Write، بيروقراطيون، إداريون
٤٬٩٤١
تعديل
(مصطفى_السباعي ایجاد شد) |
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٩: | سطر ٢٩: | ||
</div> | </div> | ||
أبو حسّان مصطفى بن حسني السباعي: عالم إسلامي مجاهد، وكاتب وخطيب ومصلح وداعية. | أبو حسّان مصطفى بن حسني السباعي: عالم إسلامي مجاهد، وكاتب وخطيب ومصلح وداعية. | ||
=الولادة= | |||
ولد في مدينة حمص [[سوريا|بسوريا]] عام 1915 م، ونشأ في أُسرة علمية عريقة معروفة بالعلم منذ مئات السنين، وكان والده وأجداده يتولّون الخطابة في الجامع الكبير بحمص جيلًا بعد جيل، وقد تأثّر بأبيه الشيخ حسني السباعي الذي كانت له مواقف معروفة ضدّ المستعمر الفرنسي. | |||
=نشاطات= | |||
كان مصطفى يوزّع المنشورات، ويلقي الخطب، ويقود المظاهرات في حمص، وهو في السادسة عشرة من عمره! واعتقله الفرنسيّون سنة 1921 م بسبب أعماله هذه مرّتين. | |||
<br>قاد مجموعة من إخوانه المتحمّسين في حمص، فأطلقوا الرصاص على الفرنسيّين ردّاً على اعتداءاتهم. | <br>قاد مجموعة من إخوانه المتحمّسين في حمص، فأطلقوا الرصاص على الفرنسيّين ردّاً على اعتداءاتهم. | ||
=سفر الدراسة إلى مصر= | |||
وفي عام 1933 م ذهب إلى [[مصر]] للدراسة الجامعية بالأزهر، وهناك شارك عام 1941 م فيالمظاهرات ضدّ الاحتلال البريطاني، كما أيّد ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق ضدّ الإنجليز، فاعتقلته السلطات المصرية بأمر من الإنجليز مع مجموعة من زملائه الطلبة قرابة ثلاثة أشهر، ثمّ نقل إلى معتقل «صرفند» بفلسطين، حيث بقي أربعة أشهر، ثمّ أُطلق سراحه بكفالة. | |||
<br>تعرّف السباعي في فترة دراسته بمصر على مؤسّس جماعة الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنّا، وظلّت أواصر الصداقة والصلة قائمة بينهما بعد عودته إلى سوريا، حيث اجتمع بالعلماء والدعاة ورجال الجمعيات الإسلامية في المحافظات السورية، وقرّروا توحيد صفوفهم، والعمل جماعة واحدة، وبهذا تأسّست منهم «جماعة الإخوان المسلمين» لعموم القطر السوري، وقد حضر هذا الاجتماع من مصر سعيد رمضان، وكان ذلك عام 1942 م، ثمّ بعد ثلاث سنوات اختير مصطفى السباعي ليكون أوّل مراقب عامّ للإخوان المسلمين في سوريا. | <br>تعرّف السباعي في فترة دراسته بمصر على مؤسّس جماعة الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنّا، وظلّت أواصر الصداقة والصلة قائمة بينهما بعد عودته إلى سوريا، حيث اجتمع بالعلماء والدعاة ورجال الجمعيات الإسلامية في المحافظات السورية، وقرّروا توحيد صفوفهم، والعمل جماعة واحدة، وبهذا تأسّست منهم «جماعة الإخوان المسلمين» لعموم القطر السوري، وقد حضر هذا الاجتماع من مصر سعيد رمضان، وكان ذلك عام 1942 م، ثمّ بعد ثلاث سنوات اختير مصطفى السباعي ليكون أوّل مراقب عامّ للإخوان المسلمين في سوريا. | ||
<br>شارك السباعي في حرب فلسطين عام 1948 م، حيث قاد الكتيبة السورية ضدّ الصهاينة. وفي عام 1947 أنشأ جريدة «المنار» حتّى عطّلها حسني الزعيم بعد الانقلاب العسكري عام 1949 م، وفي عام 1955 أسّس مع آخرين مجلّة «الشهاب» الأُسبوعية، والتي استمرّت في الصدور إلى قيام الوحدة مع مصر عام 1958 م. | <br>شارك السباعي في حرب فلسطين عام 1948 م، حيث قاد الكتيبة السورية ضدّ الصهاينة. وفي عام 1947 أنشأ جريدة «المنار» حتّى عطّلها حسني الزعيم بعد الانقلاب العسكري عام 1949 م، وفي عام 1955 أسّس مع آخرين مجلّة «الشهاب» الأُسبوعية، والتي استمرّت في الصدور إلى قيام الوحدة مع مصر عام 1958 م. | ||
سطر ٤٠: | سطر ٤٣: | ||
<br>في عام 1952 م طلب السباعي من الحكومة السورية السماح لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا بالمشاركة في حرب السويس إلى جانب المصريّين، فقامت حكومة أديب الشيشكلي بحلّ الجماعة واعتقال السباعي وإخوانه، ثمّ أصدر أمره بفصل السباعي من الجامعة السورية وإبعاده خارج سوريا إلى لبنان. | <br>في عام 1952 م طلب السباعي من الحكومة السورية السماح لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا بالمشاركة في حرب السويس إلى جانب المصريّين، فقامت حكومة أديب الشيشكلي بحلّ الجماعة واعتقال السباعي وإخوانه، ثمّ أصدر أمره بفصل السباعي من الجامعة السورية وإبعاده خارج سوريا إلى لبنان. | ||
<br>وبعد اعتقال حسن الهضيبي في مصر خلال مواجهة الإخوان المسلمين بمصر مع<br>حكومة ثورة يوليو/ تمّوز، شكّل الإخوان المسلمون في البلاد العربية مكتباً تنفيذياً تولّى الدكتور مصطفى السباعي رئاسته. | <br>وبعد اعتقال حسن الهضيبي في مصر خلال مواجهة الإخوان المسلمين بمصر مع<br>حكومة ثورة يوليو/ تمّوز، شكّل الإخوان المسلمون في البلاد العربية مكتباً تنفيذياً تولّى الدكتور مصطفى السباعي رئاسته. | ||
=بعض من تأليفاته= | |||
والدكتور السباعي له باع طويل في التأليف، فهو من العلماء المحقّقين والفقهاء المجتهدين الذين استوعبوا الفقه الإسلامي من أُصوله المعتمدة، ودرسوا قضايا العصر المستجدّة، ومن أهمّ مؤلّفاته: شرح قانون الأحوال الشخصية، من روائع حضارتنا، المرأة بين الفقه والقانون، عظماؤنا في التاريخ، القلائد من فرائد الفوائد، دروس في دعوة الإخوان المسلمين، السنّة ومكانتها في التشريع الإسلامي، هكذا علّمتني الحياة، اشتراكية الإسلام، أخلاقنا الاجتماعية، أحكام الصيام وفلسفته، الدين والدولة في الإسلام، نظام السلم والحرب في الإسلام، هذا هو الإسلام، السيرة النبوية: دروس وعبر، الاستشراق والمستشرقون، المرونة والتطوّر في التشريع الإسلامي، منهجنا في الإصلاح، العلاقات بين المسلمين والمسيحيّين في التاريخ. | |||
<br>قال عنه الشيخ محمّد أبو زهرة: «إنّني لم أرَ في بلاد الشام أعلى من السباعي همّةً، وأعظم منه نفساً، وأشدّ منه على الإسلام والمسلمين حرقةً وألماً». | <br>قال عنه الشيخ محمّد أبو زهرة: «إنّني لم أرَ في بلاد الشام أعلى من السباعي همّةً، وأعظم منه نفساً، وأشدّ منه على الإسلام والمسلمين حرقةً وألماً». | ||
<br>كان الدكتور مصطفى السباعي يقول: «أعود فأُكرّر دعوتي للمخلصين من علماء الشيعة- وفيهم الواعون الراغبون في جمع كلمة المسلمين- أن نواجه المشاكل التي يعانيها العالم الإسلامي اليوم في انتشار الدعوات الهدّامة التي تجتثّ جذور العقيدة من قلوب شباب السنّة وشباب الشيعة على السواء.... يجب أن تنصبّ جهود المخلصين من أهل السنّة والشيعة على جمع الشتات وتوحيد الكلمة إزاء الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي وبالعقيدة الإسلامية من أساسها». | <br>كان الدكتور مصطفى السباعي يقول: «أعود فأُكرّر دعوتي للمخلصين من علماء الشيعة- وفيهم الواعون الراغبون في جمع كلمة المسلمين- أن نواجه المشاكل التي يعانيها العالم الإسلامي اليوم في انتشار الدعوات الهدّامة التي تجتثّ جذور العقيدة من قلوب شباب السنّة وشباب الشيعة على السواء.... يجب أن تنصبّ جهود المخلصين من أهل السنّة والشيعة على جمع الشتات وتوحيد الكلمة إزاء الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي وبالعقيدة الإسلامية من أساسها». | ||
=الوفاة= | |||
<br>أُصيب مصطفى السباعي في آخر عمره سنة 1957 م بالشلل النصفي، حيث شلّ طرفه الأيسر، وظلّ صابراً محتسباً عدّة سنوات، حتّى توفّي في دمشق يوم السبت 3/ أُكتوبر/ 1967 م. | |||
= المراجع= | |||
(انظر ترجمته في: الموسوعة العربية العالمية 1: 362، النهضة الإسلامية في سير أعلامها<br>المعاصرين 3: 467- 480، عظماء الإسلام: 305- 306، وركبت السفينة: 383، المتحوّلون 7: 41، رسائل الأعلام إلى العلّامة أبي الحسن الندوي: 113- 117، نثر الجواهر والدرر 2: 1599- 1600، موسوعة الأعلام 2: 341). | (انظر ترجمته في: الموسوعة العربية العالمية 1: 362، النهضة الإسلامية في سير أعلامها<br>المعاصرين 3: 467- 480، عظماء الإسلام: 305- 306، وركبت السفينة: 383، المتحوّلون 7: 41، رسائل الأعلام إلى العلّامة أبي الحسن الندوي: 113- 117، نثر الجواهر والدرر 2: 1599- 1600، موسوعة الأعلام 2: 341). | ||
<br> | <br> | ||