٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٧: | سطر ٧: | ||
مسائل المذهب على ثلاثة أشخاص: أبي حنيفة، وأبي يوسف المتوفّى سنة 180 ه، و[[محمّد بن الحسن الشيباني]] المتوفّى سنة 189 ه. ويلحق بهم : زفر بن الهُذيل المتوفّى سنة 158 ه، والحسن بن زياد المتوفّى سنة 204 ه، وغيرهما، إلّا أنّ الغالب الشائع في ظاهر الرواية أن يكون قول الثلاثة. | مسائل المذهب على ثلاثة أشخاص: أبي حنيفة، وأبي يوسف المتوفّى سنة 180 ه، و[[محمّد بن الحسن الشيباني]] المتوفّى سنة 189 ه. ويلحق بهم : زفر بن الهُذيل المتوفّى سنة 158 ه، والحسن بن زياد المتوفّى سنة 204 ه، وغيرهما، إلّا أنّ الغالب الشائع في ظاهر الرواية أن يكون قول الثلاثة. | ||
= | =أصول المذهب الحنفي والمصادر الاستنباطية= | ||
عقيدة الحنفية في التوحيد والعدل: أنّ الباري واحد لا من طريق العدد، وأنّه ليس كالأشياء، وأنّ له صفات ذات وصفات فعل، وأنّ القرآن مخلوق، وأنّ الباري خلق العالم لا من مادّة، وأنّ اللّه قد كتب كلّ شيء بالوصف لا بالحكم، وأنّ علمه تعالى بالأشياء أزلي، وأنّ نظرية الذرّ صحيحة، وأنّ الأفعال كسبية، والقول بالجبر. | |||
والعلم عندهم على أربعة أوجه كما قيل: ما كان في كتاب اللّه تعالى وما أشبهه، وما كان في سنّة رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) وما أشبهها، وما كان في ما أجمع عليه الصحابة وما أشبهه، وكذلك ما اختلفوا فيه، فإن وقع الاختيار فيه على أحد الأقوال فهو علم يُقاس عليه ما أشبهه، وما استحسنه فقهاء المسلمين وما أشبهه وكان نظيراً له. | |||
وقد وضع أبو حنيفة قواعد المذهب الحنفي بقوله: «آخذ بكتاب الله تعالى، فإن لم أجد فبسنّة رسول الله، فإن لم أجد في كتاب الله ولا في سنّة رسول الله أخذت بقول الصحابة، آخذ بقول من شئت منهم وأدع قول من شئت منهم، ولا أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم والشعبي وابن سيرين والحسن وعطاء وسعيد بن المسيّب -وعدَّد رجالاً- فقوم اجتهدوا، فأجتهد كما اجتهدوا». | وقد وضع أبو حنيفة قواعد المذهب الحنفي بقوله: «آخذ بكتاب الله تعالى، فإن لم أجد فبسنّة رسول الله، فإن لم أجد في كتاب الله ولا في سنّة رسول الله أخذت بقول الصحابة، آخذ بقول من شئت منهم وأدع قول من شئت منهم، ولا أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم والشعبي وابن سيرين والحسن وعطاء وسعيد بن المسيّب -وعدَّد رجالاً- فقوم اجتهدوا، فأجتهد كما اجتهدوا». | ||
سطر ٦٥: | سطر ٦٣: | ||
=الأزهر والمذهب الحنفي= | |||
يعتبر الأزهر أنّ المذهب الحنفي أحد المذاهب الأربعة التي تقوم عليها عقيدة الأزهر الشريف التي هي عقيدة الأشعري والماتريدي وفقه الأئمّة الأربعة وتصوّف الإمام الجنيد. | |||
وحسم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيّب هذا الأمر بالتأكيد على ما تقدّم ذكره، وحذّر من وجود مخطّط لاختطاف الفكر والمنهج الأزهري الوسطي المعتدل، الذي حافظ الأزهر عليه لأكثر من ألف عام، وأنّ الأزهر الشريف سيبقى أشعري المذهب ماتريدي العقيدة، ومحافظاً على الفكر الصوفي الصحيح الذي ينتمي إليه عشرات من شيوخ الأزهر على مدي تاريخه. كما واعتبر الأزهـر على مدار تاريخه مـلاذاً حصيناً للتفكير، ومجالاً حيّاً للتعبير، واحتضن سائر الاتّجاهـات، واحترم كلّ المذاهب. | |||
هذا، وارتبط المذهب الحنفي في الأزهر الشريف برواق الحنفية الذي أقامه الملك نور الدين محمود زنكي، ليقوم بعدها صلاح الدين الأيّوبي ببناء عدّة مدارس لتعليم فقه أهل السنّة، وعلى رأسها الفقه الحنفي، ثمّ قام الأيّوبي بتأسيس المدرسة السيفية التي جعل التدريس فيها على المذهب الحنفي، وعيّن للتدريس فيها الشيخ مجد الدين محمّد بن محمّد الجيني، ورتّب له في كلّ شهر أحد عشر ديناراً، وباقي ريع وقفها يصرفه على ما يراه لطلبة الحنفية المقرّرين عنده على قدر طبقاتهم. وبعد وفاته أنشأ خادم صلاح الدين جمال الدين بن جمال الدولة المدرسة الإقبالية، وقسّمها إلى قسمين أحدهما للشافعية والآخر للحنفية، ثمّ قامت المدرسة الأزكشية التي بناها الأمير سيف الدين أيازكوج الأسدي أحد أمراء صلاح الدين، وجعلها وقفاً على الفقهاء من الحنفية من الأزهريّين الذين قاموا بمجهود كبير في نشر المذهب في مصر. | |||
=المذهب الحنفي والسلفية= | |||
الأزهر والمذهب الحنفي | |||
يعتبر الأزهر | |||
وحسم الإمام الأكبر الدكتور أحمد | |||
واعتبر الأزهـر على مدار تاريخه | |||
المذهب الحنفي والسلفية | |||
تنظر السلفية إلى المذاهب الأربعة ومنها المذهب الحنفي، على أن الأخذ بأحد المذاهب دون الآخر إهدار للآخرين، وهو في حقيقته طعن بالآخرين، ويعتمدون القواعد المستنبطة المقررة في كتب أهل العلم. | تنظر السلفية إلى المذاهب الأربعة ومنها المذهب الحنفي، على أن الأخذ بأحد المذاهب دون الآخر إهدار للآخرين، وهو في حقيقته طعن بالآخرين، ويعتمدون القواعد المستنبطة المقررة في كتب أهل العلم. | ||
ويقول الشيخ مشهور آل سلمان أحد كبار مشايخ السلفية في كتاب كشف الشبهات حول الدعوة السلفية "السَّلفيُّون لا يتعصبون لإمام واحد، ويرون أن التعصب لإمام واحد، والعمل المذهبي، والفقه المذهبي، فيه إهدار للآخرين، وهو في حقيقته طعن بالآخرين، بيد أنَّ السلفيين يعتمدون القواعد المستنبطة المقررة في كتب أهل العلم، ويعملونها معظّمين للدليل، فمن أعمل رأيه دون هذه القواعد، فإنما يهدم معالم المنهج المطروق عند العلماء المرضيّين. | ويقول الشيخ مشهور آل سلمان أحد كبار مشايخ السلفية في كتاب كشف الشبهات حول الدعوة السلفية "السَّلفيُّون لا يتعصبون لإمام واحد، ويرون أن التعصب لإمام واحد، والعمل المذهبي، والفقه المذهبي، فيه إهدار للآخرين، وهو في حقيقته طعن بالآخرين، بيد أنَّ السلفيين يعتمدون القواعد المستنبطة المقررة في كتب أهل العلم، ويعملونها معظّمين للدليل، فمن أعمل رأيه دون هذه القواعد، فإنما يهدم معالم المنهج المطروق عند العلماء المرضيّين. |
تعديل