Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦
تعديل
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المبادئ القرآنية للوحدة»
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
| سطر ٤٠: | سطر ٤٠: | ||
=== المبدأ الثاني: الإنسانية === | === المبدأ الثاني: الإنسانية === | ||
ويمكن أن نلحظها جلياً من خلال مجمل المحاور الرئيسية التالية:<br> | ويمكن أن نلحظها جلياً من خلال مجمل المحاور الرئيسية التالية:<br> | ||
المحور الأوّل: | ==== المحور الأوّل: ==== | ||
ما يتناول حفظ النفس ووقايتها: (وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ خٰالِداً فِيهٰا) (سورة النساء: 93)، (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسٰادٍ فِي اَلْأَرْضِ فَكَأَنَّمٰا قَتَلَ اَلنّٰاسَ جَمِيعاً) (سورة المائدة: 32).<br> | ما يتناول حفظ النفس ووقايتها: (وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ خٰالِداً فِيهٰا) (سورة النساء: 93)، (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسٰادٍ فِي اَلْأَرْضِ فَكَأَنَّمٰا قَتَلَ اَلنّٰاسَ جَمِيعاً) (سورة المائدة: 32).<br> | ||
المحور الثاني: | ==== المحور الثاني: ==== | ||
ما يتناول حفظ المال والعرض: (وَ اَلسّٰارِقُ وَ اَلسّٰارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمٰا) (سورة المائدة: 38)، (اَلزّٰانِيَةُ وَ اَلزّٰانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وٰاحِدٍ مِنْهُمٰا مِائَةَ جَلْدَةٍ) (سورة النور: 2).<br> | ما يتناول حفظ المال والعرض: (وَ اَلسّٰارِقُ وَ اَلسّٰارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمٰا) (سورة المائدة: 38)، (اَلزّٰانِيَةُ وَ اَلزّٰانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وٰاحِدٍ مِنْهُمٰا مِائَةَ جَلْدَةٍ) (سورة النور: 2).<br> | ||
المحور الثالث: | ==== المحور الثالث: ==== | ||
ما يتناول حفظ الحقوق العامّة: (وَ لَكُمْ فِي اَلْقِصٰاصِ حَيٰاةٌ يٰا أُولِي اَلْأَلْبٰابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (سورة البقرة: 179)، (وَ مَنْ يَعْصِ اَللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نٰاراً خٰالِداً فِيهٰا) (سورة النساء: 14)، (يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَ لاٰ نِسٰاءٌ مِنْ نِسٰاءٍ عَسىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَ لاٰ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَ لاٰ تَنٰابَزُوا بِالْأَلْقٰابِ) (سورة الحجرات: 11)، (وَ لاٰ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) (سورة الحجرات: 12).<br> | ما يتناول حفظ الحقوق العامّة: (وَ لَكُمْ فِي اَلْقِصٰاصِ حَيٰاةٌ يٰا أُولِي اَلْأَلْبٰابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (سورة البقرة: 179)، (وَ مَنْ يَعْصِ اَللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نٰاراً خٰالِداً فِيهٰا) (سورة النساء: 14)،<br> | ||
(يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَ لاٰ نِسٰاءٌ مِنْ نِسٰاءٍ عَسىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَ لاٰ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَ لاٰ تَنٰابَزُوا بِالْأَلْقٰابِ) (سورة الحجرات: 11)، (وَ لاٰ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) (سورة الحجرات: 12).<br> | |||
ومن معطيات هذه الخصيصة كما نستفيده منها:<br> | ومن معطيات هذه الخصيصة كما نستفيده منها:<br> | ||
المعطى الأوّل: | '''المعطى الأوّل:''' | ||
مراعاة الكيان الإنساني وطاقاته وما يصدر عنه من خلل وقصور في أنماط السلوك: قال عزّ وجلّ: (لاٰ يُكَلِّفُ اَللّٰهُ نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا لَهٰا مٰا كَسَبَتْ وَ عَلَيْهٰا مَا اِكْتَسَبَتْ) (سورة البقرة: 286)، وقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: «رفع عن أُمّتي تسعة: الخطأ، والنسيان، وما أُكرهوا عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطرّوا إليه، والحسد، والطيرة، والتفكّر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة».<br> | مراعاة الكيان الإنساني وطاقاته وما يصدر عنه من خلل وقصور في أنماط السلوك: قال عزّ وجلّ: (لاٰ يُكَلِّفُ اَللّٰهُ نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا لَهٰا مٰا كَسَبَتْ وَ عَلَيْهٰا مَا اِكْتَسَبَتْ) (سورة البقرة: 286)، وقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: «رفع عن أُمّتي تسعة: الخطأ، والنسيان، وما أُكرهوا عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطرّوا إليه، والحسد، والطيرة، والتفكّر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة».<br> | ||
المعطى الثاني: | '''المعطى الثاني:''' | ||
انتفاء العسر في التكليف وبناء الأحكام الشرعية بما يتناسب مع الإرادة الإنسانية وطموحاتها في الحياة: قال سبحانه وتعالى: (يُرِيدُ اَللّٰهُ بِكُمُ اَلْيُسْرَ وَ لاٰ يُرِيدُ بِكُمُ اَلْعُسْرَ) (سورة البقرة: 185)، (يُرِيدُ اَللّٰهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَ خُلِقَ اَلْإِنْسٰانُ ضَعِيفاً) (سورة النساء: 28)، (مٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَ لٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَ لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ) (سورة المائدة: 6)، (وَ مَا اَللّٰهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبٰادِ) (سورة غافر: 31).<br> | انتفاء العسر في التكليف وبناء الأحكام الشرعية بما يتناسب مع الإرادة الإنسانية وطموحاتها في الحياة: قال سبحانه وتعالى: (يُرِيدُ اَللّٰهُ بِكُمُ اَلْيُسْرَ وَ لاٰ يُرِيدُ بِكُمُ اَلْعُسْرَ) (سورة البقرة: 185)، (يُرِيدُ اَللّٰهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَ خُلِقَ اَلْإِنْسٰانُ ضَعِيفاً) (سورة النساء: 28)، (مٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَ لٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَ لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ) (سورة المائدة: 6)، (وَ مَا اَللّٰهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبٰادِ) (سورة غافر: 31).<br> | ||
المعطى الثالث: | '''المعطى الثالث:''' | ||
آدمية البعثة وإنسانية القدوة: قال عز وجل: (لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (سورة الممتحنة: 6)، (قُلْ إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحىٰ إِلَيَّ أَنَّمٰا إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ) (سورة الكهف: 110)، (قُلْ يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ إِنِّي رَسُولُ اَللّٰهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) (سورة الأعراف: 158).<br> | آدمية البعثة وإنسانية القدوة: قال عز وجل: (لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (سورة الممتحنة: 6)، (قُلْ إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحىٰ إِلَيَّ أَنَّمٰا إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ) (سورة الكهف: 110)، (قُلْ يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ إِنِّي رَسُولُ اَللّٰهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) (سورة الأعراف: 158).<br> | ||
المعطى الرابع: | '''المعطى الرابع:''' | ||
ركائزية الإنسانية في مبدئه وأهدافه وغاياته: قال سبحانه وتعالى: (وَ إِذْ قٰالَ رَبُّكَ لِلْمَلاٰئِكَةِ إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً) (سورة البقرة: 30)، (وَ لَقَدْ كَرَّمْنٰا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْنٰاهُمْ فِي اَلْبَرِّ وَ اَلْبَحْرِ وَ رَزَقْنٰاهُمْ مِنَ اَلطَّيِّبٰاتِ وَ فَضَّلْنٰاهُمْ عَلىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنٰا تَفْضِيلاً) (سورة الإسراء: 70).<br> | ركائزية الإنسانية في مبدئه وأهدافه وغاياته: قال سبحانه وتعالى: (وَ إِذْ قٰالَ رَبُّكَ لِلْمَلاٰئِكَةِ إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً) (سورة البقرة: 30)، (وَ لَقَدْ كَرَّمْنٰا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْنٰاهُمْ فِي اَلْبَرِّ وَ اَلْبَحْرِ وَ رَزَقْنٰاهُمْ مِنَ اَلطَّيِّبٰاتِ وَ فَضَّلْنٰاهُمْ عَلىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنٰا تَفْضِيلاً) (سورة الإسراء: 70).<br> | ||
المبدأ الثالث: القرآنية | === المبدأ الثالث: القرآنية === | ||
(وَ مٰا عَلَّمْنٰاهُ اَلشِّعْرَ وَ مٰا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاّٰ ذِكْرٌ وَ قُرْآنٌ مُبِينٌ) (سورة يس: 69)، (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * `فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) (سورة البروج: 21-22).<br> | (وَ مٰا عَلَّمْنٰاهُ اَلشِّعْرَ وَ مٰا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاّٰ ذِكْرٌ وَ قُرْآنٌ مُبِينٌ) (سورة يس: 69)، (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * `فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) (سورة البروج: 21-22).<br> | ||
المبدأ الرابع: السلامة من التحريف | === المبدأ الرابع: السلامة من التحريف === | ||
قال تعالى: (إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا اَلذِّكْرَ وَ إِنّٰا لَهُ لَحٰافِظُونَ) (سورة الحجر: 9)، (أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرٰاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيٰاتٍ <br> | قال تعالى: (إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا اَلذِّكْرَ وَ إِنّٰا لَهُ لَحٰافِظُونَ) (سورة الحجر: 9)، (أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرٰاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيٰاتٍ <br> | ||
وَ اُدْعُوا مَنِ اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ) (سورة هود: 13).<br> | وَ اُدْعُوا مَنِ اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ) (سورة هود: 13).<br> | ||
المبدأ الخامس: نزاهة حملته | === المبدأ الخامس: نزاهة حملته === | ||
قال تبارك وتعالى: (وَ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) (سورة القلم: 4)، (وَ لَقَدْ رٰاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ) (سورة يوسف: 32)، (فَلَمّٰا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّٰهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَأَوّٰاهٌ حَلِيمٌ) (سورة التوبة: 114).<br> | قال تبارك وتعالى: (وَ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) (سورة القلم: 4)، (وَ لَقَدْ رٰاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ) (سورة يوسف: 32)، (فَلَمّٰا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّٰهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَأَوّٰاهٌ حَلِيمٌ) (سورة التوبة: 114).<br> | ||
المبدأ السادس: الشمول للمكان والإنسان والزمان | === المبدأ السادس: الشمول للمكان والإنسان والزمان === | ||
قال تعالى: (وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذٰا جٰاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لاٰ يُظْلَمُونَ) (سورة يونس: 47)، (وَ لِكُلٍّ دَرَجٰاتٌ مِمّٰا عَمِلُوا وَ مٰا رَبُّكَ بِغٰافِلٍ عَمّٰا يَعْمَلُونَ) (سورة الأنعام: 132)، (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنٰا مَنْسَكاً هُمْ نٰاسِكُوهُ فَلاٰ يُنٰازِعُنَّكَ فِي اَلْأَمْرِ وَ اُدْعُ إِلىٰ رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلىٰ هُدىً مُسْتَقِيمٍ) (سورة الحجّ: 67).<br> | قال تعالى: (وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذٰا جٰاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لاٰ يُظْلَمُونَ) (سورة يونس: 47)، (وَ لِكُلٍّ دَرَجٰاتٌ مِمّٰا عَمِلُوا وَ مٰا رَبُّكَ بِغٰافِلٍ عَمّٰا يَعْمَلُونَ) (سورة الأنعام: 132)، (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنٰا مَنْسَكاً هُمْ نٰاسِكُوهُ فَلاٰ يُنٰازِعُنَّكَ فِي اَلْأَمْرِ وَ اُدْعُ إِلىٰ رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلىٰ هُدىً مُسْتَقِيمٍ) (سورة الحجّ: 67).<br> | ||
المبدأ السابع: الوسطية أو التوازن | === المبدأ السابع: الوسطية أو التوازن === | ||
قال عزّ من قائل: (لَقَدْ أَرْسَلْنٰا رُسُلَنٰا بِالْبَيِّنٰاتِ وَ أَنْزَلْنٰا مَعَهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْمِيزٰانَ لِيَقُومَ اَلنّٰاسُ بِالْقِسْطِ) (سورة الحديد: 25)، (وَ اَلسَّمٰاءَ رَفَعَهٰا وَ وَضَعَ اَلْمِيزٰانَ * أَلاّٰ تَطْغَوْا فِي اَلْمِيزٰانِ *وَ أَقِيمُوا اَلْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَ لاٰ تُخْسِرُوا اَلْمِيزٰانَ) (سورة الرحمٰن: 7-9)، (إِنّٰا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنٰاهُ بِقَدَرٍ) (سورة القمر: 49).<br> | قال عزّ من قائل: (لَقَدْ أَرْسَلْنٰا رُسُلَنٰا بِالْبَيِّنٰاتِ وَ أَنْزَلْنٰا مَعَهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْمِيزٰانَ لِيَقُومَ اَلنّٰاسُ بِالْقِسْطِ) (سورة الحديد: 25)، (وَ اَلسَّمٰاءَ رَفَعَهٰا وَ وَضَعَ اَلْمِيزٰانَ * أَلاّٰ تَطْغَوْا فِي اَلْمِيزٰانِ *وَ أَقِيمُوا اَلْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَ لاٰ تُخْسِرُوا اَلْمِيزٰانَ) (سورة الرحمٰن: 7-9)، (إِنّٰا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنٰاهُ بِقَدَرٍ) (سورة القمر: 49).<br> | ||
المبدأ الثامن: الواقعية | === المبدأ الثامن: الواقعية === | ||
ولها معان:<br> | ولها معان:<br> | ||
أوّلها: واقعية المصدرية الإلهية وربّانية التشريع.<br> | أوّلها: واقعية المصدرية الإلهية وربّانية التشريع.<br> | ||
ثانيها: المطابقية بين أحكامه وتقنيناته وبين موضوعاتها.<br> | ثانيها: المطابقية بين أحكامه وتقنيناته وبين موضوعاتها.<br> | ||
ثالثها: واقعية التجانس الفطري مع حجم وطبيعة وحدود تلك التشريعات الإلهية، حيث نجد أنّ المفروض منها على الإنسان كلّه ممّا يتّفق مع حدود إمكانيات القدرة البشرية المخاطبة بها، وأنّ القدرة متوفّرة على الامتثال بها عند تلقّيها بالقبول والطاعة وبذل الجهد والطاقة من دون فرق بين الفعل والترك.<br> | ثالثها: واقعية التجانس الفطري مع حجم وطبيعة وحدود تلك التشريعات الإلهية، حيث نجد أنّ المفروض منها على الإنسان كلّه ممّا يتّفق مع حدود إمكانيات القدرة البشرية المخاطبة بها، وأنّ القدرة متوفّرة على الامتثال بها عند تلقّيها بالقبول والطاعة وبذل الجهد والطاقة من دون فرق بين الفعل والترك.<br> | ||
المبدأ التاسع: الوضوح | === المبدأ التاسع: الوضوح === | ||
(وَ نَزَّلْنٰا عَلَيْكَ اَلْكِتٰابَ تِبْيٰاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً وَ بُشْرىٰ لِلْمُسْلِمِينَ) (سورة النحل: 89)، (وَ أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ اَلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّٰاسِ مٰا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (سورة النحل: 44)، (يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ قَدْ جٰاءَكُمْ بُرْهٰانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ أَنْزَلْنٰا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) (سورة النساء: 174).<br> | (وَ نَزَّلْنٰا عَلَيْكَ اَلْكِتٰابَ تِبْيٰاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً وَ بُشْرىٰ لِلْمُسْلِمِينَ) (سورة النحل: 89)، (وَ أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ اَلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّٰاسِ مٰا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (سورة النحل: 44)، (يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ قَدْ جٰاءَكُمْ بُرْهٰانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ أَنْزَلْنٰا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) (سورة النساء: 174).<br> | ||
المبدأ العاشر: الجمع بين الثبات | === المبدأ العاشر: الجمع بين الثبات والمرونة === | ||
وذلك في أحكامه ومبادئه وقيمه ومثله: قال عزّ وجلّ: (مٰا فَرَّطْنٰا فِي اَلْكِتٰابِ مِنْ شَيْءٍ) (سورة الأنعام: 38)، (وَ لاٰ رَطْبٍ وَ لاٰ يٰابِسٍ إِلاّٰ فِي كِتٰابٍ مُبِينٍ) (سورة الأنعام: 59)، (أَ فَغَيْرَ اَللّٰهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَ هُوَ اَلَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ اَلْكِتٰابَ مُفَصَّلاً) (سورة الأنعام: 114)، (وَ لَقَدْ جِئْنٰاهُمْ بِكِتٰابٍ فَصَّلْنٰاهُ عَلىٰ عِلْمٍ هُدىً وَ رَحْمَةً) (سورة الأعراف: 52).<br> | |||
المبدأ الحادي عشر: البرهانية والاقناعية: قال تعالى: (تِلْكَ أَمٰانِيُّهُمْ قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ) (سورة البقرة: 111)، (أَ إِلٰهٌ مَعَ اَللّٰهِ قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ) (سورة النمل: 64).<br> | المبدأ الحادي عشر: البرهانية والاقناعية: قال تعالى: (تِلْكَ أَمٰانِيُّهُمْ قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ) (سورة البقرة: 111)، (أَ إِلٰهٌ مَعَ اَللّٰهِ قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ) (سورة النمل: 64).<br> | ||
المبدأ الثاني عشر: الرحمانية | === المبدأ الثاني عشر: الرحمانية === | ||
قال عزّ وجلّ: (وَ إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلرَّحْمٰنُ اَلرَّحِيمُ) (سورة البقرة: 163)، (رَبَّنٰا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً) (سورة غافر: 7)، (وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ رَحْمَةً لِلْعٰالَمِينَ) (سورة الأنبياء: 107).<br> | قال عزّ وجلّ: (وَ إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلرَّحْمٰنُ اَلرَّحِيمُ) (سورة البقرة: 163)، (رَبَّنٰا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً) (سورة غافر: 7)، (وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ رَحْمَةً لِلْعٰالَمِينَ) (سورة الأنبياء: 107).<br> | ||
ولهذا المبدأ معطيات يمكن إيجازها بما يلي:<br> | ولهذا المبدأ معطيات يمكن إيجازها بما يلي:<br> | ||
المعطى الأوّل: | '''المعطى الأوّل:''' | ||
انحصار اللطف والرحمة في الرسالة الخاتمة: (أَ فَغَيْرَ دِينِ اَللّٰهِ يَبْغُونَ) (سورة آل عمران: 83)، (إِنَّ اَلدِّينَ عِنْدَ اَللّٰهِ اَلْإِسْلاٰمُ) (سورة آل عمران: 19)، (ذٰلِكَ اَلدِّينُ اَلْقَيِّمُ وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ اَلنّٰاسِ لاٰ يَعْلَمُونَ) (سورة يوسف: 40).<br> | انحصار اللطف والرحمة في الرسالة الخاتمة: (أَ فَغَيْرَ دِينِ اَللّٰهِ يَبْغُونَ) (سورة آل عمران: 83)، (إِنَّ اَلدِّينَ عِنْدَ اَللّٰهِ اَلْإِسْلاٰمُ) (سورة آل عمران: 19)، (ذٰلِكَ اَلدِّينُ اَلْقَيِّمُ وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ اَلنّٰاسِ لاٰ يَعْلَمُونَ) (سورة يوسف: 40).<br> | ||
المعطى الثاني: | '''المعطى الثاني:''' | ||
المبالغة في المسامحة والمراعاة: (لاٰ يُؤٰاخِذُكُمُ اَللّٰهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمٰانِكُمْ وَ لٰكِنْ يُؤٰاخِذُكُمْ بِمٰا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَ اَللّٰهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (سورة البقرة: 225)، (وَ هُوَ اَلَّذِي يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ اَلسَّيِّئٰاتِ وَ يَعْلَمُ مٰا تَفْعَلُونَ) (سورة الشورى: 25).<br> | المبالغة في المسامحة والمراعاة: (لاٰ يُؤٰاخِذُكُمُ اَللّٰهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمٰانِكُمْ وَ لٰكِنْ يُؤٰاخِذُكُمْ بِمٰا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَ اَللّٰهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (سورة البقرة: 225)، (وَ هُوَ اَلَّذِي يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ اَلسَّيِّئٰاتِ وَ يَعْلَمُ مٰا تَفْعَلُونَ) (سورة الشورى: 25).<br> | ||
المعطى الثالث: | '''المعطى الثالث:''' | ||
إرساء معالم المحبّة والتوادد والتآلف والالتحام: قال سبحانه وتعالى: (وَ جَعَلْنٰا فِي قُلُوبِ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَ رَحْمَةً) (سورة الحديد: 27)، (وَ تَوٰاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (سورة البلد: 17)، (إِنَّ اَللّٰهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ اَلْإِحْسٰانِ وَ إِيتٰاءِ ذِي اَلْقُرْبىٰ) (سورة النحل: 90).<br> | إرساء معالم المحبّة والتوادد والتآلف والالتحام: قال سبحانه وتعالى: (وَ جَعَلْنٰا فِي قُلُوبِ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَ رَحْمَةً) (سورة الحديد: 27)، (وَ تَوٰاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (سورة البلد: 17)، (إِنَّ اَللّٰهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ اَلْإِحْسٰانِ وَ إِيتٰاءِ ذِي اَلْقُرْبىٰ) (سورة النحل: 90).<br> | ||
المبدأ الثالث عشر: حتمية التطبيق وإقرار أُسسه ومبادئه | === المبدأ الثالث عشر: حتمية التطبيق وإقرار أُسسه ومبادئه === | ||
قال عزّ اسمه: (وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمْ تَعٰالَوْا إِلىٰ مٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ وَ إِلَى اَلرَّسُولِ) (سورة النساء: 61)، (وَ آمَنُوا بِمٰا نُزِّلَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) (سورة محمّد: 2)، (هُوَ اَلَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدىٰ وَ دِينِ اَلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى اَلدِّينِ كُلِّهِ وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً) (سورة الفتح: 28)، (وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْكٰافِرُونَ) (سورة المائدة: 44).<br> | قال عزّ اسمه: (وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمْ تَعٰالَوْا إِلىٰ مٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ وَ إِلَى اَلرَّسُولِ) (سورة النساء: 61)، (وَ آمَنُوا بِمٰا نُزِّلَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) (سورة محمّد: 2)، (هُوَ اَلَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدىٰ وَ دِينِ اَلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى اَلدِّينِ كُلِّهِ وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً) (سورة الفتح: 28)، (وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْكٰافِرُونَ) (سورة المائدة: 44).<br> | ||
المبدأ الرابع عشر: العزّة والسموّ والرفعة | === المبدأ الرابع عشر: العزّة والسموّ والرفعة === | ||
قال تبارك وتعالى: (مَنْ كٰانَ يُرِيدُ اَلْعِزَّةَ فَلِلّٰهِ اَلْعِزَّةُ جَمِيعاً) (سورة فاطر: 10)، (وَ لاٰ تَهِنُوا وَ لاٰ تَحْزَنُوا وَ أَنْتُمُ اَلْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (سورة آل عمران: 139).<br> | قال تبارك وتعالى: (مَنْ كٰانَ يُرِيدُ اَلْعِزَّةَ فَلِلّٰهِ اَلْعِزَّةُ جَمِيعاً) (سورة فاطر: 10)، (وَ لاٰ تَهِنُوا وَ لاٰ تَحْزَنُوا وَ أَنْتُمُ اَلْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (سورة آل عمران: 139).<br> | ||
المبدأ الخامس عشر: قدسية العهود والمواثيق | === المبدأ الخامس عشر: قدسية العهود والمواثيق === | ||
قال عزّ من قائل: (مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اَللّٰهَ عَلَيْهِ) (سورة الأحزاب: 23)، (وَ إِذٰا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَ لَوْ كٰانَ ذٰا قُرْبىٰ وَ بِعَهْدِ اَللّٰهِ أَوْفُوا) (سورة الأنعام: 152)، (وَ أَوْفُوا بِعَهْدِ اَللّٰهِ إِذٰا عٰاهَدْتُمْ) (سورة النحل: 91).<br> | قال عزّ من قائل: (مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اَللّٰهَ عَلَيْهِ) (سورة الأحزاب: 23)، (وَ إِذٰا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَ لَوْ كٰانَ ذٰا قُرْبىٰ وَ بِعَهْدِ اَللّٰهِ أَوْفُوا) (سورة الأنعام: 152)، (وَ أَوْفُوا بِعَهْدِ اَللّٰهِ إِذٰا عٰاهَدْتُمْ) (سورة النحل: 91).<br> | ||
المبدأ السادس عشر: المثالية | === المبدأ السادس عشر: المثالية === | ||
قال سبحانه وتعالى: (وَ مَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّٰهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ) (سورة النساء: 125)، (وَ إِذٰا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهٰا أَوْ رُدُّوهٰا) (سورة النساء: 86)، (وَ قُلْ لِعِبٰادِي يَقُولُوا اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (سورة الإسراء: 53).<br> | قال سبحانه وتعالى: (وَ مَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّٰهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ) (سورة النساء: 125)، (وَ إِذٰا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهٰا أَوْ رُدُّوهٰا) (سورة النساء: 86)، (وَ قُلْ لِعِبٰادِي يَقُولُوا اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (سورة الإسراء: 53).<br> | ||
المبدأ السابع عشر: التغييرية | === المبدأ السابع عشر: التغييرية === | ||
(إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يُغَيِّرُ مٰا بِقَوْمٍ حَتّٰى يُغَيِّرُوا مٰا بِأَنْفُسِهِمْ) (سورة الرعد: 11)، (قٰالَتِ اَلْأَعْرٰابُ آمَنّٰا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا وَ لَمّٰا يَدْخُلِ اَلْإِيمٰانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (سورة الحجرات: 14)، (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اَللّٰهِ أَنْ تَقُولُوا مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ) (سورة الصفّ: 3).<br> | (إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يُغَيِّرُ مٰا بِقَوْمٍ حَتّٰى يُغَيِّرُوا مٰا بِأَنْفُسِهِمْ) (سورة الرعد: 11)، (قٰالَتِ اَلْأَعْرٰابُ آمَنّٰا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا وَ لَمّٰا يَدْخُلِ اَلْإِيمٰانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (سورة الحجرات: 14)، (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اَللّٰهِ أَنْ تَقُولُوا مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ) (سورة الصفّ: 3).<br> | ||
المبدأ الثامن عشر: الخاتمية | === المبدأ الثامن عشر: الخاتمية === | ||
قال عزّ اسمه: (مٰا كٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِكُمْ وَ لٰكِنْ رَسُولَ اَللّٰهِ وَ خٰاتَمَ اَلنَّبِيِّينَ) (سورة الأحزاب: 40)، (وَ أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ اَلْكِتٰابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمٰا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ اَلْكِتٰابِ وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (سورة المائدة: 48).<br> | قال عزّ اسمه: (مٰا كٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِكُمْ وَ لٰكِنْ رَسُولَ اَللّٰهِ وَ خٰاتَمَ اَلنَّبِيِّينَ) (سورة الأحزاب: 40)، (وَ أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ اَلْكِتٰابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمٰا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ اَلْكِتٰابِ وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (سورة المائدة: 48).<br> | ||
وفكرة النبوّة الخاتمة لها مدلولان: سلبي ينفي ظهور نبوّة أُخرى بعدها، وإيجابي يؤكّد | وفكرة النبوّة الخاتمة لها مدلولان: سلبي ينفي ظهور نبوّة أُخرى بعدها، وإيجابي يؤكّد | ||
استمرارية النبوّة الخاتمة مع الزمن بكلّ ما يحمل من عوامل التطوّر والتجديد حتّى انقضاء الحياة الدنيوية.<br> | استمرارية النبوّة الخاتمة مع الزمن بكلّ ما يحمل من عوامل التطوّر والتجديد حتّى انقضاء الحياة الدنيوية.<br> | ||
المبدأ التاسع عشر: الأُممية | === المبدأ التاسع عشر: الأُممية === | ||
قال عزّ اسمه: (إِنَّ هٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وٰاحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (سورة الأنبياء: 92)،<br> | قال عزّ اسمه: (إِنَّ هٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وٰاحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (سورة الأنبياء: 92)،<br> | ||
(يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ إِنّٰا خَلَقْنٰاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثىٰ وَ جَعَلْنٰاكُمْ شُعُوباً وَ قَبٰائِلَ لِتَعٰارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اَللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ) (سورة الحجرات: 13).<br> | (يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ إِنّٰا خَلَقْنٰاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثىٰ وَ جَعَلْنٰاكُمْ شُعُوباً وَ قَبٰائِلَ لِتَعٰارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اَللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ) (سورة الحجرات: 13).<br> | ||
المبدأ العشرون: العالمية | === المبدأ العشرون: العالمية === | ||
قال عزّ من قائل: (وَ إِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ) (سورة الشعراء: 192)، (إِنْ هُوَ إِلاّٰ ذِكْرٌ لِلْعٰالَمِينَ) (سورة يوسف: 104، سورة التكوير: 27)، أي: ذكر وبيان وإنذار عالمي المبدأ والعرض والأهداف والأُسس والرسالة والبعثة، وقال تبارك وتعالى: (فَقٰالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ) (سورة الزخرف: 46).<br> | قال عزّ من قائل: (وَ إِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ) (سورة الشعراء: 192)، (إِنْ هُوَ إِلاّٰ ذِكْرٌ لِلْعٰالَمِينَ) (سورة يوسف: 104، سورة التكوير: 27)، أي: ذكر وبيان وإنذار عالمي المبدأ والعرض والأهداف والأُسس والرسالة والبعثة، وقال تبارك وتعالى: (فَقٰالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ) (سورة الزخرف: 46).<br> | ||
ومن خلال هذا الاستعراض الموجز لمبادئ وحدة الأُمّة الإسلامية ونهضتها من خلال آيات القرآن الكريم يمكن إدراك عظمة الرسالة النبوية الخاتمة التي تتمثّل فيما ترتكز عليه من فهم معنوي اجتماعي للحياة وإحساس خلقي بها، والخطّ العريض في هذا النظام هو اعتبار الفرد المسلم والمجتمع معاً، وتأمين الحياة الفردية والاجتماعية بشكل متوازن، وضمان السعادة الأُخروية مضافاً للدنيوية. نعم، هذه هي مبادئ الوحي المنزل التي تكفل وحدة الأُمّة ونهضتها، وهذا هو طريق خلاص المسلمين بالإسلام العظيم على هدي القرآن الكريم في أخصر عبارة وأروعها، فهو عقيدة معنوية روحية وخلقية سلوكية راقية، ينبثق عنها نظام متكامل للإنسانية، يرسم لها طريقها الواضح المحدّد في صورتها الجماعية ومعالم حضارتها العلمية، ويضع لها هدفاً أعلى في ذلك الطريق هو رضا اللّٰه سبحانه وتعالى، ويعرّفها على مكاسبها الدنيوية والأُخروية منه.<br> | ومن خلال هذا الاستعراض الموجز لمبادئ وحدة الأُمّة الإسلامية ونهضتها من خلال آيات القرآن الكريم يمكن إدراك عظمة الرسالة النبوية الخاتمة التي تتمثّل فيما ترتكز عليه من فهم معنوي اجتماعي للحياة وإحساس خلقي بها،<br> | ||
كلّ ما تقّدم في بيان هذا المصطلح مستفاد من كلمات الشيخ محسن آل عصفور أحد الباحثين في البحرين.<br> | والخطّ العريض في هذا النظام هو اعتبار الفرد المسلم والمجتمع معاً، وتأمين الحياة الفردية والاجتماعية بشكل متوازن، وضمان السعادة الأُخروية مضافاً للدنيوية. نعم، هذه هي مبادئ الوحي المنزل التي تكفل وحدة الأُمّة ونهضتها، وهذا هو طريق خلاص المسلمين بالإسلام العظيم على هدي [[القرآن الكريم]] في أخصر عبارة وأروعها، فهو عقيدة معنوية روحية وخلقية سلوكية راقية، ينبثق عنها نظام متكامل للإنسانية، يرسم لها طريقها الواضح المحدّد في صورتها الجماعية ومعالم حضارتها العلمية، ويضع لها هدفاً أعلى في ذلك الطريق هو رضا اللّٰه سبحانه وتعالى، ويعرّفها على مكاسبها الدنيوية والأُخروية منه.<br> | ||
كلّ ما تقّدم في بيان هذا المصطلح مستفاد من كلمات الشيخ [[محسن آل عصفور]] أحد الباحثين في [[البحرين]].<br> | |||
[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]] | |||