انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العلة»

أُضيف ٢ بايت ،  ٢٩ أغسطس ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١٠٢: سطر ١٠٢:
<br>وعليه، هو عملية تسبق عمل المجتهد القائس؛ باعتبار أنّ القياس يتمّ بعد البحث عن علّة الحكم في الأصل، ثُمّ السعي لتعدّيتها إلى الفرع بعد ملاحظة الاشتراك بين الأصل والفرع.
<br>وعليه، هو عملية تسبق عمل المجتهد القائس؛ باعتبار أنّ القياس يتمّ بعد البحث عن علّة الحكم في الأصل، ثُمّ السعي لتعدّيتها إلى الفرع بعد ملاحظة الاشتراك بين الأصل والفرع.
<br>ويبدو من بعض أنّ التعليل هو نفسه القياس، حيث ورد عن السرخسي قوله: «المقصود بالتعليل تعدّية حكم النصّ  الى محلّ لا نصّ فيه»<ref>. اُصول السرخسي 2: 180.</ref>. وعرّفه ابن حزم بقوله: «التعليل هو إجراء صفة الأصل في فروعه»<ref>. الإحكام ابن حزم 5 ـ 8: 576.</ref>.
<br>ويبدو من بعض أنّ التعليل هو نفسه القياس، حيث ورد عن السرخسي قوله: «المقصود بالتعليل تعدّية حكم النصّ  الى محلّ لا نصّ فيه»<ref>. اُصول السرخسي 2: 180.</ref>. وعرّفه ابن حزم بقوله: «التعليل هو إجراء صفة الأصل في فروعه»<ref>. الإحكام ابن حزم 5 ـ 8: 576.</ref>.
<br>والمعنى الثاني للتعليل فيه إشارة إلى من يرى وجود علاقة بين التعليل والقول بالمقاصد الشرعية، فقد نسب البعض إلى جمهور اُصوليي أهل السنّة أنّ كلّ من قال بالتعليل قال بالمقاصد الشرعية، ومن رفض المقاصد رفض التعليل، والأخير هو رأي الظاهرية، بل قد يعدّ التعليل أساس نظرية المقاصد<ref>. نظرية التعليل: 16.</ref>.
<br>والمعنى الثاني للتعليل فيه إشارة إلى من يرى وجود علاقة بين التعليل والقول بـ [[مقاصد الشريعة|المقاصد الشرعية]]، فقد نسب البعض إلى جمهور اُصوليي [[أهل السنة]] أنّ كلّ من قال بالتعليل قال بالمقاصد الشرعية، ومن رفض المقاصد رفض التعليل، والأخير هو رأي الظاهرية، بل قد يعدّ التعليل أساس نظرية المقاصد<ref>. نظرية التعليل: 16.</ref>.
(  مقاصد الشريعة ـ مصلحة)
(  مقاصد الشريعة ـ مصلحة)


===من تاريخ التعليل===
===من تاريخ التعليل===
لا يخرج تاريخ موضوع التعليل عن تاريخ موضوع القياس، فهما متلازمان إلى حدّ كبير، وكلّ قياس لا بدّ أن يعتمد التعليل، لكن يقال في خصوص تاريخ التعليل بأنّه قد ورد في النصوص الشرعية ما يثبت وجود جذور له، فقد استخدم في القرآن والسنّة بنحو مباشر من خلال استخدام أدوات التعليل، أو غير مباشر عبر استخدام دلالات الإيماء والإشارة وما شابه، كما أنّه عمل كان يمارسه بعض الصحابة كذلك، فقد علّلوا جمع القرآن (وهي ظاهرة مستحدثة حصلت بعد رحيل الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله) بكونه خيراً ويجلب المصلحة للمسلمين. وعلل عمر بن الخطاب جمع الناس في صلاة واحدة تدعى التراويح دون أن يقوموا بالعبادات والقراءة فرادى بأنّه عمل أمثل، أي فيه تحقيق مصلحة. وهكذا كثير من الموارد.
لا يخرج تاريخ موضوع التعليل عن تاريخ موضوع القياس، فهما متلازمان إلى حدّ كبير، وكلّ قياس لا بدّ أن يعتمد التعليل، لكن يقال في خصوص تاريخ التعليل بأنّه قد ورد في النصوص الشرعية ما يثبت وجود جذور له، فقد استخدم في القرآن والسنّة بنحو مباشر من خلال استخدام أدوات التعليل، أو غير مباشر عبر استخدام دلالات الإيماء والإشارة وما شابه، كما أنّه عمل كان يمارسه بعض الصحابة كذلك، فقد علّلوا [[جمع القرآن]] (وهي ظاهرة مستحدثة حصلت بعد رحيل الرسول) بكونه خيراً ويجلب المصلحة للمسلمين. وعلل [[عمر بن الخطاب]] جمع الناس في صلاة واحدة تدعى التراويح دون أن يقوموا بالعبادات والقراءة فرادى بأنّه عمل أمثل، أي فيه تحقيق مصلحة. وهكذا كثير من الموارد.
<br>هذا برغم أنّه كان تيار واتّجاه آخر لدى الصحابة يسعى للتقيّد بالنصوص وعدم الخروج عنها، وهذا الاتّجاه مثّله عبد اللّه‏ بن عمرو بن العاص، والزبير وعبد اللّه‏ بن عمر بن الخطاب، بينما اتّجاه التعليل وعدم التقيّد والوقوف عند النصوص مثّله عمر بن الخطّاب، وعبد اللّه‏ بن مسعود، وأنس بن مالك.
<br>هذا برغم أنّه كان تيار واتّجاه آخر لدى الصحابة يسعى للتقيّد بالنصوص وعدم الخروج عنها، وهذا الاتّجاه مثّله عبد اللّه‏ بن عمرو بن العاص، والزبير وعبد اللّه‏ بن عمر بن الخطاب، بينما اتّجاه التعليل وعدم التقيّد والوقوف عند النصوص مثّله عمر بن الخطّاب، وعبد اللّه‏ بن مسعود، وأنس بن مالك.
<br>وهذان الاتجاهان استمرّا بعد عهد الصحابة، أي كانا حاضرين في عهد التابعين وتابعيهم، حيث انقسم العلماء آنذاك إلى أصحاب الرأي وأهل الحديث، وما زال هذا الانقسام موجوداً حتّى الآن بأنحاء مختلفة لدى مختلف طوائف المسلمين<ref>. التعليل بالشبه: 23 ـ 35.</ref>.
<br>وهذان الاتجاهان استمرّا بعد عهد الصحابة، أي كانا حاضرين في عهد التابعين وتابعيهم، حيث انقسم العلماء آنذاك إلى أصحاب الرأي وأهل الحديث، وما زال هذا الانقسام موجوداً حتّى الآن بأنحاء مختلفة لدى مختلف طوائف المسلمين<ref>. التعليل بالشبه: 23 ـ 35.</ref>.
confirmed
١٬٦٣٠

تعديل