انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «معالم تيّار الوسطية»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر ١: سطر ١:
'''معالم تيّار الوسطية''' الصفات التي يمتاز بها الفكر الوسطي، ممّا يساعد بدوره على دفع عجلة الوحدة نحو الأمام..<br>
'''معالم تيّار الوسطية''' الصفات التي يمتاز بها الفكر الوسطي، ممّا يساعد بدوره على دفع عجلة الوحدة نحو الأمام.. وقد ذكر أحد العلماء المفكّرين مواقع الفكر الوسطي بهذه الصورة: تتميّز وسطية هذا الفكر في موقفه المعتدل من قضايا كبيرة مهمّة: فهو وسط بين دعاة المذهبية الضيّقة، ودعاة اللامذهبية المنفرطة. وسط بين أتباع التصوّف وإن انحرف وابتدع، وأعداء التصوف وإن التزم واتّبع.. وسط بين دعاة الانفتاح على العالم بلا ضوابط، ودعاة الانغلاق على النفس بلا مبرّر.. وسط بين المحكّمين للعقل وإن خالف النصّ القاطع، والمغيّبين للعقل ولو في فهم النصّ.. وسط بين المقدّسين للتراث وإن بدا فيه قصور البشر، والملغين للتراث وإن تجلّت فيه روائع الهداية.. وسط بين المستغرقين في السياسة على حساب التربية،<br>
وقد ذكر أحد العلماء المفكّرين مواقع الفكر الوسطي بهذه الصورة: تتميّز وسطية هذا الفكر في موقفه المعتدل من قضايا كبيرة مهمّة: فهو وسط بين دعاة المذهبية الضيّقة، ودعاة اللامذهبية المنفرطة.. <br>
والمهملين للسياسة كلّية بدعوى التربية.. وسط بين المستعجلين لقطف الثمرة قبل أوانها، والغافلين عنها حتّى تسقط في أيدي غيرهم بعد نضجها.. وسط بين المستغرقين. في الحاضر الغائبين عن المستقبل، والمبالغين في التنبّؤ بالمستقبل كأنّه كتاب يقرؤونه. وسط بين المقدّسين للأشكال التنظيمية كأنّها أوثان تعبد، والمتحلّلين من أيّ عمل منظّم كأنّهم حبّات عقد منفرط.. وسط بين الغلاة في طاعة الفرد للشيخ والقائد كأنّه الميّت بين يدي الغاسل، والمسرفين في تحرّره كأنّه ليس عضواً في جماعة.. وسط بين الدعاة إلى العالمية دون رعاية للظروف والملابسات المحلّية،والدعاة إلى الإقليمية الضيّقة دون أدنى ارتباط بالحركة العالمية.. وسط بين المسرفين في التفاؤل المتجاهلين العوائق والمخاطر، والمسرفين في التشاؤم فلا يرون إلّاالظلام، ولا يرقبون للظلام فجراً.. وسط بين المغالين في التحريم كأنّه لا يوجد في الدنيا شيء حلال، والمبالغين في التحليل كأنّه لا يوجد في الدين شيء حرام.. وسط بين دعاة التشدّد ولو في الفروع والجزئيات،<br>
وسط بين أتباع التصوّف وإن انحرف وابتدع، وأعداء التصوف وإن التزم واتّبع.. وسط بين دعاة الانفتاح على العالم بلا ضوابط، ودعاة الانغلاق على النفس بلا مبرّر.. وسط بين المحكّمين للعقل وإن خالف النصّ القاطع، والمغيّبين للعقل ولو في فهم النصّ.. وسط بين المقدّسين للتراث وإن بدا فيه قصور البشر، والملغين للتراث وإن تجلّت فيه روائع الهداية.. وسط بين المستغرقين في السياسة على حساب التربية،<br>
ودعاة التساهل ولو في الأُصول والكلّيات.. وسط بين فلسفة المثاليّين الذين لا يكادون يهتمّون بالواقع، وفلسفة الواقعيّين الذين لا يؤمنون بالمثل العليا.. وسط بين دعاة الفلسفة «الليبرالية» التي تعطي الفرد وتضخّمه على حساب المجتمع، ودعاة الفلسفة الجماعية «الماركسية» التي تعطي المجتمع وتضخّمه على حسب الفرد.. وسط بين دعاة الثبات ولو في الوسائل والآلات، ودعاة التطوّر ولو في المبادئ والغايات.. وسط بين دعاة التجديد والاجتهاد وإن كان في أُصول الدين وقطعياته، ودعاة التقليد وخصوم الاجتهاد وإن كان في قضايا العصر التي لم تخطر ببال السابقين.. وسط بين الذين يهملون النصوص الثابتة بدعوى مراعاة مقاصد الشريعة، والذين يغفلون المقاصد الكلّية باسم مراعاة النصوص.. وسط بين دعاة الغلو في التكفير حتّى كفّروا كلّ المسلمين المتديّنين، والمستاهلين فيه ولو مع صرحاء المرتدّين. هذه هي الوسطية التي تبنّاها هذا الفكر، وإن كان الغالب على مجتمعاتنا اليوم السقوط بين طرفي الإفراط والتفريط، إلّامن رحم ربّك، وقليل ما هم!<br>
والمهملين للسياسة كلّية بدعوى التربية.. وسط بين المستعجلين لقطف الثمرة قبل أوانها، والغافلين عنها حتّى تسقط في أيدي غيرهم بعد نضجها.. وسط بين المستغرقين <br>
 
في الحاضر الغائبين عن المستقبل، والمبالغين في التنبّؤ بالمستقبل كأنّه كتاب يقرؤونه.. <br>
وسط بين المقدّسين للأشكال التنظيمية كأنّها أوثان تعبد، والمتحلّلين من أيّ عمل منظّم كأنّهم حبّات عقد منفرط.. وسط بين الغلاة في طاعة الفرد للشيخ والقائد كأنّه الميّت بين يدي الغاسل، والمسرفين في تحرّره كأنّه ليس عضواً في جماعة.. وسط بين الدعاة إلى العالمية دون رعاية للظروف والملابسات المحلّية،<br>
والدعاة إلى الإقليمية الضيّقة دون أدنى ارتباط بالحركة العالمية.. وسط بين المسرفين في التفاؤل المتجاهلين العوائق والمخاطر، والمسرفين في التشاؤم فلا يرون إلّاالظلام، ولا يرقبون للظلام فجراً.. وسط بين المغالين في التحريم كأنّه لا يوجد في الدنيا شيء حلال، والمبالغين في التحليل كأنّه لا يوجد في الدين شيء حرام.. وسط بين دعاة التشدّد ولو في الفروع والجزئيات،<br>
ودعاة التساهل ولو في الأُصول والكلّيات.. وسط بين فلسفة المثاليّين الذين لا يكادون يهتمّون بالواقع، وفلسفة الواقعيّين الذين لا يؤمنون بالمثل العليا.. وسط بين دعاة الفلسفة «الليبرالية» التي تعطي الفرد وتضخّمه على حساب المجتمع، ودعاة الفلسفة الجماعية «الماركسية» التي تعطي المجتمع وتضخّمه على حسب الفرد.. وسط بين دعاة الثبات ولو في الوسائل والآلات،<br>
ودعاة التطوّر ولو في المبادئ والغايات.. وسط بين دعاة التجديد والاجتهاد وإن كان في أُصول الدين وقطعياته، ودعاة التقليد وخصوم الاجتهاد وإن كان في قضايا العصر التي لم تخطر ببال السابقين.. وسط بين الذين يهملون النصوص الثابتة بدعوى مراعاة مقاصد الشريعة، والذين يغفلون المقاصد الكلّية باسم مراعاة النصوص.. وسط بين دعاة الغلو في التكفير حتّى كفّروا كلّ المسلمين المتديّنين، والمستاهلين فيه ولو مع صرحاء المرتدّين.<br>
هذه هي الوسطية التي تبنّاها هذا الفكر، وإن كان الغالب على مجتمعاتنا اليوم السقوط بين طرفي الإفراط والتفريط، إلّامن رحم ربّك، وقليل ما هم!<br>
أمّا
== صفات التيّار ==  
== صفات التيّار ==  
الوسطي فقد حدّدها ذاك المفكّر فيما يلي:<br>
الوسطي فقد حدّدها ذاك المفكّر فيما يلي:<br>
٤٬٩٤١

تعديل