انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد الحليم محمود»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''عبد الحليم محمود''': فقيه محقّق متصوّف، من [[شيوخ الأزهر]]، ومن [[دعاة التقريب]].وهو الشيخ السادس والأربعون  للجامع الأزهر على عقيدة أهل السنّة والجماعة.  
'''عبد الحليم محمود''': فقيه محقّق متصوّف مصري، من [[شيوخ الأزهر]]، ومن [[دعاة التقريب]].وهو الشيخ السادس والأربعون  للجامع الأزهر على عقيدة [[أهل السنّة والجماعة]]. قال الشيخ [[محمود شلتوت]] في حقّه: "عالم، مفكّر، قوي الحجّة، متحدّث لبق".


<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
سطر ١٣: سطر ١٣:
|-
|-
|محلّ الولادة
|محلّ الولادة
| data-type="AuthorBirthPlace" |الشرقية/ مصر
| data-type="AuthorBirthPlace" |[[الشرقية]]/ [[مصر]]
|-
|-
|تاريخ الوفاة
|تاريخ الوفاة
سطر ٢٢: سطر ٢٢:
|-
|-
|الآثار
|الآثار
| data-type="AuthorWritings" |التفكير الفلسفي، الفيلسوف المسلم، السنّة في تاريخها ومكانتها، التصوّف عند ابن سينا، التصوّف الإسلامي، الإسلام والعقل، سيّدنا زين العابدين، أوروبّا والإسلام، جهادنا المقدّس، الإيمان، القرآن والنبي، العبادة، الإسلام والشيوعية
| data-type="AuthorWritings" |التفكير الفلسفي، الفيلسوف المسلم، السنّة في تاريخها ومكانتها، التصوّف عند [[ابن سينا]]، التصوّف الإسلامي، الإسلام والعقل، سيّدنا [[زين العابدين]]، أوروبّا والإسلام، جهادنا المقدّس، الإيمان، القرآن والنبي، العبادة، الإسلام والشيوعية
|-
|-
|المذهب
|المذهب
سطر ٤٥: سطر ٤٥:
=نشأته وتعليمه=
=نشأته وتعليمه=


نشأ في  قريته، وكان أبوه ممّن تعلّم بالأزهر، لكنّه لم يكمل دراسته فيه، وحفظ القرآن والتحق بالأزهر عام 1923م، وظلّ به عامين ينتقل بين حلقاته، حتّى تمّ افتتاح معهد الزقازيق عام  1925م، فألحقه والده به؛ لقربه من قريته، ثمّ التحق بعدها بمعهد المعلّمين المسائي، فجمع بين الدراستين، ونجح في المعهدين، ثمّ عُيِّن مُدَرِّساً، ولكنّه  تقدّم لامتحان إتمام الشهادة الثانوية الأزهرية، فحصل عليها في  عام 1928م في سنة واحدة.  
نشأ في  قريته، وكان أبوه ممّن تعلّم بالأزهر، لكنّه لم يكمل دراسته فيه، وحفظ القرآن والتحق بالأزهر عام 1923م، وظلّ به عامين ينتقل بين حلقاته، حتّى تمّ افتتاح [[معهد الزقازيق الديني]] عام  1925م، فألحقه والده به؛ لقربه من قريته، ثمّ التحق بعدها بمعهد المعلّمين المسائي، فجمع بين الدراستين، ونجح في المعهدين، ثمّ عُيِّن مُدَرِّساً، ولكنّه  تقدّم لامتحان إتمام الشهادة الثانوية الأزهرية، فحصل عليها في  عام 1928م في سنة واحدة.  
   
   
ودرس خلال تلك الفترة  علوم الأزهر المقرّرة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوّف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع، والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية.  
ودرس خلال تلك الفترة  علوم الأزهر المقرّرة حينئذ، مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوّف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع، والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية.  


وفي عام 1932م حصل على العالمية، ثمّ سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصّة لاستكمال تعليمه العالي، ودرس  هناك تاريخَ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس. وفي  عام 1938م التحق بالبعثة الأزهرية في فرنسا، واستطاع النجاح في الموادّ المؤهّلة لدراسة الدكتوراه، وفكّر في البداية في عمل أطروحته في الدكتوراه عن  «فنّ الجمال» لكن رفض الموضوع، ففكّر أن تكون في مجال «مناهج البحث» فرفض  الموضوع، وبعد التفكير في أكثر من موضوع اختار علم «التصوّف الإسلامي»، واختار موضوعاً عنوانه: «أستاذ السائرين: الحارث بن أسد المحاسبي»، وأثناء إعداد الرسالة قامت الحرب العالمية الثانية في سبتمبر سنة 1939م، ولكنّه أصرّ على إتمام الرسالة،  ليحصل على  درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وقرّرت الجامعة طبعها بالفرنسية يوم 8 من يونيه سنة 1940م.
وفي عام 1932م حصل على [[الشهادة العالمية]]، ثمّ سافر إلى [[فرنسا]] على نفقته الخاصّة لاستكمال تعليمه العالي، ودرس  هناك تاريخَ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس. وفي  عام 1938م التحق بالبعثة الأزهرية في فرنسا، واستطاع النجاح في الموادّ المؤهّلة لدراسة الدكتوراه، وفكّر في البداية في عمل أطروحته في الدكتوراه عن  «[[فنّ الجمال]]» لكن رفض الموضوع، ففكّر أن تكون في مجال «[[مناهج البحث]]» فرفض  الموضوع، وبعد التفكير في أكثر من موضوع اختار علم «التصوّف الإسلامي»، واختار موضوعاً عنوانه: «أستاذ السائرين: الحارث بن أسد المحاسبي»، وأثناء إعداد الرسالة قامت [[الحرب العالمية الثانية]] في سبتمبر سنة 1939م، ولكنّه أصرّ على إتمام الرسالة،  ليحصل على  درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وقرّرت الجامعة طبعها بالفرنسية يوم 8 من يونيه سنة 1940م.


وبعد عودته عمل مدرّساً لعلم النفس بكلّية اللغة العربية بكلّيات  جامعة الأزهر، ثمّ نقل أستاذاً للفلسفة بكلّية أصول الدين عام 1951م، وأصبح عميداً لكلّية أصول الدين  عام 1384هـ  1964م.  
وبعد عودته عمل مدرّساً لعلم النفس بكلّية اللغة العربية بكلّيات  جامعة الأزهر، ثمّ نقل أستاذاً للفلسفة بكلّية أصول الدين عام 1951م، وأصبح عميداً لكلّية أصول الدين  عام 1384هـ  1964م.  


وكان يلقي محاضراته في كلّية أصول الدين، ومعهد الدراسات العربية والإسلامية، ومعهد تدريب الأئمّة.
وكان يلقي محاضراته في كلّية أصول الدين، و[[معهد الدراسات العربية والإسلامية]]، ومعهد تدريب الأئمّة.


وعمل أُستاذاً زائراً في جامعات [[ليبيا]] و[[السودان]] و[[ماليزيا]] و[[أندونيسيا]] و[[الفلبّين]].
وعمل أُستاذاً زائراً في جامعات [[ليبيا]] و[[السودان]] و[[ماليزيا]] و[[أندونيسيا]] و[[الفلبّين]].
سطر ٥٩: سطر ٥٩:
ثمّ شغل  عضوية مجمع البحوث الإسلامية، ثمّ أصبح أميناً  عامّاً له، فقام بدراسة أوضاعه وبإعادة هيكلة جهازه الإداري، وأنشأ مكتبته، وأقنع المسئولين في الدولة بتخصيص قطعة أرض بحي «مدينة نصر» للمَجمع؛ لتضمّ جميع أجهزته العلمية والإدارية، وتأسيس  قاعات  للاجتماعات. كما شكّل عدّة لجان تتّصل بشؤون نشاطات الأزهر العلمية، منها: لجنة إحياء التراث الإسلامي، ولجنة المسجد الأقصى، ولجنة التعريف بالإسلام، ولجنة الحضارة والمجتمعات الإسلامية، ولجنة دائرة المعارف الإسلامية. وعلى الرغم من  تعيّنه وكيل للأزهر الشريف عام 1390 هـ الموافق 1970م  لم يهمل الاهتمام بمجمع البحوث.   
ثمّ شغل  عضوية مجمع البحوث الإسلامية، ثمّ أصبح أميناً  عامّاً له، فقام بدراسة أوضاعه وبإعادة هيكلة جهازه الإداري، وأنشأ مكتبته، وأقنع المسئولين في الدولة بتخصيص قطعة أرض بحي «مدينة نصر» للمَجمع؛ لتضمّ جميع أجهزته العلمية والإدارية، وتأسيس  قاعات  للاجتماعات. كما شكّل عدّة لجان تتّصل بشؤون نشاطات الأزهر العلمية، منها: لجنة إحياء التراث الإسلامي، ولجنة المسجد الأقصى، ولجنة التعريف بالإسلام، ولجنة الحضارة والمجتمعات الإسلامية، ولجنة دائرة المعارف الإسلامية. وعلى الرغم من  تعيّنه وكيل للأزهر الشريف عام 1390 هـ الموافق 1970م  لم يهمل الاهتمام بمجمع البحوث.   


ثمّ تمّ تعيينه وزيراً للأوقاف وشئون الأزهر.  
ثمّ تمّ تعيينه وزيراً للأوقاف وشئون الأزهر.  


وأثناء تولّيه وزارة الأوقاف قام بالعديد من الإصلاحات الهامّة، منها:
وأثناء تولّيه وزارة الأوقاف قام بالعديد من الإصلاحات الهامّة، منها:
سطر ٦٧: سطر ٦٧:
2-ضمّ عدد كبير من المساجد الأهلية الى وزارة الأوقاف.
2-ضمّ عدد كبير من المساجد الأهلية الى وزارة الأوقاف.


3-تجديد المساجد التاريخية الكبرى مثل جامع عمرو بن العاص، وأوكل الخطبة فيه إلى الشيخ محمّد الغزالي.
3-تجديد المساجد التاريخية الكبرى مثل [[جامع عمرو بن العاص]]، وأوكل الخطبة فيه إلى الشيخ [[محمّد الغزالي]].
   
   
4-أنشأ في مساجد وزارة الأوقاف فصولاً للتقوية لطلّاب الشهادتين الإعدادية والثانوية جذبت آلاف من الطلّاب إلى المساجد.
4-أنشأ في مساجد وزارة الأوقاف فصولاً للتقوية لطلّاب الشهادتين الإعدادية والثانوية جذبت آلاف من الطلّاب إلى المساجد.
سطر ٨٧: سطر ٨٧:
=فترة ولايته للأزهر=
=فترة ولايته للأزهر=


تولّى مشيخة الأزهر الشريف لمدّة 5 سنوات من 22 صفر 1393هـ - 27 مارس 1973م إلى   يوم الثلاثاء 15 ذي القعدة 1397 هـ - 17 أكتوبر 1978م.   
تولّى مشيخة الأزهر الشريف لمدّة 5 سنوات من 22 صفر 1393هـ - 27 مارس 1973م إلى يوم الثلاثاء 15 ذي القعدة 1397 هـ - 17 أكتوبر 1978م.   


وكان الأزهر يعاني العديد من الأزمات، منها:
وكان الأزهر يعاني العديد من الأزمات، منها:
سطر ٩٣: سطر ٩٣:
1-صدور قانون الأزهر، وما نتج عنه من  توسّع في التعليم المدني ومعاهده العليا.
1-صدور قانون الأزهر، وما نتج عنه من  توسّع في التعليم المدني ومعاهده العليا.


2-إلغاء جماعة كبار العلماء.
2-إلغاء [[جماعة كبار العلماء]].


3-تقليص سلطات شيخ الأزهر في إدارة شئونه.
3-تقليص سلطات شيخ الأزهر في إدارة شئونه.
سطر ١١٩: سطر ١١٩:
=نشاطه الدعوي والعلمي=
=نشاطه الدعوي والعلمي=


1-تنظيم المؤسّسات الدينية بالعراق.
1-تنظيم المؤسّسات الدينية ب[[العراق]].


2-تمثيل الأزهر في مهرجان الإمام الغزالي الذي عقد بدمشق عام 1961م.
2-تمثيل الأزهر في مهرجان [[الإمام الغزالي]] الذي عقد ب[[دمشق]] عام 1961م.


3-عمل أستاذاً زائراً بباكستان بدعوة من وزير الأوقاف والشئون الإسلامية.
3-عمل أستاذاً زائراً ب[[باكستان]] بدعوة من وزير الأوقاف والشئون الإسلامية.


4-عمل أستاذاً زائراً للمركز الإسلامي بماليزيا.
4-عمل أستاذاً زائراً للمركز الإسلامي بماليزيا.
سطر ١٢٩: سطر ١٢٩:
5-حضر إشهار 4000 آلاف مواطن ماليزي بدعوة من حكومتها عام 1974م.
5-حضر إشهار 4000 آلاف مواطن ماليزي بدعوة من حكومتها عام 1974م.
   
   
6-وضع قواعد بناء التعليم الديني في قطر.
6-وضع قواعد بناء التعليم الديني في [[قطر]].
   
   
7-عمل محاضراً بالكويت في شهر رمضان الكريم.
7-عمل محاضراً بالكويت في شهر رمضان الكريم.


8-افتتح الموسم الثقافي لعام 1974م بدولة الإمارات العربية المتّحدة.
8-افتتح الموسم الثقافي لعام 1974م بدولة [[الإمارات العربية المتّحدة]].
   
   
9-شارك في مؤتمر "السيرة النبوية" بباكستان في فبراير سنة 1976م.
9-شارك في مؤتمر "السيرة النبوية" بباكستان في فبراير سنة 1976م.


10-سافر إلى لندن لحضور مهرجان العالم الإسلامي في 30 من مارس عام 1976م.
10-سافر إلى [[لندن]] لحضور مهرجان العالم الإسلامي في 30 من مارس عام 1976م.


11-سافر إلى مكّة المكرّمة لحضور مؤتمر "رسالة المسجد"، في 16 من أبريل سنة 1976م.
11-سافر إلى مكّة المكرّمة لحضور مؤتمر "رسالة المسجد"، في 16 من أبريل سنة 1976م.
سطر ١٤٧: سطر ١٤٧:
كان للشيخ عبد الحليم محمود العديد من المواقف، منها:
كان للشيخ عبد الحليم محمود العديد من المواقف، منها:


==الإمام والحفاظ على مكانة شيخ الأزهر==
==الشيخ والحفاظ على مكانة شيخ الأزهر==
   
   
عقب تولّي الشيخ  مهام المشيخة صدر قرار من رئيس الجمهورية في 17 جمادى الآخرة 1394هـ  الموافق 7 يوليو 1974م يكاد يجرّد شيخ الأزهر ممّا تبقّى له من اختصاصات ويمنحها لوزير الأوقاف والأزهر، فما كان من الشيخ إلّا أن قدّم استقالته لرئيس الجمهورية محمّد أنور السادات في 16 يوليو عام 1974م، ثمّ شفعها بخطاب آخر، قدَّمه إلى رئيس الجمهورية شَارِحاً فيه موقفه، وأنّ الأمر لا يتعلّق بشخصه، وإنّما يتعلّق بالأزهر وقيادته الروحية للعالم الإسلامي كلّه؛ لأنّ القرار الجمهوري السابق يغُضُّ من هذه القيادة ويعوقُها عن أداء رسالتها الروحية في مصر وسائر الأقطار العربية والإسلامية، وقبل هذا أخطَرَ وكيلَ الأزهر بموقفه؛ ليتحمّل مسؤوليته حتّى يتمّ تعيين شيخ آخر. ورُوجع الإمام في أمر استقالته، وتوسّط لديه العديد من الوسطاء، فأصرَّ على موقفه، وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه، ورفض  الحصول على راتبه، وطلب تسوية معاشه. فأحدثت هذه الاستقالة دوياً هائلاً في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامي، وتقدّم أحد المحامين برفع دعوى "حسبة"أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ضدّ رئيس الجمهورية ووزير الأوقاف، مطالباً وقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية. وأمام هذا الموقف من الشيخ  اضطرّ الرئيس إلى إعادة النظر في قراره ودراسة المشكلة من جديد، وأصدر قراراً أعاد  الى شيخ الأزهر صلاحياته،  جاء فيه: " شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كلّ ما يتّصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كلّ ما يتّصل بالدراسات الإسلامية والعربية في الأزهر، ويعامل شيخ الأزهر معاملة الوزير من حيث المرتّب والمعاش، ويكون ترتيبه في الأسبقية قبل الوزراء مباشرة". وبذلك انتهت الأزمة وعاد الشيخ إلى منصبه حتّى صدر قرار جمهوري بعد وفاة الشيخ بمساواة منصب شيخ الأزهر بمنصب رئيس الوزراء.
عقب تولّي الشيخ  مهام المشيخة صدر قرار من رئيس الجمهورية في 17 جمادى الآخرة 1394هـ  الموافق 7 يوليو 1974م يكاد يجرّد شيخ الأزهر ممّا تبقّى له من اختصاصات ويمنحها لوزير الأوقاف والأزهر، فما كان من الشيخ إلّا أن قدّم استقالته لرئيس الجمهورية [[محمّد أنور السادات]] في 16 يوليو عام 1974م، ثمّ شفعها بخطاب آخر، قدَّمه إلى رئيس الجمهورية شَارِحاً فيه موقفه، وأنّ الأمر لا يتعلّق بشخصه، وإنّما يتعلّق بالأزهر وقيادته الروحية للعالم الإسلامي كلّه؛ لأنّ القرار الجمهوري السابق يغُضُّ من هذه القيادة ويعوقُها عن أداء رسالتها الروحية في مصر وسائر الأقطار العربية والإسلامية، وقبل هذا أخطَرَ وكيلَ الأزهر بموقفه؛ ليتحمّل مسؤوليته حتّى يتمّ تعيين شيخ آخر. ورُوجع الإمام في أمر استقالته، وتوسّط لديه العديد من الوسطاء، فأصرَّ على موقفه، وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه، ورفض  الحصول على راتبه، وطلب تسوية معاشه. فأحدثت هذه الاستقالة دوياً هائلاً في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامي، وتقدّم أحد المحامين برفع دعوى "حسبة"أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ضدّ رئيس الجمهورية ووزير الأوقاف، مطالباً وقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية. وأمام هذا الموقف من الشيخ  اضطرّ الرئيس إلى إعادة النظر في قراره ودراسة المشكلة من جديد، وأصدر قراراً أعاد  الى شيخ الأزهر صلاحياته،  جاء فيه: " شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كلّ ما يتّصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كلّ ما يتّصل بالدراسات الإسلامية والعربية في الأزهر، ويعامل شيخ الأزهر معاملة الوزير من حيث المرتّب والمعاش، ويكون ترتيبه في الأسبقية قبل الوزراء مباشرة". وبذلك انتهت الأزمة وعاد الشيخ إلى منصبه حتّى صدر قرار جمهوري بعد وفاة الشيخ بمساواة منصب شيخ الأزهر بمنصب رئيس الوزراء.


==الشيخ وقانون الأحوال الشخصية==
==الشيخ وقانون الأحوال الشخصية==


كان للأزهر في عهد الشيخ عبد الحليم محمود رؤية واضحة ومواقف محدّدة تجاه القضايا التي تمسّ الدين وأحوال الناس وأمر المسلمين، فعندما حاولت الدكتورة عائشة راتب إصدار قانون الأحوال الشخصية دون الرجوع إلى الأزهر، تصدّى  له الشيخ  ومنع إقراره من مجلس الشعب؛ لأنه تضمّن قيوداً على حقوق الزوج ويُمنَع تعدّد الزوجات على خلاف ما قرّرته الشريعة الإسلامية. وقال: "لا قيودَ على الطلاق إلّا من ضمير المسلم، ولا قيودَ على التعدّد إلّا من ضمير المسلم: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (سورة آل عمران: 101)". وأصدر بياناً من الأزهر الشريف حذّر فيه من الخروج على تعاليم الإسلام، وأرسله إلى جميع المسئولين وأعضاء مجلس الشعب وإلى الصحف، ولم ينتظر صدور القانون بل وقف في وجهه قبل أن يرى النور،  وعلى الرغم من أنّ البيان تمّ منع نشره  في الصحف، إلّا أنّ الحكومة اجتمعت للنظر فيه  وأصدرت بياناً أكّدت فيه على أنّها لا تفكّر على الإطلاق في تعديل قانون الأحوال الشخصية، وبذلك نجح  الشيخ في  منع القانون قبل صدوره .
كان للأزهر في عهد الشيخ عبد الحليم محمود رؤية واضحة ومواقف محدّدة تجاه القضايا التي تمسّ الدين وأحوال الناس وأمر المسلمين، فعندما حاولت الدكتورة [[عائشة راتب]] إصدار قانون الأحوال الشخصية دون الرجوع إلى الأزهر، تصدّى  له الشيخ  ومنع إقراره من مجلس الشعب؛ لأنه تضمّن قيوداً على حقوق الزوج ويُمنَع تعدّد الزوجات على خلاف ما قرّرته الشريعة الإسلامية. وقال: "لا قيودَ على الطلاق إلّا من ضمير المسلم، ولا قيودَ على التعدّد إلّا من ضمير المسلم: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (سورة آل عمران: 101)". وأصدر بياناً من الأزهر الشريف حذّر فيه من الخروج على تعاليم الإسلام، وأرسله إلى جميع المسئولين وأعضاء مجلس الشعب وإلى الصحف، ولم ينتظر صدور القانون بل وقف في وجهه قبل أن يرى النور،  وعلى الرغم من أنّ البيان تمّ منع نشره  في الصحف، إلّا أنّ الحكومة اجتمعت للنظر فيه، وأصدرت بياناً أكّدت فيه على أنّها لا تفكّر على الإطلاق في تعديل قانون الأحوال الشخصية، وبذلك نجح  الشيخ في  منع القانون قبل صدوره .


==الإمام والبابا شنودة==
==الشيخ والبابا شنودة==


كان للشيخ عبد الحليم محمود رؤية محدّدة في المناهج الدينية، ورفض دعوة البابا شنودة بطريرك  الإسكندرية والكرازة المرقسية السابق بتأليف كتب دينية مشتركة ليدرسها الطلبة المسلمون والمسيحيّون جميعاً في المدارس،  وعندما زاره الدكتور مصطفى كمال حلمي وزير التربية والتعليم آنذاك لمعرفة رأيه رفض الأمر وقال له: "من آذنك بهذا، ومن الذي طلبه منك، إنّ مثل هذه الفكرة إذا طلبت فإنّما توجّه إلينا من كبار المسئولين مباشرة، ويوم يطلب منّا مثل هذه الكتب فلن يكون ردّي عليها سوى الاستقالة".  
كان للشيخ عبد الحليم محمود رؤية محدّدة في المناهج الدينية، ورفض دعوة [[البابا شنودة]] بطريرك  [[الإسكندرية]] والكرازة المرقسية السابق بتأليف كتب دينية مشتركة ليدرسها الطلبة المسلمون والمسيحيّون جميعاً في المدارس،  وعندما زاره الدكتور [[مصطفى كمال حلمي]] وزير التربية والتعليم آنذاك لمعرفة رأيه رفض الأمر وقال له: "من آذنك بهذا، ومن الذي طلبه منك، إنّ مثل هذه الفكرة إذا طلبت فإنّما توجّه إلينا من كبار المسئولين مباشرة، ويوم يطلب منّا مثل هذه الكتب فلن يكون ردّي عليها سوى الاستقالة".  


==الشيخ ورفض تجاوز المحكمة العسكرية ضدّ الأزهر==
==الشيخ ورفض تجاوز المحكمة العسكرية ضدّ الأزهر==


رفض الشيخ عبد الحليم محمود انتقاد المحكمة العسكرية التي تصدّت للحكم في قضية جماعة "التكفير والهجرة" عندما قالت: "إنّه كان على المسئولين عن الدعوة الدينية أن يتعهّدوا الأفكار بالبحث والتدبّر بدلاً من إهمالها وعدم الاعتناء بمجرّد بحثها"، ولمزت المحكمة علماء الأزهر بقولها: "ووا أسفا على إسلام ينزوي فيه رجال الدين في كلّ ركن هاربين متهرّبين من أداء رسالتهم أو الإفصاح عن رأيهم أو إبداء حكم الدين فيما يعرض عليهم من أمور، فلا هم أدّوا رسالتهم وأعلنوا كلمة الحقّ، ولا هم تركوا أماكنهم لمن يقدر على أداء الرسالة". وهو ما رفضه الإمام الأكبر بشدّة،  وأصدر بياناً أكّد فيه على أنّه بالرغم من أنّ المحكمة استعانت بعدد من علماء الأزهر لإبداء الرأي في فكر هذه الجماعة، غير أنّ المحكمة لم تسترح لرأيهم، وكرّرت ذلك أكثر من مرّة، وكانت في عجلة من أمرها.. الأمر الذي جعلها تصدر أحكاماً دون استئناس برأي الأزهر، وهو ما يعني التعجّل وعدم التثبّت من قبل المحكمة، وبالتالي لم تكن مؤهّلة للحكم على هذا الفكر، وأنّها تجهل الموضوع الذي تصدّرت لمعالجته، وكان يجب عليها أن تضمّ قضاة شرعيّين يقفون موقفها ويشاركونها المسئولية ويتمكّنون من الاطّلاع على جميع ظروف القضية ونواحيها، فيتمكّنون من إصدار الحكم الصحيح. واتّهم الإمام المحكمة بأنّها لم تمكّن علماء الأزهر من الاطّلاع على آراء هذا التنظيم أو الاستماع إلى شرح من أصحابه، والاطّلاع على كافّة الظروف التي أدّت بهم إلى هذا الفكر، واكتفت بأن عرضت عليهم المحضر الذي سجّلته النيابة من أقوال ومناقشات، وهذا لا يرقى أن يكون مصدراً كافياً يقوم عليه بحث العلماء، أو أساساً متكاملاً تصدر عليه أحكام.
رفض الشيخ عبد الحليم محمود انتقاد المحكمة العسكرية التي تصدّت للحكم في قضية [[جماعة "التكفير والهجرة"]] عندما قالت: "إنّه كان على المسئولين عن الدعوة الدينية أن يتعهّدوا الأفكار بالبحث والتدبّر بدلاً من إهمالها وعدم الاعتناء بمجرّد بحثها"، ولمزت المحكمة علماء الأزهر بقولها: "ووا أسفا على إسلام ينزوي فيه [[رجال الدين]] في كلّ ركن هاربين متهرّبين من أداء رسالتهم أو الإفصاح عن رأيهم أو إبداء حكم الدين فيما يعرض عليهم من أمور، فلا هم أدّوا رسالتهم وأعلنوا كلمة الحقّ، ولا هم تركوا أماكنهم لمن يقدر على أداء الرسالة". وهو ما رفضه الإمام الأكبر بشدّة،  وأصدر بياناً أكّد فيه على أنّه بالرغم من أنّ المحكمة استعانت بعدد من علماء الأزهر لإبداء الرأي في فكر هذه الجماعة، غير أنّ المحكمة لم تسترح لرأيهم، وكرّرت ذلك أكثر من مرّة، وكانت في عجلة من أمرها.. الأمر الذي جعلها تصدر أحكاماً دون استئناس برأي الأزهر، وهو ما يعني التعجّل وعدم التثبّت من قبل المحكمة، وبالتالي لم تكن مؤهّلة للحكم على هذا الفكر، وأنّها تجهل الموضوع الذي تصدّرت لمعالجته، وكان يجب عليها أن تضمّ قضاة شرعيّين يقفون موقفها ويشاركونها المسئولية ويتمكّنون من الاطّلاع على جميع ظروف القضية ونواحيها، فيتمكّنون من إصدار الحكم الصحيح. واتّهم الإمام المحكمة بأنّها لم تمكّن علماء الأزهر من الاطّلاع على آراء هذا التنظيم أو الاستماع إلى شرح من أصحابه، والاطّلاع على كافّة الظروف التي أدّت بهم إلى هذا الفكر، واكتفت بأن عرضت عليهم المحضر الذي سجّلته النيابة من أقوال ومناقشات، وهذا لا يرقى أن يكون مصدراً كافياً يقوم عليه بحث العلماء، أو أساساً متكاملاً تصدر عليه أحكام.


==الإمام وتطبيق الشريعة الإسلامية==
==الشيخ وتطبيق الشريعة الإسلامية==


كان الشيخ من الدعاة المتمسّكين بتطبيق الشريعة الإسلامية في الخطب والمحاضرات، بل إنّه طلب من سيّد مرعي رئيس مجلس الشعب، وممدوح سالم رئيس مجلس الوزراء، الإسراع في تطبيق الشريعة الإسلامية، قائلاً لهما: "لقد آن الأوان لإرواء الأشواق الظامئة في القلوب إلى وضع شريعة الله بيننا في موضعها الصحيح ليبدّلنا الله بعسرنا يسراً وبخوفنا أمناً". وقام الإمام بتكوين لجنة بمجمع البحوث الإسلامية لتقنين الشريعة الإسلامية في شكل موادّ قانونية تسهّل استخراج الأحكام الفقهية، وأتمّت اللجنة تقنين القانون المدني كلّه في كلّ مذهب من المذاهب الأربعة.
كان الشيخ من الدعاة المتمسّكين بتطبيق الشريعة الإسلامية في الخطب والمحاضرات، بل إنّه طلب من [[سيّد مرعي]] رئيس مجلس الشعب، و[[ممدوح سالم]] رئيس مجلس الوزراء، الإسراع في تطبيق الشريعة الإسلامية، قائلاً لهما: "لقد آن الأوان لإرواء الأشواق الظامئة في القلوب إلى وضع شريعة الله بيننا في موضعها الصحيح ليبدّلنا الله بعسرنا يسراً وبخوفنا أمناً". وقام الإمام بتكوين لجنة بمجمع البحوث الإسلامية لتقنين الشريعة الإسلامية في شكل موادّ قانونية تسهّل استخراج الأحكام الفقهية، وأتمّت اللجنة تقنين القانون المدني كلّه في كلّ مذهب من [[المذاهب الأربعة]].


==الشيخ والحرب الأهلية في لبنان==
==الشيخ والحرب الأهلية في لبنان==


رفض الإمام عبد الحليم محمود إراقة الدماء  بين المسلمين والمسيحيّين، ودعا الأطراف المتنازعة إلى  التوقّف عن إراقة الدماء وتخريب معالم الحياة، وأهاب بزعماء العرب والمسلمين إلى المسارعة في معاونة لبنان على الخروج من أزمته وفاءً بحقّ الإسلام وحقّ الأخوّة الوطنية والإنسانية، وقياماً ببعض تبعات الزعامة والقيادة التي هي أمانة الله في أعناقهم. وقام الشيخ بإرسال برقية إلى الأمين العامّ لجامعة الدول العربية يناشده  فيها العمل بحسم وعزم على وقف النزيف الدموي الذي أسالته المؤامرات المعادية على أرض لبنان.
رفض الإمام عبد الحليم محمود إراقة الدماء  بين المسلمين والمسيحيّين، ودعا الأطراف المتنازعة إلى  التوقّف عن إراقة الدماء وتخريب معالم الحياة، وأهاب بزعماء العرب والمسلمين إلى المسارعة في معاونة [[لبنان]] على الخروج من أزمته وفاءً بحقّ الإسلام وحقّ الأخوّة الوطنية والإنسانية، وقياماً ببعض تبعات الزعامة والقيادة التي هي أمانة الله في أعناقهم. وقام الشيخ بإرسال برقية إلى الأمين العامّ ل[[جامعة الدول العربية]] يناشده  فيها العمل بحسم وعزم على وقف النزيف الدموي الذي أسالته المؤامرات المعادية على أرض لبنان.


==الإمام والأزمة المغربية- الجزائرية==
==الشيخ والأزمة المغربية- الجزائرية==


عندما علم الشيخ عبد الحليم محمود بالأزمة العنيفة بين المغرب والجزائر بشأن مشكلة الصحراء الغربية التي كانت إسبانيا تحتلّها، وأدّى الخلاف بينهما إلى مناوشات حربية كادت تتحوّل إلى حرب عنيفة، سارع الشيخ بإرسال برقية إلى كلّ من ملك المغرب ورئيس الجزائر، دعاهما إلى التغلّب على الخلاف وعوامل الشقاق والفرقة، وأن يبادرا بتسوية مشكلاتهما وموضوعات الخلاف بينهما بالتفاهم الأخوي والأسلوب الحكيم، وناشدهما باسم الإسلام أن يلقيا السلاح وأن يحتكما إلى كتاب الله. وأرسل أيضاً برقية إلى الرئيس السادات يطالبه بالتدخّل للصلح بين القطرين الشقيقين، جاء فيها: "تتعلّق بزعامتكم قلوب المسلمين من العرب والمسلمين الذين ينتظرون مساعيكم الحميدة في إصلاح ذات البين بمناسبة الصدام المسلّح المؤسف بين البلدين الشقيقين الجزائر والمغرب". وردّ السادات على برقية شيخ الأزهر ببرقية يخبره فيه بمساعيه للصلح بين الطرفين جاء فيها: "تلقّيت بالتقدير برقيتكم بشأن المساعي لحلّ الأزمة بين الجزائر والمغرب، وأودّ أن أؤكّد لكم أنّ مصر تقوم بواجبها القومي من أجل مصالح العرب والمسلمين، ومازال السيّد محمّد حسني مبارك نائب الرئيس يقوم بمهمّته المكلّف بها، أرجو الله عزّ وجلّ أن يكلّل جهوده بالنجاح والتوفيق". ولم يكتف بذلك، بل أرسل برقية إلى الملك خالد بن عبد العزيز عاهل المملكة السعودية آنذاك يدعوه للتدخّل إلى حقن الدماء بين الشقيقين وفضّ النزاع بينهما.
عندما علم الشيخ عبد الحليم محمود بالأزمة العنيفة بين [[المغرب]] و[[الجزائر]] بشأن مشكلة [[الصحراء الغربية]] التي كانت [[إسبانيا]] تحتلّها، وأدّى الخلاف بينهما إلى مناوشات حربية كادت تتحوّل إلى حرب عنيفة، سارع الشيخ بإرسال برقية إلى كلّ من ملك المغرب ورئيس الجزائر، دعاهما إلى التغلّب على الخلاف وعوامل الشقاق والفرقة، وأن يبادرا بتسوية مشكلاتهما وموضوعات الخلاف بينهما بالتفاهم الأخوي والأسلوب الحكيم، وناشدهما باسم الإسلام أن يلقيا السلاح وأن يحتكما إلى كتاب الله. وأرسل أيضاً برقية إلى الرئيس السادات يطالبه بالتدخّل للصلح بين القطرين الشقيقين، جاء فيها: "تتعلّق بزعامتكم قلوب المسلمين من العرب والمسلمين الذين ينتظرون مساعيكم الحميدة في إصلاح ذات البين بمناسبة الصدام المسلّح المؤسف بين البلدين الشقيقين الجزائر والمغرب". وردّ السادات على برقية شيخ الأزهر ببرقية يخبره فيه بمساعيه للصلح بين الطرفين جاء فيها: "تلقّيت بالتقدير برقيتكم بشأن المساعي لحلّ الأزمة بين الجزائر والمغرب، وأودّ أن أؤكّد لكم أنّ مصر تقوم بواجبها القومي من أجل مصالح العرب والمسلمين، ومازال السيّد محمّد حسني مبارك نائب الرئيس يقوم بمهمّته المكلّف بها، أرجو الله عزّ وجلّ أن يكلّل جهوده بالنجاح والتوفيق". ولم يكتف بذلك، بل أرسل برقية إلى الملك خالد بن عبد العزيز عاهل المملكة السعودية آنذاك يدعوه للتدخّل إلى حقن الدماء بين الشقيقين وفضّ النزاع بينهما.


=الإمام والتصوّف=
=الإمام والتصوّف=
٢٬٧٩٦

تعديل