انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «موانع ترشيد الصحوة الإسلامية»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر ٣: سطر ٣:
=== 1 - تشكيك وتحريف وتخطئة الدين. ===
=== 1 - تشكيك وتحريف وتخطئة الدين. ===
ممّا دأبت عليه قوى الشرّ والطغيان في كلّ زمان ومكان، سواء في ذلك عهود النبوّات السابقة أو العهود الإسلامية السالفة أو عصرنا الحاضر، وذلك عند استيلائهم على الشعوب الضعيفة التي يبغون نهبها، هو قيامهم بمجموعة ممارسات تخريبية يحاولون من خلالها إحباط المشاريع الإصلاحية لتلك الشعوب وهبط عزائمها<br>
ممّا دأبت عليه قوى الشرّ والطغيان في كلّ زمان ومكان، سواء في ذلك عهود النبوّات السابقة أو العهود الإسلامية السالفة أو عصرنا الحاضر، وذلك عند استيلائهم على الشعوب الضعيفة التي يبغون نهبها، هو قيامهم بمجموعة ممارسات تخريبية يحاولون من خلالها إحباط المشاريع الإصلاحية لتلك الشعوب وهبط عزائمها<br>
فتراهم يستسيغون لكلّ بلد وعند كلّ حقبة من الزمن أُسلوباً معيّناً لمواجهة الشعوب وإبادتها، تتمثّل في التشكيك بمعتقدات تلك الشعوب، أو تخطئة مبادئهم الفكرية، أو تحريفها عن مواضعها المقصودة. الممارسات التي تؤدّي بالنهاية إلى زعزعة استقرار الأُمّة، وفقدان هويتها العقيدية، والانسلاخ عمّا تعتنق من قيم ومثل وأُصول.<br>
فتراهم يستسيغون لكلّ بلد وعند كلّ حقبة من الزمن أُسلوباً معيّناً لمواجهة الشعوب وإبادتها، تتمثّل في التشكيك بمعتقدات تلك الشعوب، أو تخطئة مبادئهم الفكرية، <br>
أو تحريفها عن مواضعها المقصودة. الممارسات التي تؤدّي بالنهاية إلى زعزعة استقرار الأُمّة، وفقدان هويتها العقيدية، والانسلاخ عمّا تعتنق من قيم ومثل وأُصول.<br>
وهي المحاولات الشرسة التي راح ينفّذها المستعمرون وأذنابهم في منطقتنا الإسلامية من أجل تذويب صحوتها المناهضة. ذلك بعدما طغى إعلامهم المضلّل على كلّ شيء، بحيث صيّر الحقّ باطلاً والباطل حقّاً، مستندين في إجرامهم الشيطاني هذا إلى شعارهم الخؤون (الغاية تبرّر الوسيلة)!<br>
وهي المحاولات الشرسة التي راح ينفّذها المستعمرون وأذنابهم في منطقتنا الإسلامية من أجل تذويب صحوتها المناهضة. ذلك بعدما طغى إعلامهم المضلّل على كلّ شيء، بحيث صيّر الحقّ باطلاً والباطل حقّاً، مستندين في إجرامهم الشيطاني هذا إلى شعارهم الخؤون (الغاية تبرّر الوسيلة)!<br>
ففي بعض هذه التجارب التخريبية التي عاصرناها، راح الأعداء يخطّئون أو يشكّكون أو يحرّفون نفس الفكرة التي يتبنّاها المسلمون، كما بالنسبة لأتباع الديانة العيسوية، حيث أخذوا يشيعون في أوساط السذّج من الناس وكأنّهم عثروا على ما يسعدهم في الدارين شبهتهم المضحكة من أنّ الإسلام دين العنف والإرهاب مستندين إلى قوله تعالى: (فَمَنِ اِعْتَدىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اِعْتَدىٰ عَلَيْكُمْ) (سورة البقرة: 194)، والحال أنّ دينهم العيسوي بزعمهم يدعو إلى التسامح والرحمة والودّ حتّى بالنسبة إلى الأعداء، كما في الإصحاح الخامس من إنجيل متّى!<br>
ففي بعض هذه التجارب التخريبية التي عاصرناها، راح الأعداء يخطّئون أو يشكّكون أو يحرّفون نفس الفكرة التي يتبنّاها المسلمون، كما بالنسبة لأتباع الديانة العيسوية، حيث أخذوا يشيعون في أوساط السذّج من الناس وكأنّهم عثروا على ما يسعدهم في الدارين شبهتهم المضحكة من أنّ الإسلام دين العنف والإرهاب مستندين إلى قوله تعالى: (فَمَنِ اِعْتَدىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اِعْتَدىٰ عَلَيْكُمْ) (سورة البقرة: 194)، والحال أنّ دينهم العيسوي بزعمهم يدعو إلى التسامح والرحمة والودّ حتّى بالنسبة إلى الأعداء، كما في الإصحاح الخامس من إنجيل متّى!<br>
كما عملوا عن طريق التزوير والتشويه، فراحوا يغيّرون المعاني والمفاهيم المقصودة في الشريعة الإسلامية، ويعرضونها في معنى آخر لا يمتّ إلى الدين بصلة زاعمين أنّه المعنى المفضّل والمقصود لهذه المفاهيم والتعاليم والمصطلحات الدينية، كالمحاولات اليائسة لبعض أتباع الأنظمة الوضعية الحديثة، والتي كانت - ولاتزال - تطالب بمزج شيء من أحكام ومعتقدات الإسلام وشيء من متبنّيات الماركسية، ليستخلصوا من هذا المزيج مذهباً اقتصادياً حديثاً يزعمونه الأفضل لمجابهة الرأسمالية أوّلاً، ولسدّ الفراغ الذي يعاني منه الاقتصاد الإسلامي بزعمهم ثانياً!<br>
كما عملوا عن طريق التزوير والتشويه، فراحوا يغيّرون المعاني والمفاهيم المقصودة في الشريعة الإسلامية، ويعرضونها في معنى آخر لا يمتّ إلى الدين بصلة زاعمين أنّه المعنى المفضّل والمقصود لهذه المفاهيم والتعاليم والمصطلحات الدينية، كالمحاولات اليائسة لبعض أتباع الأنظمة الوضعية الحديثة، والتي كانت - ولاتزال - تطالب بمزج شيء من أحكام ومعتقدات الإسلام وشيء من متبنّيات الماركسية، ليستخلصوا من هذا المزيج مذهباً اقتصادياً حديثاً يزعمونه الأفضل لمجابهة الرأسمالية أوّلاً، <br>
ولسدّ الفراغ الذي يعاني منه الاقتصاد الإسلامي بزعمهم ثانياً!<br>
وكذا المحاولة المدروسة للبعض من أتباع الديانة الإسلامية، وذلك منذ بزوغ فجر الإسلام، حيث انتهجوا مسلك الرهبنة والاعتزال والتصوّف زاعمين أنّ المسلم المتعبّد يجب عليه أن يصلح نفسه ويهذّب غرائزه من الدنس فحسب، أمّا معاشرة الآخرين وإرشادهم وصدّهم عن الانحرافات أو حتّى النهي عن المنكر وجهاد أعداء الدين، فذلك غير ضروري له وهو متروك لأهله وأوانه!<br>
وكذا المحاولة المدروسة للبعض من أتباع الديانة الإسلامية، وذلك منذ بزوغ فجر الإسلام، حيث انتهجوا مسلك الرهبنة والاعتزال والتصوّف زاعمين أنّ المسلم المتعبّد يجب عليه أن يصلح نفسه ويهذّب غرائزه من الدنس فحسب، أمّا معاشرة الآخرين وإرشادهم وصدّهم عن الانحرافات أو حتّى النهي عن المنكر وجهاد أعداء الدين، فذلك غير ضروري له وهو متروك لأهله وأوانه!<br>
وكذا ما أُثير حول المرأة وحقوقها من أبحاث، حيث صرّح الكثير منهم بإجحاف الإسلام للمرأة، وغصب حقوقها في مجموعة واسعة من المجالات، والحال أنّ الغرب قد راعى العدالة في شأنها!<br>
وكذا ما أُثير حول المرأة وحقوقها من أبحاث، حيث صرّح الكثير منهم بإجحاف الإسلام للمرأة، وغصب حقوقها في مجموعة واسعة من المجالات، والحال أنّ الغرب قد راعى العدالة في شأنها!<br>
سطر ٤٧: سطر ٤٩:
لا شكّ أنّ ديننا الإسلامي الحنيف هو أفضل الأديان وأنزهها ظاهراً ومحتوىً، ولذلك شاءت الإرادة الإلهية أن تكون رسالته خاتمة الرسالات، لكنّه كغيره من الأديان والمشاريع السليمة والنزيهة قد ابتلي بالانشقاق والتفرقة لأسباب سياسية وعشائرية ومزاجية معروفة، لا حاجة لذكرها الآن.<br>
لا شكّ أنّ ديننا الإسلامي الحنيف هو أفضل الأديان وأنزهها ظاهراً ومحتوىً، ولذلك شاءت الإرادة الإلهية أن تكون رسالته خاتمة الرسالات، لكنّه كغيره من الأديان والمشاريع السليمة والنزيهة قد ابتلي بالانشقاق والتفرقة لأسباب سياسية وعشائرية ومزاجية معروفة، لا حاجة لذكرها الآن.<br>
وقد استمرّت ظاهرة نشوء الأحزاب والفرق الفكرية والعقائدية المغالية والمضلّلة، والتي أثبتت التجارب والوثائق فيما بعد أنّ نشوء الكثير منها كان بأمر من الاستعمار وبصرف الأموال الباهضة من قبله.<br>
وقد استمرّت ظاهرة نشوء الأحزاب والفرق الفكرية والعقائدية المغالية والمضلّلة، والتي أثبتت التجارب والوثائق فيما بعد أنّ نشوء الكثير منها كان بأمر من الاستعمار وبصرف الأموال الباهضة من قبله.<br>
وما الظاهرة البهائية والماسونية والعلمانية وعبدة الشيطان والتحزّبات الإلحادية الأُخرى إلّامصاديق حيّة للخبث الاستعماري في بلداننا. هذا مضافاً إلى الزمرة الصهيونية باعتبارها تشكيلة مذهبية متعصّبة يعارضها الكثير من يهود العالم، حيث إنّ يد الاستكبار العالمي جلية في إنشائها ودعمها أيضاً، فإنّ القاسم المشترك <br>
وما الظاهرة البهائية والماسونية والعلمانية وعبدة الشيطان والتحزّبات الإلحادية الأُخرى إلّامصاديق حيّة للخبث الاستعماري في بلداننا. <br>
هذا مضافاً إلى الزمرة الصهيونية باعتبارها تشكيلة مذهبية متعصّبة يعارضها الكثير من يهود العالم، حيث إنّ يد الاستكبار العالمي جلية في إنشائها ودعمها أيضاً، فإنّ القاسم المشترك <br>
بينها جميعاً، سواء التي تظاهرت بالتضليل الإلحادي أم التي سارت وسادت في انحرافها المذهبي، هو تآزرهم على تضليل المسلمين وإبعاد الإسلام عن قيادة الأُمم.<br>
بينها جميعاً، سواء التي تظاهرت بالتضليل الإلحادي أم التي سارت وسادت في انحرافها المذهبي، هو تآزرهم على تضليل المسلمين وإبعاد الإسلام عن قيادة الأُمم.<br>
فمن المآسي التي نعانيها جرّاء نشوء ووجود هذه الفرق المتمرّدة عن الإسلام الأصيل هو تصوّر الكثير من الغربيّين بل وحتّى بعض المسلمين بأنّ ما يقوم ويعتقد به هؤلاء من أفكار وممارسات هو جزء من الإسلام، وأنّهم يمثّلون الإسلام الحقيقي النازل على رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله.<br>
فمن المآسي التي نعانيها جرّاء نشوء ووجود هذه الفرق المتمرّدة عن الإسلام الأصيل هو تصوّر الكثير من الغربيّين بل وحتّى بعض المسلمين بأنّ ما يقوم ويعتقد به هؤلاء من أفكار وممارسات هو جزء من الإسلام، وأنّهم يمثّلون الإسلام الحقيقي النازل على رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله.<br>
سطر ٥٩: سطر ٦٢:
فحقّاً لو تدبّرنا في الكثير من النواقص التي عاشتها أُمّتنا الإسلامية في سنيها المتأخّرة، بحيث أصبحنا مسيّرين من قبل غيرنا ولسنا من المنذرين ولا الهادين ولا المبشّرين الذين وصفهم القرآن،<br>
فحقّاً لو تدبّرنا في الكثير من النواقص التي عاشتها أُمّتنا الإسلامية في سنيها المتأخّرة، بحيث أصبحنا مسيّرين من قبل غيرنا ولسنا من المنذرين ولا الهادين ولا المبشّرين الذين وصفهم القرآن،<br>
ألم يكن الجهل بحقائق ديننا وبما يدور حولنا من أحداث هو البوّابة الرئيسية لسقوطنا فيما صرنا إليه، فصار الكثير من المسلمين لا يميّز بين الإسلام المحمّدي الأصيل وبين الإسلام المستورد من الغرب وعملائه، كما نبّه على ذلك الإمام الخميني قدس سره‌؟<br>
ألم يكن الجهل بحقائق ديننا وبما يدور حولنا من أحداث هو البوّابة الرئيسية لسقوطنا فيما صرنا إليه، فصار الكثير من المسلمين لا يميّز بين الإسلام المحمّدي الأصيل وبين الإسلام المستورد من الغرب وعملائه، كما نبّه على ذلك الإمام الخميني قدس سره‌؟<br>
أو ليست الصفات الذميمة والحالات السلبية التي ابتلينا بها، كالاستنكاف عن قبول الحقّ، والاستكبار على اللّٰه والخلق، والإصرار على الذنب، وإفشار الأسرار، وبغي بعضنا على بعض، وتبرّج النساء وتعرّيهن، والإسراف، والتكبّر، والتهاون، والتجرّي، وجحود الحقّ، والجزع، والحمية الجاهلية، وحبّ الدنيا، والخذلان، والإضرار، والرياء، والغدر، والغرور، والخيانات الأُسرية، والغضب، والتشتّت، والقساوة، والهجران، ونسيان المسؤولية، والكفر بالنعم، وغيرها، أو ليست كلّها من نتائج الجهل‌؟<br>
أو ليست الصفات الذميمة والحالات السلبية التي ابتلينا بها، كالاستنكاف عن قبول الحقّ، والاستكبار على اللّٰه والخلق، والإصرار على الذنب، وإفشار الأسرار، وبغي بعضنا على بعض، وتبرّج النساء وتعرّيهن، والإسراف، والتكبّر، والتهاون، والتجرّي، وجحود الحقّ، والجزع، والحمية الجاهلية، <br>
وحبّ الدنيا، والخذلان، والإضرار، والرياء، والغدر، والغرور، والخيانات الأُسرية، والغضب، والتشتّت، والقساوة، والهجران، ونسيان المسؤولية، والكفر بالنعم، وغيرها، أو ليست كلّها من نتائج الجهل‌؟<br>
هذا، والكثير من الناس في بلادنا الإسلامية صاروا يعتبرون بعض هذه الصفات الذميمة والمحرّمة شرعاً، كتبرّج النساء وتعرّيهن، والإسراف، والتبذير، والرياء، والخيانات الأُسرية، ونسيان المسؤولية، والافتتان بالدنيا، هي من علائم التحضّر والتحرّر، وراحوا يعيبون على من لا يشاركهم في الاتّصاف بها!<br>
هذا، والكثير من الناس في بلادنا الإسلامية صاروا يعتبرون بعض هذه الصفات الذميمة والمحرّمة شرعاً، كتبرّج النساء وتعرّيهن، والإسراف، والتبذير، والرياء، والخيانات الأُسرية، ونسيان المسؤولية، والافتتان بالدنيا، هي من علائم التحضّر والتحرّر، وراحوا يعيبون على من لا يشاركهم في الاتّصاف بها!<br>
فهي في الواقع صارت أرضية مناسبة لغزو بلادنا الإسلامية من قبل مستكبري الغرب والشرق، حين يرون الجهل والظلم مخيمين علينا، بحيث أصبحت الأُمّة بمعزل عن دينها وعن قياداتها الشرعية.<br>
فهي في الواقع صارت أرضية مناسبة لغزو بلادنا الإسلامية من قبل مستكبري الغرب والشرق، حين يرون الجهل والظلم مخيمين علينا، بحيث أصبحت الأُمّة بمعزل عن دينها وعن قياداتها الشرعية.<br>
سطر ٦٩: سطر ٧٣:
'''ثانيها:''' تنفيذ المراحل المتبقّية من المشروع الصهيوني الاحتلالي في المنطقة الإسلامية شيئاً فشيئاً، دون أن يتحسّس أبناء الأُمّة لذلك.<br>
'''ثانيها:''' تنفيذ المراحل المتبقّية من المشروع الصهيوني الاحتلالي في المنطقة الإسلامية شيئاً فشيئاً، دون أن يتحسّس أبناء الأُمّة لذلك.<br>
'''ثالثها:''' بيع أسلحتهم الفتّاكة والمدمّرة على الدول الإسلامية المتصارعة فيما بينها من جانب، ونهب ثرواتهم الغالية والعزيزة بثمن بخس من جانب آخر.<br>
'''ثالثها:''' بيع أسلحتهم الفتّاكة والمدمّرة على الدول الإسلامية المتصارعة فيما بينها من جانب، ونهب ثرواتهم الغالية والعزيزة بثمن بخس من جانب آخر.<br>
'''رابعها:''' تطوير كفاءاتهم العسكرية والتقنية والفنّية بغية تصنيع أحدث الأسلحة وأبشعها، وتهديد الدول الأُخرى بها من جانب، وتضعيف بل إماتة الطاقات والقدرات العلمية في الدول الإسلامية من جهة أُخرى، وبالتالي جعلها أدوات مستهلكة فحسب، لذلك لم يخطئ من يقول: بأنّ أكثر الفروع والاختصاصات العلمية والتقنية تطوّراً وتقدّماً من غيره في أزمتنا المتأخّرة هو فنّ واختصاص التقتيل، وبتعبير أكثر تأدّباً: هو فنّ شنّ الحروب وإزهاق الأرواح!<br>
'''رابعها:''' تطوير كفاءاتهم العسكرية والتقنية والفنّية بغية تصنيع أحدث الأسلحة وأبشعها، وتهديد الدول الأُخرى بها من جانب، وتضعيف بل إماتة الطاقات والقدرات العلمية في الدول الإسلامية من جهة أُخرى، وبالتالي جعلها أدوات مستهلكة فحسب، لذلك لم يخطئ من يقول: بأنّ أكثر الفروع والاختصاصات العلمية والتقنية تطوّراً وتقدّماً من غيره في أزمتنا المتأخّرة هو فنّ واختصاص التقتيل، <br>
وبتعبير أكثر تأدّباً: هو فنّ شنّ الحروب وإزهاق الأرواح!<br>
لذلك يجدر بكبار الأُمّة الإسلامية وساستهم ومخلصيهم أن يبعثوا روح التضحية والمقاومة والمثابرة في نفوس أتباع هذه الأُمّة المضطهدة من أجل الاستعانة بقدراتهم عند الضرورة.<br>
لذلك يجدر بكبار الأُمّة الإسلامية وساستهم ومخلصيهم أن يبعثوا روح التضحية والمقاومة والمثابرة في نفوس أتباع هذه الأُمّة المضطهدة من أجل الاستعانة بقدراتهم عند الضرورة.<br>
=== 8 - التحلّل الخُلقي. ===
=== 8 - التحلّل الخُلقي. ===
سطر ٧٧: سطر ٨٢:
وهو ليس بغريب على شعوب يذهب لذلك بعض مفكّريها من أمثال «وليام جيمس» الأمريكي و «فرويد» اليهودي، ويقرّه بعض باباواتهم بالصمت وغضّ الطرف تارة، وبالتأييد أحياناً أُخر، كما أقرّت وشرّعت بعض كنائس بريطانيا زواج أبناء الجنس الواحد، واعتبرته مشروعاً!<br>
وهو ليس بغريب على شعوب يذهب لذلك بعض مفكّريها من أمثال «وليام جيمس» الأمريكي و «فرويد» اليهودي، ويقرّه بعض باباواتهم بالصمت وغضّ الطرف تارة، وبالتأييد أحياناً أُخر، كما أقرّت وشرّعت بعض كنائس بريطانيا زواج أبناء الجنس الواحد، واعتبرته مشروعاً!<br>
أمّا نحن الآن فنتحدّث عن ديننا الإسلامي ورسالته الغرّاء التي طالما أصبحت في مهب الرياح الغربية الفاسدة ومطمعاً لعصاباتهم الشرورة وساحة مستعدّة لنشر سلوكياتهم المرفوضة بحكم العقل والنبوّات. ذلك لكي يفصل الإنسان المؤمن ارتباطه المعنوي باللّٰه وبالقيّم من جانب، ويتناسى مسؤولياته الاجتماعية من جانب آخر.<br>
أمّا نحن الآن فنتحدّث عن ديننا الإسلامي ورسالته الغرّاء التي طالما أصبحت في مهب الرياح الغربية الفاسدة ومطمعاً لعصاباتهم الشرورة وساحة مستعدّة لنشر سلوكياتهم المرفوضة بحكم العقل والنبوّات. ذلك لكي يفصل الإنسان المؤمن ارتباطه المعنوي باللّٰه وبالقيّم من جانب، ويتناسى مسؤولياته الاجتماعية من جانب آخر.<br>
إذن لا بدّ للمتسلّطين على رقاب شعوبنا الإسلامية وبلداننا التوحيدية أن يكفّوا عن عمالتهم ويعوا خطورة واقعنا المؤسف؛ لكي لا يغزونا الأعداء من كلّ صوب وحدب، ولا يسرقوا منّا ما نمتاز به على سائر الأُمم من خير، ونحافظ على سلامة شبابنا وشاباتنا من كلّ الأمواج اللاخلقية الغازية، ونصون أنفسنا وأهلينا من التقليد الأعمى للغرب.<br>
إذن لا بدّ للمتسلّطين على رقاب شعوبنا الإسلامية وبلداننا التوحيدية أن يكفّوا عن عمالتهم ويعوا خطورة واقعنا المؤسف؛ لكي لا يغزونا الأعداء من كلّ صوب وحدب، <br>
ولا يسرقوا منّا ما نمتاز به على سائر الأُمم من خير، ونحافظ على سلامة شبابنا وشاباتنا من كلّ الأمواج اللاخلقية الغازية، ونصون أنفسنا وأهلينا من التقليد الأعمى للغرب.<br>
فمن أجل أن نقي صحوتنا الإسلامية المعاصرة من الأخطار اللاخُلقية والمكائد <br>
فمن أجل أن نقي صحوتنا الإسلامية المعاصرة من الأخطار اللاخُلقية والمكائد <br>
الجنسية المحتوشة بأبنائها، ينبغي بنا التركيز على تعديل أنظمتنا التعليمية والتربوية في بلداننا قبل كلّ شيء، كما وأنّ لتهذيب وسائل إعلامنا الناطقة والمرئية دوراً هامّاً في علاج هذا المعضل. هذا مضافاً إلى ضرورة دعم وترشيد جميع المنابر الإسلامية الأُخرى والمنشورات الدينية والحوارات الإسلامية والمعاهد الدراسية من أجل الوصول للهدف.<br>
الجنسية المحتوشة بأبنائها، ينبغي بنا التركيز على تعديل أنظمتنا التعليمية والتربوية في بلداننا قبل كلّ شيء، كما وأنّ لتهذيب وسائل إعلامنا الناطقة والمرئية دوراً هامّاً في علاج هذا المعضل. هذا مضافاً إلى ضرورة دعم وترشيد جميع المنابر الإسلامية الأُخرى والمنشورات الدينية والحوارات الإسلامية والمعاهد الدراسية من أجل الوصول للهدف.<br>
سطر ٨٧: سطر ٩٣:
وما المواجهة الشرسة والدموية التي اتّخذوها في محاربة الدين الإسلامي وقمع رجاله ومفكّريه في العهود الأخيرة، كالسيّد [[جمال الدين الأسد آبادي]] والإمام الشهيد السيّد [[محمّد باقر الصدر]] والمفكّر القدير [[سيّد قطب]]، إلّاشواهد حيّة تثبت خوف العلمانية من رجال الدين العاملين وكرههم لهؤلاء الأعلام.<br>
وما المواجهة الشرسة والدموية التي اتّخذوها في محاربة الدين الإسلامي وقمع رجاله ومفكّريه في العهود الأخيرة، كالسيّد [[جمال الدين الأسد آبادي]] والإمام الشهيد السيّد [[محمّد باقر الصدر]] والمفكّر القدير [[سيّد قطب]]، إلّاشواهد حيّة تثبت خوف العلمانية من رجال الدين العاملين وكرههم لهؤلاء الأعلام.<br>
ولذلك عقيب التغيير الروحي والفكري والخلقي الذي شاهدناه ونشاهده في معظم <br>
ولذلك عقيب التغيير الروحي والفكري والخلقي الذي شاهدناه ونشاهده في معظم <br>
مجتمعاتنا الإسلامية، ولذلك بسبب إلغاء التشريعات والنظم الدينية من قبل الحكومات بتهم واهية كرجعية الإسلام أو عنفه أو ضخامة أخطاء بعض منتسبيه، واستبدالها بنظم وتشريعات وضعية قد استوردت من الغرب الكافر، قد ازداد الترويج للعلمانية في بلادنا الإسلامية العريقة بانتمائها للإسلام.<br>
مجتمعاتنا الإسلامية، ولذلك بسبب إلغاء التشريعات والنظم الدينية من قبل الحكومات بتهم واهية كرجعية الإسلام أو عنفه أو ضخامة أخطاء بعض منتسبيه، <br>
واستبدالها بنظم وتشريعات وضعية قد استوردت من الغرب الكافر، قد ازداد الترويج للعلمانية في بلادنا الإسلامية العريقة بانتمائها للإسلام.<br>
=== 10 - العولمة. ===
=== 10 - العولمة. ===
إنّ مصطلح العولمة وإن كان حديث الصدور في الموسوعات الفكرية والسياسية العالمية، لكن نستطيع أن نجد له مرادفاً في المفاهيم الإسلامية التي سبقت الغرب بضرورة تبنّي المسلمين لهذا المعنى، وهو مفهوم العالمية استناداً إلى الآية: (وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ كَافَّةً لِلنّٰاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً) (سورة سبأ: 28)، مع فارقين بين العالمية الإسلامية والعولمة الغربية، وهما:<br>
إنّ مصطلح العولمة وإن كان حديث الصدور في الموسوعات الفكرية والسياسية العالمية، لكن نستطيع أن نجد له مرادفاً في المفاهيم الإسلامية التي سبقت الغرب بضرورة تبنّي المسلمين لهذا المعنى، وهو مفهوم العالمية استناداً إلى الآية: (وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ كَافَّةً لِلنّٰاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً) (سورة سبأ: 28)، مع فارقين بين العالمية الإسلامية والعولمة الغربية، وهما:<br>
سطر ١١١: سطر ١١٨:
بعيد رفع بعض الحواجز الحدودية بين الغرب والشرق الإسلامي، وكذا عقيب تطوّر وسائل الإعلام وتقنية شبكات الاتّصال، فصار الأُوروبيّون يفدون نحو الإسلام ويعتنقونه أفواجاً وأُسراً، وبذلك أصبحوا مصداقاً لسورة النصر القرآنية.<br>
بعيد رفع بعض الحواجز الحدودية بين الغرب والشرق الإسلامي، وكذا عقيب تطوّر وسائل الإعلام وتقنية شبكات الاتّصال، فصار الأُوروبيّون يفدون نحو الإسلام ويعتنقونه أفواجاً وأُسراً، وبذلك أصبحوا مصداقاً لسورة النصر القرآنية.<br>
ومنها: إعداد العدّة لأسيادهم المستعمرين، وذلك بغية الاستيلاء على المسلمين ونهب ثرواتهم وتحطيم رسالتهم الخالدة، وأخيراً الانتقام وأخذ ثأر هزائم الحروب الصليبية منهم.<br>
ومنها: إعداد العدّة لأسيادهم المستعمرين، وذلك بغية الاستيلاء على المسلمين ونهب ثرواتهم وتحطيم رسالتهم الخالدة، وأخيراً الانتقام وأخذ ثأر هزائم الحروب الصليبية منهم.<br>
ولا ينكر وجود مجموعة قليلة من هؤلاء المستشرقين قدموا إلى بلادنا وهم يبغون الدراسة العلمية والتحقيق الشفّاف عن الإسلام والمسلمين فحسب، دون أيّ هدف آخر، أو أنّ ثلّة نادرة من المبشّرين وفدوا لتبليغ النصرانية وتقديم المعونات للمسلمين باعتبارها ديانة حقّة بزعمهم، لكن هؤلاء القلائل من المستشرقين لا يمثّلون كلّ المشروع الاستعماري المتحدّث عنه، كي يقول قائل: إنّهم محقّقون وباحثون ينتمون إلى جهات علمية، لا هدف لها سوى التتبّع في تراث العالم الثالث وأديانه العريقة كالإسلام. وكذلك <br>
ولا ينكر وجود مجموعة قليلة من هؤلاء المستشرقين قدموا إلى بلادنا وهم يبغون الدراسة العلمية والتحقيق الشفّاف عن الإسلام والمسلمين فحسب، دون أيّ هدف آخر، <br>
أو أنّ ثلّة نادرة من المبشّرين وفدوا لتبليغ النصرانية وتقديم المعونات للمسلمين باعتبارها ديانة حقّة بزعمهم، لكن هؤلاء القلائل من المستشرقين لا يمثّلون كلّ المشروع الاستعماري المتحدّث عنه، كي يقول قائل: إنّهم محقّقون وباحثون ينتمون إلى جهات علمية، لا هدف لها سوى التتبّع في تراث العالم الثالث وأديانه العريقة كالإسلام. وكذلك <br>
الحال بالنسبة للمبشّرين، إن كان فيهم من تلبّس بلباس التبشير لخدمة دينه عن صدق.<br>
الحال بالنسبة للمبشّرين، إن كان فيهم من تلبّس بلباس التبشير لخدمة دينه عن صدق.<br>
=== 13 - الجمود والتحجّر. ===
=== 13 - الجمود والتحجّر. ===
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦

تعديل