٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''التآخي''': أُلفة القلوب وانسجام المشاعر والعواطف واتّحاد المسيرة، ومبدأ التآخي الإسلامي من المبادئ الممتازة لدين الإسلام، فهو يوحّد بين الذين آمنوا أيّاً كانوا وأينما كانوا. | |||
=مدخل= | |||
رابطة الأخوّة الإسلاميّة رابطةٌ لا مثيل لها، ذات أثرٍ عميقٍ، بخِلاف غيرها من الروابط والعلاقات. وقد جعل الله سبحانه رابطة الأخوّة الإسلاميّة بين كلّ أفراد [[الأمّة]]، فتفوّقتْ على كلّ الروابط الأخرى، وصهرتْ العصبيّات الأخرى في بَوْتَقتِها، كما صرّح بذلك أيضاً النبيّ (عليه الصلاة والسلام) بقوله: "المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ"، وبذلك فإنّ الأخوّة الإسلاميّة تُعدّ من أبرز مظاهر القوّة والعزّة والمَنَعة للمسلمين. | |||
=التآخي لغةً واصطلاحاً= | |||
التآخي: صِلَةُ التضامُن والمَودَّة، يُقال: بينهما علاقة أُخُوَّة، أي: رابطةٌ بين الأخ وأخيه، وهي أيضاً علاقة تضامن وصداقة مبنيَّة على المَودَّة والتعاون بين أعضاء جماعة. | |||
أمّا في الاصطلاح فتُعرَّف بأنّها: علاقةٌ قويّةٌ مُتبادلةٌ قائمةٌ على تقوى الله سبحانه، والإيمان به، وهي تُؤدّي بأطرافها إلى المَحبّة في الله تعالى، بالإضافة إلى الحُبّ، والإخلاص، والوفاء، والثقة، والصدق، بعيداً عن السعي إلى تحقيق أيّ غرضٍ أو هدفٍ دُنيويٍّ. | |||
=مفهوم التأخي ودلالته الأخلاقية والمعرفية= | |||
الحاجة إلى التآخي والتآلف والوئام ليست وليدة الساعة، وإنّما هي تمتدّ إلى فجر التاريخ، إذ لا يمكن تخيّل إنسان- مهما كان تاريخه- من دون عائلة تحميه، أو ينتسب إليها، فالإنسان نتاج طبيعي لأب وأم، وبهذه الرابطة الفطرية التي جُبلت عليها الإنسانية منذ آدم (عليه السلام) وحتّى نهاية الدنيا، نجد أنّه من الفطري تشكًل التجمّعات البشرية، ونزوع الإنسان إلى الإنسان غريزياً. | |||
كانت بدايات أولى مراحل التآخي الإنساني بين البشر، من الأسرة ثمّ العشيرة، ثمّ القبيلة. وتجمعهم غالباً لغة واحدة، أو ديانة واحدة، أو نسب واحد. وللسعي إلى كسب قوّتها تقاطعت مصالح القبيلة مع قبائل أخرى، فإمّا التآخي معها والتعاون والتعاضد، وإمّا التصادم ونشوب الحروب. | |||
ومن دون شكّ فإنّ التآخي هو المعيار الأمثل لتحقيق السلام والوئام بين بني الإنسان، كما أنّ عقلاء العالم اليوم ينشدون التآخي؛ لأنّه يُحقِّق المصالح المشتركة بين الناس وينمّيها، فالناس شركاء مع بعضهم في الأصل الآدمي، والأرض التي يعيشون عليها، والفطرة والحياة والبيئة، وهم بذلك ينتمون إلى الإنسانية المشتركة قبل تمايز الثقافات بين الأمم والشعوب. | |||
تأصيل التآخي | تأصيل التآخي |
تعديل