أقسام الأصل اللفظي

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١١:٢٩، ٢٤ يوليو ٢٠٢١ بواسطة Mahdipoor (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

أقسام الأصل اللفظي: نقدّم لکم أيها القارئ الکريم التقسيمات التي توجد للأصل اللفظي، والمراد بالأصول اللفظية کأصالة الظهور وأصالة عدم القرينة وأصالة الحقيقة، هي الأصول التي ناظرة إلی الواقع وتعدّ أمارة علی الحکم.

أقسام الأصل اللفظي

ينقسم الأصل اللفظي إلى الوجودي والعدمي:

مصاديق الأصل اللفظي الوجودي

أصالة الظهور

وهو أصل يقتضي حمل الكلام على ظاهره، وموردها ما إذا كان اللفظ ظاهرا في معنى، ويحتمل أن يراد منه معنى آخر؛ فتجري أصالة الظهور لإثبات أنّ المراد هو المعنى الظاهر لا المحتمل، فمثلاً لفظ: «فَاقْطَعُواْ» في قوله تعالى: «وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا»[١] ظاهر في الإبانة، ويحتمل أن يراد منه الجرح، وبأصالة الظهور يثبت أنّ المراد منه (الإبانة).
وجميع الأصول اللفظية التي ـ سنشير إليها ـ ترجع إلى هذا الأصل؛ فمؤدّى أصالة الحقيقة هو نفس مؤدّى أصالة الظهور؛ لأنّه مع احتمال إرادة المجاز يكون اللفظ ظاهرا في الحقيقة، وكذلك أصالة العموم؛ فإنّه مع احتمال إرادة التخصيص يكون اللفظ ظاهرا في العموم، وهكذا بقية الأصول اللفظية.
وبتعبير آخر: أنّ المدار على الظاهر، ولذا لو كان اللفظ ظاهرا في المجاز، واحتمل إرادة الحقيقة يثبت بأصالة الظهور أنّ المراد هو المعنى المجازي، ففي الحقيقة ليس لدينا إلاّ أصل واحد، وهو أصالة الظهور، وبقية الأصول اللفظية تطبيقات لذلك الأصل. [٢]

أصالة الحقيقة

أصل يقتضي حمل اللفظ على معناه الحقيقي عند احتمال إرادة المعنى المجازي، وموردها ما إذا شكّ في إرادة المعنى الحقيقي أو المجازي من اللفظ، ولم يعلم بوجود قرينة أو ما يصلح للقرينية على إرادة المجاز مع احتمال وجودها. [٣]

أصالة العموم

أصل يقتضي حمل الكلام على العموم، وموردها ما إذا ورد لفظ عام وشكّ في إرادة العموم منه أو الخصوص، فيقال حينئذٍ: «الأصل العموم».[٤]

أصالة الإطلاق

أصل يقتضي حمل الكلام على الإطلاق؛ وموردها ما إذا ورد لفظ مطلق له حالات وقيود يمكن إرادة بعضها منه، وشكّ في إرادة هذا البعض لاحتمال وجود القيد، فيقال: «الأصل الإطلاق»، فمثلاً: لو شككنا في أنّ البيع في قوله تعالى: «وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ»[٥] مقيد بأن ينشأ بالألفاظ العربية، فإنّنا نتمسّك بأصالة إطلاق البيع في الآية الكريمة لنفي اعتبار هذا القيد، فيثبت صحّة عقد البيع بالألفاظ غير العربية. [٦]

أصالة الجد

أصل يقضي بإرادة المتكلّم ما يقوله جدا لا هزلاً أو امتحانا أو ما شابه ذلك، وهو عبارة أخرى عن تطابق الإرادة الاستعمالية مع الإرادة الجدية. [٧]

أصالة الجهة

أصل يقتضي إلغاء احتمال صدور الرواية عن الإمام عليه‏السلام تقية، بل هي صادرة لبيان الحكم الواقعي، ويطلق عليه أيضا: «الأصل الجهتي»[٨] و«أصالة عدم التقية».[٩]

أصالة المجاز

أصل يقتضي الحكم بكون اللفظ مستعملاً بمعناه المجازي عند الدوران بينه وبين كونه مشتركا، أي موضوعا لمعاني متعددة، وقد يعبّر عنه بـ «أولوية المجاز من الاشتراك».[١٠]

أصالة التطابق

هو أصل يجريه العقلاء عند الشكّ في التطابق بين الدلالة الاستعمالية والإرادة الجدية للمتكلّم، وعلى هذا فهي عبارة أخرى عن الأصول اللفظية كأصالة العموم والإطلاق، فمثلاً إذا استعمل المتكلّم العام وثبت بأصالة التطابق أنّه يريده جدا، فهذا هو مفاد أصالة العموم، وهكذا بقية الأصول. [١١]

أصالة البيان

أصل يقتضي الحكم بكون المتكلّم بيَّن بكلامه تمام مراده، ولو أراد شيئا آخر من قيد أو غير ذلك لبيّنه، ومن نتائجه الإطلاق. [١٢]

أصالة التشابه

أصل يبتني على أنّ الغالب تطابق اللغات في شؤون أوضاع الألفاظ ومعاني المفردات في مختلف الأزمنة والأقوام، فإنّ اللغات على العموم تحكمها ضوابط سارية المفعول في جميعها، من قبيل: كون الوضع إما تعييني أو تعيني، وتضمُّن اللغات لألفاظ تدلّ على الزمان أو المكان وأفعال وأسماء وحروف، وعلى هذا الأساس تبتني الكثير من بحوث فقه اللغة. [١٣]

أصالة تشابه الأزمان

يطلق هذا الأصل ويراد به: إمّا «أصالة التشابه» أو «أصالة عدم النقل» والشائع هو استعمالها بالمعنى الثاني لا الأوّل. [١٤]

أهمّ مصاديق الأصل اللفظي العدمي

أصالة عدم التقييد:

أصل يقتضي عدم تقييد المطلق إذا شككنا في تقييده، وهو عبارة أخرى عن (أصالة الإطلاق). [١٥]

أصالة عدم التخصيص

أصل يقتضي عدم تخصيص العام إذا شككنا في كونه مخصصا أو لا، وهو عبارة أخرى عن أصالة العموم. [١٦]

أصالة عدم التقدير

أصل يقتضي إلغاء احتمال التقدير في الكلام، وموردها فيما إذا احتمل التقدير في الكلام، وليس هناك قرينة عليه، فالأصل يقتضي عدمه. [١٧]

أصالة عدم النقل

أصل يقتضي حمل الكلام على معناه الأوّل. وموردها فيما إذا ورد لفظ احتمل له معنى ثان مع فرض هجر المعنى الأوّل، فإنّه بهذا الأصل يثبت بقاؤه على معناه الأوّل وعدم هجره وتسمّى: «أصالة الثبات» و«أصالة عدم الهجر» أيضا. [١٨]

أصالة عدم الاشتراك

أصل يقتضي حمل اللفظ على معناه الأوّل، وموردها فيما إذا احتمل معنى ثان موضوع له اللفظ، فبأصالة عدم الاشتراك ننفي هذا الاحتمال. [١٩]

أصالة عدم الوضع

أصل يقتضي عدم وضع اللفظ للمعنى المراد عند دوران الأمر بين استعمال اللفظ فيه مجازا أو استعماله حقيقةً وبنحو الاشتراك. [٢٠]

أصالة عدم الغفلة

أصل يقتضي نفي احتمال غفلة المتكلّم عن نصب قرينة في كلامه، ويثبت أن عدم ذكره القرينة إنّما هو عن قصد، لا عن غفلة، فلذلك يكون ظاهر كلامه حجّة. [٢١]

أصالة عدم الزيادة

أصل يقتضي إلغاء احتمال الزيادة في الكلام عند الدوران بينها وبين عدمها. [٢٢]

أصالة عدم النقيصة

أصل يقتضي إلغاء احتمال النقيصة في الكلام عند الدوران بينها وبين عدمها. [٢٣]

أصالة عدم القرينة

أصل يقتضي الحكم بعدم وجود القرينة في الكلام عند الشكّ في وجودها. [٢٤]
وذهب الآخوند الخراساني رحمه‏الله إلى أنّ أصالة عدم القرينة ـ كبقية الأصول اللفظية ـ هي من تطبيقات مصاديق أصالة الظهور[٢٥]، فالعقلاء ليس لهم إلاّ بناء واحد وهو البناء على أصالة الظهور، فهو بنفسه بناء على أصالة عدم القرينة.
بينما ذهب الشيخ الأنصاري رحمه‏الله إلى أنّ أصالة الظهور ومصاديقها ـ كأصالة الحقيقة وأصالة العموم وأصالة الإطلاق ـ ترجع إلى أصالة عدم القرينة، فأصالة الحقيقة ترجع إلى أصالة عدم قرينة المجاز، وأصالة العموم إلى أصالة عدم المخصص، وهكذا؛ وذلك لأنّ حجّية أصالة الظهور إنّما هي من جهة بناء العقلاء على حجّية أصالة عدم القرينة. [٢٦]

أصالة عدم الاستخدام

أصل يقتضي الحكم بعدم وجود معنى آخر للضمير غير المعنى المراد من الكلمة التي يرجع إليها، كما إذا ورد عام، ثُمّ ورد بعده جملة فيها ضمير يرجع إلى بعض أفراد العام بقرينة خاصّة، مثل قوله تعالى: «وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُؤءٍ ... وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ»[٢٧]. فإنّ «المطلقات» عامة للرجعيات وغيرها، ولكن الضمير في «بعولتهنّ» يراد به خصوص الرجعيات، فإذا بنينا على أصالة عدم الاستخدام، فإنّه يثبت أنّ المراد بـ «المطلقات» التي يرجع إليها الضمير خصوص «الرجعيات» إلاّ أنّها معارضة بأصالة العموم. [٢٨]

المصادر

  1. المائدة: 38.
  2. أنظر: الفصول الغروية: 41، أصول الفقه المظفر 1 ـ 2: 76، مباحث الأصول (الصدر) 2: 174، بحوث في علم الأصول (الهاشمي) 4: 270.
  3. أنظر: المستصفى 1: 283، المحصول الرازي 1: 146، شرح مختصر الروضة 1: 503، القوانين المحكمة: 14، أصول الفقه (المظفر) 1 ـ 2: 74، الوجيز في أصول التشريع الاسلامي: 115.
  4. أنظر: الفصول في الأصول 1: 217، فوائد الأصول 1 ـ 2: 539، أصول الفقه المظفر 1 ـ 2: 74.
  5. البقرة: 275.
  6. أصول السرخسي 1: 164، تعليقة على معالم الأصول القزويني 2: 126، أصول الفقه (المظفر) 1 ـ 2: 75.
  7. أنظر: مصباح الأصول 3: 351، 387.
  8. نهاية الأفكار 1 ـ 2: 554.
  9. أنظر: فرائد الأصول 1: 602، نهاية الأفكار 4ق1: 56.
  10. أنظر: المحصول الرازي 1: 154، الإحكام (الآمدي) 1 ـ 2: 31، تعليقة على معالم الأصول (القزويني) 2: 140، 164
  11. أنظر: الحاشية على كفاية الأصول البروجردي 1: 522، تحريرات في الأصول 5: 222.
  12. مقالات الأصول 1: 505 ـ 506.
  13. تعليقة على معالم الأصول القزويني 1: 294، 376 و3: 80.
  14. نهاية الأفكار 4 ق 1: 29.
  15. أنظر: الإحكام الآمدي 3 ـ 4: 108، فرائد الأصول 2: 347، هداية المسترشدين 3: 242.
  16. أنظر: المحصول الرازي 1: 405، الحاشية على كفاية الأصول (البروجردي) 1: 519، حقائق الأصول 1: 514.
  17. أنظر: روح المعاني 1: 346، أصول الفقه المظفر 1 ـ 2: 75، إفاضة العوائد 1: 369، زبدة الأصول (الروحاني) 1: 72.
  18. أنظر: المحصول الرازي 1: 129، الفوائد الحائرية: 106، نهاية الأفكار 1 ـ 2: 67، أصول الفقه (المظفر) 1 ـ 2: 75.
  19. أنظر: المحصول الرازي 1: 105، البحر المحيط 2: 125، هداية المسترشدين 1: 281، أصول الفقه (المظفر) 1 ـ 2: 75.
  20. أنظر: الحاشية على استصحاب القوانين (الأنصاري): 21، هداية المسترشدين 1: 293، تقريرات المجدد الشيرازي 1: 57.
  21. مقالات الأصول 2: 61.
  22. أنظر: الرسائل الخميني 1: 26 ـ 27، منتهى الدراية 7: 523.
  23. أنظر: منية الطالب في شرح المكاسب 3: 364، مجموعة الرسائل الصافي الگلبايگاني 1: 243.
  24. أنظر: الإحكام الآمدي 1 ـ 2: 388، بحوث في شرح العروة الوثقى 1: 87 ـ 88.
  25. كفاية الأصول: 286، وأنظر: حقائق الأصول 2: 93.
  26. فرائد الأصول 1: 135.
  27. البقرة: 228.
  28. أصول الفقه المظفر 1 ـ 2: 210 ـ 211، محاضرات في أصول الفقه 5: 285.