٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''مبدأ | '''مبدأ الربّانية''': من أهمّ المبادئ القرآنية لظاهرة [[الوحدة]]، والتي هي جملة من أهمّ ما نصّ عليه [[القرآن الكريم]] من قواعد لتأسيس الأرضية التي تبتني عليها وحدة [[الأمّة الإسلامية]] ونهضتها الإنسانية. | ||
= | =مدخل= | ||
قال سبحانه وتعالى: (كُونُوا رَبّٰانِيِّينَ بِمٰا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ اَلْكِتٰابَ وَ بِمٰا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (سورة آل عمران: 79). | |||
وتعني: وثاقة الصلة | قال سبحانه وتعالى: (كُونُوا رَبّٰانِيِّينَ بِمٰا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ اَلْكِتٰابَ وَ بِمٰا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (سورة آل عمران: 79). | ||
فأمّا الطريق الأوّل - وهو ربّانية الغاية والجهة - فقد أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله: (يٰا أَيُّهَا اَلْإِنْسٰانُ إِنَّكَ كٰادِحٌ إِلىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاٰقِيهِ) (سورة الانشقاق: 6)، ( | |||
ولهذه الربّانية معطيات في النفس والحياة، يمكن ذكرها بما يلي: | وتعني الربّانية: وثاقة الصلة باللّٰه.. ويتحقّق ذلك عن طريقين: ربّانية الغاية والجهة، وربّانية المصدر والمنهج. | ||
معرفة غاية الوجود الإنساني: ( | فأمّا الطريق الأوّل- وهو ربّانية الغاية والجهة- فقد أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله: (يٰا أَيُّهَا اَلْإِنْسٰانُ إِنَّكَ كٰادِحٌ إِلىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاٰقِيهِ) (سورة الانشقاق: 6)، (وَأَنَّ إِلىٰ رَبِّكَ اَلْمُنْتَهىٰ) (سورة النجم: 42). | ||
الاهتداء إلى الفطرة: قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً | =معطيات ربّانية الغاية والجهة= | ||
سلامة النفس من التمزّق والضياع: قال تعالى: (إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ اَلسَّبِيلَ إِمّٰا شٰاكِراً | ولهذه الربّانية معطيات في النفس والحياة، يمكن ذكرها بما يلي: | ||
التحرّر من العبودية للأنانية والشهوات: قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً فَلِنَفْسِهِ | ==المعطى الأوّل== | ||
تصحيح الغايات والأهداف لدى الأفراد، وذلك من خلال تعميق روح الارتباط بالخالق جلّ وعلا، وذلك بإثارة مبدئين: | معرفة غاية الوجود الإنساني: | ||
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنٰا لا تُرْجَعُونَ) (سورة المؤمنون: 115). | |||
(وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ | |||
وأمّا الطريق الثاني الذي تتحقّق به وثاقة الصلة باللّٰه عزّ وجلّ - وهو ربّانية المصدر والمنهج - فقد أشار إليه عزّ وجلّ بقوله: | ==المعطى الثاني== | ||
(وَ لَوْ أَنَّ مٰا فِي اَلْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاٰمٌ | |||
ولهذه | الاهتداء إلى الفطرة: | ||
قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَة اَللّٰهِ اَلَّتِي فَطَرَ اَلنّٰاسَ عَلَيْهٰا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اَللّٰهِ) (سورة الروم: 30). | |||
رأب النقص وعصمة | ==المعطى الثالث== | ||
(أَنَّمٰا إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ | |||
سلامة النفس من التمزّق والضياع: | |||
نبذ سلطة النفس الأمّارة ومظاهرها في الحياة: قال تعالى: ( | |||
وقوله: (ثُمَّ جَعَلْنٰاكَ عَلىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ اَلْأَمْرِ فَاتَّبِعْهٰا | قال تعالى: (إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ اَلسَّبِيلَ إِمّٰا شٰاكِراً وَإِمّٰا كَفُوراً) (سورة الإنسان: 3)، (وَهَدَيْنٰاهُ اَلنَّجْدَيْنِ) (سورة البلد: 10). | ||
إلغاء السلطة الشخصية الإنسانية أمام السلطة الإلهية العليا: قال | ==المعطى الرابع== | ||
تعالى: (وَ لَوِ اِتَّبَعَ اَلْحَقُّ أَهْوٰاءَهُمْ لَفَسَدَتِ اَلسَّمٰاوٰاتُ | |||
( | التحرّر من العبودية للأنانية والشهوات: | ||
القضاء على العبوديات الزائفة وتحرير الإنسانية من القيود المصطعنة الدخيلة: قال تعالى: | قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسٰاءَ فَعَلَيْهٰا) (سورة فصّلت: 46، سورة الجاثية: 15)، (وَ يُؤْثِرُونَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كٰانَ بِهِمْ خَصٰاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ) (سورة الحشر: 9). | ||
( | |||
==المعطى الخامس== | |||
تصحيح الغايات والأهداف لدى الأفراد، وذلك من خلال تعميق روح الارتباط بالخالق جلّ وعلا، وذلك بإثارة مبدئين: | |||
أوّلهما: استشعار مبدأ الرقابة الإلهية.. قال سبحانه وتعالى: (إِنْ يَعْلَمِ اَللّٰهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمّٰا أُخِذَ مِنْكُمْ) (سورة الأنفال: 70)، (يَعْلَمُ خٰائِنَةَ اَلْأَعْيُنِ وَمٰا تُخْفِي اَلصُّدُورُ) (سورة غافر: 19)، (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اَللّٰهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوٰاهُمْ وَأَنَّ اَللّٰهَ عَلّامُ اَلْغُيُوبِ) (سورة التوبة: 78). | |||
ثانيهما: استحضار الرقابة الإلهية الفعلية.. قال عزّ من قائل: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اَللّٰهَ يَرىٰ) (سورة العلق: 14)، (وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ وَنَعْلَمُ مٰا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ) (سورة ق: 16). | |||
=معطيات ربّانية المصدر والمنهج= | |||
وأمّا الطريق الثاني الذي تتحقّق به وثاقة الصلة باللّٰه عزّ وجلّ - وهو ربّانية المصدر والمنهج - فقد أشار إليه عزّ وجلّ بقوله: (وَ لَوْ أَنَّ مٰا فِي اَلْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاٰمٌ وَاَلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مٰا نَفِدَتْ كَلِمٰاتُ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (سورة لقمان: 27)، (وَاَللّٰهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهٰاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ اَلسَّمْعَ وَاَلْأَبْصٰارَ وَاَلْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (سورة النحل: 78)، (عَلَّمَ اَلْإِنْسٰانَ مٰا لَمْ يَعْلَمْ) (سورة العلق: 5)، (خَلَقَ اَلْإِنْسٰانَ * عَلَّمَهُ اَلْبَيٰانَ) (سورة الرحمٰن: 3-4)، (وَمٰا خَلَقْنَا اَلسَّمٰاءَ وَاَلْأَرْضَ وَمٰا بَيْنَهُمٰا لاعِبِينَ) (سورة الأنبياء: 16، سورة الدخان: 38). | |||
ولهذه الربّانية معطيات، هي: | |||
==المعطى الأوّل== | |||
رأب النقص وعصمة الخطأ: | |||
وإليه الإشارة بقوله عزّ من قائل: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ اَلْقُرْآنَ وَلَوْ كٰانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اَللّٰهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلاٰفاً كَثِيراً) (سورة النساء: 82)، (وَأَنَّ هٰذٰا صِرٰاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) (سورة الأنعام: 153)، (أَنَّمٰا إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاِسْتَغْفِرُوهُ) (سورة فصّلت: 6)، (إِنْ هُوَ إِلّا ذِكْرٌ لِلْعٰالَمِينَ * `لِمَنْ شٰاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) (سورة التكوير: 27-28). | |||
==المعطى الثاني== | |||
نبذ سلطة النفس الأمّارة ومظاهرها في الحياة: | |||
قال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اِتَّبَعَ هَوٰاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اَللّٰهِ) (سورة القصص: 50)، (يٰا دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِيفَةً فِي اَلْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ اَلنّٰاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ اَلْهَوىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اَللّٰهِ) (سورة ص: 26)، وقوله: (ثُمَّ جَعَلْنٰاكَ عَلىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ اَلْأَمْرِ فَاتَّبِعْهٰا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَ اَلَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (سورة الجاثية: 18)، وقوله: (وَأَنِ اُحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَهُمْ وَاِحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ إِلَيْكَ) (سورة المائدة: 49). | |||
==المعطى الثالث== | |||
إلغاء السلطة الشخصية الإنسانية أمام السلطة الإلهية العليا: | |||
قال تعالى: (وَ لَوِ اِتَّبَعَ اَلْحَقُّ أَهْوٰاءَهُمْ لَفَسَدَتِ اَلسَّمٰاوٰاتُ وَاَلْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ) (سورة المؤمنون: 71)، (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحٰادِدِ اَللّٰهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نٰارَ جَهَنَّمَ خٰالِداً فِيهٰا ذٰلِكَ اَلْخِزْيُ اَلْعَظِيمُ) (سورة التوبة: 63)، (وَمٰا كٰانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذٰا قَضَى اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ اَلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (سورة الأحزاب: 36). | |||
==المعطى الرابع== | |||
القضاء على العبوديات الزائفة وتحرير الإنسانية من القيود المصطعنة الدخيلة: | |||
قال تعالى: (وَمِنْ آيٰاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرٰابٍ ثُمَّ إِذٰا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) (سورة الروم: 20)، (وَلَقَدْ بَعَثْنٰا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اَللّٰهَ وَاِجْتَنِبُوا اَلطّٰاغُوتَ) (سورة النحل: 36)، (فَاجْتَنِبُوا اَلرِّجْسَ مِنَ اَلْأَوْثٰانِ وَاِجْتَنِبُوا قَوْلَ اَلزُّورِ) (سورة الحجّ: 30)، وفي الحديث النبوي: «كلّكم لآدم، وآدم من تراب». | |||
=المصدر= | |||
المعجم الوسيط فيما يخص الوحدة والتقريب ج2 ص160. | |||
المعجم الوسيط فيما يخص الوحدة والتقريب. | |||
تأليف: محمّد جاسم الساعدي\نشر: المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة الأولى-2010م. | |||
[[تصنيف: التقريب]] | |||
[[تصنيف: الوحدة الإسلامية]] |
تعديل