يعقوب بن سفيان بن جوان

مراجعة ١١:٠٣، ٢٢ فبراير ٢٠٢١ بواسطة M.zakaria (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'<div class="wikiInfo"> {| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | !الاسم |يعقوب بن سفيان بن جوان <ref> تاريخ الإ...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
الاسم يعقوب بن سفيان بن جوان [١]
تاريخ الولادة 190 هجري قمري
تاريخ الوفاة 278 هجري قمري
كنيته أبو يوسف [٢].
لقبه الفَسَوي [٣].
طبقته الحادية عشرة [٤].

يعقوب بن سفيان بن جوان، هو ولد في خلافة هارون الرشيد في مدينة «فسا» من بلاد فارس [٥]. وكانت له منزلة علمية كبيرة، لدرجة أن صُنِّف في عداد علماء عصره ومؤلّفيهم، كما وعُرف بالورع والنُسك، والصلابة في السنّة [٦].

ويذكر أصحاب التراجم أنّه تحمّل في سبيل جمع الحديث وكسب المعارف الإسلامية صعاباً جمّة، حيث قضى ثلاثين عاماً تقريباً من عمره في السفر إلى البلدان الإسلامية؛ كفلسطين ودمشق وحمص وعسقلان ونيشابور ومصر والعراق وما بين النهرين، واستفاد من كبار علماء الحديث [٧]. يحكي هو عن نفسه قائلاً: «كنتُ في رحلتي في طلب الحديث، فدخلت إلى بعض المدن، فصادفت بها شيخاً احتجتُ إلى الإقامة عليه للاستكثار منه، وكانت نفقتي قد قلّت، وقد بعدتُ عن بلدي ووطني، فكنت أُدمن الكتابة ليلاً، وأقرأ عليه نهاراً، فلمّا كان ذات ليلة كنت جالساً انسخ من السراج، وكان شتاءً، وقد تصرّم الليل، فنزل الماء في عيني فلم أُبصر السراج ولا الكتب، ولا النسخ الذي كان في يدي، فبكيت على نفسي لانقطاعي عن بلدي، وعلى ما فاتني من العلم الذي كتبت، وما يفوتني ممّا كنت عزمت على كتبه، فاشتدّ بكائي حتّى انثنيت على جنبي، فحملتني عيناي، فرأيتُ النبي صلى الله عليه وآله في النوم، فناداني: يا يعقوب بن يوسف، لمَ أنت كئيب؟ فقلت: يا رسول الله، ذهب بصري فتحسّرت على ما فاتني من كتب سنّتك، وعلى الانقطاع عن بلدي، فقال لي: إدن منّي، فدنوت منه، فأمرّ يده على عيني، كأنّه يقرأ عليهما، ثم استيقظت فأبصرت، وأخذت نسخي، فعدت في السراج أكتب» [٨].

ومع أنّ ابن الأثير وغيره ذكروا أنّه كان يتشيّع، وأنّه كان يتكلّم في مسألة الأفضلية، إلّا أنّ الذهبي وابن كثير ذكرا أنّ ذلك لم يصحّ، وأنّه إمامٌ محدّثٌ كبير القدر[٩]. وهناك قرائن وشواهد تؤيّد قول الذهبي وابن كثير، إضافة إلى أنّ يعقوب قد أورد أيضاً في كتاب «المعرفة والتاريخ» روايات في مناقب الناس غير علي عليه السلام [١٠].

موقف الرجاليّين منه

وثّقه وأثنى عليه الكثير من علماء ورجاليّي أهل السنّة، فقد قال فيه أبو زُرعة الدمشقي: « يعجز أهل العراق أن يروا مثله رجلاً ». وقال الحاكم النيسابوري: «إمام أهل الحديث بفارس » [١١]. ووثّقه أيضاً كلٌّ من: ابن حبّان والنسائي والذهبي وابن حجر [١٢]. هذا، ويقول يعقوب عن نفسه: «كتبت عن ألف شيخٍ وكسر، كلّهم ثقات» [١٣].

من روى عنهم ومن رووا عنه [١٤]

روى عن جماعة، منهم: إبراهيم بن حمزة الزُبيري، إبراهيم بن حُمَيْد الطويل، إبراهيم بن عبدالرحمان بن مهدي، إبراهيم بن محمد الشافعي، أحمد بن شبيب بن سعيد الحَبَطي، جُنَادة بن محمد المُرِّي، سعيد بن منصور، سُليمان بن حرب، يحيى بن سُليمان الجُعفي. وروى عنه جماعة، منهم: النَسائي، التِرمذي، أحمد بن إسحاق الفارسي، إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري، الحسن بن سُفيان الشَيْباني، محمد بن يعقوب الصفّار.

من رواياته

روى بعدّة وسائط عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال لأُمّ سَلَمة: «هذا علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبي بعدي. يا أُمّ سلمة! هذا عليّ أميرالمؤمنين، وسيد المسلمين، ووعاء علمي، وبابي الذي أُوتى منه، وأخي في الدنيا والآخرة، ومعي في السنام الأعلى، يقتل القاسطين والناكثين والمارقين» [١٥].

وروى أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: « ستّة لعنتهم لعنة الله وكلّ نبيٍّ مجاب : المكذّب بقدر الله، والزائد في كتاب الله، والمتسلّط بالجبروت، يذلّ من أعزّالله، ويعزّ من أذلّ الله، والمستحلّ لحرم الله، والمستحلّ من عترتي ما حرّم الله، والتارك لسنّتي» [١٦].

وفاته

توفّي يعقوب سنة 277 ه، في خلافة المعتضد العباسي، في فسا أو في البصرة على قولٍ، وله بضع وثمانون سنة [١٧].

المراجع

  1. تاريخ الإسلام 20: 493، تهذيب الكمال 32: 324، تهذيب التهذيب 11: 338، الجرح والتعديل 9: 208، الأعلام 8: 198، مستدركات علم رجال الحديث 8: 274، سير أعلام النبلاء 13: 180.
  2. الأنساب 4: 384، العبر في خبر من غبر 1: 399، تهذيب الكمال 32: 325.
  3. إكمال الكمال 3: 202، اللباب في تهذيب الأنساب 2: 432، البداية والنهاية 11: 59.
  4. تقريب التهذيب 2: 375.
  5. سير أعلام النبلاء 13: 180، الأنساب 4: 384.
  6. تهذيب الكمال 32: 331، كتاب الثقات 9: 287. قال الذهبي: «هو صاحب كتاب التاريخ الكبير والمشيخة» (تذكرة الحفّاظ 2: 583). وقد طُبع كتابه «المعرفة والتاريخ» في ثلاثة مجلّدات، وقام بتحقيقه الدكتور ضياء العمري، وكذلك كتابه «المشيخة» طُبع بمصر.
  7. البداية والنهاية 11: 59، تهذيب الكمال 32: 331، 332، الأنساب 4: 384.
  8. تهذيب الكمال 32: 332، البداية والنهاية 11: 60.
  9. البداية والنهاية 11: 60، الكامل في التاريخ 7: 440، تذكرة الحفّاظ 2: 583.
  10. أنظر: كتاب المعرفة والتاريخ 1: 283، 289، 479، 487، 622.
  11. تهذيب الكمال 32: 331، 333، تهذيب التهذيب 11: 339.
  12. كتاب الثقات 9: 287، سير أعلام النبلاء 13: 180، 181، تذكرة الحفّاظ 2 : 582، تقريب التهذيب 2: 375 .
  13. سير أعلام النبلاء 13: 181، تهذيب الكمال 32: 333.
  14. تهذيب الكمال 32: 325 - 330، المعرفة والتاريخ 3: 175، بشارة المصطفى‏: 167، شواهد التنزيل: ح‏481، 682، 768، 824.
  15. بشارة المصطفى‏: 167، 263، بحار الأنوار 37: 337.
  16. مستدرك الحاكم 1: 36.
  17. الأنساب 4: 384، الكامل في التاريخ 7: 440، البداية والنهاية 11: 60، أعيان الشيعة 10: 316، الجرح والتعديل 9: 208، النجوم الزاهرة 3: 77.