٣٨٢
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٠: | سطر ٢٠: | ||
|} | |} | ||
</div> | </div> | ||
'''عبيدة بن عمرو'''، و هو اختلف العلماء في اسمه وكنيته واسم أبيه <ref> أشار صاحب الأنساب 3: 276، وتهذيب الأسماء واللغات 1: 317، وتاريخ بغداد 11: 117 إلى هذه الاختلافات.</ref>، إلّا أنّهم اتّفقوا على أنّه سلماني، نسبةً الى سلمان بن | '''عبيدة بن عمرو'''، و هو اختلف العلماء في اسمه وكنيته واسم أبيه <ref> أشار صاحب الأنساب 3: 276، وتهذيب الأسماء واللغات 1: 317، وتاريخ بغداد 11: 117 إلى هذه الاختلافات.</ref>، إلّا أنّهم اتّفقوا على أنّه سلماني، نسبةً الى [[سلمان بن يشكر]]، حيٌّ من مراد <ref>الأنساب 3: 276، اللباب في تهذيب الأنساب 2: 127، تهذيب الكمال 19: 266.</ref>. وكان قد أسلم عبيدة عام فتح مكّة بأرض اليمن، ثم هاجر من اليمن زمن عمر ونزل الكوفة <ref> الإصابة 5: 104.</ref>. | ||
=ترجمته= | =ترجمته= | ||
كان عبيدة أعور وأصمّ <ref> تهذيب الكمال 19: 267، المعارف: 579. ولعلّ هذا حصل له في أواخر حياته، وإلّا فلو كان ذلك في أثناء أخذه الحديث ونشره فإنّ الأمر يشكل في عدّه راوياً.</ref>. وكان محتاطاً في دينه، فقال ابن سيرين: «ما رأيت رجلاً كان أشدّ توقّياً من عبيدة» <ref> تاريخ الإسلام 5: 483.</ref>. وروي عنه قوله: «اختلف الناس عليَّ في الأشربة، فمالي شراب منذ ثلاثين سنة إلّا العسل واللبن والماء» <ref>الطبقات الكبرى 6: 95.</ref>. | كان عبيدة أعور وأصمّ <ref> تهذيب الكمال 19: 267، المعارف: 579. ولعلّ هذا حصل له في أواخر حياته، وإلّا فلو كان ذلك في أثناء أخذه الحديث ونشره فإنّ الأمر يشكل في عدّه راوياً.</ref>. وكان محتاطاً في دينه، فقال ابن سيرين: «ما رأيت رجلاً كان أشدّ توقّياً من عبيدة» <ref> تاريخ الإسلام 5: 483.</ref>. وروي عنه قوله: «اختلف الناس عليَّ في الأشربة، فمالي شراب منذ ثلاثين سنة إلّا العسل واللبن والماء» <ref>الطبقات الكبرى 6: 95.</ref>. | ||
وقال ابن الأثير: «كان فقيهاً جليلاً، صحب عبدالله بن مسعود، ثم صحب علياً وروى عنهما... وكان من أكابر التابعين» <ref> أُسد الغابة 3: 356.</ref>. واعتبر الكثير منزلته العلمية كشُريح القاضي أو أعلى منه، حيث كان شُريح إذا أشكل عليه الشيء، قال: إنّ هاهنا رجلاً في بني سلمان، فيه جرأة، فيرسلهم إلى عبيدة. وكان أحد أصحاب ابن مسعود الذين يقرأون ويفتون <ref> تاريخ بغداد 11: 119، سير أعلام النبلاء 4: 41، تهذيب الكمال 19: 267.</ref>. | وقال ابن الأثير: «كان فقيهاً جليلاً، صحب عبدالله بن مسعود، ثم صحب علياً وروى عنهما... وكان من أكابر التابعين» <ref> أُسد الغابة 3: 356.</ref>. واعتبر الكثير منزلته العلمية كشُريح القاضي أو أعلى منه، حيث كان شُريح إذا أشكل عليه الشيء، قال: إنّ هاهنا رجلاً في بني سلمان، فيه جرأة، فيرسلهم إلى عبيدة. وكان أحد أصحاب [[ابن مسعود]] الذين يقرأون ويفتون <ref> تاريخ بغداد 11: 119، سير أعلام النبلاء 4: 41، تهذيب الكمال 19: 267.</ref>. | ||
أسلم عبيدة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله بسنتين، ولكنّه لم يلقه... وهاجر عبيدة - كما ذكرنا - في زمن عمر <ref>الطبقات الكبرى 6: 93، تهذيب الكمال 19: 267، الاستيعاب 3: 1023.</ref>. وقد امتنع - كأقرانه من تلامذة ابن مسعود - من الاشتراك في معركة | أسلم عبيدة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله بسنتين، ولكنّه لم يلقه... وهاجر عبيدة - كما ذكرنا - في زمن عمر <ref>الطبقات الكبرى 6: 93، تهذيب الكمال 19: 267، الاستيعاب 3: 1023.</ref>. وقد امتنع - كأقرانه من تلامذة [[ابن مسعود]] - من الاشتراك في معركة [[صفّين]]، حيث قالوا لأمير المؤمنين علي عليه السلام: إنّا نخرج معكم ولاننزل عسكركم، ونعسكر على حدة حتّى ننظر في أمركم وأمر أهل الشام، فمن رأيناه أراد مالايحلّ له، أو بدا منه بغي كنّا عليه، فقال علي عليه السلام: «مرحباً وأهلاً، هذا هو الفقه في الدين، والعلم بالسنّة، من لم يرض بهذا فهو جائر خائن» <ref> وقعة صفّين: 115، 188، مستدركات علم رجال الحديث 5: 201.</ref>. إلّا أنّه حضر مع علي عليه السلام وقعة الخوارج بالنهروان <ref>تاريخ بغداد 11: 118، تهذيب الأسماء واللغات 1: 317.</ref>. | ||
=موقف الرجاليّين منه= | =موقف الرجاليّين منه= | ||
سطر ٣٥: | سطر ٣٥: | ||
يبدو أنّ علاقته بأهل البيت عليهم السلام وزعيمهم الإمام علي عليه السلام كانت حسنة، فقد روي عن علي عليه السلام أنّه قال للكوفيّين ضمن تمجيده بعبيدة: «يا أهل الكوفة، أتعجزون أن تكونوا مثل السلماني والهمداني - يعني الحارث بن الأزمع وليس بالأعور - إنّما هما شطر رجلٍ» <ref> الطبقات الكبرى 6: 93، سير أعلام النبلاء 4: 43.</ref>. | يبدو أنّ علاقته بأهل البيت عليهم السلام وزعيمهم الإمام علي عليه السلام كانت حسنة، فقد روي عن علي عليه السلام أنّه قال للكوفيّين ضمن تمجيده بعبيدة: «يا أهل الكوفة، أتعجزون أن تكونوا مثل السلماني والهمداني - يعني الحارث بن الأزمع وليس بالأعور - إنّما هما شطر رجلٍ» <ref> الطبقات الكبرى 6: 93، سير أعلام النبلاء 4: 43.</ref>. | ||
=من روى عنهم ومن رووا عنه <ref>تهذيب الكمال 19: 266، تاريخ أسماء الثقات: 325. قال العجلي: «وكان ابن سيرين من أروى الناس عنه، وكلّ شيء روى محمد بن سيرين عن عبيدة سوى رأيه، فهو عن علي» (تهذيب الكمال 19: 268).</ref>= | =من روى عنهم ومن رووا عنه <ref>تهذيب الكمال 19: 266، تاريخ أسماء الثقات: 325. قال العجلي: «وكان ابن سيرين من أروى الناس عنه، وكلّ شيء روى [[محمد بن سيرين]] عن عبيدة سوى رأيه، فهو عن علي» (تهذيب الكمال 19: 268).</ref>= | ||
روى عن الإمام | روى عن الإمام علي عليه السلام وعن ابن مسعود وابن الزبير. | ||
وروى عنه جماعة، منهم: إبراهيم النَخْعي، الشعبي، ابن سيرين، | وروى عنه جماعة، منهم: إبراهيم النَخْعي، الشعبي، ابن سيرين، و [[أبو إسحاق السبيعي]]. وقد وردت أحاديثه في كامل الزيارات والصحاح الستّة <ref> أنظر: كامل الزيارات باب 14 حديث 5، رجال صحيح البخاري 2: 504، رجال صحيح مسلم 2: 28، تهذيب التهذيب 7: 78.</ref>. | ||
وعن النعمان بن قيس قال: «دعا عبيدة بكتبه عند موته فمحاها، وقال: أخشى أن يليها أحد بعدي فيضعوها في غير موضعها». | وعن النعمان بن قيس قال: «دعا عبيدة بكتبه عند موته فمحاها، وقال: أخشى أن يليها أحد بعدي فيضعوها في غير موضعها». | ||
تعديل