انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إبراهيم حمروش»

أُزيل ٨٬٥١٤ بايت ،  ٢٩ يونيو ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٣٤: سطر ٣٤:
=استقالته الاحتجاجية ثمّ مشيخته للأزهر=
=استقالته الاحتجاجية ثمّ مشيخته للأزهر=


سجّل التاريخ المصري للشيخ إبراهيم حمروش وزميليه الشيخ عبد المجيد سليم والشيخ مأمون الشنّاوي  موقفهم المبدئي والشجاع حين صمّمت حكومة محمود فهمي النقراشي باشا على تعيين الشيخ مصطفى عبدالرازق شيخاً للأزهر على الرغم من عدم استيفائه الشروط القانونية، فما كان منهم إلّا أن استقالوا من مناصبهم التي كانت أكبر المناصب الدينية في ذلك الوقت، فاستقال الشيخ إبراهيم حمروش  من عمادته لكلّية الشريعة.
سجّل التاريخ المصري للشيخ إبراهيم حمروش وزميليه الشيخ عبد المجيد سليم والشيخ مأمون الشنّاوي  موقفهم المبدئي والشجاع حين صمّمت حكومة محمود فهمي النقراشي باشا على تعيين الشيخ مصطفى عبدالرازق شيخاً للأزهر على الرغم من عدم استيفائه الشروط القانونية، فما كان منهم إلّا أن استقالوا من مناصبهم التي كانت أكبر المناصب الدينية في ذلك الوقت، فاستقال الشيخ إبراهيم حمروش  من عمادته لكلّية الشريعة.


و في سبتمبر 1951 اختير الشيخ إبراهيم حمروش شيخاً للأزهر في عهد وزارة الوفد الأخيرة، وقد احتفظ بهذا المنصب حتّى ما بعد حريق القاهرة وإقالة وزارة النحّاس باشا، حيث رأت وزارة علي ماهر باشا أن تبعده عن هذا المنصب من باب تهدئة الأوضاع مع البريطانيّين، ومن الطريف أنّها أعادت للمنصب الكبير سلفه في المشيخة الذي هو المفتي الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم، وكانت هذه هي أخر مرّة عاد فيها شيخ للأزهر إلى منصبه.   
وفي سبتمبر 1951 اختير الشيخ إبراهيم حمروش شيخاً للأزهر في عهد وزارة الوفد الأخيرة، وقد احتفظ بهذا المنصب حتّى ما بعد حريق القاهرة وإقالة وزارة النحّاس باشا، حيث رأت وزارة علي ماهر باشا أن تبعده عن هذا المنصب من باب تهدئة الأوضاع مع البريطانيّين، ومن الطريف أنّها أعادت للمنصب الكبير سلفه في المشيخة الذي هو المفتي الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم، وكانت هذه هي أخر مرّة عاد فيها شيخ للأزهر إلى منصبه.   


ويذكر التاريخ أنّ أوّل عمل وجّه إليه الشيخ إبراهيم حمروش عنايته كان هو إنهاء الخلاف حول ميزانية الأزهر بعد الخلاف الشهير الذي ترك الشيخ عبد المجيد سليم منصب المشيخة بسببه، حين قال قولته المشهورة: "تقتير هنا وإسراف هناك"، وقد تمسّك الشيخ إبراهيم حمروش بزيادة الميزانية وإعادة الدرجات التي حذفت منها، وحقّقت وزارة الوفد طلباته.
ويذكر التاريخ أنّ أوّل عمل وجّه إليه الشيخ إبراهيم حمروش عنايته كان هو إنهاء الخلاف حول ميزانية الأزهر بعد الخلاف الشهير الذي ترك الشيخ عبد المجيد سليم منصب المشيخة بسببه، حين قال قولته المشهورة: "تقتير هنا وإسراف هناك"، وقد تمسّك الشيخ إبراهيم حمروش بزيادة الميزانية وإعادة الدرجات التي حذفت منها، وحقّقت وزارة الوفد طلباته.
سطر ٥٢: سطر ٥٢:
لم يكن موقف الشيخ إبراهيم حمروش من تأييد الكفاح المسلّح ضدّ البريطانيّين هو أوّل مواقفه المشرّفة، فقد كانت له مواقف سابقة كثيرة، كان أبرزها مشاركته في بيان الأزهر الشريف حول فلسطين، وهو بيان قوي رائع صمّم كلّ قادة الزهر الشريف على توقيعه، وشاركهم في هذا لتوقيع أعضاء جماعة كبار العلماء، وكان الشيخ حمروش أوّل أعضاء الجماعة (وأوّل العلماء من غير شاغلي المناصب العليا يوم صدور البيان) توقيعاً على هذا البيان الخطير والمشرّف الذي صدر بتوقيع الشيخ مأمون الشنّاوي شيخ الأزهر في ذلك الوقت، وفيه الحثّ على الجهاد والكفاح من أجل تحرير فلسطين.
لم يكن موقف الشيخ إبراهيم حمروش من تأييد الكفاح المسلّح ضدّ البريطانيّين هو أوّل مواقفه المشرّفة، فقد كانت له مواقف سابقة كثيرة، كان أبرزها مشاركته في بيان الأزهر الشريف حول فلسطين، وهو بيان قوي رائع صمّم كلّ قادة الزهر الشريف على توقيعه، وشاركهم في هذا لتوقيع أعضاء جماعة كبار العلماء، وكان الشيخ حمروش أوّل أعضاء الجماعة (وأوّل العلماء من غير شاغلي المناصب العليا يوم صدور البيان) توقيعاً على هذا البيان الخطير والمشرّف الذي صدر بتوقيع الشيخ مأمون الشنّاوي شيخ الأزهر في ذلك الوقت، وفيه الحثّ على الجهاد والكفاح من أجل تحرير فلسطين.


=القيمة المجتمعية للشيخ حمروش=
=آثاره=


كان الشيخ إبراهيم حمروش متألّقاً في حضوره الهادئ في الحياة الثقافية ن ويذكر أنه لما أجرت جريدة المصري مسابقة عن الشيوعية و الإسلام عهدت للشيخ إبراهيم حمروش برئاسة هذه اللجنة .
للشيخ إبراهيم حمروش بحث قيّم في التضمين ونيابة بعض الحروف عن بعض. كما أنّ له بحثاً جميلاً نشره مجمع اللغة العربية حول «الاشتقاق الكبير».


وصف الدكتور محمود توفيق حفناوي وزير الزراعة وعميد كلية الزراعة وعضو مجمع اللغة العربية صالون سلفه في عضوية المجمع الشيخ إبراهيم حمروش  فقال:
=وفاته=


«… عرفته أعواما طويلة، شهدت فيها عن قرب ما كان يتحلى به من فضائل خلقية وعلمية تذكرنا بخير ما نعرف عن السلف الصالح. كان رحمه الله متفرغا للغة العربية يعشق بحوثها ويتتبع غوامض أصولها. فلم يكن النحو عنده مجموعة من القواعد يصح بها الكلام. ولم يكن بحثه في فقه اللغة وسيلة يعرف بها الفصيح وغير الفصيح ويميز به بين الخطأ والصواب، وبين المدلولات المختلفة للعبارات المتشابهة، إنما كانت عنايته بعلوم اللغة ترجع إلي شيء فوق هذا، كان مغرما بعلوم اللغة يحرص علىها لذاتها ولما فيها من استقامة التفكير ودقة التخريج، حتي أصبحت أحب الأشياء إليه. فأصبح علمه وتفكيره وقفا علىها وبلغ في إتقانه لها مبلغا لم تعهده العصور الحديثة إلا في عدد قليل من علمائنا الأجلاء».
توفّي الشيخ إبراهيم حمروش في 14 نوفمبر 1960م.
 
………………………………………………………………………………….
 
«وكان بيته محجة أولي العلم ينهلون من مورده العذب، ويجدون ما طاب من حديث في دقائق العلم ممزوجا بفكاهة حلوة وطيب سمر. وكان الشيخ طيب النفس بعيدا عن التزمت مؤنسا للجليس لا يمل مجلسه. وفي يوم الجمعة الذي توفي بعده اجتمع الشيوخ عنده عقب الصلاة فجري البحث في تفسير قوله تعالي «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض» وأفاض الشيخ في الحديث فيها، وكان الشيخ يفسح الكلام لمن يتكلم ويعقب برأيه السديد».
 
«وكان ـ رحمه الله ـ عطوفا على ذوي الحاجات يسعي في قضاء حاجتهم بماله من جاه عند أولي الأمر لا يدخر وسعا في ذلك، ولقد رعي أسرا عضها الدهر بنابه وأناخ عليهم بكلكله حتى استقام أمرها، وبان رشدها».
 
«وتولي الشيخ إبراهيم حمروش رحمه الله القضاء. فكان فيه كما كان في كل عمل تولاه مبرزا موفقا مشهودا له بالتعمق وصدق الحكم. ولم يكن القضاء عنده عملا يؤديه. ولم يكن الفقه عنده إلا كما كان عند السلف الصالح مظهرا من مظاهر التقوى تنفذ به أوامر الله ويحترم دين الله وتثبت به مبادئ الإسلام التي أنزلها الله على الناس لتستقيم به أمور دنياهم وآخرتهم».
 
كان الأستاذ أحمد حمروش يعتز بأنه ابن عم الشيخ إبراهيم حمروش وإن كان الفارق بينهما في السن اثنين وأربعين عاما !! وهو يروي في مستهل كتابه «نسيج العمر» طبيعة العلاقات التي ربطته بهذا العالم الجليل فيقول:
 
«… وكان من أمتع الأوقات عندي هذه الجلسات التي أقبع فيها جالسا في صمت على أحد المقاعد في غرفة الاستقبال عند ابن عمي الكبير الشيخ إبراهيم حمروش الذي كان عميدا لكلية اللغة العربية وعضوا في مجمع اللغة العربية … وهو حوار ممتع كان يجمع بين اللغة والدين مع أسماء عرفتها وشعرت نحوها بالهيبة والاحترام… الشيخ فتح الله سليمان الذي كان رئيسا للمحكمة العلىا الشرعية، والشيخ عبدالمجيد سليم مفتي الديار المصرية، والشيخ مأمون الشناوي عميد كلية الشريعة والذي أصبح أيضا شيخا للأزهر فيما بعد، والشيخ محمود أبو العيون وغيرهم».
 
«كان منزل الشيخ إبراهيم حمروش الذي كان يكبرني بأربعين عاما في شارع المدفر الذي يطل على جامعي السلطان حسين والرفاعي ومن خلفهما القلعة هو بمثابة صالون أدبي وديني يلتقي فيه عدد من الشخصيات الدينية أساسا وتناقش فيه أحيانا القضايا الوطنية والاجتماعية… رأيت هناك الدكتور طه حسين والأستاذ أحمد أمين الذي كنت أتابع قراءة مجلته «الثقافة»….».
 
كان من الذين يطلبون العلم مدى الحياة
 
كان الشيخ إبراهيم حمروش من الذين عاشوا حياتهم حتى نهايتها وهم يبحثون عن العلم، وهؤلاء طراز نادر من متصوفة العلم الذين يسعد بهم من يعاشرهم كما يفيد منهم تلاميذهم، ويتأسون بهم، وقد وصف هذا الجانب من حياته الأستاذ زكي المهندس حين قال في تأبينه:
 
“لقد عرفت الفقيد منذ عهد بعيد وأشهد أنه لم ينقطع عن البحث والدرس فما رأيته يوما إلا عاكفا على القراءة، وما رأيته يوما إلا وبين يديه عشرات الكتب والمعاجم للدرس والبحث في اللغة والفقه. ولقد سألته مرة في أخريات أيامه عن أعز أمانيه فقال رحمه الله صحة تمكنني من مواصلة البحث والدرس. فقلت له أما يكفي علمك الواسع في مدي هذه الحياة الطويلة فقال: يا زكي بالعكس لقد بدأت أن أتعلم، وهذا في الواقع يذكرني بقولة قالها مرة أبو عمرو بن العلاء، حين سئل: إلي متي يحسن بالمرء أن يتعلم؟ فقال: مادامت الحياة تحسن به”
 
” والواقع أن الفقيد الكريم قضي حياته عالما معلما متعلما وهذا أقصي ما يصل إليه العالم الضليع”.
فهمه الواضح للعدالة الاجتماعية
 
روى الأستاذ أحمد حمروش موقفا من مواقف التي حضرها مع الشيخ حمروش في قريتهم:
 
«أذكر خلال زيارة قام بها الشيخ إبراهيم حمروش للخوالد… وكان يجلس على المصطبة أمام دوار منزله، كما هو في لغة الريف، أن أقبل أحد الخفراء على أخي قابضا على رجل ومعه شكارة مليئة بكيزان الذرة، وهمس في أذن أخي الذي كان يشغل منصب العمدة فقال له أخي بصوت مرتفع: خذه إلى النقطة لعمل محضر. وتساءل فضيلة الشيخ إبراهيم عن السبب… فقيل له إنه لص ضبط متلبسا بسرقة الذرة من حقل أحد الناس… ولما سألهم عن أسرته وكان يعرف أهل القرية جميعا. قيل له: «إنه لا أسرة له ولا سكن ولا عمل… فطلب من أخي الإفراج عنه لأنه لا يعتبر في حكم الدين لصا، لأن ولي الأمر لم يهيئ له عملا يوفر له احتياجات الإنسان الضرورية».
 
«وبين دهشة الحاضرين، أصر الشيخ إبراهيم حمروش على الإفراج عنه، ومطالبتهم بأن يبحثوا له عن عمل يقيه خطر الانزلاق إلى الجريمة».
آثاره
 
للشيخ حمروش بحث قيم في التضمين ونيابة بعض الحروف عن بعض.
 
كما أن له بحثا جميلا نشره مجمع اللغة العربية في «الاشتقاق الكبير».
وفاته
 
توفي الشيخ إبراهيم حمروش في ١٤ نوفمبر ١٩٦٠
٢٬٧٩٦

تعديل