انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التشريع»

أُضيف ٨ بايت ،  ٥ أبريل ٢٠٢٣
ط
استبدال النص - '====' ب'====='
ط (استبدال النص - '=المصادر=↵{{الهوامش}}' ب'== الهوامش == {{الهوامش}}')
ط (استبدال النص - '====' ب'=====')
 
سطر ١٢٠: سطر ١٢٠:
من خلال مراجعة مراحل التشريع الإسلامي عند [[الشيعة]] [[الإمامية]] يمكن استخلاص عدّة خصائص له:
من خلال مراجعة مراحل التشريع الإسلامي عند [[الشيعة]] [[الإمامية]] يمكن استخلاص عدّة خصائص له:


====الاُولى: اتّصال مذهب أهل البيت عليهم‏السلام بالنبي(ص)====
=====الاُولى: اتّصال مذهب أهل البيت عليهم‏السلام بالنبي(ص)=====
لقد حرص أئمة [[أهل البيت]]  عليهم‏السلام على بيان أنّ الذي جاؤوا به إنّما هو من عند جدّهم رسول اللّه‏ النبي الأكرم محمّد بن عبد اللّه‏(ص)، وذلك عن طريق ما تناولوه واحدا بعد واحد إلى أن وصل إلى اتباعهم ومريديهم من غير أن يشوب ذلك شائبة.
لقد حرص أئمة [[أهل البيت]]  عليهم‏السلام على بيان أنّ الذي جاؤوا به إنّما هو من عند جدّهم رسول اللّه‏ النبي الأكرم محمّد بن عبد اللّه‏(ص)، وذلك عن طريق ما تناولوه واحدا بعد واحد إلى أن وصل إلى اتباعهم ومريديهم من غير أن يشوب ذلك شائبة.
<br>ويعتمد [[الشيعة]] أحاديث [[أهل البيت]]  عليهم‏السلام لكونها نفس ما جاء به [[رسول اللّه‏(ص)]] «لأنّ أقوالهم أقوال الرسول وأفعالهم تعبّر عن أفعاله؛ لأنّه أودع عليا علما كثيرا وعلّمه علي إلى الأئمة من أبنائه وكلّ إمام لقّنه من جاء بعده، دوّن علي قسما وافرا ممّا أخذه من [[الرسول(ص)]]، وبقيت هذه الكتب عند أبنائه»<ref>. المبادئ العامة للفقه الجعفري: 70.</ref>.
<br>ويعتمد [[الشيعة]] أحاديث [[أهل البيت]]  عليهم‏السلام لكونها نفس ما جاء به [[رسول اللّه‏(ص)]] «لأنّ أقوالهم أقوال الرسول وأفعالهم تعبّر عن أفعاله؛ لأنّه أودع عليا علما كثيرا وعلّمه علي إلى الأئمة من أبنائه وكلّ إمام لقّنه من جاء بعده، دوّن علي قسما وافرا ممّا أخذه من [[الرسول(ص)]]، وبقيت هذه الكتب عند أبنائه»<ref>. المبادئ العامة للفقه الجعفري: 70.</ref>.
سطر ١٣٠: سطر ١٣٠:
<br>'''منها:''' ما ينقل عن الإمام الصادق  عليه‏السلام إنّه كان يقول: «حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث [[رسول اللّه‏(ص)]]، وحديث [[رسول اللّه‏(ص)]]قول اللّه‏ عزّ وجلّ»<ref>. المصدر السابق: 53 كتاب فضل العلم، باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب، ح14.</ref>.
<br>'''منها:''' ما ينقل عن الإمام الصادق  عليه‏السلام إنّه كان يقول: «حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث [[رسول اللّه‏(ص)]]، وحديث [[رسول اللّه‏(ص)]]قول اللّه‏ عزّ وجلّ»<ref>. المصدر السابق: 53 كتاب فضل العلم، باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب، ح14.</ref>.


====الثانية: حث أهل البيت عليهم‏السلام على التدوين====
=====الثانية: حث أهل البيت عليهم‏السلام على التدوين=====
حثّ [[النبي(ص)]] على كتابة الحديث وتدوينه عنه، وقال لعبد اللّه‏ بن عمرو بن العاص: «اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منّي إلاّ حقّ»<ref>. سنن الدارمي 1: 125 باب من رخص في كتابة العلم من حديث عبد اللّه‏ بن عمر.</ref>.
حثّ [[النبي(ص)]] على كتابة الحديث وتدوينه عنه، وقال لعبد اللّه‏ بن عمرو بن العاص: «اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منّي إلاّ حقّ»<ref>. سنن الدارمي 1: 125 باب من رخص في كتابة العلم من حديث عبد اللّه‏ بن عمر.</ref>.
<br>وفي العهد الذي منع فيه من التدوين ارتأى [[أهل البيت]]  عليهم‏السلام كعلي والحسن عليهما جواز التدوين وحثّا أصحابهما على ذلك، وفعلاه كما يذكر السيوطي<ref>. تدريب الراوي 1 ـ 2: 315، أنظر: مختصرالكلام ضمن موسوعة الإمام السيّد عبدالحسين شرف الدين 6: 2701.</ref>.
<br>وفي العهد الذي منع فيه من التدوين ارتأى [[أهل البيت]]  عليهم‏السلام كعلي والحسن عليهما جواز التدوين وحثّا أصحابهما على ذلك، وفعلاه كما يذكر السيوطي<ref>. تدريب الراوي 1 ـ 2: 315، أنظر: مختصرالكلام ضمن موسوعة الإمام السيّد عبدالحسين شرف الدين 6: 2701.</ref>.
سطر ١٤٠: سطر ١٤٠:
<br>وغير ذلك من الروايات التي تدلّ صراحة أو التزاما على فضل رواية الحديث أو كتابته.
<br>وغير ذلك من الروايات التي تدلّ صراحة أو التزاما على فضل رواية الحديث أو كتابته.


====الثالثة: شمولية سنّة أهل البيت(ع)====
=====الثالثة: شمولية سنّة أهل البيت(ع)=====
بحكم جواز التدوين والحث عليه من قبل [[أهل البيت]]  عليهم‏السلام فإنّ أتباعهم قد رووا عنهم كثيرا ممّا يحتاجه المكلّفون في [[الأحكام الشرعية]]، وصنّفوا في ذلك مصنّفات سمّيت بـ «الأصول الأربعمئة» التي احتوت كثيرا من الفروع الفقهية والعقائد والأخلاق، فبلغت مرويات [[أهل البيت]] إلى درجة بيان جزئيات الاُمور وتفاصيلها ممّا يسهّل الأمر على من يأتي بعدهم لاستكشاف الحكم الشرعي.
بحكم جواز التدوين والحث عليه من قبل [[أهل البيت]]  عليهم‏السلام فإنّ أتباعهم قد رووا عنهم كثيرا ممّا يحتاجه المكلّفون في [[الأحكام الشرعية]]، وصنّفوا في ذلك مصنّفات سمّيت بـ «الأصول الأربعمئة» التي احتوت كثيرا من الفروع الفقهية والعقائد والأخلاق، فبلغت مرويات [[أهل البيت]] إلى درجة بيان جزئيات الاُمور وتفاصيلها ممّا يسهّل الأمر على من يأتي بعدهم لاستكشاف الحكم الشرعي.
<br>يقول الفضلي: «أمّا السنّة الشريفة فالقدر الوارد منها في أحكام الفقه، والتي يطلق عليها أحاديث الأحكام كثير جدّا، وهو عند [[أهل البيت]] وشيعتهم من [[الإمامية]] بالكم الذي يغطي جميع أبواب الفقه ويشمل كلّ الفروع الفقهية»<ref>. تاريخ التشريع الإسلامي: 26.</ref>.
<br>يقول الفضلي: «أمّا السنّة الشريفة فالقدر الوارد منها في أحكام الفقه، والتي يطلق عليها أحاديث الأحكام كثير جدّا، وهو عند [[أهل البيت]] وشيعتهم من [[الإمامية]] بالكم الذي يغطي جميع أبواب الفقه ويشمل كلّ الفروع الفقهية»<ref>. تاريخ التشريع الإسلامي: 26.</ref>.
<br>ولهذا بلغت أحاديث [[أهل البيت]]  عليهم‏السلام مقدارا كبيرا يصل عشرات الآلاف من الأحاديث المروية عنهم  عليهم‏السلاميقول عبدالصمد العاملي: «وأكثر أحاديثنا الصحيحة وغيرها في أصولنا الخمسة وغيرها عن [[النبي(ص)]]، وعن الأئمة الاثني عشر المذكورين، وكثير منها يتّصل ب[[النبي(ص)]]، وهذا هو السبب في كون أحاديثنا اضعاف أحاديث العامّة، حيث إنّ  زمان أئمتنا  عليهم‏السلامامتد زمانا طويلاً واشتهر الإسلام وكثر في زمانهم العلماء والنقلة عنهم من المخالفين والمؤالفين»<ref>. وصول الأخيار: 44 ـ 45.</ref>.
<br>ولهذا بلغت أحاديث [[أهل البيت]]  عليهم‏السلام مقدارا كبيرا يصل عشرات الآلاف من الأحاديث المروية عنهم  عليهم‏السلاميقول عبدالصمد العاملي: «وأكثر أحاديثنا الصحيحة وغيرها في أصولنا الخمسة وغيرها عن [[النبي(ص)]]، وعن الأئمة الاثني عشر المذكورين، وكثير منها يتّصل ب[[النبي(ص)]]، وهذا هو السبب في كون أحاديثنا اضعاف أحاديث العامّة، حيث إنّ  زمان أئمتنا  عليهم‏السلامامتد زمانا طويلاً واشتهر الإسلام وكثر في زمانهم العلماء والنقلة عنهم من المخالفين والمؤالفين»<ref>. وصول الأخيار: 44 ـ 45.</ref>.


====الرابعة: إنّ التشريع عند الشيعة الإمامية يعتمد على ما ورد عن الباقر والصادق(ع)====
=====الرابعة: إنّ التشريع عند الشيعة الإمامية يعتمد على ما ورد عن الباقر والصادق(ع)=====
فـ «قد اختصّ الإمامان الباقر والصادق  عليهماالسلام بدور خاصّ... ؛ لأنّهما قاما بأكبر نصيب في ذلك واستطاعا في نصف قرن من الزمن أن يقدما إلى العالم مجموعة كبرى من مختلف العلوم ولاسيّما في الفقه الإسلامي المتّصل إليهما من جدّهما الرسول الأمين(ص)، ولم تتيسّر تلك المصادفات التي تيسّرت لهما لأحد من أئمة [[الشيعة]]، ولذلك كان الفقه الشيعي بأغلبيته مأخوذا منهما، ونسب إلى الإمام جعفر  عليه‏السلام؛ لأنّه استطاع أكثر من أبيه أن يقوم باداء هذه المهمّة»<ref>. المبادئ العامة للفقه الجعفري: 308.</ref>.
فـ «قد اختصّ الإمامان الباقر والصادق  عليهماالسلام بدور خاصّ... ؛ لأنّهما قاما بأكبر نصيب في ذلك واستطاعا في نصف قرن من الزمن أن يقدما إلى العالم مجموعة كبرى من مختلف العلوم ولاسيّما في الفقه الإسلامي المتّصل إليهما من جدّهما الرسول الأمين(ص)، ولم تتيسّر تلك المصادفات التي تيسّرت لهما لأحد من أئمة [[الشيعة]]، ولذلك كان الفقه الشيعي بأغلبيته مأخوذا منهما، ونسب إلى الإمام جعفر  عليه‏السلام؛ لأنّه استطاع أكثر من أبيه أن يقوم باداء هذه المهمّة»<ref>. المبادئ العامة للفقه الجعفري: 308.</ref>.