ماهر حمّود
الاسم | ماهر حمّود |
---|---|
الاسم الکامل | ماهر حمّود |
تاريخ الولادة | 1953م/1372ق |
محل الولادة | صیدا (لبنان) |
تاريخ الوفاة | |
المهنة | عالم دین، داعی تقریب، رئیس اتحادیه جهانی علمای مقاومت |
الأساتید | |
الآثار | وله مقالات متعدّدة منشورة في مجلّات محلّية وعالمية، وليس له كتب مطبوعة حتّى الآن وله في التقريب كتاب مخطوط تحت عنوان «محاولة جادّة للتقريب بين السنّة والشيعة وفق آلية محدّدة» |
المذهب | سنی |
ماهر حمّود: عالم دين لبناني، وداعية تقريب.
الولادة
ولد في صيدا بلبنان سنة 1953 م، وحضر حلقات مسجدية لتعليم العلوم الدينية على يد عدد من المشايخ في صيدا عام 1964 م.
وهو من مؤسّسي قسم الجماعة الإسلامية في صيدا عام 1971 م، والمسؤول عنها من ذلك التاريخ حتّى عام 1979 م، ومؤسّس قسم رابطة الطلّاب المسلمين في صيدا، وله نشاطات متعدّدة في العمل الطلّابي والسياسي.
الدراسة
درس في كلّية الشريعة في جامعة دمشق من عام 1972 م حتّى عام 1977 م، وخلال ذلك كانت له متابعات غير مكتملة في كلّية الحقوق والآداب، وله دراسات مسجدية في مساجد دمشق كذلك.
نشاطاته
وهو خطيب رسمي وإمام مسجد منذ العام 1979 م، وحالياً هو إمام لمسجد القدس.
ويعدّ من مؤسّسي تجمّع العلماء المسلمين العام 1982 م، ومسؤول رئيسي فيه حتّى العام 1994 م، ولعب دوراً بارزاً في مواجهة اتّفاق 17 آيار، ودوراً بارزاً في انتفاضة 6 شباط، وغيرهما.
ويعدّ من مؤسّسي الجبهة الإسلامية في صيدا والناطق باسمها من العام 1985 م حتّى حوالي العام 1990 م، وكانت الجبهة مشرفة على الوضع الإسلامي في صيدا، وتضمّ كافّة القوى الإسلامية إثر الانسحاب الإسرائيلي من صيدا في شباط 1985 م.
لعب دوراً بارزاً في كثير من الحوادث والملمّات، وبذل محاولات لإطفاء نار الفتن المتعدّدة في بيروت، وفتنة المخيّمات، وحرب إقليم التفّاح، ومغدوشة، وغيرها.
وله نشاط إسلامي بارز في بيروت بين العامين 1983 م و 1985 م خلال الاجتياح الإسرائيلي من خلال منبر جامعة بيروت العربية. وقد دعم المقاومة ضدّ العدوّ الصهيوني، وساهم في كافّة فصائلها، وخاصّة قوّات الفجر في صيدا وغيرها، وله علاقات مميّزة مع الحركات المقاومة (حماس والجهاد)، ثمّ كافّة فصائل المقاومة الفلسطينية العاملة على الساحة في الداخل والخارج.
اللغات التي يتكلم بها
يجيد اللغة الفرنسية، ويلمّ بالإنجليزية. وقد حضر عدّة مؤتمرات عالمية في مجال الدعوة الإسلامية والعمل الإسلامي السياسي، وله مقالات متعدّدة منشورة في مجلّات محلّية وعالمية، وليس له كتب مطبوعة حتّى الآن.
مؤلفاته التقريبية
وله في التقريب كتاب مخطوط تحت عنوان «محاولة جادّة للتقريب بين السنّة والشيعة وفق آلية محدّدة»، يقول في طيّاته: «سنطرح بإذن اللَّه بالجرأة المناسبة والالتزام المناسب مقترحات فقهية في محاولة جادّة للتقريب بين المسلمين، آخذين بعين الاعتبار الالتزام الفقهي لكلّ فريق والموروثات التاريخية والواقع السياسي المعقّد والمتراكم، مؤكّدين أنّ طرحنا ينبغي أن يُرى بعين فقهية علمية أوّلًا،
وليس من خلال ثقافة العامّة من كلّ الفُرقاء، حيث يظهر بشكل واضح أنّ ثقافة الناس وممارساتهم وتأثير (الدهماء) من الناس هو في كثير من الأحيان أقوى من أثر العلماء العاملين والحقيقيّين، بل إنّنا نؤكّد أنّ كثيراً من العلماء من كافّة الجهات يمتنعون عن الإعراب عن قناعاتهم العميقة خوفاً من ردّات فعل (شعبية) تحاصرهم وتقتصّ منهم، ولنا في ذلك الكثير من الأمثال. ولا بدّ أن ننتبه إلى أُمور قد لا تؤخذ في حجمها الحقيقي فتفاجئ العامل المخلص للتقارب وتحاصره
أيضاً... أوّلًا: هل نعتبر التقارب قُربى إلى اللَّه تعالى؟
سؤال هامّ ورئيسي: كيف يمكن اعتبار التقارب بين المسلمين عملًا نتقرّب به إلى اللَّه تعالى؟ والسؤال مشروع وواقعي، ولقد وجدنا طبقة واسعة من علماء الدين والعاملين في المجال الإسلامي يعتبرون أنّ تعميق الخلاف الفقهي والتأكيد على أنّ الحقّ تحتكره فئة واحدة بين المسلمين هو العمل الأرجى للتقرّب إلى اللَّه تعالى،
وبالتالي فإنّ الجهد كلّه ينصبّ عند هؤلاء على إدانة الآخر وتجريده من كلّ مكرمة أو شُبهة حقّ، وصولًا إلى التكفير المؤدّي إلى سفك الدماء والفتنة المتواصلة.
سؤالٌ نطرحه بجدّ: هل نعتبر التقريب أمراً شرعياً أم أنّنا ننافق ونكذب، فنطرح ذلك في المناسبات العامّة ووسائل الإعلام، ثمّ عندما يخلو كلّ منّا إلى فريقه يحرّضه على الآخر ويبيّن عوراته ويعمّق الخلاف ويضخّمه ويُقلّل من نقاط التقارب والتوافق؟
هذه نقطة أساسية،
بنود دستور وحدة المسلمين
وحتّى لا نكون فعلًا من الذين يريدون التقارب والتوافق نبتغي به وجه اللَّه لا بدّ من إعادة ترتيب الأولويات والتأكيد على أنّ الانتساب إلى الإسلام يشكّل ما يمكن أن نسمّيه «دستور وحدة المسلمين» أو ميثاق يوقّعه ويلتزم به الجميع يكون منطلقاً لوحدة المسلمين... هذه النقاط ينبغي أن تكون مختصرة وجامعة في آن واحد، ونقترحها فيما يلي:
1- الإيمان باللَّه الذي ليس كمثله شيء وهو السميع العليم.
2- الإيمان بمحمّد آخر الأنبياء وخاتم الرسل.
3- الإيمان باليوم الآخر: البعث والنشور والحشر والميزان والصراط والجنّة والنار.
4- الإيمان بالملائكة والنبيّين كما هو وارد في القرآن الكريم.
5- الإيمان بالقرآن الكريم محفوظاً كما أُنزل على محمّد كما هو موجود بين أيدي الناس لم يعتره تبديل أو تغيير.
6- الإيمان أنّ الأُمّة التي عاصرت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هي «خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ» (سورة آل عمران: 110)، كما ورد في القرآن الكريم.
7- التأكيد على أنّ علاقة آل بيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بكبار الصحابة كانت علاقة تكامل وتواصل وتناصح.
8- آل بيت رسول اللَّه هم معدن النبوّة ومختلف الملائكة، واحترامهم واجب، وتكريمهم جزء من الإيمان لا يتجزّأ.
9- الخلفاء الراشدون موضع احترام المسلمين، وإنجازاتهم موضع تقدير، وما يُعتبر أنّه خلاف هو اجتهادات موكول أمرها إلى اللَّه تعالى.
نعم، نحن في هذه النقاط ندخل في محرّمات سيعترض عليها الكثيرون، ولكنّنا نرى أنّ هذا هو الحدّ الأدنى لفتح باب التقارب فضلًا عن الحديث عن الوحدة بين المسلمين، فإن لم يكن هذا ممكناً فالحدّ الأدنى المطلوب هو توحيد جهود المسلمين لمواجهة الاستعمار الغربي والاحتلال الصهيوني والمؤامرات الهادفة إلى تفتيت المسلمين ونهب ثرواتهم.
هذا أقلّ من الحدّ الأدنى، ولكن هذا هو المتاح حالياً، وللأسف حتّى هذا القدر للأسف نجد أنّنا نفتقده أحياناً! ونرى جهات تزعم انتماءها إلى الصحوة الإسلامية لا تجد مانعاً من الاستعانة بالغربي أو أعوان الغربي وزبانيته ليحقّق «نصراً» على الآخر، وهذه صورة تكرّرت في الحروب الصليبية والاجتياح المغولي والتتري لبلاد المسلمين، وكانوا سبباً رئيسياً في إطالة أمد الاحتلال الصليبي ثمّ المغولي والتتري... واحتراماً للتاريخ الفقهي للمسلمين جميعاً بفرقهم ومذاهبهم واجتهادهم وحتّى يأتي يوم قريب- إن شاء اللَّه- نكسر فيه الجمود ونجدّد حيوية الفقه ونحطّم الخطوط الحمراء العريضة والحقيقية والموهومة التي صنعناها بأيدينا وقلنا: هي من عند اللَّه والأُخرى التي هي نتاج فقهي «سليم» الخ... حتّى يأتي ذلك اليوم نقترح الخطّة التالية:
أوّلًا: إلغاء الحديث مطلقاً عند الضربة القاضية واستبدالها بالنقاط، بمعنى: لا يجوز لأيّ فريق إسلامي يؤمن بالنقاط التي سمّيناها «دستور وحدة المسلمين» أو بأكثرها ويريد وحدة المسلمين أو التقارب بينهم بالحدّ الأدنى، لا يجوز له الحديث عن إقصاء الآخر
بالمطلق عن الإسلام، واعتبار الخلاف اجتهادي... فمثلًا لا يجوز للشيعي أن يقول مستنداً إلى حديث الغدير المتّفق عليه روايةً بين المسلمين: إنّ من لا يفسّره مثلنا فهو ليس بمسلم؛ لأنّ الآخرين لهم تفسيرهم لهذا الحديث. ومثله لا يجوز لسنّي أن يقول بكلمة واحدة:
الشيعة خارج الإسلام؛ لأنّ لهم موقفاً من الصحابة الكرام. قد يكون هذا المثل هو الأقصى والأقسى... فإذا استطعنا تأكيد هذا المنطلق فتحنا صفحة جديدة، وهذه الصفحة الجديدة تتلخّص في قولنا: ليس هنالك فريق يلغي آخر وينتصر عليه بالضربة القاضية، ولكن لكلّ فريق أن يعدّ للفريق الآخر النقاط القوية والأُخرى الضعيفة.... ومنعاً لأيّ التباس، إنّ كاتب هذه السطور له موقف، وليس هو محايداً بالمعنى السلبي للكلمة، بل هو مسلم سنّي، يرى طريقة الإمام الشافعي في الاستدلال أجدى، ويأخذ من كلّ المذاهب، ويرى بشكل عامّ ودون تفصيل أنّ ما عليه الأشاعرة في العقيدة هو أقرب للسنّة وللفطرة البشرية من المذاهب الأُخرى في العقيدة.
ومع ذلك سيرى القارئ أنّ فقرات طويلة من هذا الكتاب ستجعله يظنّ أنّه شيعي أو أنّه شيعي متشدّد، فيما سيرى في فقرات أُخرى وكأنّه خصم شرس للشيعة... وليس هذا صحيحاً ولا ذاك، ولكنّ الصحيح أنّ على المسلم أن يتقبّل المسلم الآخر طالما أنّه سيشترك معه بأساس الإيمان وضرورات العقيدة الإسلامية.
الهذف الرئيسي للكتاب
ومن هنا يظهر الهدف الرئيسي من هذا الكتاب أن يرى المتعصّبون من كلّ الفرقاء أنّ خصمه- إذا جاز التعبير- على شيء من الحقّ قد يوازيه أو يقلّ عنه بقليل، وليس مجرّداً بالمطلق من المنطق والدليل والبرهان، ولعلّ حجّة اللَّه عليه قائمة، وبالتالي سيقبله اللَّه- واللَّه أعلم- على خطئه؛ لأنّ عنده اجتهاداً يستند عليه ولأنّ الدليل يصله بشكل معيّن، وأعطاه المبرّر الكافي ليسلك المسلك الذي هو فيه. وبالتالي إذا حصل اختلاف حول قال خصمك في الآخرة،
وهل هو في النار أم لا؟ وهل تحتكر أنت وجماعتك الجنّة ورضوان اللَّه أم لا؟
إذا حصل هذا النقاش فسيكون الجواب محصوراً في الحديث عن الدرجة في الجنّة وليس عن أصل الدخول إليها، وعن السابق واللاحق وليس عمّن سيدخل ويغلق الباب وراءه.
وهكذا نكون بذلك قد أنزلنا الخلاف الفقهي إلى المستوى الذي يتمكّن فيه المخالف من قبول الآخر والعيش معه والتواصل بكلّ ما لهذه الكلمة من معنى.
ورُبّ لقائل أن يقول: لن يكون هذا، سيفتح هذا الكلام معارك قد نكون في غنى عنها، ويفترض أنّه سيحدث ضجيجاً في غير موضعه، ولكنّها محاولة أو تفكير بصوت مسموع لتحريك الموضوع المذهبي الذي لم يجرؤ أحد تقريباً حتّى هذه اللحظة ومنذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران التي أتت بطرح إسلامي «شيعي» جديد كلّ الجدّة في التاريخ الإسلامي الشيعي خاصّة.
لقد كانت الثورة الإسلامية فتحاً جديداً في التاريخ الإسلامي المعاصر،
واستطاعت أن تحقّق شعارات إسلامية كانت قد سعت لها حركات إسلامية كثيرة ومتعدّدة واسعة التمثيل، لكنّها عجزت عن أن تحقّق الشعارات الإسلامية التاريخية، والتي قد تتلخّص في الشعارات التالية:
1- الإسلام دين ودولة، مصحف وسيف.
2- الإسلام نظام مستقلّ، ليس تابعاً للشرق ولا للغرب.
3- الإسلام وقود الشعوب، وليس أفيون الشعوب.
ومع ذلك لقد اقتصر الكلام عن الوحدة الإسلامية من خلال توحيد الموقف السياسي في وجه العدوان وتوحيد الجهود ضمن أهداف الأُمّة العريضة، ولم يجرؤ أحد ولم يشأ أحد الدخول في التفاصيل المذهبية، وهذه محاولة (جديدة) إذا لاقت الاستحسان سنكمل هذا الطرح، وإلّا سيبقى كنوع من ذكريات خاصّة أو أفكار توضع في أرشيف محاولات التغيير الإسلامية الكثيرة خلال التاريخ الطويل».