حركة طالبان

من ویکي‌وحدت

قالب:صندوق معلومات الاحزاب

حركة طالبان حركة إسلامية سِيَاسِية سُنية ديوبندية أفغانية، مُسلحة، تكونت من طلبة المدارس الدينية في باكستان بقيادة الملا محمد عمر خلال فترة التسعينيات، وتهدف لتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة إمارة إسلامية في أفغانستان، وصلت إلى السلطة عام 1994 بعد انسحاب الاتحاد السوفياتي عام 1989، وسيطرت على المدن والمحافظات الرئيسية في أفغانستان، ودامت فترة حكمها الأول خمس سنوات، وأسقطت عام 2001، بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، وفي ذروتها لم تعترف بحكومة إمارة أفغانستان الإسلامية دبلوماسيا إلا ثلاث دول فقط: باكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وخلال فترة حكمها من 1996 إلى 2001، ارتكبت الحركة مع حلفائها مذابح ضد المدنيين الأفغان، وحرمت إمدادات الأمم المتحدة الغذائية لـ 160 ألف مدني جائع، واتخذت سياسة الأرض المحروقة، وحرقت مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة، ودمرت عشرات الآلاف من المنازل وأثناء سيطرتها على أفغانستان قامت الحركة بحظر الأنشطة و وسائل الإعلام بما في ذلك الرسومات والتصوير الفوتوغرافي والأفلام التي تصور الأشخاص أو الكائنات الحية الأخرى. كما حرموا الموسيقى التي تستخدم الآلات باستثناء الدف. ومنعت الفتيات والشابات من الالتحاق بالمدارس، ومنعت النساء من العمل خارج الرعاية الصحية (منع الأطباء الذكور من علاج النساء)، وطالبت النساء برفقة قريب ذكر (محرِم) وارتداء البرقع في كل الأوقات عندما تكون في الأماكن العامة. وإذا خالفت النساء قواعد معينة، يتم جلدهن أو إعدامهن علانية، تعرضت الأقليات الدينية والعرقية للتمييز الشديد خلال حكم طالبان. كما انخرطت حركة طالبان في الإبادة الثقافية، ودمرت العديد من المعالم بما في ذلك تمثال بوذا الشهير الذي يبلغ من العمر 1500 عام في باميان، ولقد عانى الشيعة في هذه الفترة في أفغانستان من قيود شديدة وضغط وقمع. أعادت المجموعة تنظيم صفوفها لاحقًا كحركة مقاومة لمحاربة «إدارة كرزاي» المدعومة من الولايات المتحدة وقوات إيساف بقيادة الناتو في الحرب في أفغانستان، وأميرها الحالي هو هبة الله آخوند زاده ثم عادت وتولت السلطة في أغسطس/آب 2021، بعد رحيل قوات التحالف التي كانت تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، وسيطرت على البلاد من جديد.

النشأة

نشأت الحركة طالبان" (جمع كلمة طالب في لغة البشتو) في ولاية قندهار (جنوب غربي أفغانستان) على الحدود مع باكستان عام 1994، على يد الملا محمد عمر، إذ ساهمة في إنشائها الحكومة الباكستانية والجماعات الإسلامية المتشددة السنية وبدعم من المملكة العربية السعودية، وبقيادة الملايان وطالبان البشتون في مدارس المناطق الحدودية الباكستانية في مدينتي بيشاور وكويتا. وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية.

وقيل إن التشاور بشأن تشكيل الحركة، تم بدعوة المؤسسين إلى بيت الملا على وليمة عقيقة ابنه، وروى كيف تمكن من جمع النواة الأولى لهذه الحركة، وأنه كان يطوف ومن معه على دراجات نارية على الحلقات الدينية، فتمكن من إقناع 53 شخصية دينية، و13 طالبا، نقلهم إلى قرية "كشك نخود" يوم 15 يناير/كانون الثاني 1994، فكان يوم تأسيس حركة طالبان.[١].

أسباب نشأة وانتشار الحركة

ساعدت على نشأة وانتشار الحركة، خاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية، عدة عوامل داخلية وخارجية، منها:

وجود جماعات الإسلامية المتشددة

في الولايات والمناطق الحدودية في باكستان، وخاصة في بيشاور وكويتا، منذ الأربعينيات من القرن العشرين، أنشأت الأحزاب السنية مثل جمعية علماء الإسلام، والجماعة الإسلامية، وأهل الحديث ومعاهد دينية. ولا يتم في هذه المدارس تدريس سوى بعض النصوص الدينية بتفسير وبمنظور المدرسة الديوبندية (الهند) التي تشترك في وجهات النظر والأنشطة مع السلفية والوهابية، وتزايد عدد هذه المدارس في تلك المناطاق [٢].

الثقافة القبلية

ومعظم أعضاء طالبان من قبيلة البشتون. لقد نشأ هؤلاء الأشخاص في بيئة قبلية أو ريفية أو مخيمات تعاني من الفقر والأمية. وبالطبع، بعد سيطرة طالبان على كابول، انضم أيضًا إلى هذه المجموعة تدريجيًا أشخاص غير البشتون أو غير المتشددين الطاجيك والأوزبك من السنة المتشددين (بدخشان والمناطق الشمالية من أفغانستان)، والمجاهدين العرب والشيشان والأوزبك، بالإضافة إلى البشتون الذين كانت لهم خبرة وتعاون في الحكومات الشيوعية في أفغانستان. [٣].

الفوضى وانعدام النظام

دبت الفوضى في الجسد الأفغاني بعد دحر قوات الاحتلال السوفياتي نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وانقسمت أفغانستان بين الجماعات والفرق المتصارعة، وأصبحت وحدة البلاد مهددة نتيجة لذلك، ولم يكن أمام السكان قوة موحدة تجبرهم على احترام القوانين والتقيد بالأمن العام.وإبان ظهور الحركة كانت حكومة برهان الدين رباني وأحمد شاه مسعود تسيطر على 7 ولايات فقط في شمال ووسط أفغانستان، في حين يسيطر القائد الشيوعي السابق رشيد دوستم على 6 ولايات في الشمال، وكانت قوات "شورى ننغرهار" تحكم 3 ولايات في الشرق، وإدارة إسماعيل خان تتحكم في غرب أفغانستان، إضافة إلى العديد من الولايات التي كانت من دون أي نوع من الإدارة، فكانت حركة طالبان أملا للشعب الأفغاني في توحيد البلاد ومنع انشطارها.[٤].

الرأي العام

وبعد سقوط حكومة نجيب الله (ربيع 1371هـ/ 1992م)، حاول زعماء وقادة مجموعات المجاهدين الاستيلاء على كابول بأسلحتهم الثقيلة، وأدى خلافهم إلى اشتباكات عنيفة وخسائر فادحة وتدمير كابول والمدن الكبرى. . لقد ضاع الرخاء الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي والأمن العام في عهد حكومة المجاهدين. وبحسب ظاهر تانين، مؤلف كتاب "أفغانستان في القرن العشرين"، أصبح الفساد والإكراه والأعمال غير القانونية أكثر انتشارًا وانتفض الرأي العام للاحتجاج لوقف الاضطرابات في أداء المجاهدين والتعويض عنها، أدى الجهل الأولي بحركة طالبان إلى تكوين تصور عام بأن هذه المجموعة مختلفة وأفضل.[٥].

دعم باكستاني

كانت باكستان تسعى إلى التعاون مع حكومة صديقة في أفغانستان لتسهيل عمليات التبادل التجاري بينها وبين جمهوريات آسيا الوسطى، ولم تجد بغيتها في حكومة رباني ومسعود التي اتهمتها بالتعاون مع الهند، وحاولت الإطاحة بتلك الحكومة عن طريق حكمتيار ودستم، لكنها فشلت في ذلك، فلما ظهرت طالبان سارعت باكستان إلى دعهما والتعاون معها.[٦].

تقاطع مع مصالح أميركية

أما الولايات المتحدة الأميركية فقد تقاطعت مصالحها مع مصالح طالبان، فلم تمنع ظهورها في بداية الأمر، ثم سرعان ما اختلفت المصالح بعد ذلك فانقلب الوضع وأصبحت من ألد أعدائها. في البداية رغبت الولايات المتحدة في ضرب الأصولية الأفغانية بأصولية أشد منها حتى تخلو الساحة لجماعة أصولية واحدة تستطيع تطويعها في فلك السياسية الأميركية بعد ذلك. ورغبت واشنطن كذلك في تشديد الحصار على النفوذ الإيراني ومنعه من التوغل تجاه الشرق، خاصة جمهوريات آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين، التي تحوي أكبر ثاني احتياطي نفطي في العالم بعد الخليج العربي؛ لذلك لم تمانع الولايات المتحدة ولم تقف حجر عثرة أمام تقدم طالبان.[٧].

الأسس الفكرية للحركة

كما أثر الإطار الأولي والفكري لقادة طالبان على عقلية وتعليم مجتمع البشتون في جنوب أفغانستان، بعلم أو بغير علم من مختلف أفكار التيارات الإسلامية المتطرفة المعاصرة. وبحسب مصادر أفغانية، فإن حركة طالبان، المستعدة للتفاوض من أجل السلام بعد 20 عاما من الحرب في أفغانستان، وضعت شرطا للسلام، وهو ما يسبب في حد ذاته صراعا داخليا وخارجياً وتصر هذه الجماعة على أن الحرب في أفغانستان يجب أن تسمى "جهاداً" وأن يكون الفقه الحنفي فقط هو الأساس الرئيسي للقرارات في مفاوضات السلام ولا يجوز ذكر مذاهب الأخرى! هذا على الرغم من أن هناك مذاهب آخري في أفغانستان كمذهب الشيعي، وهو معترف به في الدستور الأفغاني، وعليه فإن علماء الشيعة والسنة في أفغانستان يعتبرون طلب طالبان هذا غير منطقي وغير عادل ومخالف للدستور.

ومن بين المحتجين على هذا الطلب، قال محمد سروار دانيش، النائب الثاني للرئيس وأحد علماء الشيعة، في هذا الصدد: إن السلام في أفغانستان يتعلق بجميع المجموعات العرقية، وجميع الأحزاب، وأتباع جميع المذاهب وجميع المقاطعات والفئات الاجتماعية والأحزاب السياسية في البلاد، وهي تنتمي إلى مجموعة واحدة وهي ليست خاصة فإذا كان الهدف من المفاوضات خلق الفرقة بين شعبنا منذ البداية والتشكيك في إنجازات الحكومة والشعب، فإن المفاوضات لن تنتهي لصالح أفغانستان. كما قال لطف الله حق القائم بأعمال مجلس الإخوان المسلمين في أفغانستان: إن تجاهل المذاهب الإسلامية الأخرى، وخاصة المذهب الجعفري، وهو مذهب عالمي وله أتباع في كل أنحاء العالم، يضعف أسس الإخوان المسلمين ولا يكون كذلك، يتوافق مع طبيعة السلام والمصالحة.[٨]. وأضاف هذا الأستاذ الجامعي أنه إذا أصرت حركة طالبان على مطلبها بأن يكون الفقه الحنفي أساساً للمحادثات، فقد تحركت فعلياً في اتجاه العدو، لأن الأيادي من وراء الستار تحاول إشعال حرب دينية وتقسيمية إن البدء في دفع نتيجة السلام في أفغانستان، وعن غير قصد، نحو حرب دينية دموية، وإثارة مثل هذه القضايا التي تضر بأجواء السلام، من أي جهة كانت، يمنعنا من تحقيق الهدف الأساسي، وهو إرساء الاستقرار والأمن في البلد وأكد حق باريست أن أجواء المحادثات يجب أن تتم بطريقة لا يتم فيها تجاهل حتى حقوق الأقليات البوذية والهندوسية، ناهيك عن المذهب الجعفري المسجل بوضوح في الدستور الأفغاني، وأن يكون مذهبا رسمياً. استبعادها من أجواء المحادثات يعني إزالتها من النظام بأكمله والبلاد، الأمر الذي يمكن أن يكون له عواقب خطيرة، وبالتالي، إذا كانت جماعة طالبان تؤيد السلام، فلا ينبغي لها التحريض على مثل هذه القضايا.[٩].

الفكر السياسي للحركة

ترفض طالبان استعمال لفظ الديمقراطية، لأنها "تمنح حق التشريع للشعب وليس لله". ولا ترى الحركة أهمية لوضع دستور أو لائحة لتنظيم شؤون الدولة، وترى أن القرآن والسنة هما دستور الدولة الإسلامية. وتعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة، ينتخبه أهل الحل والعقد، ولا توجد مدة محددة لتوليه المنصب، ويتم عزله فقط في حالة العجز أو الموت، أو إذا أتى ما يخالف الدين. وتهتم الحركة اهتماما كبيرا بالمظهر الإسلامي كما تتصوره، فتأمر الرجال بإطلاق اللحى ولبس العمامة، وتمنع إطالة الشعر وتحرم الموسيقى والغناء والصور، وتمنع عمل المرأة خارج بيتها، وتشرف على تنفيذ ذلك هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولا تسمح الحركة بتشكيل أحزاب سياسية جديدة، ولا تقبل الأحزاب الموجودة، ويقول مؤسس الحركة في ذلك إنه رفضها لأنها "تقوم على أسس عرقية وقبلية ولغوية، وهي نوع من العصبيات الجاهلية، الأمر الذي تسبب في مشاكل وعداء وفرقة بين الناس".[١٠].

عودة مجدداً بتغيرات طفيفة

بعد 20 عاما من الإطاحة بحكمها، عادت حركة طالبان إلى المشهد السياسي، مع رحيل قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة لأفغانستان. وفي تحول نوعي، أعلنت الحركة في 15 أغسطس/آب 2021، انتهاء الحرب على أفغانستان بعد سيطرتها على القصر الرئاسي في كابل، ومسارعة الدول الغربية لإجلاء مواطنيها. وطالبت الحركة في رسالة إلى الأمم المتحدة بتعيين المتحدث باسم مكتبها السياسي مندوبا، لـ "إمارة أفغانستان الإسلامية" لدى الأمم المتحدة، وطالبت بفتح سفاراتها في العاصمة كابل. وصادق مجلس الأمن الدولي يوم 17 مارس/آذار 2022، على قرار يقضي بإقامة علاقة رسمية مع أفغانستان بقيادة طالبان.[١١].

موقف الحركة من حرية النساء

طالبان حركة "متشددة" على مستوى الأفكار والممارسات، ولم تغير مواقفها تجاه الحريات العامة والمرأة، ولذلك منعت النساء من العمل والدراسة حتى على مستوى الطالبات "صغار السن"، وتطمس صورة السيدات في الإعلانات واللوحات الإرشادية على الطرقات، حسبما يوضح لموقع "الحرة".

ويؤكد أن طالبان "تدعم الحركات الأكثر تطرفا، وتحتضن تنظيمات على غرار تنظيم القاعدة العابر للقارات والحدود"، وبالتالي فالحركة "المتشددة" لم تغير مواقفها على الإطلاق. ما علاقة "الشريعة الإسلامية"؟ يعتمد رجال الدين في نظام طالبان أحد "أكثر تفسيرات الشريعة تشددا"، بما في ذلك عقوبات الإعدام والعقوبات الجسدية، وفقا لمراقبين. وخلال السنوات الثلاث التي أعقبت عودتها إلى السلطة، عززت طالبان قبضتها على البلاد، وضاعفت الإجراءات الهادفة إلى القضاء على "حرية النساء". وأغلقت طالبان أمام النساء أبواب الثانويات ثم الجامعات، وكذلك المنتزهات وصالات الرياضة والحمامات، في سياسة وصفتها الأمم المتحدة بأنها "فصل عنصري بين الجنسين".


وفي الفترة الفاصلة بين حكمي طالبان، كانت "الفتيات مخولات ارتياد المدارس وتسنى للنساء إيجاد فرص عمل في كل القطاعات". وفي الوقت الحالي فإن أفغانستان هي الدولة الوحيدة في العالم التي "تحظر على الفتيات إكمال الدراسة بعد التعليم الابتدائي. [١٢].

سلطة زعيم الطالبان

على الرغم من مرور ثلاث سنوان من وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان وكفاحها لبناء دولة، فإنها لم تتمكن حتى الآن من تشكيل حكومة رسمية وصياغة دستور وبناء علاقات مع المجتمع الدولي. ويرأس الحكومة المؤقتة -التي أعلنتها الحركة بعد أسابيع من استلامها السلطة في أغسطس/آب 2021- مجلس وزراء يتكون من 33 وزيرا كانوا مسؤولين سابقين في طالبان أو موالين لها مثل وزير التجارة نور الدين عزيزي، ويخضع بعضهم لعقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة. ويتولى الملا محمد حسن آخوند، المقرب من زعيم الحركة منصب رئيس الوزراء بالوكالة، ويشغل أحد مؤسسيها الملا عبد الغني برادر -الذي قاد مفاوضات السلام مع واشنطن– منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية.

ويشغل الملا عبد السلام حنفي منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الإدارية، والمولوي عبد الكبير منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون السياسية، وسراج الدين حقاني حقيبة الداخلية، ويتولى نجل مؤسس الحركة المولوي محمد يعقوب مجاهد منصب وزير الدفاع، وأمير خان متقي حقيبة الخارجية، وذبيح الله مجاهد هو المتحدث باسم الحكومة الأفغانية.[١٣].

لفلسطين وغزة نصيب في ذكرى التحرير

وكان لغزة وفلسطين حضور في الاحتفالات ونصيب في كلمات قيادات حكومة طالبان، إذ ختم آخوند زاده كلمته بالدعاء للشعب الفلسطيني وتحرير المسجد الأقصى، قائلا "اللهم انصر إخواننا في فلسطين كما نصرتنا في أفغانستان، وأنقذهم من الوحشية والظلم الذي يمارس عليهم، وأنزل عذابك على إسرائيل مثلما أنزلته على فرعون ونمرود، وأنعم علينا لنرى المسجد الأقصى محررا بعيوننا". وأما حقاني، فقال مخاطبا الشعب الفلسطيني "مثلما حصل الشعب الأفغاني بعد كفاح طويل وشاق على الحرية، سيأتي اليوم الذي ستحصلون فيه أيضا على الحرية والاستقلال".[١٤].

كيفت تتعامل الحركة مع الشيعة بعد العودة

وبعد عودة طالبان (2006/2006)، لم يلاحظ أي تغيير في السلوك العنيف لهذه المجموعة تجاه الشيعة، وتشير الإحصائيات إلى أن خسائر وتكاليف هجمات طالبان كانت في بعض الأحيان أكبر بالنسبة للشيعة.وبعد بدء نشاط تنظيم داعش في أفغانستان (2015/2014) وتنفيذه عمليات إرهابية وجرائم خاصة ضد الشيعة، أدانت حركة طالبان هذه الهجمات في عدة بيانات، وحاولت النأي بنفسها عن الهجمات المتعمدة على الشيعة بدوافع دينية وعنصرية.

كما أنه عندما عادت طالبان إلى السلطة عام 2021هـ، تم منع تدريس الفقه الجعفري في الجامعات، وفي أبريل 2021، رفضت طالبان طلب مجلس علماء الشيعة الأفغانيين بالموافقة على تدريس الفقه الجعفري في الجامعات الأفغانية، وكان ذلك قرر أن يتم تدريس الفقه الحنفي فقط. بينما قبل طالبان، كان الفقه الجعفري يُدرس في المحافظات الشيعية مثل باميان. وردًا على هذا الحظر، أصدر مجلس علماء الشيعة في أفغانستان بيانًا أعرب فيه عن أسفه وطالب طالبان باحترام حقوق الشيعة. وأفادت مصادر إخبارية بأن حركة طالبان انتهكت الحريات الدينية للشيعة على نطاق واسع في الأيام الأولى من عام 2018 مايو 2021. . أفادت التقارير أنه خلال أيام عيد الفطر 2021 هـ، أعلنت علماء الشيعة يوم السبت 2 مايو 2021 عيدًا واحتفلت حكومة طالبان بيوم الجمعة 1 مايو باعتباره يوم العيد، الشيعة في مختلف المحافظات بما في ذلك بلخ وغزنة تأثروا بشدة في سلوك طالبان. ويقال إن حركة طالبان أغلقت مساجد الشيعة في غزنة ولم تسمح بإقامة صلاة العيد، وفي بلخ وبعض الأماكن الأخرى أجبرت الشيعة على الإفطار في أول جمعة من شهر مايو.[١٥].

الهوامش