Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
<div class="wikiInfo"> | <div class="wikiInfo"> | ||
[[ملف:عبد الهادي آوانج.jpeg|تصغير|مركز]] | [[ملف:عبد الهادي آوانج.jpeg|250px|تصغير|مركز|عبد الهادي آوانج]] | ||
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | | {| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | | ||
!الاسم!! data-type="AuthorName" |عبد الهادي آوانج | !الاسم!! data-type="AuthorName" |عبد الهادي آوانج | ||
سطر ٢٩: | سطر ٢٩: | ||
|} | |} | ||
</div> | </div> | ||
عبد الهادي بن آوانج محمّد: رئيس [[الحزب الإسلامي]] في [[ماليزيا]]، وعضو الجمعية العمومية [[المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية|للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية]]. | '''عبد الهادي بن آوانج محمّد''': رئيس [[الحزب الإسلامي]] في [[ماليزيا]]، وعضو الجمعية العمومية [[المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية|للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية]]. | ||
<br>يقول في مقالةٍ له نشرتها مجلّة «[[رسالة التقريب]]» الطهرانية: «جعل اللَّه سبحانه وتعالى الاختلاف من طبيعة هذه الحياة الدنيا وغريزتها، وجعله بين أهلها من البشر، والاختلاف سنّة ربّانية وباقية إلى أن يرث اللَّه الأرض ومَن عليها.... فالخلاف موجود ومقدّر، ولكنّه من حيث الشرع، منه ما يكون مقبولًا وما يكون مذموماً، ومنه ما يكون واجباً وما يكون محرّماً، وما تكون فيه حكمة بالغة في تنوّع النظريات والحلول في الأُمور الاجتهادية التي لا نصوص فيها، أو فيها نصوص عامّة يتنوّع تفسيرها، أو نصوص متعلّقة بأسباب خاصّة، فالعبرة بخصوص السبب. | <br>يقول في مقالةٍ له نشرتها مجلّة «[[رسالة التقريب]]» الطهرانية: «جعل اللَّه سبحانه وتعالى الاختلاف من طبيعة هذه الحياة الدنيا وغريزتها، وجعله بين أهلها من البشر، والاختلاف سنّة ربّانية وباقية إلى أن يرث اللَّه الأرض ومَن عليها.... فالخلاف موجود ومقدّر، ولكنّه من حيث الشرع، منه ما يكون مقبولًا وما يكون مذموماً، ومنه ما يكون واجباً وما يكون محرّماً، <br> | ||
وما تكون فيه حكمة بالغة في تنوّع النظريات والحلول في الأُمور الاجتهادية التي لا نصوص فيها، أو فيها نصوص عامّة يتنوّع تفسيرها، أو نصوص متعلّقة بأسباب خاصّة، فالعبرة بخصوص السبب. | |||
<br>والخلاف بين الإيمان والكفر، وبين الحقّ والباطل، وبين العدل والظلم، وهو على المبادئ المنصوصة، لا مساومة فيها، فيجب مواجهتها بالحكمة سواء أكانت بالنصيحة أم بالمجادلة بالتي هي أحسن أم الجهاد في الدفاع عن هذا الدين ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون. وأمّا الخلاف في الأُمور الفرعية والاجتهادية فأمر ضروري في الحياة على الآداب والأخلاق والسلوك التي تسقط العلاقة بين المجتمع الإنساني الذي يمرّ بتنوّع الطبائع والأوضاع والأزمان، ولا يجوز كذلك إذا كان منحرفاً عن الأخلاق التي تهدم الأُخوّة والمحبّة، وعن السلوك الذي يعطّل الترابط بين [[الأُمّة الواحدة]]. | <br>والخلاف بين الإيمان والكفر، وبين الحقّ والباطل، وبين العدل والظلم، وهو على المبادئ المنصوصة، لا مساومة فيها، فيجب مواجهتها بالحكمة سواء أكانت بالنصيحة أم بالمجادلة بالتي هي أحسن أم الجهاد في الدفاع عن هذا الدين ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون. وأمّا الخلاف في الأُمور الفرعية والاجتهادية فأمر ضروري في الحياة على الآداب والأخلاق والسلوك التي تسقط العلاقة بين المجتمع الإنساني الذي يمرّ بتنوّع الطبائع والأوضاع والأزمان، ولا يجوز كذلك إذا كان منحرفاً عن الأخلاق التي تهدم الأُخوّة والمحبّة، وعن السلوك الذي يعطّل الترابط بين [[الأُمّة الواحدة]]. | ||
<br>فالإسلام يهدي إلى سواء السبيل، ليقوم الناس بالقسط، ويعيشون في الدنيا على الصراط المستقيم، ولكن الطبيعة البشرية المكلّفة جعلت الصراع بين الحقّ والباطل في المنصوصة القطعية التي لا يستطيع الناس مواجهة التحدّيات إلّابالهداية من عند اللَّه، فمنهم من آمن ومنهم من كفر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ومنهم من اهتدى ومنهم من ضلّ عن سواء السبيل. | <br>فالإسلام يهدي إلى سواء السبيل، ليقوم الناس بالقسط، ويعيشون في الدنيا على الصراط المستقيم، ولكن الطبيعة البشرية المكلّفة جعلت الصراع بين الحقّ والباطل في المنصوصة القطعية التي لا يستطيع الناس مواجهة التحدّيات إلّابالهداية من عند اللَّه، فمنهم من آمن ومنهم من كفر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ومنهم من اهتدى ومنهم من ضلّ عن سواء السبيل. | ||
<br>فهناك أُمور مسلّمة التي حدّدها اللَّه للناس على ضرورة اختلاف عقولهم ومشاربهم<br>ومآربهم وضرورياتهم في مواجهة الحياة وأداء العبادة والخلافة في الأرض، وحدث الاختلاف بين المسلمين في أُمور لا تمسّ الأركان الإيمانية والإسلامية والأُمور المعلومة من الدين بالضرورة، واختلفوا إلى مذاهب في الاعتقاد والسياسة والفقه. فالاختلاف نوعان: اختلاف لم يفرّق الأُمّة، ولا ينبغي أن يفرّق، ولم يجعل بأسها بينها شديداً، فهناك اختلافات قد انحرفت عن الدين تارة، وتارة أُخرى لم تنحرف عن أركان الدين ولكنّها فرّقت الأُمّة وأذهبت ريحها ووحدتها. | <br>فهناك أُمور مسلّمة التي حدّدها اللَّه للناس على ضرورة اختلاف عقولهم ومشاربهم<br>ومآربهم وضرورياتهم في مواجهة الحياة وأداء العبادة والخلافة في الأرض، وحدث الاختلاف بين المسلمين في أُمور لا تمسّ الأركان الإيمانية والإسلامية والأُمور المعلومة من الدين بالضرورة، واختلفوا إلى مذاهب في الاعتقاد والسياسة والفقه. فالاختلاف نوعان: اختلاف لم يفرّق الأُمّة، ولا ينبغي أن يفرّق، <br> | ||
ولم يجعل بأسها بينها شديداً، فهناك اختلافات قد انحرفت عن الدين تارة، وتارة أُخرى لم تنحرف عن أركان الدين ولكنّها فرّقت الأُمّة وأذهبت ريحها ووحدتها. | |||
<br>فموضوعنا الاختلاف الطبيعي الإيجابي الذي يوفّر الحكمة البالغة؛ لتكون الأُمّة خير أُمّة أُخرجت للناس على اختلاف شعوبهم وألوانهم وأوطانهم وأزمانهم، وهي تحمل قيادة البشرية على تعاليم الرحمة للعالمين، وتطبيق العدالة الإلهية للدولة والعالم وعلى المستوى الأُسري والأُممي رغم التعدّد والتنوّع. | <br>فموضوعنا الاختلاف الطبيعي الإيجابي الذي يوفّر الحكمة البالغة؛ لتكون الأُمّة خير أُمّة أُخرجت للناس على اختلاف شعوبهم وألوانهم وأوطانهم وأزمانهم، وهي تحمل قيادة البشرية على تعاليم الرحمة للعالمين، وتطبيق العدالة الإلهية للدولة والعالم وعلى المستوى الأُسري والأُممي رغم التعدّد والتنوّع. | ||
<br>لقد كان الخلاف موجوداً في عصر الرسول صلى الله عليه و آله بين [[الصحابة الكرام]] (رضوان اللَّه عليهم)، وبعد ذلك بين الأئمّة المتبوعين الكبار: [[أبي حنيفة]] و[[مالك]] و[[الشافعي]] و[[أحمد]] و[[الثوري]] و[[الأوزاعي]] وغيرهم بين [[أهل السنّة]]. ولم يحاول أحد منهم أن يحمل الآخرين على رأيه أو يتّهمهم في علمهم أو دينهم من أجل مخالفتهم، بل كان الخلاف موجوداً في عصر شيوخ الأئمّة وشيوخ شيوخهم من التابعين الكبار والصغار. | <br>لقد كان الخلاف موجوداً في عصر الرسول صلى الله عليه و آله بين [[الصحابة الكرام]] (رضوان اللَّه عليهم)، وبعد ذلك بين الأئمّة المتبوعين الكبار: [[أبي حنيفة]] و[[مالك]] و[[الشافعي]] و[[أحمد]] و[[الثوري]] و[[الأوزاعي]] وغيرهم بين [[أهل السنّة]]. <br> | ||
ولم يحاول أحد منهم أن يحمل الآخرين على رأيه أو يتّهمهم في علمهم أو دينهم من أجل مخالفتهم، بل كان الخلاف موجوداً في عصر شيوخ الأئمّة وشيوخ شيوخهم من التابعين الكبار والصغار. | |||
<br>فالخلاف موجود في عهد النبوّة بين الصحابة الكرام (رضوان اللَّه عليهم)؛ نظراً لاختلاف أفهامهم وتفسيرهم للنصوص والأوامر، فأقرّه ولم ينكره، كما في قضية صلاة العصر في [[بني قريظة]]، وهي مشهورة، والخلاف الذي ذهب إليه الرسول صلى الله عليه و آله لحسمه في بني [[عمرو بن عوف]] واشنغل في الإصلاح بينهم حتّى تأخّر عن الصلاة، والخلاف بين الصحابيّين في كيفية التيمم، وغيرها من القضايا. وهكذا ظلّت كثير من القضايا الشرعية والنازلة يقع فيها الاختلاف بين الجيل الأوّل، ثمّ يتّفقون عليها ويتسامحون بينهم، لا سيّما القضايا الكبيرة والمصيرية، ولا يزال الخلاف قائماً في المسائل الفقهية والعلمية التي لم تكن فيها نصوص قاطعة في [[الشريعة]]. ف[[الدعوة الإسلامية]] منتشرة عبر القارّات، والفتوحات<br>الإسلامية متقدّمة في مشارق الأرض ومغاربها. | <br>فالخلاف موجود في عهد النبوّة بين الصحابة الكرام (رضوان اللَّه عليهم)؛ نظراً لاختلاف أفهامهم وتفسيرهم للنصوص والأوامر، فأقرّه ولم ينكره، كما في قضية صلاة العصر في [[بني قريظة]]، وهي مشهورة، والخلاف الذي ذهب إليه الرسول صلى الله عليه و آله لحسمه في بني [[عمرو بن عوف]] واشنغل في الإصلاح بينهم حتّى تأخّر عن الصلاة، والخلاف بين الصحابيّين في كيفية التيمم، وغيرها من القضايا. وهكذا ظلّت كثير من القضايا الشرعية والنازلة يقع فيها الاختلاف بين الجيل الأوّل، ثمّ يتّفقون عليها ويتسامحون بينهم، لا سيّما القضايا الكبيرة والمصيرية، ولا يزال الخلاف قائماً في المسائل الفقهية والعلمية التي لم تكن فيها نصوص قاطعة في [[الشريعة]]. ف[[الدعوة الإسلامية]] منتشرة عبر القارّات، والفتوحات<br>الإسلامية متقدّمة في مشارق الأرض ومغاربها. | ||
<br>فقد أراد اللَّه أن تكون في هذا الدين أحكاماً منصوصة ومسكوت عنها، وأن تكون في المنصوص عليه: المحكمات والمتشابهات، والقطعيات والظنّيات، والصريح والمؤوّل؛ لتعمل العقول في الاجتهاد والاستنباط فيما يقبل الاجتهاد. | <br>فقد أراد اللَّه أن تكون في هذا الدين أحكاماً منصوصة ومسكوت عنها، وأن تكون في المنصوص عليه: المحكمات والمتشابهات، والقطعيات والظنّيات، والصريح والمؤوّل؛ لتعمل العقول في الاجتهاد والاستنباط فيما يقبل الاجتهاد. |