انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مجلّة الأحكام العدلية»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''مجلّة الأحكام العدلية''': تعتبر المجلّة أوّل تقنين مدني وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية في إطار بنود قانونية، وقد دوّنت على مذهب إمام الحنفية أبي حنيفة النعمان. وذلك خلال عهد الدولة العثمانية حينما صدرت عن مجلس شورى الدولة العثمانية؛ لتطّبق أحكامها إلزامياً في قضاء الدولة في الأقاليم الإسلامية كافّة، حيث احتوت المجلّة بين دفّتيها مواد بلغت 1851 مادّة قانونية، تضمّنت أحكاماً لمختلف المعاملات المدنية مثل البيع والإيجار والكفالة والوكالة وغيرها بشكل محكم نظّم المسائل الفقهية المبدّدة والمتناثرة في إطار قانوني.
'''مجلّة الأحكام العدلية''': تعتبر المجلّة أوّل تقنين مدني وفقاً لأحكام [[الشريعة الإسلامية]] في إطار بنود قانونية، وقد دوّنت على مذهب إمام [[الحنفية]] أبي حنيفة النعمان. وذلك خلال عهد [[الدولة العثمانية]] حينما صدرت عن مجلس شورى الدولة العثمانية؛ لتطّبق أحكامها إلزامياً في قضاء الدولة في الأقاليم الإسلامية كافّة، حيث احتوت المجلّة بين دفّتيها مواد بلغت 1851 مادّة قانونية، تضمّنت أحكاماً لمختلف المعاملات المدنية مثل البيع والإيجار والكفالة والوكالة وغيرها بشكل محكم نظّم المسائل الفقهية المبدّدة والمتناثرة في إطار قانوني.
[[ملف:المجلة.jpg|تصغير|المجلّة]]
[[ملف:المجلة.jpg|تصغير|المجلّة]]
=النشأة التاريخية=
=النشأة التاريخية=


أنشأت مجلّة الأحكام العدلية بعد توقّف حرب القرم الأولى بين المسلمين العثمانيّين والروس، التي بدأت في عام 1853م واستمرّت حوالي ثلاث سنوات، والتي أدّت إلى بقاء جالية إسلامية ضخمة تحت سلطة الروس، فطلبت السلطنة العثمانية من الكنيسة الأرثوذكسية في موسكو تقنيناً واضحاً لكيفية معاملة الرعايا المسلمين، ممّا دفع الروس للردّ بالمثل، فأنشأ السلطان عبد المجيد لجنة من الفقهاء الحنفية منهم الشيخ علاء الدين عابدين ابن صاحب الحاشية مع مساهمين من المذاهب الثلاث الأخرى مراقبين لتقنين القضاء والأحكام الفقهية الإسلامية، فصدرت مجلّة الأحكام العدلية في شعبان سنة 1293 هجرية\  1882 ميلادية.  
أنشأت مجلّة الأحكام العدلية بعد توقّف [[حرب القرم]] الأولى بين المسلمين العثمانيّين و[[الروس]]، التي بدأت في عام 1853م واستمرّت حوالي ثلاث سنوات، والتي أدّت إلى بقاء جالية إسلامية ضخمة تحت سلطة الروس، فطلبت السلطنة العثمانية من [[الكنيسة الأرثوذكسية]] في [[موسكو]] تقنيناً واضحاً لكيفية معاملة الرعايا المسلمين، ممّا دفع الروس للردّ بالمثل، فأنشأ [[السلطان عبد المجيد]] لجنة من فقهاء الحنفية، منهم الشيخ [[علاء الدين ابن عابدين]] ابن صاحب الحاشية، مع مساهمين من المذاهب الثلاث الأخرى مراقبين، لتقنين القضاء والأحكام الفقهية الإسلامية، فصدرت مجلّة الأحكام العدلية في شعبان سنة 1293 هجرية\  1882 ميلادية.  


=علل التدوين=
=علل التدوين=
سطر ١٨: سطر ١٨:


وها هو فهرس المجلّة:
وها هو فهرس المجلّة:


الْمُقَدَّمَةُ.
الْمُقَدَّمَةُ.
سطر ٥٦: سطر ٥٥:
=حقائق مختصرة عن المجلّة=
=حقائق مختصرة عن المجلّة=


1.قد وضعت المجلّة لجنة علمية مكوّنة من عدّة علماء في الخلافة العثمانية ألّفت بديوان العدلية بالآستانة ـ إسطنبول ـ كان رئيسها ناظر هذا الديوان أحمد جودت باشا.
1.قد وضعت المجلّة لجنة علمية مكوّنة من عدّة علماء في الخلافة العثمانية ألّفت بديوان العدلية ب[[الآستانة]]- [[إسطنبول]]- كان رئيسها ناظر هذا الديوان [[أحمد جودت باشا]].


2.يعتقد أنّها الأساس الذي بني عليه القانون المدني في أغلب الدول العربية، مثل العراق ومصر والأردن، وهي سارية المفعول في قطاع غزّة كقانون مدني، وما زال يعمل بها في المحاكم الكويتية.
2.يعتقد أنّها الأساس الذي بني عليه القانون المدني في أغلب الدول العربية، مثل [[العراق]] و[[مصر]] و[[الأردن]]، وهي سارية المفعول في قطاع [[غزّة]] كقانون مدني، ومازال يعمل بها في المحاكم في [[الكويت]].


3.توجد عدّة تراجم للمجلّة باللغة العربية مع الشرح، منها شرح فهمي الحسيني.
3.توجد عدّة تراجم للمجلّة باللغة العربية مع الشرح، منها شرح [[فهمي الحسيني]].


4.لم تتناول  المجلّة أحكام النكاح والطلاق والنسب والولاية على النفس والمال، ولا أحكام الوصايا والمواريث.  
4.لم تتناول  المجلّة أحكام النكاح والطلاق والنسب والولاية على النفس والمال، ولا أحكام الوصايا والمواريث.  
سطر ٦٦: سطر ٦٥:
5.صيغت أحكام المجلّة في مواد على غِرار مواد القوانين الوضعية، وقد بلغت ألفاً وثمان مائة وواحد وخمسين مادّة بما فيها مواد المقدّمة، وتقع في ستّة عشر كتاباً.
5.صيغت أحكام المجلّة في مواد على غِرار مواد القوانين الوضعية، وقد بلغت ألفاً وثمان مائة وواحد وخمسين مادّة بما فيها مواد المقدّمة، وتقع في ستّة عشر كتاباً.
   
   
6.أُلزِمت الجمعية العلمية التي قامت بصياغة المجلّة بالأخذ بالأقوال الراجحة والمفتى بها من مذهب أبي حنيفة، عدا بعض المسائل التي أخذت فيها بما ليس راجحاً في هذا المذهب.
6.أُلزِمت الجمعية العلمية التي قامت بصياغة المجلّة بالأخذ بالأقوال الراجحة والمفتى بها من مذهب [[أبي حنيفة]]، عدا بعض المسائل التي أخذت فيها بما ليس راجحاً في هذا المذهب.


7.بدأ كلّ كتاب من المجلّة بالقواعد والضوابط الملائمة، وأكثرها مأخوذ من كتاب: "الأشباه والنظائر" لابن نُجيم الحنفي. وكلّ ذلك مفصّل بالتقرير الذي رفعه رئيس الجمعية العلمية إلى محمّد أمين غالي باشا الصدر الأعظم في غرّة المحرّم سنة 1286 هجرية.
7.بدأ كلّ كتاب من المجلّة بالقواعد والضوابط الملائمة، وأكثرها مأخوذ من كتاب: "الأشباه والنظائر" ل[[ابن نُجيم الحنفي]]. وكلّ ذلك مفصّل بالتقرير الذي رفعه رئيس الجمعية العلمية إلى [[محمّد أمين غالي باشا]] الصدر الأعظم في غرّة المحرّم سنة 1286 هجرية.
[[ملف:مجلة.jpg|تصغير|من شروح المجلّة: درر الحكّام]]
[[ملف:مجلة.jpg|تصغير|من شروح المجلّة: درر الحكّام]]
=شروح المجلّة=
=شروح المجلّة=


أفردت لمجلّة الأحكام العدلية الشروح الواسعة، وفي مقدّمتها شرح مفتي حمص الشيخ خالد بن محمّد الأتاسي ـ والد الرئيس السوري السابق هاشم الأتاسي ـ الذي صنّف شرحاً للمجلّة في ستّة مجلّدات.  
أفردت لمجلّة الأحكام العدلية الشروح الواسعة، وفي مقدّمتها شرح مفتي [[حمص]] الشيخ [[خالد بن محمّد الأتاسي]]- والد الرئيس السوري السابق [[هاشم الأتاسي]]- الذي صنّف شرحاً للمجلّة في ستّة مجلّدات.  


وكتب الشيخ مصطفى الزرقا كلاماً واسعاً نافعاً في هذه القواعد.  
وكتب الشيخ [[مصطفى الزرقا]] كلاماً واسعاً نافعاً في هذه القواعد.  


ووضع الشيخ سعيد مراد الغزّي شرحاً جيّداً للمجلّة.
ووضع الشيخ [[سعيد مراد الغزّي]] شرحاً جيّداً للمجلّة.


وللأستاذ سعيد المحاسني شرح متقن مشهور، لكنّ شرح الأتاسي بقي أوسع الشروح وأغناها.
وللأستاذ [[سعيد المحاسني]] شرح متقن مشهور، لكنّ شرح الأتاسي بقي أوسع الشروح وأغناها.


=المجلّة والتقريب بين المذاهب الإسلامية=
=المجلّة والتقريب بين [[المذاهب الإسلامية]]=


قام الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء النجفي_ وهو من أشهر مراجع الدين الشيعة في العصر الحديث ومن ألمع رجالات التقريب والوحدة في العالم الإسلامي- بتهذيب المجلّة والتعليق عليها ونقدها في كتابه المعروف "تحرير المجلّة"، وبذلك أغنى الفقه الإسلامي ببحث مقارن جذّاب.
قام الشيخ [[محمّد الحسين آل كاشف الغطاء]] النجفي- وهو من أشهر [[مراجع الدين]] [[الشيعة]] في العصر الحديث ومن ألمع رجالات [[التقريب]] و[[الوحدة]] في [[العالم الإسلامي]]- بتهذيب المجلّة والتعليق عليها ونقدها في كتابه المعروف "[[تحرير المجلّة]]"، وبذلك أغنى الفقه الإسلامي ببحث مقارن جذّاب.


وقد قام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بإعادة طبع ونشر الكتاب محقّقاً من قبل الأستاذ محمّد الساعدي في خمسة مجلّدات.
وقد قام [[المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية]] بإعادة طبع ونشر الكتاب محقّقاً من قبل الأستاذ [[محمّد الساعدي]] في خمسة مجلّدات.


=المصدر=
=المصدر=
٢٬٧٩٦

تعديل