آلپ ارسلان كويتول
آلپ ارسلان كويتول (Alparslan Kuytul) هو عالم ديني ومفسر تركي، مؤسس لمؤسسة فوركان التعليمية والخيرية المعروفة بحركة فرقان، وهو من خريجي جامعة الأزهر، تشمل أفكاره رفض العلمانية، معاداة القومية، معاداة إيران فوبيا وتكفير الشيعة، والدعوة لتأسيس حكومة إسلامية تقوم على اساس أخوة، و الدعوة الى معاداة إسرائيل، هذه الأفكار أدت إلى اعتقاله وسجنه عدة مرات من قبل الحكومة التركية.
ولادته ونشأته
وُلد آلپ ارسلان كويتول في عام 1965 في محافظة آدانا بتركيا.
دراسته
أكمل تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس آدانا ومن خلال هذه الفترة، كان يأخذ أصدقاءه من المدرسة إلى المسجد المقابل للمدرسة بعد الدوام وفي عطلات نهاية الأسبوع لإلقاء محاضرات دينية لهم.
دراسته الجامعية
تخرج في عام 1991 من جامعة تشوكوروفا (Çukurova Üniversitesi)، كلية الهندسة المعمارية، قسم الهندسة المدنية، بعد انتهاء خدمته العسكرية، درس في كلية الشريعة بجامعة الأزهر في مصر بين عامي 1993 و1997، وتخصص في الفقه الإسلامي. بعد تخرجه من الأزهر، عاد إلى تركيا، خلال فترة دراسته الجامعية في عام 1986، أسس أول بيت طلابي له وكان يلقي محاضرات إسلامية للطلاب والعمال، وفي عام 1988، أسس مكتبة "الإخوة" (Kardeşler Kitabevini) واستمر في إلقاء المحاضرات الأسبوعية في حديقة المكتبة لسنوات.
تأسيس مؤسسة فوركان التعليمية والخيرية
في عام 1994، أثناء استمراره في الدراسة في الأزهر، أسس مع بعض المحسنين مؤسسة فوركان التعليمية والخيرية (Furkan Vakfı)، والتي تُعرف أيضًا بحركة فرقان، تأسست المؤسسة بهدف تعزيز الإسلام والعلوم الإسلامية من مرحلة الطفولة حتى المرحلة الثانوية، وتربية جيل رائد يتمتع بإيمان حقيقي، وحب العبادة، والقيم الأخلاقية، وتوجيه المجتمع نحو الأعمال الخيرية، بعد تأسيس المؤسسة، واصل المتطوعون في فوركان أنشطتهم التعليمية والخيرية في مبنى المؤسسة.
أنشطته في المؤسسة
تدريس العلوم الإسلامية
بالإضافة إلى دروس التفسير التي يلقيها كل يوم جمعة في مركز المؤسسة ويتم بثها مباشرة عبر الموقع الإلكتروني: www.furkanvakfi.org، والتي يشاهدها الآلاف ويحلل فيها الأحداث الفقهية والسياسية اليومية، يقدم أيضًا دروسًا في الحديث، والسيرة، والفقه، وأصول الفقه، واللغة العربية. كما يقدم دروسًا في واقع الشرق الأوسط، والأيديولوجيات الإنسانية، والمفاهيم المعاصرة، والسياسة العالمية، مما أكسبه لقب "المفكر".
إصدار مجلة
في عام 2011، أسس مجلة "جيل فوركان، الجيل الرائد" (FurkanNesli – Öncü Nesil) وكان رئيس تحريرها. يكتب مقالات علمية وسياسية شهرية لهذه المجلة، والتي تركز على الإسلام ووضع الأمة الإسلامية.
إقامة المؤتمرات
بالإضافة إلى تدريس المواد الإسلامية وإصدار النشرات، يسعى من خلال إقامة المؤتمرات العامة داخل البلاد وخارجها إلى رفع الوعي الاجتماعي. كما ينظم حوارات مع الطلاب، ومناقشات وتبادل آراء في مكتبة الكتب، ودروسًا افتراضية، وتجمعات ضد الظلم، وبرامج إفطار في شهر رمضان، وحوارات رمضانية.
إحياء السنن
قام بإحياء سنة الاعتكاف الذي كان قد نُسي في تركيا منذ حوالي 15 عامًا، ويقوم المتابعون لهذه السنة بالاعتكاف كل عام في العديد من مساجد المحافظات المختلفة في تركيا.
الاهتمام بالمحتاجين والفقراء
تقوم مؤسسة فوركان بتقديم مساعدات نقدية وعينية للأسر المحتاجة، وتقدم منحًا دراسية للطلاب، وتنظم أسواقًا خيرية، ورحلات، ومسابقات كتابة مقالات، وأمسيات أخوية، وفعاليات ثقافية أخرى تُقام كل عام لهذه الفئة، لتلبية احتياجاتهم والسعي لتحقيق فهم إسلامي حقيقي.
الرؤيته وآيدلوجياته
الالتزام بأوامر الله، عامل اليقظة
يعتقد كويتول أنه منذ مرحلة المراهقة، كان يشهد أن الناس في العالم الذي يعيش فيه يهتمون بأقوالهم أكثر من أوامر الله، وأن الله غائب عن عالمهم، وبالتالي يتم اغتصاب حق حكم الله. بشعار "في عالم الله، يجب أن يحدث ما يقوله الله"، يضع الأمر الإسلامي على رأس أولوياته ويسعى لإيقاظ أمة نائمة ومجمدة وعلى وشك فقدان حركتها. من وجهة نظره، تحقيق هذا الأمر يتطلب الشروط التالية:
- الفهم والهيكل الإسلامي الإلهي: يجب على المسلمين أن يجعلوا القرآن والسنة مرشدهم، وأن يستلهموا طريقة خدمة الإسلام من الله ورسوله، وليس من أفكارهم الخاصة. مثل هذا الفهم لا يتسامح مع التراجع في الواجبات والمحرمات، ويجب أن يكون هناك تفاهم وتسامح أكبر في الأمور غير الواجبة أو المحرمة أو التي فيها خلاف بين العلماء.
- الفهم والهيكل الإسلامي العلمي: أي أن هذه الحركة يجب أن تهتم ليس فقط بالعلوم الإنسانية، ولكن أيضًا بالعلوم الإسلامية، وأن تجعل العلم بوصلة لها، إهمال العلوم الإسلامية يؤدي إلى مخاطر مثل الابتعاد عن القرآن والسنة والصراط المستقيم، واعتبار الحرام حلالًا.
- الاهتمام بشمولية القرآن: القرآن الكريم يحتوي على جميع الفيتامينات والأدوية التي يحتاجها الإنسان، مثل الإيمان، والعبادة، والأخلاق، والجهاد، وحب الله، والتقوى. لذلك، تناول بعض هذه الفيتامينات وإهمال البعض الآخر يؤدي إلى تدهور شخصية المسلم وظهور مسلمين ضعفاء ومرضى. يجب أن يكون القرآن كتابًا يقرأه كل مجتمع ومسلم بفهم أكبر، ولا يجب أن يكون أي كتاب حاجبًا أمام القرآن والحديث.
الاهتمام بالبرامج الوطنية والعالمية
يشعر بالحزن الشديد تجاه الأزمات التي يعيشها المسلمون والظلم الذي يتعرضون له، ويسعى لإنشاء نهضة إلهية وإنقاذ الأمة المستضعفة، ومن أهم السمات التي تميزه عن الآخرين هي أنه لا يبقى غير مبالٍ بالبرامج الوطنية والعالمية، ويعلق على الأحداث السياسية من خلال النظر إلى القرآن والسنة. شخصيته التي لا تخاف من قول الحق تميزه عن النماذج التقليدية للمعلمين والقيادات. يقول دائمًا: "عندما يتعرض الإسلام أو المسلمون للأذى، أتحدث وأفكر في واجبي، وليس في نهايتي". ولهذا واجه العديد من المشاكل والاتهامات. ومع ذلك، فهو دائمًا يقول الحق ويقف إلى جانب الصالحين دون خوف من الانتقادات أو الاتهامات. فهو يسمي الباطل باطلًا ولا يصاحب الظالمين حتى لو كانوا أقوياء.
تربية جيل رائد
يعتقد ألب أرسلان كويتول أن خلاص المسلمين يكمن في تربية جيل رائد من المثقفين والعلماء القادرين على قيادة مجتمعهم وبناء الحضارة الإسلامية. وقد كرس حياته للنضال من أجل بناء الحضارة الإسلامية، وأكبر أمنية له هي ولادة جيل رائد يتولى قيادة الأمة. ولتحقيق هذا الهدف، يعمل ليل نهار على تربية هذا الجيل ويخصص كل وقته لهذا الأمر. وقد استمر لسنوات في أنشطته التعليمية والخدمية لهذا الغرض.
تقد سياسات الحكومة التركية
في السنوات الأخيرة، انتقد بشدة سياسات الحكومة التركية في العالم الإسلامي، مثل العلاقات مع الكيان الصهيوني وعدم الاهتمام الكافي بقضية فلسطين، وتدخل تركيا في الإطاحة بسوريا ووصول جولاني إلى السلطة بالتعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذلك السياسات الداخلية مثل القمع الكردي. ويشير ضمنيًا إلى أن أردوغان هو مشروع غربي، ويعتقد أن التوترات الأخيرة بين تركيا والغرب هي بداية عملية استعادة الأوسمة التي منحها الغرب لأردوغان والتي يتم استردادها الآن.
إعتقاله من قبل الحكومة التركية
مثل جميع العلماء والمصلحين الذين قبلوا الإسلام كمبدأ وكافحوا من أجله، واجه ألب أرسلان كويتول العديد من الصعوبات وتعرض للظلم، لقد كرس أكثر من 30 عامًا من أجل إحياء المجتمع، ومن خلال دراساته العلمية، قام بتوعية الشعب التركي بالعديد من القضايا الإسلامية والسياسية، في حوالي الساعة 5:30 صباحًا يوم 30 يناير 2018، تم اعتقاله في منزله من قبل فرق العمليات الخاصة، وعلى الرغم من جميع عمليات التفتيش، لم يتم العثور على أي أدلة جنائية في منزله. ومع ذلك، في 8 فبراير، تم إرساله إلى زنزانة انفرادية في سجن "Bolu F tipi" المعروف باسم "قبر الأحياء"، والتي تعتبر تعذيبًا وفقًا لمنظمة حقوق الإنسان الأوروبية، وقد حُرم من الحقوق الممنوحة للسجناء الآخرين، مثل ساعات الرياضة والذهاب إلى المكتبة، ولم يُسمح له بمقابلة أكثر من ثلاثة أشخاص. واضطرت عائلته للسفر لساعات كل أسبوع بين أضنة والسجن. عُقدت أول جلسة لمحاكمته في 8 نوفمبر 2018 وتم الإفراج عنه، ولكن لم يتم الإفراج عنه من القضية الثانية، وبعد تحمله 663 يومًا من الاعتقال غير العادل، تم الإفراج عنه في 5 ديسمبر 2019 [١].
الهوامش
المصادر
- https://www.alparslankuytul.com/alparslan-kuytul- من هو البروفيسور ألب أرسلان كويتول؟ من أين هو؟ (?Alparslan Kuytul Hocaefendi Kimdir? Nerelidir) باللغة الإنجليزية موقع البروفيسور ألب أرسلان كويتول، تاريخ النشر: غير معلوم، تاريخ المشاهدة: 20 فبراير 2025 م.