المفاهيم والمصطلحات القرآنية

من ویکي‌وحدت

لمعرفة كل شيئ يجب البحث عن الكلمات المفتاحية كما هي حقُّها

المَفَاهِيمُ وَالإصطِلاَحَاتُ القرآنية

الْقُرْآنُ

المعنی اللغوي

المَفَاهِيمُ وَالإصطِلاَحَاتُ القرآنية القرآن فِي الأْصْل مَصْدَرٌ مِنْ قَرَأَ بِمَعْنَى الْجَمْعِ، قال الفيروز آبادي: «الْقُرْآنُ لُغَةً: فِي الـأَصْل مَصْدَرٌ مِنْ قَرَأَ بِمَعْنَى الْجَمْعِ». قَال تَعَالَى: «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ»، قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: «إِذَا جَمَعْنَاهُ وَأَثْبَتْنَاهُ فِي صَدْرِكَ فَاعْمَل بِهِ، وَخُصَّ بِالْكِتَابِ الْمُنَزَّل عَلَى مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه و آله وسلم) فَصَارَ لَهُ كَالْعَلَمِ». وعن ابن منظور: «مَعْنَى القُرآن مَعْنَى الْجَمْعِ، وَسُمِّيَ قُرْآناً؛ لأَنه يَجْمَعُ السُّوَر فيَضُمُّها. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: «إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ»، أَي جَمْعَه وقِراءَته، فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ». قال الطريحي: «وإنَّما يسمَّي قرآناً؛ لانَّه يجمع السَّور ويضمُّها؛ وقيل: لأنَّه جمع القصص والـأَمر والنهي والوعد والوعيد والـأَيات والسور بعضها الي بعض، وهو مصدر کالغفران». ونحوه عن الآخرين: «القرآن في اللّغة مصدر قرأ بالهمزة، وتدلّ المادّة الّتي اشتقّ منها (ق ر أ) على جمع واجتماع وهذا المعنى يشاركها فيه مادّة (ق ر ى)، ...کالقرية لاجتماع النّاس فيها.
ومن المادّة الأولى أخذ لفظ القرآن كأنّه سميّ بذلك لجمعه ما فيه من الأحكام والقصص وغير ذلك».

المعنی الإصْطِلاحِي

قَال الْبَزْدَوِيُّ: «هُوَ الْكِتَابُ الْمُنَزَّل عَلَى رَسُول اللَّهِ، الْمَكْتُوبُ فِي الْمَصَاحِفِ، الْمَنْقُول عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه و آله وسلم) نَقْلاً مُتَوَاتِرًا، بِلاَ شُبْهَةٍ، وَهُوَ النَّظْمُ وَالْمَعْنَى جَمِيعًا فِي قَوْل عَامَّةِ الْعُلَمَاءِ». قال الراغب: «وقول أهل اللغة إن القرء من قرأ أي جمع، فإنهم اعتبروا الجمع بين زمن الطهر وزمن الحيض حسبما ذكرت لاجتماع الدم في الرحم. والقراءة ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل، ...ويدل على ذلك أنه لا يقال للحرف الواحد إذا تفوه به قراءة. والقرآن في الأصل مصدر نحو كفران ورجحان؛... وقد خص بالكتاب المنزل على محمد (صلى الله عليه و آله وسلم)، فصار له كالعلم، كما أن التوراة لما أنزل على موسى والإنجيل على عيسى. قال بعض العلماء: تسمية هذا الكتاب قرآنا من بين كتب الله؛ لكونه جامعا لثمرة كتبه، بل لجمعه ثمرة جميع العلوم كما أشار تعالى إليه بقوله: «وَتَفْصِيلُ كُلِّ شَيءٍ». قال محمد سلامة: «كلمة قرآن معناها: الجمع والتأليف فقوله تعالى: «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ» أي تأليفه، وسمى ما بين دفتي المصحف: قرأنا؛ لأنه جمع السور وضم بعضها إلى بعض، أومعناها: القراءة، فتقول: قرأت قراءة حسنة، وقرآنا حسنا، فقوله تعالى: «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً». أي قراءة الفجر، يعني صلاة الفجر وسمي قرآنا؛ لأن القراءة عنه، والتلاوة منه ». قال التفتازاني: «وَالْقُرْآنُ عِنْدَ الأُْصُولِيِّينَ يُطْلَقُ عَلَى الْمَجْمُوعِ وَعَلَى كُل جُزْءٍ مِنْهُ؛ لأَِنَّهُمْ يَبْحَثُونَ. مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ دَلِيلٌ عَلَى الْحُكْمِ، وَذَلِكَ آيَةٌ آيَةٌ لاَ مَجْمُوعُ الْقُرْآنِ. مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ دَلِيلٌ عَلَى الْحُكْمِ، وَذَلِكَ آيَةٌ آيَةٌ لاَ مَجْمُوعُ الْقُرْآنِ». وَقَدْ سَمَّى اللَّهُ الْقُرْآنَ بِخَمْسَةٍ وَخَمْسِينَ اسْمًا: سَمَّاهُ كِتَابًا، وَمُبِينًا، وَقُرْآنًا، وَكَرِيمًا، وَكَلاَمًا، وَنُورًا، وَهُدًى، وَرَحْمَةً، وَفُرْقَانًا، وَشِفَاءً، وَمَوْعِظَةً، وَذِكْرًا، وَمُبَارَكًا، وَعَلِيًّا، وَحِكْمَةً، و... قال السيد محمد باقر الحكيم: «القرآن بانّه الکلام المعجز، المنزّل وحيا على النبي محمّد (صلي الله عليه وآله) المکتوب في المصاحف، المنقول عنه بالتواتر المتعبد بتلاوته». ونحوه عن قلعجي والأخرين. قال الزرکشي: «القرآن الکريم هو الوحي المنزل على النبي محمّد (صلي الله عليه وآله وسلم) للبيان والإعجاز». ونحوه عن الآخرين. قال القحطاني: «القرآن كلام الله: حروفه، ومعانيه، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وهو المعجزة العُظمى، المتعبّد بتلاوته، المبدوء في المصحف بفاتحة الكتاب المختوم بسورة الناس، تكلم الله به، وسمعه جبريل من الله تعالى، وسمعه محمد رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) من جبريل، وسمعه الصحابة من محمد (صلى الله عليه و آله وسلم)، قال الله تعالى: «وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِين * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِين *بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِين». ،

القرائةُ

المعنی اللغوي

في الموسوعة الفقهية الكويتية: «الْقِرَاءَةُ فِي اللُّغَةِ: التِّلاَوَةُ، وَقَرَأَ الشَّيْءَ قُرْءًا وَقُرْآنًا: جَمَعَهُ وَضَمَّ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ». وَقَرَأَ الآْيَةَ مِنَ الْقُرْآنِ: نَطَقَ بِأَلْفَاظِهَا عَنْ نَظَرٍ أَوْ عَنْ حِفْظٍ فَهُوَ قَارِئٌ، وَالْجَمْعُ قُرَّاءٌ، وَقَرَأَ السَّلاَمَ عَلَيْهِ قِرَاءَةً: أَبْلَغَهُ إِيَّاهُ، وَقَرَأَ الشَّيْءَ قُرْءًا وَقُرْآنًا: جَمَعَهُ وَضَمَّ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ. وَاقْتَرَأَ الْقُرْآنَ وَالْكِتَابَ: قَرَأَهُ، وَاسْتَقْرَأَهُ: طَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَقْرَأَ، وَقَارَأَهُ مُقَارَأَةً وَقِرَاءً: دَارَسَهُ. وَالْقَرَّاءُ: الْحَسَنُ الْقِرَاءَةِ. ، وفي المفردات الراغب: «ضمّ الحروف والکلمات بعضها الي بعض في الترتيل».

المعنی الإصطلاحي

قال اللإمام الخميني في ضمن بيانه للقرائة الصحيحة ما يبين ماهية القراة أيضا: «المدار في صحة القراءة على أداء الحروف من مخارجها على نحو يعده أهل اللسان مؤديا للحرف الفلاني دون حرف آخر، ومراعاة حركات البنية وما له دخل في هيئة الكلمة، والحركات والسكنات الإعرابية والبنائية على وفق ما ضبطه علماء العربية». وعن بعض أهل السنة: «هِيَ تَصْحِيحُ الْحُرُوفِ بِلِسَانِهِ بِحَيْثُ يُسْمِعُ نَفْسَهُ، وَفِي قَوْلٍ وَإِنْ لَمْ يُسْمِعْ نَفْسَهُ». ،

الفقهُ

المعنی اللغوي

الفقه في اللغة هو الفهم كما في الصحاح والمصباح،
وهو العلم بالشئ كما في القاموس المحيط. ونقل الشيخ السبحاني استعمالات تؤيد هذا المعنی: «الفقه بمعنى الفهم، ويدلّ عليه قوله سبحانه، حكاية عن موسى (عليه السلام): «وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِساني * يَفْقَهُوا قَوْلِي». أي يُفهم قولي. وقال سبحانه في شأن الكفار: «فَمالِ هؤلاءِ الْقَوْمِ لايَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً». إلى غير ذلك من الآيات الصريحة في أنّ الفقه بمعنى الفهم وهو واضح لا يحتاج إلى بيان».

المعنی الإصطلاحي

قال المحقق الكركي: «أما في اصطلاح الفقهاء فالفقه كان في الصدر الأول يستعمل في فهم أحكام الدين جميعها، سواء كانت متعلقة بالإيمان والعقائد وما يتصل بها، أم كانت أحكام الفروج والحدود والصلاة والصيام. وبعد فترة تخصص إستعماله فصار يعرف بأنه علم الأحكام من الصلاة والصيام والفروض والحدود». ونحوه عن العلامة الحلي والحر العاملي والشيخ علي خازم. وعن القونوي الحنفي: «الفقه في اللغة: عبارة عن فهم غرض المتكلم من كلامه. وفي الاصطلاح: هو العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية. وبوجه آخر: الفقه علم مستنبط يعرف منه أحكام الدين. قال صاحب المنظومة: الفقه هو الوقوف على المعنى الخفي الذي يحتاج في حكمه إلى النظر و الاستدلال. فالفقيه: هو العالم بعلم الشريعة». ونحوه عن زين الدين أبو يحيى السنيكي وزين العابدين الحدادي والآمدي وابن نجيم وعبد الرحمن عبد المنعم.

الْمُصْحَفُ

المعنی اللغوي

الْمُصْحَفُ بِضَمِّ الْمِيمِ، وَيَجُوزُ الْمِصْحَفُ بِكَسْرِهَا، وَهِيَ لُغَةُ تَمِيمٍ، وَهُوَ لُغَةً: اسْمٌ لِكُل مَجْمُوعَةٍ مِنَ الصُّحُفِ الْمَكْتُوبَةِ ضُمَّتْ بَيْنَ دَفَّتَيْنِ، قَال الأَزْهَرِيُّ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُصْحَفُ مُصْحَفًا لأَنَّهُ أُصْحِفَ، أَيْ جُعِل جَامِعًا لِلصُّحُفِ الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.

المعنی الإصطلاحي

اسْمٌ لِلْمَكْتُوبِ فِيهِ كَلاَمُ اللَّهِ تَعَالَى بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ. وَيَصْدُقُ الْمُصْحَفُ عَلَى مَا كَانَ حَاوِيًا لِلْقُرْآنِ كُلِّهِ، أَوْ كَانَ مِمَّا يُسْمَّى مُصْحَفًا عُرْفًا وَلَوْ قَلِيلاً كَحِزْبٍ، عَلَى مَا صَرَّحَ بِهِ الْقَلْيُوبِيُّ، وَقَال ابْنُ حَبِيبٍ: يَشْمَل مَا كَانَ مُصْحَفًا جَامِعًا أَوْ جُزْءًا أَوْ وَرَقَةً فِيهَا بَعْضُ سُورَةٍ أَوْ لَوْحًا أَوْ كَتِفًا مَكْتُوبَةً. ،

الکِتَابُ

المعنی اللغوي

قال ابن منظور: « الكِتابُ اسْمٌ لِمَا كُتب مَجْمُوعاً». فکما أنَّ مفردة (القرآن) مشتق من القراءة والقراءة كما يقول الراغب فى مفرداته: «هى ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض فى الترتيل»؛ الكتاب أيضا مشتق من الكتابة، وهى كما يقول الراغب: «ضم الحروف بعضها إلى بعض بالخط، وقد يقال ذلك للمضموم بعضها إلى بعض باللفظ، فالأصل فى الكتابة النظم بالخط، لكن يستعار كلُّ واحد للآخر، ولهذا سمِّى كلام الله (وإن لم يكتب) كتابا.

المعنی الإصطلاحي

وهو الاسم الثانى للقرآن الكريم، وقد ذكر كثيرا فى آياته، وتردد كثيرا فى سوره، وهو يلى القرآن فى الشهرة وكثرة الذكر، والقرآن كتاب باعتباره مكتوبا، مضمومة حروفه وكلماته وآياته عن طريق الخط والكتابة. ومن تسمية كلام الله بهذين الاسمين القرآن والكتاب، يلاحظ معنى الضم والجمع؛ ونحن نرى كلمات وآيات القرآن مضمومة إلى بعضها ضما متناسقا متماسكا معجزا، وكل من قرأ فى القرآن وسمع آيات منه، أو كتب ألفاظا وكلمات منه يلحظ معنى الضم فى كل ذلك. وتبدو هناك حكمة أخرى من تسمية كلام الله بهذين الاسمين: القرآن والكتاب، وقد أورد هذه الحكمة العلامة الدكتور محمد عبد الله دراز فى كتابه القيم «النبأ العظيم»، وخلاصتها: أنَّ الله أراد من هذين الإسمين أن يتحقق الجمع الوثيق لكلامه، وأن يوجد الحفظ التام المطلق لكل سوره وآياته وكلماته وحروفه، وأن لايرد على النفس المسلمة إحتمال ولو يسيرا عن تعرُّض شيء منها للتحريف أو الضياع أو النقصان. هذا الكتاب الذى أنزله الله هو حق لا ريب فيه، وهو هدى للمتقين. قال تعالى: «الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ». وهو كتابُ حكيمٍ كما أنه قرآنٌ حكيمٌ: «الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ». وقد أحكمت آياته ثم فصلت ووضحت وبينت، وقدمت للناس ليؤمنوا بها: «الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ». ، وأيضا قيل: لأن الله كتب أحكامه وتكاليفه على عباده، أي أوجبها عليهم، قال تعالى: «وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَك». ،

الفرقانُ

المعنی اللغوي

قال ابن منظور: «الفُرْقان جَمْعُ الفَرْق، والفَرْق أَربعة أَرباع، وَالصَّفُّ أَن تصفَّ بَيْنَ مِحْلَبَيْنِ أَو ثَلَاثَةً مِنَ اللَّبَنِ. وَقَدْ فارَقْتُ فُلَانًا مِنْ حِسَابِي عَلَى كَذَا وَكَذَا إِذا قطعتَ الأَمر بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَلَى أَمر وَقَعَ عَلَيْهِ اتِّفَاقُكُمَا، وَيُقَالُ: فَرَقَ لِي هَذَا الأَمرُ يَفْرُقُ فُرُوقاً إِذا تَبَيَّنَ وَوَضَحَ.». 

المعنی الإصطلاحي

سمي القرآن فرقانا؛ لأنَّ به يفرَّق بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، وبين النور والظلمات، ففيه وحده الحق والهدى والنور، ونقيضه وضده هو باطل وضلال وظلام. قال تعالى: «نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ». وقال تعالي: «تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً». ، وذلک لتفريقه بين الحق والباطل.

الذکرُ

المعنی اللغوي

قال ابن منظور: «الذِّكْرُ: الحِفْظُ لِلشَّيْءِ تَذْكُرُه. والذِّكْرُ أَيضاً: الشَّيْءُ يَجْرِي عَلَى اللِّسَانِ. والذِّكْرُ: جَرْيُ الشَّيْءِ عَلَى لِسَانِكَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَن الدِّكْرَ لُغَةٌ فِي الذِّكْرِ، ذَكَرَهُ يَذْكُرُه ذِكْراً وذُكْراً؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: «وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ». قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ ادْرُسُوا مَا فِيهِ».

المعنی الإصطلاحي

سمي القرآن ذکرا؛ لأن الله ذكَّر به عباده، وعرفهم فيه فرائضه وحدوده. قال تعالى: «وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ» ، وقال تعالى: «وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ». وأيضا لأنَّ فى القرآن الذكر المجيد لهذه الأمة، فقد كانت قبل هذا القرآن نكرة من النكرات، تعيش وتموت ولا يحس بها أحد إن عاشت أو ماتت. ثم أعلى القرآن ذكرها، وبوأها مكانتها، وأسلمها قيادة البشرية، وجعلها قائدة ورائدة، وفى مركز الأستاذية والوصاية والرعاية. ولا ذكر لهذه الأمة إلّا بالتزام الذكر الربانى، والانطلاق به والظهور من خلاله. هذا أو العودة إلى زوايا النسيان وعالم النكرات، وذيل القافلة وسقط المتاع. قال تعالى: «وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ» وهذا الذكر المبارك لا يستفيد منه إلّا من كان صاحب قلب حى متفاعل، فيمتزج الذكر الربانى مع القلب الإيمانى، وتسرى الحياة مع القرآن إلى القلب فتحييه .. وتظهر سمات الحياة القرآنية على الجوارح، وتلحظ على السلوك، وتكون ثمارا يانعة خيرة فى الواقع المعاش . قال تعالى: «وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ». ،

النورُ

المعنی اللغوي

قال ابن منظور: «النُّورُ: الضِّيَاءُ. وَالنُّورُ: ضِدُّ الظُّلْمَةِ. وَفِي الْمُحْكَمِ: النُّور الضَّوْءُ، أَيًّا كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ شُعَاعُهُ وَسُطُوعُهُ، وَالْجَمْعُ أَنْوارٌ ونِيرانٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الَّذِي يُبْصِرُ بِنُورِهِ ذُو العَمَاية ويَرْشُدُ بِهُدَاهُ ذُو الغَوايَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الظَّاهِرُ الَّذِي بِهِ كُلُّ ظُهُورٍ، وَالظَّاهِرُ فِي نَفْسِهِ المُظْهِر لِغَيْرِهِ يُسَمَّى نُورًا».

المعنی الإصطلاحي

القرآن نور يشرق فى قلب المؤمن فيزهر بالإيمان، ويشرق فى حياته فينيرها له، ويشرق فى سماء الأمة فيكون ضياء وسعادة وهدى وخيرا، ويشرق فى البشرية فتعرف مواقعها وتهتدى إلى طريقها إن أرادت سواء السبيل قال تعالى: «قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ». وقال تعالى: «فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ». ،