Write، بيروقراطيون، إداريون
٤٬٩٤١
تعديل
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٠: | سطر ٣٠: | ||
</div> | </div> | ||
'''أبو محمّد معزّ الدين محمّد حسن بن محمود بن إسماعيل بن فتح اللَّه بن عابد الحسيني الشيرازي النجفي المعروف بالمجدّد وبالميرزا الشيرازي'''. كان المرجع الأعلى للطائفة [[الإمامية]] في عصره، فقيهاً، أُصولياً، جامعاً للفنون، من مشاعير الرجال، ومن أعلام الإصلاح الإسلامي. | '''أبو محمّد معزّ الدين محمّد حسن بن محمود بن إسماعيل بن فتح اللَّه بن عابد الحسيني الشيرازي النجفي المعروف بالمجدّد وبالميرزا الشيرازي'''. كان المرجع الأعلى للطائفة [[الإمامية]] في عصره، فقيهاً، أُصولياً، جامعاً للفنون، من مشاعير الرجال، ومن أعلام الإصلاح الإسلامي. | ||
=الولادة= | |||
ولد في شيراز سنة ثلاثين ومائتين وألف للهجرة، (1815 م)، وشرع بدراسة العلوم العربية والفقه والأُصول. | |||
=الدراسة= | |||
وتوجّه إلى أصفهان سنة 1248 ه، فقرأ على محمّد تقي بن محمّد رحيم الإيوان كيفي صاحب «[[حاشية المعالم]]» مدّة قليلة، وبعد وفاة المذكور في هذه السنة اختصّ بالسيّد [[حسن بن علي البيد آبادي الأصفهاني]] المدرّس، وحضر درس الشيخ [[محمّد إبراهيم الكلباسي]]. | |||
<br>ثمّ ارتحل إلى العراق، فورد النجف سنة 1259 ه، واختلف إلى حلقات درس الأعلام:<br>الشيخ محمّد حسن بن باقر النجفي صاحب «الجواهر» والشيخ [[حسن بن جعفر كاشف الغطاء]]، والشيخ [[مشكور بن محمّد الحولاوي]]. | <br>ثمّ ارتحل إلى العراق، فورد النجف سنة 1259 ه، واختلف إلى حلقات درس الأعلام:<br>الشيخ محمّد حسن بن باقر النجفي صاحب «الجواهر» والشيخ [[حسن بن جعفر كاشف الغطاء]]، والشيخ [[مشكور بن محمّد الحولاوي]]. | ||
<br>ولازم بحث مرجع عصره الشيخ [[مرتضى بن محمّد أمين الأنصاري]]، وانتفع به كثيراً. | <br>ولازم بحث مرجع عصره الشيخ [[مرتضى بن محمّد أمين الأنصاري]]، وانتفع به كثيراً. | ||
<br>ونبغ في حياة أُستاذه الأنصاري، وحظي باحترامه وتقديره، وصار يشار إليه بين تلاميذه. | <br>ونبغ في حياة أُستاذه الأنصاري، وحظي باحترامه وتقديره، وصار يشار إليه بين تلاميذه. | ||
=النشاطات= | |||
ولمّا توفّي الأنصاري سنة 1281 ه أجمع زملاؤه على تقديمه للدرس والصلاة، وأرشدوا الناس إلى الرجوع إليه في التقليد. وأخذت مرجعيته وحلقة درسه تتّسع يوماً فيوماً، على الرغم من توافر أكابر المجتهدين في عصره. | |||
<br>وسافر في سنة 1291 ه إلى مدينة سامرّاء، فعزم على الإقامة فيها، ولحق به جمع من العلماء والطلّاب، وشرع في البحث والتدريس. | <br>وسافر في سنة 1291 ه إلى مدينة سامرّاء، فعزم على الإقامة فيها، ولحق به جمع من العلماء والطلّاب، وشرع في البحث والتدريس. | ||
<br>وبذل جهوداً كبيرة في عمران سامرّاء، فبنى بها مدرسة فخمة، وجسراً، وسوقاً كبيراً، وعدّة بيوت للمجاورين، وغير ذلك. | <br>وبذل جهوداً كبيرة في عمران سامرّاء، فبنى بها مدرسة فخمة، وجسراً، وسوقاً كبيراً، وعدّة بيوت للمجاورين، وغير ذلك. | ||
سطر ٤٧: | سطر ٥٠: | ||
<br>ألّف كتباً ورسائل، منها: كتاب في الطهارة إلى الوضوء، كتاب من أوّل المكاسب إلى آخر المعاملات، حاشية على «نجاة العباد» لأُستاذه صاحب الجواهر (وهي رسالة فتوائية أيضاً)، حاشية على «النخبة» لمحمّد إبراهيم الكلباسي (وهي رسالة فتوائية أيضاً)، رسالة في الرضاع، رسالة في اجتماع الأمر والنهي، رسالة في المشتقّ، تلخيص إفادات أُستاذه الأنصاري. | <br>ألّف كتباً ورسائل، منها: كتاب في الطهارة إلى الوضوء، كتاب من أوّل المكاسب إلى آخر المعاملات، حاشية على «نجاة العباد» لأُستاذه صاحب الجواهر (وهي رسالة فتوائية أيضاً)، حاشية على «النخبة» لمحمّد إبراهيم الكلباسي (وهي رسالة فتوائية أيضاً)، رسالة في الرضاع، رسالة في اجتماع الأمر والنهي، رسالة في المشتقّ، تلخيص إفادات أُستاذه الأنصاري. | ||
<br>توفّي في سامرّاء سنة 1312 ه (1894 م)، ورثته الشعراء. | <br>توفّي في سامرّاء سنة 1312 ه (1894 م)، ورثته الشعراء. | ||
=نشاطاته الوحدوية والتقريبية= | |||
ومن أنشطته الإصلاحية مواقفه في التآلف بين [[الشيعة]] و[[السنّة]] في [[العراق]]، فعندما نقل حوزة درسه وسدّة رئاسته الدينية إلى مدينة سامرّاء التي يسكنها أكثرية مسلمة سنّية، وقد عرفت هذه المدينة بعض الشقاق والنزاع الطائفي، وحينما استقرّ فيها الميرزا محمّد حسن الشيرازي حاول بكلّ جهده أن يسوّد روح السلم والتعايش والتآلف بين الشيعة والسنّة، وما إن يحصل شقاق حتّى كان يبادر على الفور إلى تطويقه وحلّه بالحسنى؛ لأنّه كان يعلم جيّداً أنّ القوى الأجنبية الطامعة تتربّص وتتحيّن الفرص لاستغلال أيّ نزاع أو تصارع بين الطوائف الإسلامية في تحقيق غاياتها الاستعمارية وفرض هيمنتها على المسلمين جميعاً، ومن هنا كان يحرص على وحدة الكلمة الإسلامية. | |||
<br>وعندما شرع ببناء مدرسته الدينية العلمية الكبرى في مدينة سامرّاء، وهي من جملة المنشآت التي أقامها في هذه المدينة خلال سنوات إقامته فيها، تشجّع المسلمون السنّة بدورهم لبناء مدرسة دينية لعلمائهم، ولكنّهم لم يتمكّنوا من إتمام بنائها نظراً لأنّهم كانوا يفتقدون المال اللازم لها، ولم يكن أمامهم من حيلة سوى الرجوع إلى السيّد الشيرازي<br>لطلب مساعدة مالية منه، وعندما التمسوا منه مثل هذه المساعدة قام على الفور بتلبية طلبهم وزوّدهم بمنحة مالية سخية، وكانت هذه اللفتة الكريمة منه عاملًا من عوامل الانسجام والوئام بين سكّان المدينة. | <br>وعندما شرع ببناء مدرسته الدينية العلمية الكبرى في مدينة سامرّاء، وهي من جملة المنشآت التي أقامها في هذه المدينة خلال سنوات إقامته فيها، تشجّع المسلمون السنّة بدورهم لبناء مدرسة دينية لعلمائهم، ولكنّهم لم يتمكّنوا من إتمام بنائها نظراً لأنّهم كانوا يفتقدون المال اللازم لها، ولم يكن أمامهم من حيلة سوى الرجوع إلى السيّد الشيرازي<br>لطلب مساعدة مالية منه، وعندما التمسوا منه مثل هذه المساعدة قام على الفور بتلبية طلبهم وزوّدهم بمنحة مالية سخية، وكانت هذه اللفتة الكريمة منه عاملًا من عوامل الانسجام والوئام بين سكّان المدينة. | ||
<br>وحصل مرّة أن تشاجر مسلم سنّي مع رجل دين شيعي في سامرّاء واشتدّ النزاع بينهما لتدخّل آخرين في الصراع، ممّا أدّى إلى تفاقم الموقف، ووصل الأمر إلى أنّ بعض الجهّال قاموا برشق بيت السيّد الشيرازي بالحجارة والإساءة اليه، <br> | <br>وحصل مرّة أن تشاجر مسلم سنّي مع رجل دين شيعي في سامرّاء واشتدّ النزاع بينهما لتدخّل آخرين في الصراع، ممّا أدّى إلى تفاقم الموقف، ووصل الأمر إلى أنّ بعض الجهّال قاموا برشق بيت السيّد الشيرازي بالحجارة والإساءة اليه، <br> | ||
سطر ٥٦: | سطر ٦٠: | ||
وأن يسدّ الطريق على المتربّصين الدوائر ضدّ المسلمين ومصالحهم العليا. وعندما علم والي بغداد العثماني بهذا الموقف النبيل للسيّد الشيرازي سافر إلى سامرّاء ومعه كتاب شكر من السلطان العثماني، وحالما وصل إلى سامرّاء استقبله السيّد الشيرازي، وأعرب الوالي شكر حكومته وتقديرها لمساعيه الحميدة في تجنّب البلاد الإسلامية من الوقوع في فتنة طائفية لا تحمد عقباها. | وأن يسدّ الطريق على المتربّصين الدوائر ضدّ المسلمين ومصالحهم العليا. وعندما علم والي بغداد العثماني بهذا الموقف النبيل للسيّد الشيرازي سافر إلى سامرّاء ومعه كتاب شكر من السلطان العثماني، وحالما وصل إلى سامرّاء استقبله السيّد الشيرازي، وأعرب الوالي شكر حكومته وتقديرها لمساعيه الحميدة في تجنّب البلاد الإسلامية من الوقوع في فتنة طائفية لا تحمد عقباها. | ||
= المراجع = | |||
(انظر ترجمته في: تكملة نجوم السماء 2: 147- 153، طرائف المقال 1: 54، الفوائد الرضوية:<br>482- 485، الكنى والألقاب 3: 222- 223، معارف الرجال 2: 233- 238، أعيان الشيعة 1: 147، معجم المؤلّفين 3: 292- 293، مع رجال الفكر والأدب 2: 769- 770، مع علماء النجف الأشرف 2: 393- 394، المنتخب من أعلام الفكر والأدب: 449، خطاب الوحدة الإسلامية: 109- 112، موسوعة طبقات الفقهاء 14: 670- 673). | (انظر ترجمته في: تكملة نجوم السماء 2: 147- 153، طرائف المقال 1: 54، الفوائد الرضوية:<br>482- 485، الكنى والألقاب 3: 222- 223، معارف الرجال 2: 233- 238، أعيان الشيعة 1: 147، معجم المؤلّفين 3: 292- 293، مع رجال الفكر والأدب 2: 769- 770، مع علماء النجف الأشرف 2: 393- 394، المنتخب من أعلام الفكر والأدب: 449، خطاب الوحدة الإسلامية: 109- 112، موسوعة طبقات الفقهاء 14: 670- 673). | ||
<br> | <br> |