انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القدس»

أُضيف ٨٬٩٨١ بايت ،  ١ نوفمبر ٢٠٢٣
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١٢: سطر ١٢:
وفي عامي 132 و66 م، حدثت ثورات كبيرة في هذه المنطقة، والتي قمعها الرومان بشدة.
وفي عامي 132 و66 م، حدثت ثورات كبيرة في هذه المنطقة، والتي قمعها الرومان بشدة.
هاجم تيطس، ملك روما، القدس بعد 40 عامًا من صعود يسوع إلى السماء في السنة الأولى من حكمه، وأشعل النار في هيكل سليمان وأحرق جميع الكتب وأفرغ القدس من بني إسرائيل، وكانت هذه بداية تشتّت اليهود في جميع أنحاء العالم. وبقت هذه المنطقة في تطور عسكري وسياسي حتى فتحها المسلمون.
هاجم تيطس، ملك روما، القدس بعد 40 عامًا من صعود يسوع إلى السماء في السنة الأولى من حكمه، وأشعل النار في هيكل سليمان وأحرق جميع الكتب وأفرغ القدس من بني إسرائيل، وكانت هذه بداية تشتّت اليهود في جميع أنحاء العالم. وبقت هذه المنطقة في تطور عسكري وسياسي حتى فتحها المسلمون.
== تاریخ القدس الإسلامي ==
=== فتح القدس ===
بعد معركة اليرموك (15 رجب/ أغسطس 636)، فتح المسلمون القدس عام 1617/638.
وأول من استوطن بیت المقدّس من المسلمون هم أهل [[المدينة المنورة]]، كأوس ابن أخ حسّان بن ثابت، شاعر [[محمّد بن عبدالله|النبي الأکرم]] (صلى الله عليه وسلم) الخاص.
وقد ذكرت بعض المصادر أنّ [[عثمان بن عفان|عثمان]] خصص ريع حدائق سيلفام لفقراء المدينة. وبالرغم من أنّ نظام المجتمع المسيحي قد تغیّر في القدس بعد فتح المسلمين لها، إلا أنّ القدس حافظت على هويّتها المسيحيّة إلى حد ما.
=== العصر الأموي ===
وفي حوالي سنة 19هـ، تمّ تعيين [[معاوية بن أبي سفيان]] قائداً للجيش الإسلامي في [[فلسطين]] و[[الشامات|الشام]]. وحكم هذه البلاد أربعين سنة أوّلاً حاکماً لها، ثمّ خلیفة للمسلمین.
=== العصر العباسي ===
وفي عهد [[المأمون العباسي|المأمون]] (218-198) تعرّضت القدس للمجاعة فتركها المسلمون. وفي نهاية عهد [[المعتصم بالله|المعتصم]] (218-227) انتشرت ثورة «الفلاحين» الضخمة في بلاد الشام بقيادة [[أبو حرب المبرقع]]. وعندما دخل القدس هرب أهلها من المسلمين والمسيحيين واليهود منها ونهبت جميع المعابد. وأخيراً هُزم المبرقع على يد جيش المعتصم.
=== عصر الفاطميين والتركمان والسلاجقة ===
وبعد قلیل من فتح الفاطميّين ل[[مصر]]، أصبحت [[فلسطين]] والقدس أيضًا تحت سيطرتهم. وكانت فلسطين تتعرض لهجمات مستمرّة من قبل القرامطة وسكّان الصحراء<ref> ابن اثیر، ج ۱۰، ص۳۰۸، س ۱۷.</ref>. منذ منتصف القرن الخامس تقريبًا، حلّت القدس تدريجيّاً محلّ [[الرملة]] باعتبارها المدينة الرئيسيّة.
وفي الثلث الأخير من القرن الخامس، کانت القدس مرکزاً للأحداث العسکريّة، بدلاً من الرملة. واستعان الفاطميّون الذين سئموا المجاعة والطاعون والفوضى في مصر، بالقائد التركماني أتسيزبان أواق لقمع سكّان الصحراء المتمرّدين وهجمات السلاجقة في فلسطين؛ لكن أتسيز أصبح على عداوة معهم، وفي عام 463 استولى على القدس بعد حصار طويل وهاجم مصر أيضًا. وأخيراً، في عام 470، هُزمت على يد توتوش، شقيق الملك السلجوقي، وتمّ ضمّ القدس إلى أراضي السلاجقة<ref>الیافعی، ج ۳، ص۱۳۹.</ref>.
وفي شعبان 491، عندما كان الصليبيّون في طريقهم إلى القدس، حاصر الأفضل، نائب الملك الفاطمي في مصر، المدينة واستولى عليها<ref> ابن میسر، ص۳۸؛ ابن خلدون، ج ۵، ص۱۸۴.</ref>.
وكانت الديانة السائدة لأهل المدينة في القرنين الرابع والخامس، حتى قبل غزو الصليبيّين، هي [[الشافعية]] مع بعض من [[الحنابلة|المذهب الحنبلي]] الذي نظمه أبو الفرج الشيرازي<ref>الحنبلی، ص۲۶۳- ۲۶۵.</ref>.
=== عصر الصلیبیّین والأیّوبیّین ===
استولى الصليبيّون على القدس في 23 رمضان عام 491. وكانت المذبحة التي تعرّض لها المسلمون واليهود لاعتبارات دينيّة وعسكريّة. وأصبحت القدس مدينة مسيحيّة، ولکن سمح لغير المسيحيّين بالإقامة فيها. تمّ تحويل [[المسجد|المساجد]] إلى [[الكنیسة|الكنائس]]، أو استخدامها كأماكن غير دينيّة.
كانت المملكة المسيحيّة الناشئة تسمى مملكة أورشليم وازدهرت كمركز لهذه المملكة وكمكان مسيحي مقدّس. وفي أقلّ من عقد من غزو الصليبيّين للمدينة، عادت الحياة إلى طبيعتها بالنسبة للسكّان غير المسيحيّين. ولا يزال دخول هذه المدينة ممنوعاً على المسلمين واليهود؛ ولكن سُمح لهم تدريجاً بالدخول إلی المدينة لأغراض مثل التجارة والحج<ref> ابن منقذ، ص۱۳۴ -۱۳۵.</ref>.
تقدّم [[صلاح الدين الأيوبي|صلاح الدين الأيّوبي]] بعد إنتصاره الحاسم على الصليبيّين في [[معرکة حطين|معرکة حطّين]] (ربيع الثاني 583/تموز 1187)، نحو القدس وحاصر هذه المدينة. وبعد مفاوضات كثيرة، في رمضان 583هـ/ نوفمبر 1187 م، تمّت معاهدة بينه وبين الصليبيّين التي سُمح فيها لأهالي المدينة بالإفراج عن أنفسهم بعد دفع الفدية. ولم يبق في القدس سوى المسيحيّين الشرقيّين، واكتسبت المدينة وجهتها الإسلاميّة كاملاً خلال فترة قصيرة، واستعادت الأماكن المقدّسة الإسلاميّة فيها كرامتها السابقة.
المعظم ابن أخ صلاح الدين الأيوبي سلطان [[دمشق]]، رغم الجهود الكبيرة في تزيين المقام وتأسيس مرکزاً للدراسات الدينية الحنفيّة يسمى "المعظميّة"، أمر بتدمير المدينة بأكملها باستثناء حریم الهيكل، و[[كنيسة القيامة]] والقلعة العسكرية، خوفًا من تجدید التعديّات المسيحيّة، وذلك عام 1219هـ/616م.
الكامل شقيق المعظم الذي كان والياً على مصر، لكي يأمن من هجوم الأيوبيّين السوريّين، عقد معاهدة مع الإمبراطور فردريك الثاني حوالي عام 1229هـ/626م وبموجبها سلّم هذه المدينة له لمدة عشر سنوات. وبسبب الصراعات التي نشأت فيما بعد بين أيوبيّي مصر وأيوبيّي سوريا، تمّ عقد معاهدة بين أيوبيّي سوريا والمسيحيّين، وتمّ بموجبها طرد المسلمين على ما يبدو حتى من منطقة المعبد، واستطاع بسببها قائد الصليبيّين أن يسيطر على القدس بشكل كامل.
=== عصر الممالیك والعثمانيّین ===
بعد إنتصار المماليك في [[عين جالوت]] في شوال عام 658، تمّ دمج بيت المقدس في أراضيهم.
التاريخ الدقيق لوصول الأتراك العثمانيّين إلى القدس غير واضح. خلال هجمات السلطان سليم الأوّل المنتصرة على المماليك (922-923)، ترك خليفته السلطان سليمان، العديد من الأعمال الخاصة به في هذه المدينة.
طوال فترة غزو الأتراك لهذه المدينة تقريبًا، وحتى النّصف الثاني من القرن الثالث عشر، سبّب إنعدام الأمن تعويق التقدّم والتطوّر لقدس. ونشأ هذا الوضع من أنّ [[إسطنبول]] بدلاً من تنظیمها لشؤون القدس اعتبرت هذه المدينة مصدراً للدّخل. وفي هذه الفترة کان حاکم القدس جندیّاً<ref>العارف، ص ۳۱۷ - ۳۲۸.</ref>.
كانت بداية القرن الثالث عشر مشؤومة بالنسبة للقدس؛ في عام 1223، بعد حريق كنيسة القيامة، سمح السلطان محمود الثاني لليونانيّين بإعادة بناء المبنى، لكن الإنکشارية بدأوا التحريض لمنع إعادة بناء الكنيسة. ونتيجة لذلك قامت ثورة عامّة قمعها والي دمشق، وتمّ إعدام 38 شخصاً من قادة التمرّد. وفي حوالي عام 1240، إندلع تمرّد آخر بسبب فرض الضرائب الباهظة على سكّان المدينة، وتمّ قمعه بتدخّل قوّات السلطان العثماني.
٢٦١

تعديل