انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «نافع مولى ابن عمر»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ٢٢: سطر ٢٢:
'''نافع مولى ابن عمر''' هو اختلف المؤرّخون والرجاليّون في أصله، فقد ذكر بعضهم أنّه من «أبْرَ شَهر» (نيشابور)، وآخر أنّه من المغرب، وثالث أنّه من جبال براربندة من جبال طالقان، وقيل: إنّه من أسرى الحرب في فتح كابل <ref> سير أعلام النبلاء 5: 99، تهذيب الكمال 29: 298، تاريخ الإسلام 7: 488، تاريخ خليفة: 155.</ref>. وقيل: «حينما فتح [[عبدالله بن عامر بن كُرَيز]] نيشابور سنة 30 ه أسره هناك» <ref> مختصر تاريخ دمشق 26: 110.</ref>، وقيل: إنّ عبدالله بن عمر قد أصابه في بعض مغازيه <ref> كتاب الثقات 5: 467، تهذيب التهذيب 10: 368، المعارف: 460.</ref>. واختلف أيضاً في اسم أبيه، فقيل: إنّ اسم أبيه هرمز، وقيل: كاوس <ref> تهذيب الكمال 29: 298.</ref>. قال نافع: «لقد سافرت مع ابن عمر بضعاً وثلاثين بين حجّةٍ وعمرة» <ref> مختصر تاريخ دمشق 26: 111.</ref>. وكان ابن عمر قد أعتقه <ref> كتاب الثقات 5: 467، المعارف: 461.</ref>.
'''نافع مولى ابن عمر''' هو اختلف المؤرّخون والرجاليّون في أصله، فقد ذكر بعضهم أنّه من «أبْرَ شَهر» (نيشابور)، وآخر أنّه من المغرب، وثالث أنّه من جبال براربندة من جبال طالقان، وقيل: إنّه من أسرى الحرب في فتح كابل <ref> سير أعلام النبلاء 5: 99، تهذيب الكمال 29: 298، تاريخ الإسلام 7: 488، تاريخ خليفة: 155.</ref>. وقيل: «حينما فتح [[عبدالله بن عامر بن كُرَيز]] نيشابور سنة 30 ه أسره هناك» <ref> مختصر تاريخ دمشق 26: 110.</ref>، وقيل: إنّ عبدالله بن عمر قد أصابه في بعض مغازيه <ref> كتاب الثقات 5: 467، تهذيب التهذيب 10: 368، المعارف: 460.</ref>. واختلف أيضاً في اسم أبيه، فقيل: إنّ اسم أبيه هرمز، وقيل: كاوس <ref> تهذيب الكمال 29: 298.</ref>. قال نافع: «لقد سافرت مع ابن عمر بضعاً وثلاثين بين حجّةٍ وعمرة» <ref> مختصر تاريخ دمشق 26: 111.</ref>. وكان ابن عمر قد أعتقه <ref> كتاب الثقات 5: 467، المعارف: 461.</ref>.


يقال: كان في نافع لُكنة وعجمة، وعن إسماعيل بن أُميّة: «كنّا نردّ نافعاً عن اللحن، فيأبى ويقول: لا، إلّا الذي سمعته» <ref> سيرأعلام النبلاء 5: 98،99.</ref>. ولعلّه لذلك كان الزُهري يسمع حديث ابن عمر منه، ثم يسأل سالم بن عبدالله بن عمر هل أنّه سمع هذا من أبيه حقّاً؟ فإذا وافقه سجّله الزُهري عن سالم، وأخذ ألفاظ الحديث منه وإلّا فلايسجّله ويطرحه <ref> مختصر تاريخ دمشق 26: 111، سير أعلام النبلاء 5: 98.</ref>.
وكان نافع في حياة سالم لايفتي شيئاً <ref> تاريخ الاسلام 7: 489، تذكرة الحفّاظ 1: 100.</ref>، وكان قد جمع الأحاديث التي سمعها من ابن عمر في صحيفة. وقيل له: قد كتبوا علمك، قال: فليأتوا به حتّى أُقوّمه <ref> سير أعلام النبلاء 5: 99.</ref>. وكان من جملة رواته مالك، حيث يقول: «كنت آتي نافعاً وأنا حديث السنّ، فيقعد ويحدّثني». وقال مالك: «كان في نافع حدّة» <ref> تاريخ الإسلام 7: 489، تذكرة الحفّاظ 1: 100، سير أعلام النبلاء 5: 99.</ref>.


=نافع وأهل البيت عليهم السلام=
=نافع وأهل البيت عليهم السلام=
اعتبره [[الشيخ المفيد]] و [[ابن شهرآشوب]] أحد الأربعة من قريش الذين دعاهم الإمام الصادق عليه السلام ليكونوا ضمن من يسمعون منه وصيّة أبيه الإمام الباقرعليه السلام <ref> إرشاد المفيد: 271، مناقب ابن شهرآشوب 4: 300.</ref>. وبحسب رواية الكليني فإنّه كان قد ذهب بأمر [[هشام بن عبد الملك]] لسؤال الإمام الباقرعليه السلام واختباره لغرض إظهار عجزه وإحراجه <ref> الكافي 8: 120، مستدركات علم رجال الحديث 8: 57. فيما ذكر البعض أنّ رسول هشام الذي بعثه إلى‏ الإمام الباقر هو أبرش الكلبي (مناقب ابن شهرآشوب 4: 214).</ref>.
اعتبره [[الشيخ المفيد]] و [[ابن شهرآشوب]] أحد الأربعة من قريش الذين دعاهم الإمام الصادق عليه السلام ليكونوا ضمن من يسمعون منه وصيّة أبيه الإمام الباقرعليه السلام <ref> إرشاد المفيد: 271، مناقب ابن شهرآشوب 4: 300.</ref>. وبحسب رواية الكليني فإنّه كان قد ذهب بأمر [[هشام بن عبد الملك]] لسؤال الإمام الباقرعليه السلام واختباره لغرض إظهار عجزه وإحراجه <ref> الكافي 8: 120، مستدركات علم رجال الحديث 8: 57. فيما ذكر البعض أنّ رسول هشام الذي بعثه إلى‏ الإمام الباقر هو أبرش الكلبي (مناقب ابن شهرآشوب 4: 214).</ref>.
وربّما كان نافع في برهةٍ من حياته مخالفاً لعلي عليه السلام وأولاده، وكان له بعض العقائد المنحرفة القريبة من آراء الخوارج، ثم إنّه بعدأن بيّن له ابن عمر بعض الأمور، وبعد سلسلة من الحوارات والجلسات مع بعض آل علي عليهم السلام، التفت إلى أخطائه، وحسنت بعض سيرته ممّا حدا بالإمام الصادق عليه السلام بعد ذلك إلى  أن يدعوه ليشهد على وصيّة أبيه عليه السلام<ref> أنظر: مناقب ابن شهرآشوب 2: 6، 7، الكافي 8: 120 - 122 وفيه: أنّه حضر عند هشام بعد مناظرته للإمام الباقر عليه السلام وقال: «هذا واللَّه أعلم الناس حقّاً حقّاً، وهو ابن رسول اللَّه حقّاً، ويحقّ لأصحابه أن يتّخذوه نبيّاً».</ref>.
وربّما كان نافع في برهةٍ من حياته مخالفاً لعلي عليه السلام وأولاده، وكان له بعض العقائد المنحرفة القريبة من آراء الخوارج، ثم إنّه بعدأن بيّن له ابن عمر بعض الأمور، وبعد سلسلة من الحوارات والجلسات مع بعض آل علي عليهم السلام، التفت إلى أخطائه، وحسنت بعض سيرته ممّا حدا بالإمام الصادق عليه السلام بعد ذلك إلى  أن يدعوه ليشهد على وصيّة أبيه عليه السلام<ref> أنظر: مناقب ابن شهرآشوب 2: 6، 7، الكافي 8: 120 - 122 وفيه: أنّه حضر عند هشام بعد مناظرته للإمام الباقر عليه السلام وقال: «هذا واللَّه أعلم الناس حقّاً حقّاً، وهو ابن رسول اللَّه حقّاً، ويحقّ لأصحابه أن يتّخذوه نبيّاً».</ref>.
=الّلكنة عند نافع=
يقال: كان في نافع لُكنة وعجمة، وعن إسماعيل بن أُميّة: «كنّا نردّ نافعاً عن اللحن، فيأبى ويقول: لا، إلّا الذي سمعته» <ref> سيرأعلام النبلاء 5: 98،99.</ref>. ولعلّه لذلك كان الزُهري يسمع حديث ابن عمر منه، ثم يسأل سالم بن عبدالله بن عمر هل أنّه سمع هذا من أبيه حقّاً؟ فإذا وافقه سجّله الزُهري عن سالم، وأخذ ألفاظ الحديث منه وإلّا فلايسجّله ويطرحه <ref> مختصر تاريخ دمشق 26: 111، سير أعلام النبلاء 5: 98.</ref>.


وكان نافع في حياة سالم لايفتي شيئاً <ref> تاريخ الاسلام 7: 489، تذكرة الحفّاظ 1: 100.</ref>، وكان قد جمع الأحاديث التي سمعها من ابن عمر في صحيفة. وقيل له: قد كتبوا علمك، قال: فليأتوا به حتّى أُقوّمه <ref> سير أعلام النبلاء 5: 99.</ref>. وكان من جملة رواته مالك، حيث يقول: «كنت آتي نافعاً وأنا حديث السنّ، فيقعد ويحدّثني». وقال مالك: «كان في نافع حدّة» <ref> تاريخ الإسلام 7: 489، تذكرة الحفّاظ 1: 100، سير أعلام النبلاء 5: 99.</ref>.
=موقف الرجاليّين منه=
=موقف الرجاليّين منه=
سكت عنه رجاليّو [[الشيعة]] <ref> معجم رجال الحديث 20: 136، تنقيح المقال 3: 266.</ref>، فيما ذكره رجاليّو أهل السنّة بالتبجيل <ref> سير أعلام النبلاء 5: 101، الجرح والتعديل 8: 452، تاريخ أسماء الثقات: 447.</ref>، حتّى قال فيه مالك: «إذا سمعت حديث نافع عن ابن عمر، لا أُبالي أن لا أسمع من غيره» <ref> كتاب التاريخ الكبير 8: 85.</ref>. وقال البخاري: «أصحّ الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر» <ref> تهذيب التهذيب 10: 369، تاريخ الإسلام 7: 489.</ref>.
سكت عنه رجاليّو [[الشيعة]] <ref> معجم رجال الحديث 20: 136، تنقيح المقال 3: 266.</ref>، فيما ذكره رجاليّو أهل السنّة بالتبجيل <ref> سير أعلام النبلاء 5: 101، الجرح والتعديل 8: 452، تاريخ أسماء الثقات: 447.</ref>، حتّى قال فيه مالك: «إذا سمعت حديث نافع عن ابن عمر، لا أُبالي أن لا أسمع من غيره» <ref> كتاب التاريخ الكبير 8: 85.</ref>. وقال البخاري: «أصحّ الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر» <ref> تهذيب التهذيب 10: 369، تاريخ الإسلام 7: 489.</ref>.
٤٬٩٤١

تعديل