Write، بيروقراطيون، إداريون
٤٬٩٤١
تعديل
لا ملخص تعديل |
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٤٨: | سطر ٤٨: | ||
'''عبد الفّتاح أبو غدّة''': عالم حلبي كبير. | '''عبد الفّتاح أبو غدّة''': عالم حلبي كبير. | ||
=الولادة= | =الولادة= | ||
ولد سنة 1336 ه، | ولد سنة 1336 ه،. | ||
=الدراسة= | |||
تربّى على [[شيوخ حلب]]، ونال الدراسة الثانوية بمدارسها مع اتّصاله بعلماء [[دمشق]]، ثمّ سافر إلى [[القاهرة]]، والتحق بكلّية [[الشريعة الإسلامية]]، ونال شهادة العالمية، واتّصل بكبار رجال [[الدعوة الإسلامية]] في القاهرة، مثل: الأُستاذ [[محمّد الخضر حسين]]، والشيخ [[أحمد شاكر]]، والأُستاذ [[حسن البنّا]]... ولكن صاحب الأثر الأكبر في اتّجاهه العلمي بالقاهرة هو الأُستاذ [[محمّد زاهد الكوثري]]، وكان منه بمنزلة السيّد [[محمّد رشيد رضا]] من الإمام [[محمّد عبده]]، إذ حفظ الكثير من علمه، ونشر آثاره، ودافع عنه ضدّ من حاربوه. | |||
=نشاطاته= | |||
وحين أتمّ دراسته ب[[الأزهر الشريف]] اشتغل بالتدريس بكلّية الشريعة بدمشق، ثمّ اضطرّ إلى الرحلة للسعودية، فعيّن في هيئة التدريس بكلّية الشريعة ب[[جامعة محمّد بن سعود]] ب[[الرياض]]. | |||
<br>كان له تلاميذ كثيرون ومرموقون يتبعون آراءه السديدة، وقد رحل إلى أكثر بلاد الإسلام، وشافه العلماء بها، ومنهم شيوخ كبار... وقد أصدر الأُستاذ [[محمّد بن عبد اللَّه آل رشيد]] عنه كتاباً قيّماً سمّاه «إمداد الفتّاح بأسانيد ومرويات الشيخ عبد الفتّاح»، في قرابة 690 من الصفحات، جمع فيه أسماء شيوخه بشتّى ربوع الإسلام، وعددهم 180 عالماً، وهو جمع تقديري؛ إذ أنّ منهم من لم يجلس من الشيخ غير جلسة واحدة، ولكنّها طريقة الأقدمين احتذاها الأُستاذ محمّد بن عبد اللَّه آل رشيد. | <br>كان له تلاميذ كثيرون ومرموقون يتبعون آراءه السديدة، وقد رحل إلى أكثر بلاد الإسلام، وشافه العلماء بها، ومنهم شيوخ كبار... وقد أصدر الأُستاذ [[محمّد بن عبد اللَّه آل رشيد]] عنه كتاباً قيّماً سمّاه «إمداد الفتّاح بأسانيد ومرويات الشيخ عبد الفتّاح»، في قرابة 690 من الصفحات، جمع فيه أسماء شيوخه بشتّى ربوع الإسلام، وعددهم 180 عالماً، وهو جمع تقديري؛ إذ أنّ منهم من لم يجلس من الشيخ غير جلسة واحدة، ولكنّها طريقة الأقدمين احتذاها الأُستاذ محمّد بن عبد اللَّه آل رشيد. | ||
<br>وما زال أبو غدّة مجدّاً مثابراً على التأليف والتحقيق حتّى بلغت كتبه مائة كتاب، منها:<br>لمحات من تاريخ [[السنّة]] وعلوم الحديث، صفحات من صبر العلماء، الإسناد من الدين، قيمة الزمن عند العلماء، الرسول المعلّم وأساليبه في التعليم، العلماء العزّاب الذين آثروا العلم على الزواج. | <br>وما زال أبو غدّة مجدّاً مثابراً على التأليف والتحقيق حتّى بلغت كتبه مائة كتاب، منها:<br>لمحات من تاريخ [[السنّة]] وعلوم الحديث، صفحات من صبر العلماء، الإسناد من الدين، قيمة الزمن عند العلماء، الرسول المعلّم وأساليبه في التعليم، العلماء العزّاب الذين آثروا العلم على الزواج. | ||
=آراء الآخرين حوله= | |||
وقد كتبت عنه تراجم شتّى، نذكر منها بعض ما قاله العلّامة الشيخ [[محمّد الشاذلي]] النيفر<br>عميد كلّية الشريعة ب[[تونس]] عن أبي غدّة، يقول: «رأيت له امتيازاً عن الكثير من العلماء الذين ملأوا الوطاب من ناحية واحدة من المعارف، حتّى أصبحوا فيها أهل الاختصاص، لكنّهم مع ذلك لا يعتنون بتصحيح إلقائهم، بل ينطقون بما يجري على لسانهم بدون تصحيح للغتهم، وهذا ممّا برّأ اللَّه منه الشيخ أبا غدّة، فقد كان حريصاً على لغته في أدائها على الوجه الصحيح»، ثمّ استشهد الأُستاذ الشاذلي بمناقشات صرفية ونحوية تعقّب فيها الشيخ عبد الفتّاح شيخَ علماء الشام الشيخ [[طاهر الجزائري]]، <br> | |||
وهو في كلّ تحقيقاته يرجع إلى الأُصول، ويذكرها أثناء التصويب. | وهو في كلّ تحقيقاته يرجع إلى الأُصول، ويذكرها أثناء التصويب. | ||
<br>ويقول الدكتور [[محمّد رجب البيّومي]]: «وقد أُتيح لي أن أسعد بلقاء الأُستاذ في فترات قصيرة حين كنت مبعوثاً للأزهر في كلّية اللغة العربية بجامعة الإمام محمّد بن سعود، وكانت تلاصق كلّية الشريعة التي يعمل بها الأُستاذ، فكنّا نتلاقى تلاقياً عابراً في ساحة الجامعة وفي مكتبتها، وقد لمست من فضله وعلمه ما بهرني حقّاً، وإذا كانت كتبه الشهيرة تنطق بعلمه فإنّ سلوكه العلمي واتّجاهه الخلقي في حاجة إلى تسجيل، حيث استطاع الرجل العلّامة أن يكون واسطة عقد لكوكبة من أُولي الفضل أساتذةً وطلّاباً، يردون مكتبه، <br> | <br>ويقول الدكتور [[محمّد رجب البيّومي]]: «وقد أُتيح لي أن أسعد بلقاء الأُستاذ في فترات قصيرة حين كنت مبعوثاً للأزهر في كلّية اللغة العربية بجامعة الإمام محمّد بن سعود، وكانت تلاصق كلّية الشريعة التي يعمل بها الأُستاذ، فكنّا نتلاقى تلاقياً عابراً في ساحة الجامعة وفي مكتبتها، وقد لمست من فضله وعلمه ما بهرني حقّاً، وإذا كانت كتبه الشهيرة تنطق بعلمه فإنّ سلوكه العلمي واتّجاهه الخلقي في حاجة إلى تسجيل، حيث استطاع الرجل العلّامة أن يكون واسطة عقد لكوكبة من أُولي الفضل أساتذةً وطلّاباً، يردون مكتبه، <br> | ||
سطر ٦٦: | سطر ٧٠: | ||
وقد كان هذا منذ زمن بعيد، فماذا يقول عنه الآن! وقد بلغت مؤلّفاته في الحديث وحده ثلاثين مؤلّفاً، وهي مؤلّفات لا تجمع ولا تحشد كيفما اتّفق، ولكنّها تهدف إلى جلاء الغامض تارةً، وإلى تصويب الخطأ تارةً، وإلى إضافة الجديد تارةً ثالثة، بحيث يسدّ كلّ كتاب مسدّاً ضرورياً لا مفرّ منه. | وقد كان هذا منذ زمن بعيد، فماذا يقول عنه الآن! وقد بلغت مؤلّفاته في الحديث وحده ثلاثين مؤلّفاً، وهي مؤلّفات لا تجمع ولا تحشد كيفما اتّفق، ولكنّها تهدف إلى جلاء الغامض تارةً، وإلى تصويب الخطأ تارةً، وإلى إضافة الجديد تارةً ثالثة، بحيث يسدّ كلّ كتاب مسدّاً ضرورياً لا مفرّ منه. | ||
<br>ولا أنسى في هذا المجال النقدي حديثه عن «سنن الدارقطني»، وما قاله كبار المحدّثين بشأنها، إذ جمعت هذه السنن أحاديث شتّى من ضعيفة وموضوعة، ومكانة<br>مؤلّفها لدى العامّة تَستُر هذه الموضوعات، فاحتاج إلى جلجة عالية تقرع الأسماع، وهذا ما قام به الأُستاذ مستنداً إلى أقوال صريحة لأمثال [[الحافظ ابن عبد الهادي]]، و[[الحافظ الزيلعي]]، و[[البدر العيني]]، و[[الحافظ الذهبي]]، ولسنا نقدح في نية الدارقطني، فهو من كبار الأئمّة في الإسلام، ولكنّنا نقول: إنّه أخطأ حين روى الضعيف والمنكر، والموضوع والمعلول والغريب، وكان له من النظر البصير ما يحول دون الجموح». | <br>ولا أنسى في هذا المجال النقدي حديثه عن «سنن الدارقطني»، وما قاله كبار المحدّثين بشأنها، إذ جمعت هذه السنن أحاديث شتّى من ضعيفة وموضوعة، ومكانة<br>مؤلّفها لدى العامّة تَستُر هذه الموضوعات، فاحتاج إلى جلجة عالية تقرع الأسماع، وهذا ما قام به الأُستاذ مستنداً إلى أقوال صريحة لأمثال [[الحافظ ابن عبد الهادي]]، و[[الحافظ الزيلعي]]، و[[البدر العيني]]، و[[الحافظ الذهبي]]، ولسنا نقدح في نية الدارقطني، فهو من كبار الأئمّة في الإسلام، ولكنّنا نقول: إنّه أخطأ حين روى الضعيف والمنكر، والموضوع والمعلول والغريب، وكان له من النظر البصير ما يحول دون الجموح». | ||
=الوفاة= | |||
<br>توفّي بالرياض سنة 1417 ه، ودفن ب[[المدينة المنوّرة]]. | |||
= المراجع = | |||
(انظر ترجمته في: إتمام الأعلام: 245- 246، أعلام التراث: 209- 211، شخصيات لها تاريخ لعبد الرحمان المصطاوي: 200، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 4: 212- 225، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 679- 681، رسائل الأعلام إلى العلّامة أبي الحسن الندوي: 88- 90، نثر الجواهر والدرر 2: 1945- 1952). | (انظر ترجمته في: إتمام الأعلام: 245- 246، أعلام التراث: 209- 211، شخصيات لها تاريخ لعبد الرحمان المصطاوي: 200، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 4: 212- 225، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 679- 681، رسائل الأعلام إلى العلّامة أبي الحسن الندوي: 88- 90، نثر الجواهر والدرر 2: 1945- 1952). | ||
<br> | <br> | ||
[[تصنيف:روّاد التقريب]] | [[تصنيف:روّاد التقريب]] | ||
[[تصنيف:علماء سوريا]] | [[تصنيف:علماء سوريا]] |