انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وحدة القيادة»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''وحدة القيادة''': إنّ من الأركان والأُسس الكفيلة بتحقيق [[الوحدة]]- والتي تبتني عليها أواصر [[الأُخوّة]]- هي القيادة، مضافاً إلى وحدة: العقيدة، والشريعة، والهدف المشترك، والخصال الحميدة المشتركة، والوحدة الثقافية. وسنتناول في هذه المقالة وحدة القيادة.
'''وحدة القيادة''': إنّ من الأركان والأُسس الكفيلة بتحقيق [[الوحدة]]- والتي تبتني عليها أواصر [[الأُخوّة]]- هي القيادة، مضافاً إلى وحدة: العقيدة، والشريعة، والهدف المشترك، والخصال الحميدة المشتركة، والوحدة الثقافية. وسنتناول في هذه المقالة وحدة القيادة.
=مصاديق القيادة=


للقيادة في الإسلام مصداقان : أحدهما صامت وخالد، والآخر حيّ ومتغيّر.
للقيادة في الإسلام مصداقان : أحدهما صامت وخالد، والآخر حيّ ومتغيّر.
سطر ٥: سطر ٧:
القيادة الصامتة هي بإجماع المسلمين كتاب الله وسنّة رسوله، ولا يوجد بين [[المذاهب الإسلامية]] من ينكر قيادتهما، وهما دعامتان هامّتان لوحدة المسلمين، والقرآن يطلق على كتاب الله المنزّل اسم الإمام، يقول: (وَكُلَّ شَيْء أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَام مُبِين) (سورة يس: 12)، و: ( وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ  مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً) (سورة الأحقاف : 12)، والرسول (صلّى الله عليه وآله)إمام الأئمّة، إطاعته لا تنفكّ عن إطاعة الله سبحانه. وقيادة القرآن والسنّة بمعنى الهداية والإرشاد والتعليم والتربية.
القيادة الصامتة هي بإجماع المسلمين كتاب الله وسنّة رسوله، ولا يوجد بين [[المذاهب الإسلامية]] من ينكر قيادتهما، وهما دعامتان هامّتان لوحدة المسلمين، والقرآن يطلق على كتاب الله المنزّل اسم الإمام، يقول: (وَكُلَّ شَيْء أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَام مُبِين) (سورة يس: 12)، و: ( وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ  مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً) (سورة الأحقاف : 12)، والرسول (صلّى الله عليه وآله)إمام الأئمّة، إطاعته لا تنفكّ عن إطاعة الله سبحانه. وقيادة القرآن والسنّة بمعنى الهداية والإرشاد والتعليم والتربية.


ودين الفطرة إذ يؤكّد على ضرورة إجماع المسلمين على القرآن والسنّة يجيز [[الاختلاف]] فيهما في حدود خاصّة، والاختلاف فيهما له مجالات:
=مجالات الاختلاف في الكتاب والسنّة=
 
دين الفطرة إذ يؤكّد على ضرورة إجماع المسلمين على القرآن والسنّة يجيز [[الاختلاف]] فيهما في حدود خاصّة، والاختلاف فيهما له مجالات:


الأوّل: اختلاف المجتهدين في مفهوم ومنطوق الكتاب والسنّة وفي حدود وشروط حجّيتهما، وأمثال ذلك من البحوث المطروحة في المذاهب الكلامية والفقهية. وهذا الاختلاف لا يتعارض مع أصل اتّفاق المسلمين على حجّية الكتاب والسنّة.
الأوّل: اختلاف المجتهدين في مفهوم ومنطوق الكتاب والسنّة وفي حدود وشروط حجّيتهما، وأمثال ذلك من البحوث المطروحة في المذاهب الكلامية والفقهية. وهذا الاختلاف لا يتعارض مع أصل اتّفاق المسلمين على حجّية الكتاب والسنّة.
سطر ١٢: سطر ١٦:


والاختلاف بين [[أهل السنّة]] و[[الشيعة]] في سنّة رسول الله إنّما هو اختلاف في المقدّمة الصغرى لا الكبرى على حدّ تعبير المنطقيّين، فالفريقان متّفقان على حجيّة السنّة وأنّها واجبة الاتّباع كالقرآن، والاختلاف في أنّ هذا القول من السنّة أم لا.
والاختلاف بين [[أهل السنّة]] و[[الشيعة]] في سنّة رسول الله إنّما هو اختلاف في المقدّمة الصغرى لا الكبرى على حدّ تعبير المنطقيّين، فالفريقان متّفقان على حجيّة السنّة وأنّها واجبة الاتّباع كالقرآن، والاختلاف في أنّ هذا القول من السنّة أم لا.
=القيادة وأهمّيتها في وحدة المسلمين=


أمّا القيادة الحيّة المتحرّكة فتتمثّل أوّل ما تتمثّل في شخص القائد الأوّل رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فهو إضافة إلى إمامته الدينية قائد المجتمع الإسلامي وزعيمه السياسي، وكلّ المسلمين يؤمنون بذلك، وظهر الاختلاف بعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، قال قوم من أهل السنّة: إنّ الإمامة بعد الرسول أمر سياسي لا ديني، وقال أكثرهم: إنّها منصب ديني، لكنّهم لم يجعلوها ضمن أُصول الإسلام. والشيعة على العكس من ذلك آمنوا أنّ القيادة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يجب أن يتواصل فيها ما كان موجوداً في شخص القائد الأوّل من الجمع بين السمة الدينية والسياسية، واعتبروا الإيمان بها أصلاً من أُصول المذهب، فهي في رأيهم تتواصل عبر الأئمّة الاثني عشر، ثمّ الفقهاء الذين تتوفّر فيهم شروط التقوى.
أمّا القيادة الحيّة المتحرّكة فتتمثّل أوّل ما تتمثّل في شخص القائد الأوّل رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فهو إضافة إلى إمامته الدينية قائد المجتمع الإسلامي وزعيمه السياسي، وكلّ المسلمين يؤمنون بذلك، وظهر الاختلاف بعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، قال قوم من أهل السنّة: إنّ الإمامة بعد الرسول أمر سياسي لا ديني، وقال أكثرهم: إنّها منصب ديني، لكنّهم لم يجعلوها ضمن أُصول الإسلام. والشيعة على العكس من ذلك آمنوا أنّ القيادة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يجب أن يتواصل فيها ما كان موجوداً في شخص القائد الأوّل من الجمع بين السمة الدينية والسياسية، واعتبروا الإيمان بها أصلاً من أُصول المذهب، فهي في رأيهم تتواصل عبر الأئمّة الاثني عشر، ثمّ الفقهاء الذين تتوفّر فيهم شروط التقوى.
٢٬٧٩٦

تعديل