١٬٧٤١
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٦٨: | سطر ٦٨: | ||
# آية الله ميرزا جواد ملکی تبریزی. | # آية الله ميرزا جواد ملکی تبریزی. | ||
===مشايخ رواية=== | |||
# الشيخ محمد رضا الإصفهاني النجفي، آل الشيخ محمد تقى الإصفهاني، من [[محدث نوري]]، من [[الشيخ الأنصاري]]؛ | |||
# [[سيد محسن أمين]]، من سيد محمد هاشم الموسوي الرضوي الهندي، من [[مرتضى الأنصاري|الشيخ الأنصاري]]؛ | |||
# [[عباس قمي|الشيخ عباس قمي]]، من [[حسين نوري|محدث نوري]]، من [[مرتضى الأنصاري|الشيخ الأنصاري]]؛ | |||
# سيد أبو القاسم الدهكردي الإصفهاني، من ميرزا محمد هاشم الإصفهاني، من [[مرتضى الأنصاري|الشيخ الأنصاري]]. | |||
===الأعمال=== | |||
# مصباح الهدایة إلى الخلافة والولاية؛ | |||
# شرح دعاء السحر؛ | |||
# شرح أربعين حديثًا؛ | |||
# حاشية على فصوص الحكم قيصري ومصباح الأنس؛ | |||
# حاشية على مفتاح الغيب؛ | |||
# أسرار الصلاة أو معراج السالكين؛ | |||
# رسالة في الطلب والإرادة؛ | |||
# حاشية على رسالة شرح حديث رأس الجالوت، قاضي سعيد وشرح مستقل على الحديث؛ | |||
# كشف الأسرار؛ | |||
# شرح حديث جنود العقل والجهل؛ | |||
# آداب الصلاة؛ | |||
# الرسائل؛ | |||
# كتاب البيع؛ | |||
# كتاب الطهارة؛ | |||
# أنوار الهدایة في التعليقة على الكفاية؛ | |||
# مناهج الوصول إلى علم الأصول؛ | |||
# رسالة في الاجتهاد والتقليد؛ | |||
# زبدة الأحكام؛ | |||
# المكاسب المحرمة؛ | |||
# تحرير الوسيلة؛ | |||
# جهاد النفس أو جهاد أكبر؛ | |||
# حكومة إسلامية أو ولاية فقيه؛ | |||
# تفسير سورة الحمد؛ | |||
# مناسك الحج؛ | |||
# لمحات الأصول؛ | |||
# ديوان أشعار. | |||
### ترجمه به عربی | |||
===تلاميذه=== | |||
# آية الله سيد جلال الدين آشتياني؛ | |||
# آية الله حسين تقوي اشتهاردي؛ | |||
# [[عبد الله جوادي آملي|آية الله عبد الله جوادي آملي]]؛ | |||
# [[مرتضى حائري|آية الله مرتضى حائري يزدي]]؛ | |||
# آية الله مهدي حائري يزدي؛ | |||
# [[سيد علي حسيني خامنئي|آية الله سيد علي خامنئي]]؛ | |||
# [[سيد مصطفى خميني|آية الله سيد مصطفى خميني]]؛ | |||
# [[جعفر سبحاني|آية الله جعفر سبحاني]]؛ | |||
# [[سيد موسى شبيري زنجاني|آية الله سيد موسى شبيري زنجاني]]؛ | |||
# آية الله يوسف صانعي؛ | |||
# آية الله حسن طاهري خرّم آبادي؛ | |||
# [[محمد فاضل لنكراني|آية الله محمد فاضل لنكراني]]؛ | |||
# آية الله محمد علي جرامي؛ | |||
# آية الله عباس محفوظي جيلاني؛ | |||
# آية الله محمد جيلاني؛ | |||
# آية الله حسين مظاهري؛ | |||
# [[محمد هادي معرفت|آية الله محمد هادي معرفت]]؛ | |||
# [[حسين علي منتظري|آية الله حسين علي منتظري]]؛ | |||
# آية الله سيد عبد الغني موسوي اردبيلي؛ | |||
# آية الله سيد عبد الكريم موسوي اردبيلي؛ | |||
# آية الله محمد رضا مهدوي كني؛ | |||
# [[حسين نوري همداني|آية الله حسين نوري همداني]]. | |||
تتزامن المرحلة الثالثة من حياته مع حدثين مهمين: الأول، ظهور [[الحرب العالمية الثانية]]، والثاني، احتلال [[الجمهورية الإسلامية الإيرانية|إيران]]، خروج [[رضا خان]] من إيران وبدء حكم محمد رضا. بناءً على اعتقاد الحاج آقا روح الله، كانت هذه الفترة فرصة مناسبة لقيام إصلاحي. رغم كل آمال روح الله، لم يتحقق القيام المنشود. في هذه المرحلة، كان عالماً كاملاً وجامع الشروط، مصلحاً واعياً مدعوماً بالمعرفة والرؤية السياسية، مع خبرة تمتد لعشرين عاماً من حكم رضا خان، مما أعطاه فهماً كاملاً للأوضاع في إيران والعالم؛ لذا أصدر بياناً في 1323/3/13 ش (11 جمادي الثانية 1363 ق)، يذكر فيه الوقت المناسب للتحول الجذري: «اليوم هو اليوم الذي بدأت فيه النسائم الروحية تهب، وهو أفضل يوم للقيام الإصلاحي. إذا فاتكم هذا الفرصة ولم تقيموا القيام لله، ولم تعيدوا الطقوس الدينية، فغداً سيستولي عليكم حفنة من الفاسدين والشهوات، ويجعلون جميع عاداتكم وكرامتكم عرضة لأغراضهم الباطلة». | |||
==المرحلة الرابعة من الحياة (من 1340 إلى 1368 شمسي)== | |||
===المرجعية=== | |||
تتزامن هذه المرحلة مع وفاة [[سيد حسين بروجردي|آية الله بروجردي]] (10 فروردين 1340). في هذا الوقت، أصر عدد كبير من العلماء والفضلاء في الحوزة على حاج آقا روح الله لطباعة رسالته العملية، لكنه رفض ذلك؛ لذا كانت فتاواه تُستخرج من حاشيته على كتاب «وسيلة النجاة» لـ [[سيد أبو الحسن أصفهاني]]، وكذلك حاشيته على «العروة الوثقى»؛ حتى أنه بعد وفاة آية الله الحكيم (134 ش)، أصبح جزء كبير من الناس مقلدين لـ «حضرة آية الله حاج آقا روح الله موسوي خميني». | |||
===انتفاضة الخامس عشر من خرداد 1342=== | |||
كانت هذه المرحلة بداية لرفع الموانع أمام أعداء [[الجمهورية الإسلامية الإيرانية|إيران]] و[[الإسلام]]. تزامنت مع هيمنة أمريكا على شؤون البلاد، وزادت الضغوط على النظام لتنفيذ الإصلاحات الأمريكية، والتي ظهرت تحت مظلة الإصلاحات الزراعية ومشروع قانون الجمعيات الإقليمية والمحلية بشكل يبدو أنه خداع للشعب؛ لكنها في الحقيقة كانت تشير إلى اتحاد مشؤوم وتوفر هيمنة [[الولايات المتحدة الأمريكية|أمريكا]] و[[النظام الصهيوني|إسرائيل]] وعملائهم على جميع شؤون البلاد. في هذا الوقت، وقف حضرة آية الله حاج آقا روح الله خميني بشدة ضد الإصلاحات الأمريكية، وفي رد فعل لذلك، هاجمت قوات النظام الملكي في الثاني من فروردين 1342، الذي صادف ذكرى استشهاد [[جعفر بن محمد (صادق)|الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)]]. في هذه الحادثة، استشهد عدد من الأشخاص وأصيب آخرون. بعد هذه الحادثة، قال حاج آقا روح الله للناس وعلماء [[النجف]] و[[قم]]: «اليوم، الصمت يعني التعاون مع السلطة الجائرة» وفي بيانه الشهير بعنوان «حب الشاه يعني النهب»، حدد اتجاه النضال. يجب البحث عن سر تأثير رسالته وكلماته في نفوس الناس الذين كانوا مستعدين للتضحية، في أصالة أفكاره، وصلابة رأيه، وصدقه الثابت معهم. | |||
في رسالة بمناسبة الأربعين من فاجعة فيضية، قام آية الله خميني بالكشف عن الحقائق: «أنا مصمم على ألا أستسلم حتى أستبدل النظام الفاسد». ألقى خطابه التاريخي في 13 خرداد 1342 في [[مدرسة فيضية]]، مخاطبًا الشاه قائلاً: «يا سيدي، أنصحك؛ يا أيها الشاه! يا جناب الشاه! أنصحك أن تتوقف عن هذه الأعمال. إنهم يخدعونك. لا أريد أن يأتي يوم إذا أرادوا أن تذهب، أن يشكر الجميع». أصدر الشاه أمرًا بإسكات صرخته. في مساء 14 خرداد، تم اعتقال آية الله خميني ونقله إلى سجن القصر. في صباح اليوم الخامس عشر، وصلت أخبار اعتقاله إلى طهران ومدن أخرى. خرج الناس إلى الشوارع، مرددين شعار «يا موت أو خميني» متجهين نحو قصر الشاه. تم قمع الانتفاضة بشدة وسالت الدماء. كانت الحكومة تنوي إعدامه بعد محاكمته؛ حتى تم إصدار بيان بتوقيع العلماء والمراجع يؤكد مرجعيته ويطالب بإطلاق سراحه. أخيرًا، عاد حاج آقا روح الله إلى [[قم]] في صباح يوم 19 فروردين 1343، بعد عشرة أشهر من السجن والمراقبة، بعد احتجاجات كثيرة. | |||
على الرغم من أن [[انتفاضة 15 خرداد|انتفاضة 15 خرداد 1342]] بدت وكأنها فقدت زخمها، إلا أن كشفه عن مشروع قانون [[الكابيتولاسيون]] (حصانة الموظفين الأمريكيين) وضع إيران في نوفمبر 43 على أعتاب انتفاضة جديدة. في 4 آبان 1343، أصدر حاج آقا روح الله بيانًا ثوريًا كتب فيه: «ليعلم العالم أن كل مصيبة تعاني منها الأمة الإيرانية والأمم الإسلامية هي من الأجانب، من أمريكا. تكره الأمم الإسلامية الأجانب عمومًا ومن [[الولايات المتحدة الأمريكية|أمريكا]] خصوصًا ... أمريكا هي التي تدعم إسرائيل ومؤيديها ...». في صباح 13 آبان 1343، تم اعتقاله ونقله بطائرة عسكرية إلى [[تركيا]]، وبعد عام آخر تم نفيه إلى [[العراق]] ([[النجف]]). كانت عملية نقله إلى النجف تهدف إلى تقليل تأثير شخصيته مقارنة بعلماء النجف الكبار؛ لكنه أصبح نجمًا ساطعًا في سماء الفقه في تلك الحوزة التي تمتد لألف عام، وحظي باحترام علماء تلك المدينة. | |||
### ترجمه به عربی | |||
=== الإقامة في النجف === | |||
في النجف، بدأ درسه الخارج في الفقه منذ عام 1344 في مسجد الشيخ الأنصاري، الذي يُعتبر من أغزر الدروس في تلك الحوزة. كتابه "الحكومة الإسلامية أو ولاية الفقيه" هو أيضًا نص أحد دروس الخارج في الفقه في تلك الفترة. كان دائمًا يتابع الأحداث في إيران وكان لديه موقف ثوري ضد نظام الشاه. كما قدم نظرية "ولاية الفقيه" كجزء من خطته الكبرى لإنشاء حكومة إسلامية. خلال فترة نفيه التي استمرت ثلاثة عشر عامًا في النجف، قام بتربية العديد من الطلاب الذين أصبحوا أعمدة قوية للثورة الإسلامية الإيرانية. منذ وصوله إلى النجف، حافظ على اتصاله بالمجاهدين في إيران من خلال إرسال الرسائل والرسل، وكان يدعوهم في كل مناسبة إلى الثبات في متابعة أهداف الانتفاضة. كانت ردود فعله القوية ضد البرامج الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والسياسية للنظام، مثل: "احتفالات 2500 عام من الحكم الملكي"، "احتفالية فن شيراز"، "ديكتاتورية حزب رستاخيز"، "تغيير التاريخ الرسمي للبلاد من بدء هجرة النبي محمد إلى بدء حكم الملوك الأخمينيين"، "تدمير معيشة الفقراء وتوسيع الأحياء الصفيحية"، "الشراء العشوائي للأسلحة العسكرية من الغرب"، "تحرك إيران بما يتماشى مع أهداف أمريكا في الشرق الأوسط"، و"قمع المجاهدين السياسيين"، كانت تحافظ على زخم النضال. | |||
===تصاعد الثورة الإسلامية في عام 1356 وانتفاضة الشعب=== | |||
على الرغم من أن نظام الشاه كان في عام 1355 في ذروة قوته، إلا أنه كان يواجه أزمة شرعية. أدى قمع المعارضين إلى اتهام النظام بانتهاك حقوق الإنسان من قبل الخارج. حاول الشاه رفع هذا الاتهام، معتقدًا أنه ليس هناك خطر على استمرارية نظامه، فبدأ سياسة "الانفتاح السياسي". وفي أغسطس 1356، أعلن "حضرة آية الله خميني" في رسالة عن الأحداث والوضع في إيران: «الآن بسبب الأوضاع الداخلية والخارجية وانعكاس جرائم النظام في المجتمعات والصحف الأجنبية، هناك فرصة يجب على المجتمعات العلمية والثقافية ورجال الوطن والطلاب في الداخل والخارج والجمعيات الإسلامية في أي مكان أن يستفيدوا منها دون تأخير ويقوموا بالتحرك». استقبلت الجماعات الثورية والشعبية التي اعتبرت الشاه سبب الاستبداد والاعتماد، رسالته وكانت تنتظر الفرصة للاحتجاجات الاجتماعية. كانت وفاة [[سيد مصطفى خميني|آية الله سيد مصطفى خميني]] المشبوهة في 1 آبان 1356 والمراسم المهيبة التي أقيمت في إيران بداية لانتفاضة جديدة من رجال الدين وثورة المجتمع الديني الإيراني. وصف الإمام هذه الواقعة بأنها من اللطائف الخفية الإلهية. انتقم نظام الشاه بنشر مقال مهين ضده في صحيفة "اطلاعات". أدت احتجاجات الناس على هذا المقال إلى انتفاضة 19 دي 1356 في قم واستمرار الاحتجاجات في عام 57. لجأ النظام إلى إجراءات شعبوية مثل إغلاق مراكز الفساد وحرية الصحافة، لكن إرادة الشعب لم تتغير بأمر المقاومة من الإمام. كانت قمع المظاهرات في 17 شهريور نقطة تحول في تصاعد النضال. حذر الإمام المجاهدين المعتدلين من شعار "إلزام الشاه بالعمل بالقانون الأساسي مع الحفاظ على الملكية الدستورية"، مما أدى إلى محاولة النظام للضغط على الإمام وطرده من العراق. أدت رحلته إلى الكويت ومنع استقباله، ثم الانتقال إلى فرنسا والإقامة في "نوفل لوشاتو" إلى زيادة صوته في إيصال صوت الثورة إلى الشعب الإيراني والعالم. جعلت ردود الفعل على قمع الطلاب وفئات أخرى من الناس في 13 آبان ومظاهرة يوم عاشوراء في 20 آذر الأمور أكثر صعوبة على الشاه وداعميه الغربيين. لم تؤثر التغييرات المتكررة في الحكومات والحكم العسكري على إرادة الإمام والشعب. توصل زعماء أربع دول غربية (أمريكا، فرنسا، ألمانيا وبريطانيا) في اجتماع "غوادلوپ" إلى أن لا أمل في بقاء النظام الملكي في إيران وأن خروج الشاه وتشكيل حكومة غير عسكرية يمكن أن يقلل من حدة الأزمة. بعد مغادرة الشاه، أصدر الإمام أمرًا بتشكيل "مجلس الثورة" وعاد إلى الوطن في 12 بهمن وسط استقبال غير مسبوق من الشعب. اقتربت ثورة الشعب من النجاح مع خطابه التاريخي في بهشت زهراء في طهران، ثم تشكيل الحكومة من قبله. يوم الله 22 بهمن 1357، كان بمثابة تنفس جديد في روح الشعب، يوم انتصار الثورة ونقطة انطلاق تحولات تاريخية كبيرة لأرض إيران، ومذهب الشيعة، وعالم الإسلام. | |||
إن حكمة وذكاء وقوة قيادة حضرة الإمام خميني، خاصة في السنوات الأولى بعد الانتصار، كانت بارزة ومتميزة جدًا. | |||
===قائد ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية=== | |||
استمرت فترة قيادته التي دامت عشر سنوات وأربعة أشهر رسميًا من 22 بهمن 1357 ش إلى 14 خرداد 1368 ش. بدأ حضرة الإمام خميني بتثبيت النظام السياسي الجديد وصمم "الجمهورية الإسلامية" بناءً على مبادئ "الإسلام السياسي الشيعي" واحتياجات العالم الجديد. فور انتصاره، دعا الشعب إلى استفتاء لتحديد النظام السياسي وتشكيل مجلس خبراء الدستور، ليظهر نموذجًا جديدًا من الحكومة الإسلامية للعالم. مع انهيار استبداد الشاه وانتشار واسع للحرية الاجتماعية، تمكنت مجموعات مختلفة من التنافس من خلال عقد الاجتماعات ونشر أفكارها؛ لكن بسبب نقص الخبرة في العيش في فضاء سياسي مفتوح وعدم وجود نقاط اتفاق بين جميع القوى الاجتماعية، سرعان ما تحولت هذه الأجواء إلى صراع. شكلت القوى الاجتماعية، خاصة بعض الجماعات والأحزاب السياسية المتأثرة بالمذاهب السياسية الغربية والشرقية (الليبرالية والشيوعية)، صفًا ضد "مذهب الثورة الإسلامية" المستمد من الفكر السياسي للإمام ورغبات الشعب المتدين، مما أدى إلى أحداث مؤلمة عديدة في تاريخ الثورة. ترافق هذه الأحداث مع النهج العدائي للاستكبار العالمي بقيادة أمريكا ودعم الغرب والشرق للمجموعات المعارضة الداخلية، إلى جانب الهجوم العسكري للنظام البعثي العراقي بدعم من الحكام الرجعيين في العالم العربي، مما خلق ظروفًا يمكن القول إن أيًا منها كان يمكن أن يغير مسار الثورة ويؤدي إلى فشلها؛ لكن يد الله، وذكاء الإمام، وقيادته القوية، وتضحيات وولاء ووعي الشعب الإيراني، هي التي مهدت الطريق للثورة. في بهمن 1358، جاء الإمام خميني إلى طهران بعد إصابته بوعكة قلبية، واستلم دفة قيادة الثورة من هناك. كانت الأزمات مثل تغيير الحكومات، والخلافات بين السلطات الثلاث، واستشهاد عدد كبير من المسؤولين، والمشاكل الناجمة عن الحرب المفروضة، تتراجع تحت يده الكفؤ. كانت حكمته في تقديم نظرية "ولاية الفقيه المطلقة" وتشكيل مؤسسات مثل "مجمع تشخيص مصلحة النظام" تفتح الطريق للخروج من الأزمات التي واجهت الثورة. كما كانت الأمة الإيرانية حامية لإرث إمامها، وكانت تضعه في عيونها. كانت محبة الشعب المتدين للإمام بحيث في عام 1368، ودعوا جثمانه الطاهر بعد سنوات من تحمل الصعوبات والمشاكل، بينما كانت أعداد الحضور تفوق بكثير لحظة دخوله إلى الوطن، وكانت محبتهم وثباتهم أعمق، وعزمهم على متابعة طريق الإمام والثورة أكثر جدية، ونظامهم رغم كل المؤامرات والأحداث، أكثر استقرارًا من أي وقت مضى. "الجمهورية الإسلامية" هي أبرز ثمار حياة الإمام. لقد صمم هذا النظام السياسي بطريقة لا تعتمد على أي فرد، وفي وصيته للأمة أوصى بأن: "تسير بقوة وإرادة، وأن تعلم أن رحيل أي خادم لن يؤثر على صمود الأمة؛ لأن خدمًا أكبر وأعلى في الخدمة، والله حافظ لهذه الأمة وللمظلومين في العالم". | |||
==وجهات نظر تقريبية== | |||
===اتحاد أمة الإسلام=== | |||
ما يقرب الشعوب من بعضها البعض وما يجب أن يتحقق من قبل أمة واحدة هو الإسلام. | |||
الإسلام أمة واحدة. والدول الإسلامية قريبة من بعضها مثل أحياء مدينة واحدة. وعلى الجميع الالتزام بالقواعد الإسلامية للتوحد معًا. ويجب على الجميع تحت راية التوحيد مواجهة من يخالف الإسلام، وإرشادهم إلى الإسلام، وحماية أنفسهم من شرهم. | |||
===مشكلتين أساسيتين في الدول الإسلامية=== | |||
يعتقد الإمام أن أساس المشاكل التي تواجه الدول الإسلامية يتمثل في مشكلتين رئيسيتين؛ المشكلة الأولى هي المشكلة بين الحكومات والشعوب، حيث تكون الحكومات منفصلة عن الشعوب من حيث الاسم، أي أن الحكومة لا تعتبر نفسها من الشعب، ولا الشعب يعتبر نفسه من الحكومة. مفتاح هذه المشكلة بيد الحكومات، فإذا كانت الحكومات تتصرف بطريقة تجعل الشعب يشعر بأنها خادمة له، فإن الشعوب ستكون مستعدة للتعاون. المشكلة الثانية، والتي تُعتبر أيضًا من المشاكل الأساسية، هي المشكلة بين الحكومات نفسها. على الرغم من أن الإسلام دعا إلى الاتحاد، ويعتبر القرآن الكريم المسلمين والمؤمنين "إخوة"، إلا أننا نرى أن هناك بعض الخلافات بين الدول الإسلامية. لماذا يجب أن تكون هناك حكومتان - كلاهما إسلاميتان، وكلاهما تنتمي إلى ظاهرة إسلامية واحدة، وقرآنهما واحد، ونبيهما واحد - لماذا لا تقبلان دعوة الإسلام؟ تلك الدعوة التي هي في مصلحتهما. إذا تم قبول هذه الدعوة وتوحدت الدول الإسلامية معًا، حتى لو احتفظت بحدودها، فإن مليار مسلم سيكونون قوة عظيمة تفوق جميع القوى الأخرى. | |||
هناك فئة من المسلمين الشيعة وفئة أخرى من السنة، فئة حنفية وأخرى حنبلية وفئة إخبارية؛ إن طرح هذا المعنى منذ البداية لم يكن صحيحًا. في المجتمعات التي تسعى جميعها لخدمة الإسلام، لا ينبغي طرح هذه القضايا. نحن جميعًا إخوة ونتواجد معًا؛ لكن علماءكم أصدروا فتاوى حول شيء ما، وقلدتم علماءكم وأصبحتم حنفية؛ بينما اتبع آخرون فتاوى الشافعي وآخرون فتاوى الإمام الصادق، هؤلاء أصبحوا شيعة، وهذا ليس سببًا للاختلاف. يجب ألا يكون لدينا اختلاف أو تضاد، نحن جميعًا إخوة. يجب على الإخوة الشيعة والسنة أن يتجنبوا أي اختلاف. اليوم، الاختلاف بيننا هو فقط لمصلحة أولئك الذين لا يؤمنون بمذهب الشيعة ولا بمذهب الحنفية أو غيرها من الفرق، إنهم يريدون أن لا يكون هناك هذا ولا ذاك، ويرون أن الطريق هو زرع الفتنة بينكم وبينا. يجب أن نكون واعين لهذا المعنى، أن جميعنا مسلمون، وجميعنا أهل القرآن وأهل التوحيد، ويجب أن نعمل ونخدم من أجل القرآن والتوحيد. | |||
أيها السادة! نحن جميعًا مسؤولون. العلماء في المقام الأول من المسؤولية. يجب على العلماء أن يذهبوا إلى البلدان والأماكن البعيدة، ومن الضروري أن يذهبوا إلى القرى والمدن الصغيرة ويعلنوا المسائل التي نقولها. في الأماكن النائية، قد تكون هناك بعض التضليل، أو الدعاية السلبية. لا يمكنهم القيام بالدعاية المخالفة في المراكز مثل طهران أو المدن الكبرى، لكن في القرى والمدن البعيدة، يقولون بعض الأمور غير الظاهرة وغير الصحيحة؛ على سبيل المثال، يقولون إن الأقليات الدينية يجب أن تُزال من حكومة الإسلام! وهذا ضد الإسلام. لقد أحترم الإسلام الأقليات الدينية؛ ويعتبر الإسلام الأقليات الدينية محترمة في بلادنا. وكذلك في الإسلام، لا توجد تفرقة بين الشيعة والسنة؛ يجب ألا تكون هناك تفرقة بينهم. يجب الحفاظ على وحدة الكلمة. لقد أوصانا أئمتنا الأطهار بالاجتماع معًا؛ ويجب أن نحافظ على اجتماعنا. ومن يسعى لتفكيك هذا الاجتماع، فهو إما جاهل أو مغرض. ويجب ألا نسمع لهذه الأقوال. | |||
مسألة الاختلاف بين أتباع الطائفتين والمذهبين، جذورها تعود إلى صدر الإسلام. في ذلك الوقت، كان الخلفاء الأمويون، وخاصة العباسيون، يسعون لإحداث الفتنة. كانوا ينظمون مجالس ويشعلون نار الاختلاف. هذا الاختلاف أدى تدريجياً إلى نشوء تنافس بين عوام أهل السنة وعوام أهل الشيعة؛ وإلا، فإن عوام أهل السنة لم يتبعوا سنة رسول الله، ولم يتبع عوام أهل الشيعة أئمة الأطهار. لقد بذل أئمة الأطهار جهودًا لجمعهم، للصلاة معهم، ولحضور تشييع جنازاتهم. ومع مرور الزمن، بدأت الأمور تتجه نحو هذا الاتجاه، وكان أصحاب السلطة يقومون بذلك ليشغلوا الطائفتين معًا، بينما يقومون هم بما يريدون. | |||
قبل حوالي ثلاثمائة عام، تم تنفيذ سياسة خارجية في إيران وفي الشرق. كانوا أكثر اهتمامًا بهذه المسائل. درس خبراؤهم الأشخاص والطوائف، ورصدوا روحيات الناس، وأخذوا جميع الجوانب المادية بعين الاعتبار، وأرادوا الاستفادة منا من طريقتين: ماديًا، كما ترون أنهم استفادوا؛ والاستفادة الروحية كانت من خلال إشعال الخلافات وزيادة الفجوة بيننا. عندما ترى أن كلمة واحدة تصدر من شخص هنا، يتم رفعها كراية، ويطبع منها آلاف أو مئات الآلاف، ليس لأن شخصًا عاديًا يفعل ذلك، بل هذه الحكومات والأجانب هم الذين يشعلونها وينشرونها بهذه الطريقة... | |||
===الوحدة والأخوة بين السنة والشيعة=== | |||
نحن واحد، ولسنا منفصلين. الاختلاف هو اختلاف مذهبي؛ هذا الاختلاف لا ينبغي أن يؤدي إلى اختلاف في أساس الإسلام. الإسلام أسمى من هذه المعاني التي تجعلنا نختلف بسبب اختلاف مذهبي. عندما نرى الآن أن الإسلام في خطر، يجب علينا جميعًا أن نتحد ونتخلى عن الأخطاء التي حدثت في الماضي، ونتقطع الأيدي التي تسعى لفصلنا كما في السابق. أنا خادم لكم جميعًا. نحن هنا لإنقاذ الإسلام من هذا الوضع، ولإنقاذ المسلمين من هذه الفتن... | |||
الحمد لله، لقد أدركتم أن الذين يريدون إحداث الفجوة بين أهل السنة والتشيع ليسوا سنة ولا شيعة. هؤلاء لا علاقة لهم بالإسلام. وإلا، فإن من يؤمن بالإسلام، في وقت يجب فيه أن نتقدم بوحدة جميع المسلمين ونحقق النصر إن شاء الله، لا يأتي ليشعل الفتنة أو يثير مسائل خلافية، فهؤلاء ليسوا إلا إشارات من الخارج. وقد فهمت القوى الكبرى أن ما يعوقهم هو الإسلام ووحدة المسلمين وأخوة جميع المجموعات الإسلامية، ومن هنا بدأوا في إحداث الفتن بينهم. | |||
إن مسألة أن الإسلام لا يتحدث عن العرق أو الجماعات أو اللغات، ليست مطروحة. الإسلام للجميع، ومن أجل الجميع. ونحن إخوة معكم بحكم القرآن، وبحكم الإسلام؛ ولسنا منفصلين. مع الأكراد، مع الأتراك، مع البلوش، كلنا إخوة ويجب أن نعيش معًا. | |||
الآن هناك بلد قد قُصِرَت يد الأجانب عنه، وهؤلاء المجرمون الداخليين إما هربوا أو اختبأوا في زوايا. ما أكدت عليه هو هذا المعنى: لا تظنوا أن إخواننا السنة لديهم أي فكرة عن وجود فرق بينكم وبيننا في الإسلام. تمامًا كما أن هناك أربعة مذاهب بين أهل السنة، كيف يمكن أن يكون هناك مذهب مع مذهب آخر، لكنهم جميعًا إخوة، وليسوا أعداء، هذا أيضًا مذهب خامس لا يوجد فيه عداء، كلهم إخوة؛ كلهم مسلمون؛ كلهم أهل القرآن؛ كلهم تابعون لرسول الله... يجب أن تنتبهوا إلى أن هذه مؤامرات تهدف إلى منع الإسلام من الحكم في إيران. هؤلاء ضد الإسلام. لا هم ضد الأكراد ولا ضد الفرس؛ إنهم ضد الأساس؛ ضد الإسلام. وكل المسلمين عليهم واجب التصدي لهم وقمعهم. | |||
... يجب أن نخلق تجمعًا ووحدة بين الطبقة الجامعية ومنتجاتها، وطبقة رجال الدين والمدارس الدينية ومنتجاتها. ويجب أن يكون هناك تواصل بين إخواننا أهل السنة والشيعة. تمامًا كما أن أهل السنة لديهم أربعة مذاهب تتواجد جنبًا إلى جنب، هذه المذاهب لا تتقاتل مع بعضها، نحن أيضًا كمذهب خامس يمكننا أن نجتمع معًا، ونؤدي واجباتنا، لكن جميعنا معًا ضد أولئك الذين يقفون ضد الإسلام. حسنًا، لدينا الكثير من القضايا المشتركة، في أصول مذاهبنا، وفي أصول ديننا، نحن جميعًا مشتركين. القرآن هو قرآن الجميع؛ الإسلام هو إسلام الجميع؛ النبي هو نبي الجميع. هذه هي المشتركات بيننا. لنكن معًا في هذه المشتركات؛ وفي الخصائص لكل واحد منا، لدينا أعمالنا وآدابنا. لا داعي للنزاع؛ إن النزاع الذي يحدث هو نزاع يثيره الآخرون بيننا. | |||
===الوفاة=== | |||
توفي حضرة الإمام خميني بعد ظهور مشاكل في الجهاز الهضمي في 28 اردیبهشت 1368، ومنذ الثاني من خرداد خضع لعملية طبية. وفي الساعة الثالثة بعد الظهر من يوم 13 خرداد، حدثت مشكلة أساسية في مسار مرضه، وفي مساء يوم السبت، الساعة 22:20 من 13 خرداد 1368 هجري شمسي (3 يونيو 1989 م) الموافق 24 شوال 1409 هجري قمري، انتقلت روحه من هذه الدنيا إلى الملكوت الأعلى عن عمر يناهز 87 عامًا. | |||
ما تركه من ممتلكات مادية بعده، وفقًا لتقرير المحكمة العليا - التي كانت ملزمة بموجب المادة 142 من الدستور بالتحقق من ممتلكات القادة والمسؤولين رفيعي المستوى قبل وبعد توليهم المسؤولية، وكان حضرة الإمام هو الأول الذي أرسل قائمة بممتلكاته في 24 دیماه 1359 للمحكمة العليا - هو كما يلي: "لم يزد أي شيء على أموال الإمام، بل تم توزيع قطعة الأرض الموروثة للإمام في خمین بعد الثورة، خلال حياته، بين المحتاجين في المنطقة. الملكية غير المنقولة الوحيدة للإمام كانت منزله القديم في قم، الذي كان منذ عام 1343، فعليًا تحت تصرف أهداف الحركة ومكان تجمع الناس. الأدوات الأساسية للحياة في المنزل تعود إلى زوجته، وقطعتين من السجاد المستعمل لا تعود ملكيتهما لأحد ويجب أن تُعطى للسادات المحتاجين. لم يتبقَ من الإمام أي مبلغ نقدي، وكل ما هو موجود هو وجوهات لا حق للورثة فيها". وبالتالي، فإن ممتلكات الرجل الذي عاش حوالي تسعين عامًا وحكم على قلوب الناس كانت تشمل نظارات، ومقص أظافر، ومشط، ومسبحة، وقرآن، وسجادة صلاة، وعمة، وملابسه الروحية، وكتب دينية. | |||
أقيمت مراسم التشييع في يوم 16 خرداد بحضور ملايين الأشخاص، ودفن جثمانه في نفس اليوم في بهشت زهرای طهران، في المكان الذي يُعرف الآن بـ "حرم الإمام خميني". وقد رحل إلى لقاء معبوده "بقلب هادئ ونفس مطمئنة وروح سعيدة وضمير متفائل برحمة الله". | |||
### ترجمه به عربی | |||
==وصلات خارجیة== | |||
* [[الثورة الإسلامية الإيرانية وفرنسا (مقالة)]] | |||
* [[نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية]] | |||
* [[عبدالكريم حائري اليزدي]] | |||
* [[الثورة الإسلامية الإيرانية]] | |||
* [[الحكومة الإسلامية]] | |||
* [[الوحدة الإسلامية]] | |||
* [[مرتضى مطهري]] | |||
* [[كشمير]] | |||
* [[نجف]] | |||
* [[قم]] | |||
== ملاحظة == | |||
*يجدر بالذكر أن تلاميذ الإمام هم أولئك الذين قام بعضهم بتدوين دروس الإمام، وبعضهم الآخر نالوا درجة المرجعية، وإلا فقد استفاد من حضرته تلاميذ فاضلون وعلماء آخرون أيضًا، وشاركوا في مسيرة النضال والانتصار وتثبيت واستمرار [[الثورة الإسلامية الإيرانية|الثورة الإسلامية]]، مثل: آيات وحجج الإسلام بهشتي، رباني شيرازي، سعيدي، صدر (موسي)، غفاري، قدوسي، [[مرتضى مطهري|مطهري]]، مفتح، [[أكبر هاشمي رفسنجاني|هاشمي رفسنجاني]]، وغيرهم... | |||
==الهوامش== | ==الهوامش== | ||
{{الهوامش}} | {{الهوامش}} | ||
[[تصنيف:الشخصيات]] |