٣٨٢
تعديل
(أنشأ الصفحة ب'<div class="wikiInfo"> {| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | !الاسم |يعقوب بن سفيان بن جوان <ref> تاريخ الإ...') |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٢: | سطر ٢٢: | ||
'''يعقوب بن سفيان بن جوان'''، هو ولد في خلافة [[هارون الرشيد]] في مدينة «فسا» من بلاد فارس <ref> سير أعلام النبلاء 13: 180، الأنساب 4: 384.</ref>. وكانت له منزلة علمية كبيرة، لدرجة أن صُنِّف في عداد علماء عصره ومؤلّفيهم، كما وعُرف بالورع والنُسك، والصلابة في السنّة <ref> تهذيب الكمال 32: 331، كتاب الثقات 9: 287. قال الذهبي: «هو صاحب كتاب التاريخ الكبير والمشيخة» (تذكرة الحفّاظ 2: 583). وقد طُبع كتابه «المعرفة والتاريخ» في ثلاثة مجلّدات، وقام بتحقيقه الدكتور ضياء العمري، وكذلك كتابه «المشيخة» طُبع بمصر.</ref>. | '''يعقوب بن سفيان بن جوان'''، هو ولد في خلافة [[هارون الرشيد]] في مدينة «فسا» من بلاد فارس <ref> سير أعلام النبلاء 13: 180، الأنساب 4: 384.</ref>. وكانت له منزلة علمية كبيرة، لدرجة أن صُنِّف في عداد علماء عصره ومؤلّفيهم، كما وعُرف بالورع والنُسك، والصلابة في السنّة <ref> تهذيب الكمال 32: 331، كتاب الثقات 9: 287. قال الذهبي: «هو صاحب كتاب التاريخ الكبير والمشيخة» (تذكرة الحفّاظ 2: 583). وقد طُبع كتابه «المعرفة والتاريخ» في ثلاثة مجلّدات، وقام بتحقيقه الدكتور ضياء العمري، وكذلك كتابه «المشيخة» طُبع بمصر.</ref>. | ||
=ترجمته= | |||
ويذكر أصحاب التراجم أنّه تحمّل في سبيل جمع الحديث وكسب المعارف الإسلامية صعاباً جمّة، حيث قضى ثلاثين عاماً تقريباً من عمره في السفر إلى البلدان الإسلامية؛ كفلسطين ودمشق وحمص وعسقلان ونيشابور ومصر والعراق وما بين النهرين، واستفاد من كبار علماء الحديث <ref> البداية والنهاية 11: 59، تهذيب الكمال 32: 331، 332، الأنساب 4: 384.</ref>. يحكي هو عن نفسه قائلاً: «كنتُ في رحلتي في طلب الحديث، فدخلت إلى بعض المدن، فصادفت بها شيخاً احتجتُ إلى الإقامة عليه للاستكثار منه، وكانت نفقتي قد قلّت، وقد بعدتُ عن بلدي ووطني، فكنت أُدمن الكتابة ليلاً، وأقرأ عليه نهاراً، فلمّا كان ذات ليلة كنت جالساً انسخ من السراج، وكان شتاءً، وقد تصرّم الليل، فنزل الماء في عيني فلم أُبصر السراج ولا الكتب، ولا النسخ الذي كان في يدي، فبكيت على نفسي لانقطاعي عن بلدي، وعلى ما فاتني من العلم الذي كتبت، وما يفوتني ممّا كنت عزمت على كتبه، فاشتدّ بكائي حتّى انثنيت على جنبي، فحملتني عيناي، فرأيتُ النبي صلى الله عليه وآله في النوم، فناداني: يا يعقوب بن يوسف، لمَ أنت كئيب؟ فقلت: يا رسول الله، ذهب بصري فتحسّرت على ما فاتني من كتب سنّتك، وعلى الانقطاع عن بلدي، فقال لي: إدن منّي، فدنوت منه، فأمرّ يده على عيني، كأنّه يقرأ عليهما، ثم استيقظت فأبصرت، وأخذت نسخي، فعدت في السراج أكتب» <ref> تهذيب الكمال 32: 332، البداية والنهاية 11: 60.</ref>. | ويذكر أصحاب التراجم أنّه تحمّل في سبيل جمع الحديث وكسب المعارف الإسلامية صعاباً جمّة، حيث قضى ثلاثين عاماً تقريباً من عمره في السفر إلى البلدان الإسلامية؛ كفلسطين ودمشق وحمص وعسقلان ونيشابور ومصر والعراق وما بين النهرين، واستفاد من كبار علماء الحديث <ref> البداية والنهاية 11: 59، تهذيب الكمال 32: 331، 332، الأنساب 4: 384.</ref>. يحكي هو عن نفسه قائلاً: «كنتُ في رحلتي في طلب الحديث، فدخلت إلى بعض المدن، فصادفت بها شيخاً احتجتُ إلى الإقامة عليه للاستكثار منه، وكانت نفقتي قد قلّت، وقد بعدتُ عن بلدي ووطني، فكنت أُدمن الكتابة ليلاً، وأقرأ عليه نهاراً، فلمّا كان ذات ليلة كنت جالساً انسخ من السراج، وكان شتاءً، وقد تصرّم الليل، فنزل الماء في عيني فلم أُبصر السراج ولا الكتب، ولا النسخ الذي كان في يدي، فبكيت على نفسي لانقطاعي عن بلدي، وعلى ما فاتني من العلم الذي كتبت، وما يفوتني ممّا كنت عزمت على كتبه، فاشتدّ بكائي حتّى انثنيت على جنبي، فحملتني عيناي، فرأيتُ النبي صلى الله عليه وآله في النوم، فناداني: يا يعقوب بن يوسف، لمَ أنت كئيب؟ فقلت: يا رسول الله، ذهب بصري فتحسّرت على ما فاتني من كتب سنّتك، وعلى الانقطاع عن بلدي، فقال لي: إدن منّي، فدنوت منه، فأمرّ يده على عيني، كأنّه يقرأ عليهما، ثم استيقظت فأبصرت، وأخذت نسخي، فعدت في السراج أكتب» <ref> تهذيب الكمال 32: 332، البداية والنهاية 11: 60.</ref>. | ||
تعديل