٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٥: | سطر ٣٥: | ||
كان الشاب مقتدى الصدر ذو الثلاثين عاماً عند الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، شخصية غير معروفة في الإعلام العربي والأجنبي، ولكنه وخلال فترة وجيزة أثبت أن له قاعدة شعبية شيعية عريضة لا يمكن تجاوزها، وأسس أكبر قوى شيعية قاتلت قوات التحالف الأمريكية مما حدى بجورج بوش، الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، إلى اعتباره عدواً وطلب قتله أو أسره بعد أن قال :“لا نستطيع أن نسمح لرجل واحد أن يغير مسار بلد بأكمله.” ،كما تم اختياره من قبل مجلة “تايم” ضمن قائمة أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم في عام 2008، ولطالما لقَب من العديد بصانع الملوك في العراق. | كان الشاب مقتدى الصدر ذو الثلاثين عاماً عند الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، شخصية غير معروفة في الإعلام العربي والأجنبي، ولكنه وخلال فترة وجيزة أثبت أن له قاعدة شعبية شيعية عريضة لا يمكن تجاوزها، وأسس أكبر قوى شيعية قاتلت قوات التحالف الأمريكية مما حدى بجورج بوش، الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، إلى اعتباره عدواً وطلب قتله أو أسره بعد أن قال :“لا نستطيع أن نسمح لرجل واحد أن يغير مسار بلد بأكمله.” ،كما تم اختياره من قبل مجلة “تايم” ضمن قائمة أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم في عام 2008، ولطالما لقَب من العديد بصانع الملوك في العراق. | ||
ينحدر مقتدى الصدر من عائلة علمية شيعية معروفة في العراق ولها امتدادات وجذور قديمة في تاريخ المنطقة، إذ تربى في كنف والده آية الله السيد [[محمد محمدصادق الصدر]]، الرجل الشيعي المعروف ، والذي كان مشهوراً بين [[الشيعة]] بالحوزة الناطقة، وهو رجل دين ناشط سياسياً واجتماعياً، وبالتالي يخالف رجال الدين الذين يركزون فحسب على العمل الديني. أغتيل أبوه واثنان من أخوته في عام 1999، وقام [[حزب البعث]] بتصفيته. تمايز الصدر في أن أغلبية أنصاره ومُريديه من الطبقات المحرومة والفقيرة في العراق. كان والد الصدر ثورياً في نهجه، على المستويين الديني والاجتماعي. فقد أرسى علاقاتٍ قوية مع مختلف العشائر في البلاد. وعلاوة على ذلك، دعا إلى إعادة إحياء صلاة الجمعة، وذلك من أجل التواصل المباشر مع الجمهور. | ينحدر السيد مقتدى الصدر من عائلة علمية شيعية معروفة في العراق ولها امتدادات وجذور قديمة في تاريخ المنطقة، إذ تربى في كنف والده آية الله السيد [[محمد محمدصادق الصدر]]، الرجل الشيعي المعروف ، والذي كان مشهوراً بين [[الشيعة]] بالحوزة الناطقة، وهو رجل دين ناشط سياسياً واجتماعياً، وبالتالي يخالف رجال الدين الذين يركزون فحسب على العمل الديني. أغتيل أبوه واثنان من أخوته في عام 1999، وقام [[حزب البعث]] بتصفيته. تمايز الصدر في أن أغلبية أنصاره ومُريديه من الطبقات المحرومة والفقيرة في العراق. كان والد الصدر ثورياً في نهجه، على المستويين الديني والاجتماعي. فقد أرسى علاقاتٍ قوية مع مختلف العشائر في البلاد. وعلاوة على ذلك، دعا إلى إعادة إحياء صلاة الجمعة، وذلك من أجل التواصل المباشر مع الجمهور. | ||
كان السيد مقتدى الصدر من أوائل الزعماء الشيعة الذين عارضوا الاحتلال الأمريكي من خلال الصحيفة التابعة للتيار الصدري "الحوزة الناطقة". عندما أمرت الولايات المتحدة بإغلاق صحيفته، انتقل إلى العمل المسلح ضد قوات التحالف . | كان السيد مقتدى الصدر من أوائل الزعماء الشيعة الذين عارضوا الاحتلال الأمريكي من خلال الصحيفة التابعة للتيار الصدري "الحوزة الناطقة". عندما أمرت الولايات المتحدة بإغلاق صحيفته، انتقل إلى العمل المسلح ضد قوات التحالف . | ||
سطر ٤٧: | سطر ٤٧: | ||
[[ملف:سرايا السلام.jpg|تصغير|سرايا السلام]] | [[ملف:سرايا السلام.jpg|تصغير|سرايا السلام]] | ||
عاد | عاد في يونيو 2014 إلى إعلان تشكيل مسلح جديد تحت مسمى “سرايا السلام” وذلك رداً على احتلال تنظيم الدولة الإسلامية “[[داعش]]” لمناطق واسعة من العراق ومن ضمنها ثاني أكبر مدينة في العراق، [[الموصل]]. وجاء في بيان اعلان إنشاء سرايا السلام أنه سوف يتم انشاء القوات بالتنسيق الكامل مع الجهات الحكومية وذلك للدفاع عن المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس. كما شدد الصدر على أنه لن يخوض حرب عصابات ومليشيات قذرة لا تميز بين الارهابيين والمدنيين . | ||
رفض مقتدى الاحتلال الأمريكي للعراق وكان الرفض من خلال جريدته الصادرة تحت اسم “الحوزة الناطقة”. وعند إقفالها وقتل أنصار مقتدى خلال تظاهراتهم ضد اقفال الجريدة، انتقل إلى العمل المسلح من خلال جيش المهدي في عام 2004. ورفض مجلس الحكم الذي لم يختر المحتل الأمريكي أي ممثل عن التيار الصدري فيه، واعتبر وثيقة قانون إدارة الدولة التي صدرت عن الحاكم المدني بول بريمر “غير شرعية” وأضاف أنها “تحجم دور الاسلام”. | رفض مقتدى الاحتلال الأمريكي للعراق وكان الرفض من خلال جريدته الصادرة تحت اسم “الحوزة الناطقة”. وعند إقفالها وقتل أنصار مقتدى خلال تظاهراتهم ضد اقفال الجريدة، انتقل إلى العمل المسلح من خلال جيش المهدي في عام 2004. ورفض مجلس الحكم الذي لم يختر المحتل الأمريكي أي ممثل عن التيار الصدري فيه، واعتبر وثيقة قانون إدارة الدولة التي صدرت عن الحاكم المدني بول بريمر “غير شرعية” وأضاف أنها “تحجم دور الاسلام”. | ||
سطر ٥٧: | سطر ٥٧: | ||
=خاتمة= | =خاتمة= | ||
قيل: لا شك أن | قيل: لا شك أن السيد الصدر أثبت نفسه على الساحة العراقية كرقم صعب لا يمكن تجاوزه في تشكيل الحكومات المتتالية في العراق. علماً أنه لم يبن تحالفاً استراتيجياً طويل الأمد مع أي من مكونات اللعبة السياسية في العراق أو من خارج العراق، فهو القريب من إيران والمنتقد الشديد لسياساتها في العراق. هو المحارب للاحتلال الأمريكي ولكل مخرجات الاحتلال، وهو يشدد على التلاحم الوطني والديني بين [[السنة]] والشيعة، بل ويظهر المدافع عنهم في بعض الأحيان. | ||
=المصدر= | =المصدر= |
تعديل