حفظ الكثير من علمه، ونشر آثاره، ودافع عنه ضدّ من حاربوه.

نشاطاته

وحين أتمّ دراسته بالأزهر الشريف اشتغل بالتدريس بكلّية الشريعة بدمشق، ثمّ اضطرّ إلى الرحلة للسعودية، فعيّن في هيئة التدريس بكلّية الشريعة بجامعة محمّد بن سعود بالرياض.
كان له تلاميذ كثيرون ومرموقون يتبعون آراءه السديدة، وقد رحل إلى أكثر بلاد الإسلام، وشافه العلماء بها، ومنهم شيوخ كبار... وقد أصدر الأُستاذ محمّد بن عبد اللَّه آل رشيد عنه كتاباً قيّماً سمّاه «إمداد الفتّاح بأسانيد ومرويات الشيخ عبد الفتّاح»، في قرابة 690 من الصفحات، جمع فيه أسماء شيوخه بشتّى ربوع الإسلام، وعددهم 180 عالماً، وهو جمع تقديري؛ إذ أنّ منهم من لم يجلس من الشيخ غير جلسة واحدة، ولكنّها طريقة الأقدمين احتذاها الأُستاذ محمّد بن عبد اللَّه آل رشيد.
وما زال أبو غدّة مجدّاً مثابراً على التأليف والتحقيق حتّى بلغت كتبه مائة كتاب، منها:
لمحات من تاريخ السنّة وعلوم الحديث، صفحات من صبر العلماء، الإسناد من الدين، قيمة الزمن عند العلماء، الرسول المعلّم وأساليبه في التعليم، العلماء العزّاب الذين آثروا العلم على الزواج.

آراء الآخرين حوله

وقد كتبت عنه تراجم شتّى، نذكر منها بعض ما قاله العلّامة الشيخ محمّد الشاذلي النيفر
عميد كلّية الشريعة بتونس عن أبي غدّة، يقول: «رأيت له امتيازاً عن الكثير من العلماء الذين ملأوا الوطاب من ناحية واحدة من المعارف، حتّى أصبحوا فيها أهل الاختصاص، لكنّهم مع ذلك لا يعتنون بتصحيح إلقائهم، بل ينطقون بما يجري على لسانهم بدون تصحيح للغتهم، وهذا ممّا برّأ اللَّه منه الشيخ أبا غدّة، فقد كان حريصاً على لغته في أدائها على الوجه الصحيح»، ثمّ استشهد الأُستاذ الشاذلي بمناقشات صرفية ونحوية تعقّب فيها الشيخ عبد الفتّاح شيخَ علماء الشام الشيخ طاهر الجزائري،
وهو في كلّ تحقيقاته يرجع إلى الأُصول، ويذكرها أثناء التصويب.
ويقول الدكتور محمّد رجب البيّومي: «وقد أُتيح لي أن أسعد بلقاء الأُستاذ في فترات قصيرة حين كنت مبعوثاً للأزهر في كلّية اللغة العربية بجامعة الإمام محمّد بن سعود، وكانت تلاصق كلّية الشريعة التي يعمل بها الأُستاذ، فكنّا نتلاقى تلاقياً عابراً في ساحة الجامعة وفي مكتبتها، وقد لمست من فضله وعلمه ما بهرني حقّاً، وإذا كانت كتبه الشهيرة تنطق بعلمه فإنّ سلوكه العلمي واتّجاهه الخلقي في حاجة إلى تسجيل، حيث استطاع الرجل العلّامة أن يكون واسطة عقد لكوكبة من أُولي الفضل أساتذةً وطلّاباً، يردون مكتبه،
ويسمعون توجيهاته، وينتسبون إليه في مجال البحث والتنقيب، وهي مسؤولية كبرى تلقى على عاتقه خارج الميدان الجامعي؛ إذ لا ينتسب إليه في هذا المجال إلّاالباحث الحقيقي لا الطالب الرسمي.
ومع هذا الحفاوة البالغة بعلم الأُستاذ وفضله، فأنا أعلم أنّه لاقى صعوبات جمّة من نفر لا يروقهم أن يتحدّث تلميذ عن أُستاذه، وإذاً فحديث أبي غدّة عن الكوثري وسعيه في نشر مؤلّفاته جريمة يجب أن تكون موضع الملامة لدى هؤلاء، وكنت قد عارضت بعض آراء شيخنا الكوثري في مقال لي، فجاءني من يمدح المقال، ويقول: إنّه صدمة للشيخ أبي غدّة، فصرخت في وجهه، وقلت: يا أُستاذ،
أنت لا تعرف الإمام الكوثري ولا الأُستاذ عبد الفتّاح، فهما في مستوى لا أرقى إليه، ولا أحسبك تدركه! قال: ولم خالفت الكوثري؟! قلت:
مخالفة التلميذ لأُستاذه في مجلس الدرس، وهو يعرف أنّه ينهل من حياضه ويقتبس من‏
نوره، فخرج الناقد المتعجّل غاضباً.
وهنا أدركت أنّ الشيخ أبا غدّة يلاقي بلاءً من أدعياء المعرفة، فحرصت على أن أُشيد به في كلّ مجلس، وهو لا يعلم بهذا لأنّي أنشد الحقّ دون اهتمام بعمرو أو زيد، ولأنّ «الأرواح جنود مجنّدة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف»، فقد أدرك الرجل بإلهامه البصير ما أكنّه له من حبّ، فكنت أتلقّى سلامه على البعد شاكراً، وأُبادله مثله صامتاً، وهو مذهب خاصّ بنفر من الناس تتعارف لديهم الأرواح، ولا تتلاقى الأشباح.
وقد كانت أنباؤه العلمية تفد إليّ، فكان أعجب ما أعجب من أمره هو صبره الملحّ الدائب على الرحلة الطويلة المستمرّة إلى شتّى بلاد الإسلام شرقاً وغرباً،
مع ما يتحمّله المسافر من وعثاء الطريق ووحشة العشير، ولكن حبّ المعرفة دفعه إلى تحمّل الصعاب رائحاً غادياً، وقد سهّل اللَّه له العسير، فصادق من ذوي الفضل في هذه الربوع الشاسعة من لا يجتمعون لعالم واحد إلّافي الندرة النادرة، وقرأ من نفائس المخطوطات عربية ودينية ما عزّ على غيره أن يسمع باسمه، فضلًا عن أن يقرأ صحيفة منه.
وأذكر أنّه روى عن علماء الهند من التحف العلمية ما كنت غير متصوّر لوجوده، كما تحدّث عن أئمّة هناك لم تصل إليّ أسماؤهم فضلًا عن مؤلفّاتهم، وبسبب ما كتب عن هؤلاء أخذت أُحاول التعرّف إليهم، وأجمع ما أستطيع جمعه من أخبارهم، وهيهات أن أصل إلى ما يعلمه الرجل الكبير عن هؤلاء الكرام.
وما زلت أذكر قول صديقي الأُستاذ الدكتور عبد القدّوس أبو صالح منذ ثلاثين عاماً عن الشيخ أبي غدّة بأنّه من كبار شيوخ الحديث في هذا العصر،
وقد كان هذا منذ زمن بعيد، فماذا يقول عنه الآن! وقد بلغت مؤلّفاته في الحديث وحده ثلاثين مؤلّفاً، وهي مؤلّفات لا تجمع ولا تحشد كيفما اتّفق، ولكنّها تهدف إلى جلاء الغامض تارةً، وإلى تصويب الخطأ تارةً، وإلى إضافة الجديد تارةً ثالثة، بحيث يسدّ كلّ كتاب مسدّاً ضرورياً لا مفرّ منه.
ولا أنسى في هذا المجال النقدي حديثه عن «سنن الدارقطني»، وما قاله كبار المحدّثين بشأنها، إذ جمعت هذه السنن أحاديث شتّى من ضعيفة وموضوعة، ومكانة
مؤلّفها لدى العامّة تَستُر هذه الموضوعات، فاحتاج إلى جلجة عالية تقرع الأسماع، وهذا ما قام به الأُستاذ مستنداً إلى أقوال صريحة لأمثال الحافظ ابن عبد الهادي، والحافظ الزيلعي، والبدر العيني، والحافظ الذهبي، ولسنا نقدح في نية الدارقطني، فهو من كبار الأئمّة في الإسلام، ولكنّنا نقول: إنّه أخطأ حين روى الضعيف والمنكر، والموضوع والمعلول والغريب، وكان له من النظر البصير ما يحول دون الجموح».

الوفاة


توفّي بالرياض سنة 1417 ه، ودفن بالمدينة المنوّرة.

المراجع

(انظر ترجمته في: إتمام الأعلام: 245- 246، أعلام التراث: 209- 211، شخصيات لها تاريخ لعبد الرحمان المصطاوي: 200، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 4: 212- 225، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 679- 681، رسائل الأعلام إلى العلّامة أبي الحسن الندوي: 88- 90، نثر الجواهر والدرر 2: 1945- 1952).