سعيد جليلي

سعيد جليلي المفاوض النووي وقائد حكومة الظل الساعي لرئاسة الجمهورية الإسلامية إيران يُعد من الشخصيات النشطة جدًا والتي تولت مناصب متنوعة ومهمة في الوقت ذاته خلال سنوات نشاطها، وهو أكاديمي وسياسي ينتمي إلى السياسيين ذوي التوجه الأصولي، ويدعم أفكار وشعارات وبرامج الأيام الأولى للثورة الإسلامية، واحدا ابرز من أربعة مرشحين في الانتخابات لخلافة إبراهيم رئيسي الذي استشهد في حادث تحطّم طائرة هليكوبتر في أيار ماضي سنة 2024م.

سعيد جليلي
سعید جلیلی.jpg
الإسمسعيد جليلي
سائر الأسماءالدكتور سعيد جليلي
التفاصيل الذاتية
مكان الولادةايران
الدينالإسلام، الشيعة
النشاطات
  • وزارة الخارجية: شغل منصب رئيس مكتب التفتيش في الوزارة، ثم أصبح نائبًا لشؤون أوروبا وأمريكا.
  • الأمن القومي: عين أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي (2007-2013)، وممثلًا للقائد في المجلس.
  • المفاوضات النووية: قاد فريق المفاوضات النووية الإيراني مع الدول الغربية خلال فترة فرض العقوبات الدولية.
  • عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام.
  • عضو في المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية.
  • شارك في صياغة سياسات مقاومة العقوبات الاقتصادية.

نشأته وولادته

ولد الدكتور سعيد جليلي في 15 شهريور عام 1344 هجري شمسي (الموافق 1965 ميلادي) في المدينة مشهد المقدسة، والده محمد حسن جليلي من مدينة بيرجند، خريج اللغة الفرنسية، وكان مدرسًا ومديرًا لمدرسة نواب صفوي في المنطقة الأولى بمشهد، أما والدته فتنحدر من أصول تركية وهي من مدينة أردبيل.

دارسته وتكوينه العلمي

قضى الدكتور سعيد جليلي كافة مراحل تعليمه من الابتدائية حتى ما قبل الجامعة في مدينة مشهد، ثم انتقل إلى طهران لمواصلة تعليمه الجامعي، حيث التحق بجامعة الإمام الصادق (وهي جامعة خاصة في طهران). حصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في تخصص "معارف إسلامية وعلوم سياسية" من جامعة الإمام الصادق (عليه السلام)، كما قام بالتدريس في نفس الجامعة لمادة "دبلوماسية النبي (ص)". ومن الجدير بالذكر أنه كان له سجل حافل في التدريس بكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة شريف الصناعية، حيث كان نشيطًا وناجحًا جدًا في هذا المجال. إلى جانب تحصيله الأكاديمي المرتفع حتى مرحلة الدكتوراه، فإنه يجيد اللغتين الإنجليزية والعربية بطلاقة، ويمكنه استخدامهما بسهولة [١].

التواجد في الجبهة

تتجاوز خدماته الجليلة للبلاد مجرد شغل بعض المناصب، فإذا أمعنا النظر في إنجازاته، نجد أنه قام بأعمال أكثر قيمة وأهمية. على سبيل المثال، خلال فترة الدفاع المقدس التي استمرت 8 سنوات (أي خلال الحرب العراقية الإيرانية)، شارك مرارًا كمجاهد في جبهات القتال بدءًا من مرحلة الثانوية حتى الجامعة، وفي إحدى المعارك، تعرضت إحدى ساقيه لإصابة خطيرة، ونظرًا لعدم توفر الإمكانات الطبية الكافية، أدى ذلك إلى بتر ساقه، وفي ذلك الوقت، كان مراقبًا (دليلاً) في لواء الإمام الرضا (عليه السلام) 21 التابع لفرقة النصر في خراسان، وفي شهر دي عام 1365 هجري شمسي (ديسمبر 1986)، خلال عملية كربلاء 5، تعرض لإصابة شديدة وأصيب في ساقه. ونظرًا لعدم توفر الإمكانات المناسبة في المستشفى الميداني بمنطقة شلمجة، بالإضافة إلى حالته الطارئة، فقد اضطر الأطباء إلى بتر ساقه اليمنى. ومع ذلك، لم يتراجع بعد هذه الحادثة وإصابته كجريح حرب، بل ظل يبذل قصارى جهده لخدمة البلاد، فانضم بعد ذلك إلى قسم التموين والإمداد في الفرقة [٢].

مؤلفاته

ألف سعيد جليلي كتابين هما: "السياسة الخارجية لرسول الإسلام"، و"الفكر الإسلامي في القرآن"، وكانت أطروحته للدكتوراه بعنوان "نموذج الفكر السياسي في الإسلام كما ورد في القرآن الكريم".

حياته الزوجية

السيد سعيد جليلي في عام 1371 هـ.ش (1992 م) وبعد حصوله على شهادة الماجستير من جامعة الإمام الصادق (ع)، تزوج من السيدة فاطمة ساجدي يوسفي التي كانت طبيبة عامة في ذلك الوقت. وثمرة هذا الزواج ولد واحد اسمه سجاد، كان السيد سعيد جليلي وعائلته مقيمين في مدينة كرج حتى عام 1384 هـ.ش (2005 م)، لكنهم الآن يقيمون في مدينةك شهيد دقايقي الواقعة في منطقة لويزان في طهران. حتى الآن لم يتم نشر أي صور أو معلومات شخصية عن السيدة فاطمة ساجدي، لكن ما يمكن الجزم به هو أنها خريجة كلية الطب، وبعد تخرجها وحصولها على شهادة الدكتوراه، بدأت ممارسة عملها كطبيبة عامة. وتتمتع بمهنة ومنصب ووضع مختلف تمامًا عن زوجها، فهي لم تتدخل في السياسة، خاصة في الوقت الحالي حيث يظهر العديد من المرشحين برفقة زوجاتهم في المقابلات الإخبارية التلفزيونية، ولم تبدِ أي رغبة أو اهتمام بالمشاركة، ولم يسبق لها أن شاركت بشكل فعال أو مؤثر في أي من الأمور المتعلقة بالانتخابات. ويبدو أنها تفضل الابتعاد عن الشؤون السياسية والانشغال بأمورها الخاصة. من خلال ما ذكر يمكن الاستنتاج بسهولة أنها لا تملك اهتمامًا خاصًا بالسياسة، ولم تقم حتى الآن بأي نشاط جاد أو هادف في هذا المجال، ولها شخصية مختلفة تمامًا عن الشخصية السياسية لزوجها. كما ذكرنا، لم يتم نشر أي صورة للسيدة فاطمة ساجدي على الإنترنت، لكن هناك صورًا لابنها سجاد في مراحل طفولته ومراهقته برفقة والده الدكتور سعيد جليلي، في مناسبات دينية وصلاة الجمعة وأماكن دينية أخرى. ابن السيد سعيد جليلي، سجاد جليلي، درس الهندسة الكهربائية في جامعة شريف في طهران، وهو الآن يتابع دراسته في مرحلة الماجستير.

نشاطاته الإجتماعية والسياسية

شغل في السنوات الأخيرة وحتى الآن مناصب مهمة جدًا، منها عضوية المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، وعضوية مجمع تشخيص مصلحة النظام، وممثيل القائد الثورة الإسلامية في المجلس الأعلى للأمن الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقبل توليه هذه المسؤوليات، كان من عام 1386 هـ.ش (2007 م) حتى 19 شهريور 1392 هـ.ش (10 سبتمبر 2013 م) أمينًا للمجلس الأعلى للأمن الوطني ورئيسًا لفريق المفاوض النووي الإيراني مع الدول الغربية. قبل ذلك أيضًا، كان رئيسًا لدائرة التفتيش في وزارة الخارجية، ومديرًا لشؤون الدراسات الجارية في مكتب القيادة، ونائبًا لشؤون أوروبا وأمريكا في وزارة الخارجية الإيرانية. كما يظهر، فإن سجله حافل، وقد قدم خلال هذه السنوات خدمات قيمة جدًا وقام بالعديد من الإجراءات المهمة [٣].

الوزارة الخارجية

تولى الدكتور سعيد جليلي رئاسة دائرة التفتيش في وزارة الخارجية لفترتين. بعد هذه الفترة، مع بداية العقد الأول من الألفية الثانية (2000s)، وانتقل جليلي إلى مكتب القائد الأعلى للثورة، وتم تكليفه بمسؤولية إدارة شؤون الدراسات الجارية في مكتب القيادة. ومن خلال فترة توليه إدارة شؤون الدراسات الجارية في مكتب القيادة، قام بدور رصد وتقديم التقارير واقتراح الاستراتيجيات الكبرى للبلاد في مختلف المجالات للقائد الأعلى. وعندما تشكلت الحكومة التاسعة بعد فوز محمود أحمدي نجاد في انتخابات 3 تير 1384 هـ.ش (24 يونيو 2005 م)، وبدأت رسميًا في 12 مرداد 1384 هـ.ش (3 أغسطس 2005 م) واستمرت حتى 12 مرداد 1388 هـ.ش (3 أغسطس 2009 م)، أصبح جليلي نائبًا لشؤون أوروبا وأمريكا في وزارة الخارجية. وبعد ذلك، في عام 1386 هـ.ش (2007 م)، تم تعيينه أمينًا للمجلس الأعلى للأمن الوطني. إذا ألقينا نظرة على سجله، يمكننا أن نلاحظ بوضوح عضويته في لجنة مكافحة الفساد الاقتصادي وقيادة إجراءات المواجهة الاقتصادية الخاصة التابعة لأمانة المجلس الأعلى للأمن الوطني، ورئاسته للجنة مكافحة العقوبات، مما يدل على نشاطه في هذه المجالات أيضًا [٤].

ايدلوجيته الإجتماعية

الدكتور سعيد جليلي هو أحد السياسيين الإيرانيين البارزين المنتمين إلى التيار الأصولي، المؤيدين للقائد الأعلى للثورة الإسلامية إيران الإمام الخامنئي، والمتمسكين بمبادئ الثورة الإسلامية الأولى، و من خلال قيادته للمفاوضات النووية، اتخذ موقفًا صلبًا ضد مطالب مجلس الأمن بوقف تخصيب اليورانيوم، مما أدى إلى فرض عقوبات قاسية على إيران تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. يعتبر جليلي شخصية مثيرة للجدل بين محللي السياسة، حيث يرى البعض أن سياسته الصلبة زادت من عزلت إيران، بينما يثمن آخرون دفاعه عن المبادئ الثورية.

==المناصب التي شغلها

  • وزارة الخارجية: شغل منصب رئيس مكتب التفتيش في الوزارة، ثم أصبح نائبًا لشؤون أوروبا وأمريكا.
  • الأمن القومي: عين أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي (2007-2013)، وممثلًا للقائد في المجلس.
  • المفاوضات النووية: قاد فريق المفاوضات النووية الإيراني مع الدول الغربية خلال فترة فرض العقوبات الدولية.
  • الانتخابات الرئاسية: ترشح للانتخابات الرئاسية في 2012 وحصل على المركز الثالث. كما سحب ترشحه في 2017 و2020 لدعم إبراهيم رئيسي.
  • الانتخابات الرئاسية (2024): تم ترشيحه رسميًا للانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة.
  • عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام.
  • عضو في المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية.
  • شارك في صياغة سياسات مقاومة العقوبات الاقتصادية [٥].

تشكيل حكومة الظل

شكل جليلي حكومة الظل إبان ولاية الرئيس حسن روحاني، وقال إنه فعل ذلك انطلاقا من حرصه على "دعم الحكومة وضمان صيانة المصالح الإيرانية من أطماع الغربيين". وأضاف -في تصريح له بالمناسبة عام 2019- أن "أحد مصاديق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو السعي لخلق تداعيات إيجابية في مسار الدولة" ويرى مراقبون في إيران أن حكومة الظل التي شكلها جليلي تحولت إلى عقبة أساسية أمام السياسات التي كانت تنوي حكومة روحاني تنفيذها، لا سيما في سياسة البلاد الخارجية والمفاوضات النووية الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018. وواصلت حكومة الظل نشاطها خلال حقبة الرئيس إبراهيم رئيسي بتقديم توصيات واستشارات للمجلس الوزاري، وكان جليلي يؤكد أن حكومة رئيسي تقبل النصيحة منه وتستجيب للتوصيات المقدمة [٦] .


الهوامش

المصادر