مجلس خبراء القيادة

من ویکي‌وحدت


مجلس خبراء القيادة هو إحدى مؤسسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومهمته الأساسية انتخاب قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومراقبة أدائه، مدة ولاية هذا المجلس 8 سنوات ويتم انتخاب أعضائه من قبل الشعب، يتكون هذا المجلس من 88 من المجتهدين المؤهلين الذين لهم مهام جسيمة في هيكل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وشرط الحضور في هذا المجلس هو امتلاك القدرة على الاجتهاد بمستوى التجزئة، تأسس هذا المجلس لأول مرة في عام 1362 هـ.ش (1983 م)، وفي 11 من شهر أسفند 1402 هـ.ش (2024 م)، تم إجراء انتخابات الدورة السادسة له، بعد وفاة الإمام الخميني في 14 خرداد 1368 هـ.ش (1989 م)، قام مجلس خبراء القيادة بانتخاب آية الله خامنئي لقيادة الجمهورية الإسلامية.

مهام مجلس الخبراء

الفصل الثامن من الدستور الإيراني، حسب المادة 107 من دستور 1979 و حسب المادة 111 يتحدث بالتفصيل عن مهام المجلس وتتلخص بـ:

  • انتخاب المرشد الأعلى للثورة الذي تناط به مسؤولية الإشراف على السياسة العامة في إيران، وإعلان الحرب والسلام والنفير العام، وهو القائد العام للقوات المسلحة.
  • يحق المجلس بإقالة المرشد الأعلى إذا ثبت عجزه عن أداء واجباته أو فقد مؤهلاً من مؤهلات اختياره التي نصّت عليها المادة 110 من الفصل الثامن، وتعيين آخر بحال وفاته.

أما عملية انتخاب مجلس الخبراء فيتم من خلال قيام كل محافظة من محافظات إيران باختيار ممثل لها في المجلس، فإذا زاد عدد سكانها عن المليون يحق لها انتخاب ممثل إضافي عن كل 500 ألف شخص. ويتم الانتخاب عبر اقتراع شعبي مباشر. وتبلغ ولاية مجلس الخبراء 8 سنوات، لكن قبل التصويت الشعبي، يتم التصويت على أهلية المرشحين لعضوية المجلس، من قبل مجلس صيانة الدستور المؤلف من 12 عضواً. يتزامن انتخاب مجلس خبراء القيادة، مع انتخاب مجلس الشورى وهو البرلمان الإيراني. وفي يوم الاقتراع، يتوجه الإيرانيون إلى مراكز الاقتراع صباحاً ويدلون بأصواتهم لانتخاب المجلسين في الوقت ذاته[١].

مكانة مجلس الخبراء في الدستور الإيراني

تم ذكر "مجلس خبرگان القيادة" في المواد 99، 107، 108، 111، و177 من الدستور الإيراني، تنص المادة 107 على أن مهمة اختيار القائد تقع على عاتق مجلس خبرگان القيادة، وبحسب المادة 108، فإن تحديد عدد الأعضاء، وشروطهم، وكيفية انتخابهم، واللائحة الداخلية لجلساتهم تقع ضمن صلاحيات مجلس خبرگان نفسه، وبناءً على ذلك، تم صياغة أول قانون لانتخابات مجلس خبرگان، والذي يتضمن تحديد عدد الأعضاء وشروط المرشحين، تنفيذًا للمواد 107 و108 من الدستور، في 10 مهر 1359 (بالهجري الشمسي) من قبل مجلس صيانة الدستور، وتمت المصادقة عليه من قبل الإمام الخميني، قائد إيران آنذاك. وقد شهد هذا القانون بعض التعديلات، بما في ذلك التغييرات التي تم إدخالها خلال جلسات 24 و25 تير 1369 (بالهجري الشمسي) [1]. آخر تعديل لهذا القانون كان في 11 شهريور 1394 (بالهجري الشمسي)[٢].

عدد أعضاء مجلس الخبراء

يبلغ عدد النواب في مجلس خبراء القيادية 88، وتوزيعهم على مستوى الدولة على النحو التالي: محافظة طهران 16 نائباً محافظتي خراسان الرضوية وخوزستان 6 نواب لكل منهما محافظات أصفهان وأذربيجان الشرقية وفارس 5 نواب عن كل منهم محافظتي جيلان ومازندران 4 نواب لكل منهما محافظتي غرب أذربيجان وكرمان 3 نواب لكل منهما محافظات أردبيل وألبرز وسيستان بلوشستان وقزوين وكردستان وكرمنشاه وجولستان ولورستان ومركزي وهمدان نائبين لكل منهم. محافظات إيلام، وبوشهر، وجهارمحال وبختياري، وجنوب خراسان، وشمال خراسان، وزنجان، وسمنان، وقم، وكهكيلويه، وبوير أحمد، وهرمزكان، ويزد، ممثل واحد لكل منهم. تجدر الإشارة إلى أن أي زيادة لعدد أعضاء مجلس الخبراء ستكون بناء على اقتراح مجلس الإدارة في العام الأخير من كل دورة وموافقة جمعية خبراء القيادة بعد إجراء التحقيقات اللازمة وحسب عدد السكان والتقسيمات الجغرافية للبلاد والمصالح الوطنية[٣].

شروط المرشحين لمجلس الخبراء

موجب المادة (3) من قانون انتخاب مجلس الخبراء القيادة، يشترط فيمن يرشح نفسه في هذا المجلس ما يلي:

  • السمعة الطيبة في الدين والأمانة والكفاءة الأخلاقية
  • الاجتهاد إلى حد أنه له القدرة على استنتاج بعض المسائل الفقهية ويستطيع التعرف على الفقه المؤهل للريادة.
  • البصيرة السياسية والاجتماعية والإلمام بالقضايا الراهنة
  • الإيمان بنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
  • عدم وجود سجلات سياسية واجتماعية سيئة[٤].

مكانة لمجلس الخبراء في نظر الإمام الخميني

كان لمجلس خبراء القيادة مكانة مرموقة وأهمية خاصة في نظر الإمام الخميني؛ لدرجة أنه عند استعداد وزارة الداخلية لإجراء الانتخابات، أثار البعض شبهة أن إجراء انتخابات مجلس خبراء القيادة يُعتبر إضعافًا للإمام الخميني، وقد رد الإمام على هذه الشبهة بأن تشكيل مجلس الخبراء ليس فقط لا يُضعف القيادة، بل يعززها، وحذر الشعب من الانخداع بمن يعتبرون مجلس الخبراء سببًا في إضعاف القيادة، ودعا الجميع للمشاركة في انتخابات مجلس خبراء القيادة، واعتبر الإمام الخميني تسجيل أسماء الأشخاص المؤهلين لتمثيل مجلس الخبراء واجبًا شرعياً وبسبب اهتمامه الخاص بمجلس خبراء القيادة، كان يرغب في أن يكون أعضاؤه على مستوى عالٍ من العلم، ولهذا السبب، أوصى في الدورة الأولى لانتخابات هذا المجلس بترشح أشخاص علماء بارزين ومعروفين، كما أوصى الإمام جميع أفراد الشعب الإيراني بالمشاركة في انتخابات مجلس خبراء القيادة واعتبر ذلك واجبًا ايضا شرعياً وكان يعتقد أن التهاون في المشاركة في الانتخابات هو أمر قد لا يمكن تعويضه في المستقبل، وأن عدم المشاركة في الانتخابات يؤدي إلى تحقيق أطماع الاستعمار وأولئك الذين يريدون إفساد إيران وغيرها من الدول الإسلامية وسرقة ثرواتها، وأن الذين يعرقلون تشكيل مجلس الخبراء هم من يخافون من تشكيله. كما حذر الإمام من التساهل والتقصير في المشاركة في الانتخابات، وأشار إلى أن المحبين للإسلام والجمهورية الإسلامية متعلقون به، بينما يراقب الأعداء والمخالفون مجلس الخبراء عن كثب حتى أنه أوصى في وصيته بأن يشارك الناس في جميع الانتخابات، بما في ذلك[٥]. انتخاب الخبراء لتحديد القائد، وفي رسالته بمناسبة افتتاح الدورة الأولى لمجلس الخبراء، قدم الإمام توجيهاتٍ لأعضاء المجلس:

  • لمجلس الخبراء دور أساسي في استمرار الجمهورية الإسلامية وإضفاء الشرعية فعلى أعضاء مجلس الخبراء، مع إيمانهم بحضور الله ومراقبته لأصواتهم وأعمالهم، أن يقدموا رضا الله على رضا أنفسهم والآخرين في اختيار القائد، وأن لا يفكروا إلا في مصلحة الإسلام والمسلمين.
  • مسؤولية أعضاء مجلس الخبراء هي في قمة جميع المسؤوليات، ومصير الإسلام والأمة يتوقف على عملهم؛ لأن أعظم انحراف، والذي يؤدي إلى انحراف جميع الأجهزة وسيسبب أكبر كارثة في التاريخ، هو انحراف القيادة. كما قدم الإمام في نفس الرسالة توصيات للقائد المستقبلي[٦].

وفي خطابين ألقاهما في تموز/يوليو 1983 وتموز/يوليو 1985 أمام أعضاء مجلس خبراء القيادة، أكد الإمام على نقطتين حول السلوك الفردي والاجتماعي لأعضاء مجلس الخبراء: الأولى هي الحفاظ على مكانة أهل العلم ومظهر طلبة العلم والروحانية، وهو ما يعكس الحياة البسيطة، والثانية هي تجنب الخلافات، واعتبر الإمام أن الخروج عن مظهر طلبة العلم والحياة البسيطة يؤدي إلى هزيمة الروحانية وهزيمة الإسلام، واعتبر أن سبب الخلافات هو حب النفس، وفي ردّه على سؤال أكبر هاشمي رفسنجاني حول مكان عقد اجتماعات مجلس الخبراء، سواء في قم أو طهران، وإمكانية توفير الأمن الجوي في قم كما ذكر المسؤولون الأمنيون، أشار الإمام إلى أنه لا يمانع، ولكن إذا لم يكن الأمن متوفرًا لهم في قم، فيجب أن يكون المكان حيث يمكن توفير الأمن[٧].

نظرة على الدورات السابقة لمجلس الخبراء

الدورة الأولى

تأسس مجلس خبراء القيادة لأول مرة عام 1986م ، وبعد وفاة الإمام الخميني (رض) مؤسس الجمهورية الإسلامية وأول زعيم لها، انتخب مجلس خبراء القيادة آية الله السيد علي خامنئي قائداً للجمهورية الإسلامية في 4 - 6 - 1989. وكان هذا الاختيار مؤقتا. وبعد تغيير الدستور والاستفتاء المتعلق به، اختار خبراء القيادة آية الله خامنئي قائداً دائماً للجمهورية الإسلامية في اجتماع عقد في 6 - 8 - 1989.

الدورة الثانية

وتم انتخاب خبراء القيادة للدورة الثانية في 8 - 10 - 1990، وعقدت الجلسة الأولى لهذا المجلس في 21 - 2 - 1991 ، وانتخاب آية الله علي مشكيني رئيساً لمجلس الخبراء للدورة الثانية.

الدورة الثالثة

تم انتخاب اعضاء الدورة الثالثة لمجلس خبراء القيادة في الشهر العاشر من عام 1998، وعقدت الجلسة الأولى لهذا البرلمان في 23 - 2 - 1999م. وكان رئيس الجولة الثالثة من الخبراء آية الله علي مشكيني.

الدورة الرابعة

تم انتخاب اعضاء الدورة الرابعة لمجلس خبراء القيادة في الشهر الحادي عشر من عام 2006. وبسبب الموافقة على تنسيق الانتخابات في جمهورية إيران الإسلامية، استمرت هذه الدورة من مجلس الخبراء لـ 10 سنوات. وكان أول رئيس لهذه الفترة آية الله علي مشكيني، وبعد وفاته أصبح أكبر هاشمي رفسنجاني أول رئيس للمجلس وكان آية الله محمد رضا مهدوي كيني وآية الله محمد يزدي، الرئيسان التاليان في هذا الدورة من مجلس خبراء القيادة.

الدورة الخامسة

وأجريت انتخابات الدورة الخامسة لمجلس خبراء القيادة في 26 - 2 - 2016. وقد عقدت الجلسة الأولى لهذا المجلس في 24 - 5 - 2016. وفي هذا الاجتماع تم انتخاب أحمد جنتي رئيسا للخبراء بأغلبية 51 صوتا. وخلال الـ 8 سنوات من فترة الدورة الخامسة لمجلس الخبراء ، توفي 21 نائبًا، من بينهم أسماء شخصيات مشهورة مثل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وسيد محمود هاشمي شاهرودي، ونور الله طبرسي، وسيد هاشم بطحاني كلبايكاني، ومحمد تقي مصباح يزدي. ليتم اختيار بديل عن الأعضاء الـ 21، ب 13 عضو جديد في الانتخابات النصفية، اما النواب الثمانية الآخرين الذين توفوا لم يتم انتخاب بديل لهم.

الدورة السادسة

تم إجراء انتخابات الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة في 11 إسفند 1402 هـ.ش (الموافق 1 مارس 2024) بالتزامن مع انتخابات مجلس الشورى الإسلامي، وعُقدت الجلسة الأولى لهذا المجلس في 1 خرداد 1403 (الموافق 22 مايو 2024)، وفي هذه الجلسة، تم انتخاب سماحة آية الله محمد علي موحدي كرماني رئيسًا لمجلس خبراء القيادة بـ 55 صوتًا[٨].

وصلات خارجية

الهوامش

المصادر