الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التيمم»

'''التيمم:''' وهو بمعنی القصد وفي اصطلاح الفقهاء ضرب باطن اليدين على الأرض ثم مسح الجبهة ثم مسح اليد. وفي هذا المقال نقدم للقارئ الکريم کيفية التيمم وبعض أحکامه التي يفتي بها الفقهاء من [[الإمامية]] و [[أهل السنة]] خصوصاً [[الشافعية]] و [[الحنفية]].

=التيمم=

وأما التيمم فكيفيته: أن يضرب المحدث للوضوء أو الغسل بيديه على ما يتيمم به ضربة واحدة، ينفضهما، ويمسح بهما وجهه من قصاص شعر رأسه إلى طرف أنفه، ثم يمسح بباطن كفه اليسرى ظاهر كفه اليمنى من الزند إلى أطراف الأصابع، ثم يمسح بباطن كفه اليمنى ظاهر كفه اليسرى كذلك. <ref>الغنية 63 .</ref> والدليل علی ذلک قوله تعالى '''«فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه»''' <ref>المائدة: 6.</ref> فمن مسح الوجه واليدين بضربة واحدة فقد امتثل الأمر وما رواه عمار<ref>ابن ياسر بن عامر ، أبو يقظان ، كان من السابقين الأولين هاجر إلى المدينة ، وشهد المشاهد كلها ، تواترت الأحاديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن عمارا تقتله الفئة الباغية ، وأجمعوا على أنه قتل مع علي ( عليه السلام ) بصفين سنة ( 87 ) . الإصابة : 4 / 575 رقم 5708 .</ref> من قوله ( صلى الله عليه وآله ): التيمم ضربة واحدة للوجه والكفين، وعلى مقدار الممسوح من الوجه واليدين ما ذكرناه قوله تعالى: '''«فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه»''' وفائدة ( الباء ) ها هنا التبعيض كما قلنا في الوضوء في قوله تعالى: '''«وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين».'''

<br>ومن الإمامية من قال: إنه يضرب للغسل ضربتين واحدة للوجه وأخرى لليدين وقال [[الشافعية|الشافعي]] و [[أبو حنيفة]] وأصحابه: أن التيمم ضربتان على كل حال، يمسح بإحداهما وجهه وبالأخرى يديه إلى المرفقين. <ref>الخلاف : 1 / 132 مسألة 76 .</ref>

<br>خلافا للشافعي وأبي حنيفة فإنهما يجوزان في أول الوقت وقبل دخول الوقت أيضا عند أبي حنيفة. <ref>الخلاف : 1 / 146 مسألة 94 .</ref> وهذا مشکل لأنه أبيح للضرورة فلا يجوز فعله قبل تأكد الضرورة.

<br>ولا يجوز إلا بعد الطلب للماء رمية سهم في الأرض الحزنة، ورمية سهمين في الأرض السهلة يميناً وشمالاً وأماماً ووراء. <ref>الغنية 64 .</ref> لأن من تيمم بعد الطلب وصلى برئت ذمته بيقين ولا كذلك إذا لم يطلب، أو طلب بغير ما ذكرناه.

<br>" ولا يجوز التيمم إلا بتراب طاهر ولا يجوز بالكحل، ولا بالزرنيخ ولا بغيرهما من المعادن ولا بتراب خالطه شئ من ذلك ويجوز عند أبي حنيفة. بكل ما كان من جنس الأرض كالرمل والحجر والنورة والجص والكحل. وعند [[الشافعية|الشافعي]] لا يجوز إلا بالتراب خاصة<ref>الخلاف : 1 / 134 مسألة 77 .</ref> لقوله تعالى: '''«فتيمموا صعيدا طيبا»''' <ref>المائدة : 6 .</ref> والصعيد التراب الذي لا يخالطه غيره والطيب هو الطاهر وقيل هو الذي ينبت لقوله تعالى: '''«والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا»''' <ref>الأعراف : 58 .</ref>؛ <ref>مجمع البيان : 3 / 94 .</ref>  

<br>وإذا دخل في الصلاة ثم وجد الماء، وجب عليه المضي فيها. <ref>الغنية 64 .</ref> لأنه إنما يدخل فيها عندنا إذا بقي من الوقت قدر ما يفعل الصلاة فيه، فقطعها والحال هذه، والاشتغال بالوضوء أو الغسل، يؤدي إلى فواتها، وذلك لا يجوز. <ref>الغنية 64 .</ref>، خلافا لأبي حنيفة فإنه قال: يبطل صلاته وعليه استعمال الماء. <ref>الخلاف : 1 / 141 مسألة 89 .</ref>

<br>ويجوز أن يجمع بين صلاتين بتيمم واحد فرضين كانا أو نفلين، لأن التيمم طهارة يستباح بها الصلاة كالوضوء فمن منع يحتاج إلى دليل شرعي وقوله ( عليه السلام ): «التيمم طهور المسلم ولو إلى عشر حجج».<ref>الهداية في شرح البداية : 1 / 27 .</ref> خلافا للشافعي فإنه لا يجوّز أن يجمع بين صلاتي فرض، ويجوّز بين فريضة واحدة وما شاء من النوافل.

<br>وإذا عدم التراب ومعه ثوب أو لبد سرج نفضه وتيمم به. وإن لم يجد إلا الطين، وضع يده فيه، ثم فركه، وتيمم، ويصلي، ولا إعادة، لقوله تعالى: '''«فتيمموا صعيدا طيبا»''' <ref>المائدة : 6 .</ref> والصعيد الطيب التراب الطاهر وما تيمم به فهو تراب فيجوز التيمم به وإذا جاز لم يجب إعادة صلاة صلي به. خلافا للشافعي فإنه يعيد وقال أبو حنيفة: تحرم عليه الصلاة في هذه الحال. <ref>الخلاف : 1 / 155 مسألة 107 .</ref>