٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢: | سطر ٢: | ||
<div class="wikiInfo"> | <div class="wikiInfo"> | ||
[[ملف: | [[ملف:محمّد عبدالرحمن بیصار.png|تصغير|مركز|محمّد عبد الرحمان بيصار]] | ||
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | | {| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | | ||
!الاسم!! data-type="AuthorName" |محمّد عبد الرحمان بيصار | !الاسم!! data-type="AuthorName" |محمّد عبد الرحمان بيصار | ||
سطر ٣٢: | سطر ٣٢: | ||
</div> | </div> | ||
= | =ولادته= | ||
ولد بالسالمية من أعمال مركز فوه التابع لكفر الشيخ ب [[مصر]] سنة 1910 م. | ولد محمّد عبد الرحمان بيصار بالسالمية من أعمال مركز فوه التابع لكفر الشيخ ب [[مصر]] بتاريخ 20 من أكتوبر سنة 1910 م. | ||
= | =دراسته= | ||
حفظ القرآن الكريم، والتحق بمعهد دسوق الديني، وبعد نجاحه بمعهد دسوق ألحقه والده بمعهد طنطا ليكمل فيه دراسته الثانوية، وكان شَغُوفاً بالتأليف فألَّف رواية اسمها: (بؤس اليتامى)، فأثار عليه حفيظة أساتذته لاشتغاله بالتأليف، وهو عيب كبير في نظرهم، فأجروا معه تحقيقاً كانت نتيجته أن ترك معهد طنطا إلى معهد الإسكندرية حيث وجد فيه عقولاً متفتّحة تشجّع المواهب الفكرية. وبمعهد الإسكندرية حصل على الشهادة الثانوية الأزهرية، ثمّ التحق بكلّية أُصول الدين بالأزهر الشريف، فتخرّج منها ونال الشهادة العالمية سنة 1939 م، ثمّ نال درجة الأُستاذية «الدكتوراه» في العقيدة والفلسفة، وذلك سنة 1945 م. | |||
= | =نشاطاته ومناصبه= | ||
تمّ تعيينه مدرّساً بكلّية أُصول الدين سنة 1946 م. وفي سنة 1949 م رحل في بعثة علمية إلى إنجلترا، ودرس في جامعة كمبردج، ثمّ استقرّ في جامعة أدنبرة، ونال منها شهادة الدكتوراه سنة 1954 م بتفوّق في الفلسفة بموضوع تناول فيه حجّة الإسلام الغزالي والفيلسوف الفرنسي ديكارت وفلسفتهما. وعاد أُستاذاً سنة 1955 م بكلّية أُصول الدين، ثمّ رشّحته مواهبه ليكون مديراً للمركز الإسلامي بواشنطن سنة 1955 م، واستطاع أن يحظى بالاحترام من كلّ الطوائف، وعاد سنة 1959 م إلى كلّية أُصول الدين، ثمّ رأس البعثة التعليمية بليبيا سنة 1963 م. | تمّ تعيينه مدرّساً بكلّية أُصول الدين سنة 1946 م. وفي سنة 1949 م رحل في بعثة علمية إلى إنجلترا، ودرس في جامعة كمبردج، ثمّ استقرّ في جامعة أدنبرة، ونال منها شهادة الدكتوراه سنة 1954 م بتفوّق في الفلسفة بموضوع تناول فيه حجّة الإسلام الغزالي والفيلسوف الفرنسي ديكارت وفلسفتهما. وعاد أُستاذاً سنة 1955 م بكلّية أُصول الدين، ثمّ رشّحته مواهبه ليكون مديراً للمركز الإسلامي بواشنطن سنة 1955 م، واستطاع أن يحظى بالاحترام من كلّ الطوائف، وعاد سنة 1959 م إلى كلّية أُصول الدين، ثمّ رأس البعثة التعليمية بليبيا سنة 1963 م. | ||
وعيّن سنة 1968 م أميناً عامّاً للمجلس الأعلى للأزهر، ممّا أتاح له المشاركة والتوجيه وتحقيق أهدافه الإصلاحية. ومن بعد ذلك عيّن سنة 1970 م أميناً عامّاً لمجمع البحوث الإسلامية، فحرص على أن يجدّد الثقافة الإسلامية في أوساط الدارسين، وأن يجرّدها من الشوائب وآثار التعصّب السياسي والمذهبي، على حدّ تعبير الدكتور محمّد عبد المنعم | وعيّن سنة 1968 م أميناً عامّاً للمجلس الأعلى للأزهر، ممّا أتاح له المشاركة والتوجيه وتحقيق أهدافه الإصلاحية. ومن بعد ذلك عيّن سنة 1970 م أميناً عامّاً لمجمع البحوث الإسلامية، فحرص على أن يجدّد الثقافة الإسلامية في أوساط الدارسين، وأن يجرّدها من الشوائب وآثار التعصّب السياسي والمذهبي، على حدّ تعبير الدكتور محمّد عبد المنعم خفّاجي. | ||
وفي سنة 1974 م عيّن | وفي سنة 1974 م عيّن وكيلاً للأزهر، وساعد الدكتور عبد الحليم محمود في كلّ ما يعنّ له من مسائل وقضايا وهموم إصلاحية. | ||
وقد عيّن وزيراً للأوقاف المصرية وشؤون الأزهر سنة 1978 م، وكذلك شيخاً للأزهر سنة 1979 م، وأضحى أميناً عامّاً لمؤتمر علماء المسلمين أربع سنوات متتالية. | وقد عيّن وزيراً للأوقاف المصرية وشؤون الأزهر سنة 1978 م، وكذلك شيخاً للأزهر سنة 1979 م، وأضحى أميناً عامّاً لمؤتمر علماء المسلمين أربع سنوات متتالية. | ||
سطر ٥٨: | سطر ٥٨: | ||
وكما عني بالدراسة الفلسفية فقد عنى كذلك بالسلوك وألقى محاضرات قيّمة في هذا الموضوع. | وكما عني بالدراسة الفلسفية فقد عنى كذلك بالسلوك وألقى محاضرات قيّمة في هذا الموضوع. | ||
= | =ولايته للمشيخة= | ||
في آخر يناير سنة 1979م صدر قرار بتعيين الشيخ محمّد عبد الرحمان بيصار شَيْخاً للأزهر بعد وفاة الشيخ عبد الحليم محمود، كما قدّمنا. | |||
= | وقد استهلّ عمله بتأليف لجنة كبرى لدراسة قانون الأزهر ولائحته التنفيذية ليستطيع الأزهر الانطلاق في أداء رسالته العَالَمية الكبرى، ونظراً لثقافته العلمية الواسعة عهدت إليه الحكومة السودانية إنشاء الدراسات العليا بجامعة أمّ درمان الإسلامية، فأقامها على أسس علمية، إن دلّت على شيء فإنّما تدلّ على عقلية علمية واسعة وثقافة واعية متنوّعة. | ||
بدأ الشيخ محمّد عبد الرحمان بيصار عمله في مشيخة الأزهر بدراسة قانون تطوير الأزهر ولائحته التنفيذية لتعديله بما يحقّق له الانطلاق دون معوّقات في أداء رسالته الداخلية والعالمية، فنجح في إرساء قواعد المنهج الفلسفي والعلمي في الأزهر، ونهض به نهضة سجّلها التاريخ له. | |||
=مكانته العلمية= | |||
تخصّص الشيخ محمّد عبد الرحمان بيصار في الفلسفة الإسلامية، ودرس جوانب هذه الفلسفة دراسة علمية دقيقة، وتعمّق في بحث وجوه الخلاف بين الفلاسفة وعلماء الكلام والصوفية، وسجَّل هذه البحوث في كتبه ومحاضراته، وخرج من هذه الدراسات بنتائج هامّة لخصّها في بحث ممتع ألقاه في المؤتمر الخامس لمجمع البحوث الإسلامية المنعقد في 28 من فبراير سنة 1970 م، وكان عنوان البحث: (إثبات العقائد الإسلامية)، تتلخّص في ثلاثة مناهج، وهي: منهج المتكلّمين الذين يعتمدون على النصّ مع احترامهم للعقل، ومنهج الفلاسفة الذين يعتمدون أوّلاً على العقل مع إيمانهم بالنصّ، ومنهج الصوفية الذين يعتمدون على الرياضة الروحية والمجاهدة النفسية.. وخلص من نتائج بحثه إلى أنّ الحرّية الفكرية التي منحها الإسلام لأتباعه في شؤون عقيدتهم تأتي تحت ضوابط أساسية، هي: حثّ القرآن الكريم الإنسان على التأمّل والتفكير في ملكوت السموات والأرض، وإشادة الإسلام بفضل العلم والمعرفة وتعظيمه لشأن العلماء، وردّ شبهات الوافدين على الإسلام والمنحرفين عنه بمنطق عقلي رشيد. | |||
وقد امتاز الإمام الأكبر للأزهر بمواصلة البحث والدراسة في أدقّ المعارف الفلسفية والعلمية وصياغتها في أسلوب واضح دقيق يصل إلى العقول من أيسر الطرق. | |||
=مصنّفاته= | |||
ترك بعض المؤلّفات، والتي منها: الوجود والخلود في فلسفة ابن رشد، العقيدة والأخلاق في الفلسفة اليونانية، الحقيقة والمعرفة على نهج العقائد النسفية، تأمّلات في الفلسفة الحديثة والمعاصرة، العالم بين القدم والحدوث، الإسلام بين العقائد والإيمان، الإسلام والمسيحية، الحرب والسلام في الإسلام (بالإنجليزية)، رجلان في التفكير الإسلامي، العقيدة والأخلاق وأثرهما في حياة الفرد والمجتمع، بؤس اليتامى (رواية)، الفلسفة اليونانية، مقدّمات ومذاهب. | ترك بعض المؤلّفات، والتي منها: الوجود والخلود في فلسفة ابن رشد، العقيدة والأخلاق في الفلسفة اليونانية، الحقيقة والمعرفة على نهج العقائد النسفية، تأمّلات في الفلسفة الحديثة والمعاصرة، العالم بين القدم والحدوث، الإسلام بين العقائد والإيمان، الإسلام والمسيحية، الحرب والسلام في الإسلام (بالإنجليزية)، رجلان في التفكير الإسلامي، العقيدة والأخلاق وأثرهما في حياة الفرد والمجتمع، بؤس اليتامى (رواية)، الفلسفة اليونانية، مقدّمات ومذاهب. | ||
= | =أفكاره ورؤاه= | ||
يذهب الدكتور بيصار إلى القول بأنّ القضايا التي أُثيرت في الفكر الإسلامي حول الأُلوهية لم تكن مجرّد نقل عن حضارات أو ثقافات غريبة عن المجتمع الإسلامي، أو نتيجة للتأثّر بعوامل خارجية، كما يذهب إلى ذلك كثير من المستشرقين، وإنّما كانت هناك عوامل داخلية هامّة ساعدت على إثارة هذه المشكلات. وتتلخّص هذه العوامل في: الحرّية الفكرية التي منحها الإسلام لأتباعه في شؤون عقيدتهم، ومطالبة القرآن للإنسان بالتأمّل والتفكير في ملكوت السماوات والأرض لإدراك حقائق الكون وكشف أسراره وتحديد مركز الإنسان فيه، وإشادة الإسلام بفضل العلم والمعرفة وتعظيمه لشأن العلماء. وذلك بالإضافة إلى ردّ شبهات الوافدين على الإسلام والمنحرفين عنه بمنطق عقلي رشيد. | يذهب الدكتور بيصار إلى القول بأنّ القضايا التي أُثيرت في الفكر الإسلامي حول الأُلوهية لم تكن مجرّد نقل عن حضارات أو ثقافات غريبة عن المجتمع الإسلامي، أو نتيجة للتأثّر بعوامل خارجية، كما يذهب إلى ذلك كثير من المستشرقين، وإنّما كانت هناك عوامل داخلية هامّة ساعدت على إثارة هذه المشكلات. وتتلخّص هذه العوامل في: الحرّية الفكرية التي منحها الإسلام لأتباعه في شؤون عقيدتهم، ومطالبة القرآن للإنسان بالتأمّل والتفكير في ملكوت السماوات والأرض لإدراك حقائق الكون وكشف أسراره وتحديد مركز الإنسان فيه، وإشادة الإسلام بفضل العلم والمعرفة وتعظيمه لشأن العلماء. وذلك بالإضافة إلى ردّ شبهات الوافدين على الإسلام والمنحرفين عنه بمنطق عقلي رشيد. | ||
سطر ٨٣: | سطر ٩٣: | ||
وقد كان الدكتور بيصار- وذلك عندما كان شيخاً للأزهر- من مؤيّدي التعديلات الإصلاحية التي أُدخلت على قانون الأحوال الشخصية في عهد الرئيس السادات، رغم المعارضة الشديدة التي قوبلت بها هذه التعديلات حينذاك من بعض علماء الأزهر. وقد أعلن تأييده للتعديلات الجديدة في ندوة تليفزيونية اشترك معه فيها الشيخ [[جاد الحقّ]] (مفتي الجمهورية حينذاك) والشيخ [[عبد المنعم النمر]] (وزير الأوقاف حينذاك). | وقد كان الدكتور بيصار- وذلك عندما كان شيخاً للأزهر- من مؤيّدي التعديلات الإصلاحية التي أُدخلت على قانون الأحوال الشخصية في عهد الرئيس السادات، رغم المعارضة الشديدة التي قوبلت بها هذه التعديلات حينذاك من بعض علماء الأزهر. وقد أعلن تأييده للتعديلات الجديدة في ندوة تليفزيونية اشترك معه فيها الشيخ [[جاد الحقّ]] (مفتي الجمهورية حينذاك) والشيخ [[عبد المنعم النمر]] (وزير الأوقاف حينذاك). | ||
=وفاته= | |||
توفّي الشيخ محمّد عبد الرحمان بيصار بالقاهرة بتاريخ الثاني عشر من جمادى الأولى سنة 1402 هـ الموافق 7 من مارس سنة 1982م. | |||
=المصدر= | |||
(انظر ترجمته في: الأزهر في ألف عام 2: 397- 399، إتمام الأعلام: 379، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 966- 968، نثر الجواهر والدرر 2: 2080). | |||
تعديل