انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مقتدى الصدر»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٣: سطر ٣:
[[ملف:مقتدى الصدر.jpg|تصغير|السيّد مقتدى الصدر]]
[[ملف:مقتدى الصدر.jpg|تصغير|السيّد مقتدى الصدر]]


=سيرته=
=تمهيد=


عاد السيد مقتدى الصدر إلى واجهة الصحافة العربية والعالمية في الثلاثين من أبريل 2016 بعد نجاح أنصاره في دخول المنطقة الخضراء الأكثر تحصيناً وأمناً في العراق واقتحام مبنى البرلمان العراقي، بعد أن كان قد وجه خطاباً انتقد فيه تقاعس الحكومة والفساد.
عاد السيد مقتدى الصدر إلى واجهة الصحافة العربية والعالمية في الثلاثين من أبريل 2016 بعد نجاح أنصاره في دخول المنطقة الخضراء الأكثر تحصيناً وأمناً في العراق واقتحام مبنى البرلمان العراقي، بعد أن كان قد وجه خطاباً انتقد فيه تقاعس الحكومة والفساد.


أعلن الصدر، وهو رجل دين شيعي يتمتع بالكاريزما وغالباً ما تعكس خطبه الحماسية نزعةً قومية، أنه ينتظر “الانتفاضة الشعبية الكبرى والثورة الشعبية العظمى،” وأضاف أن “أمام الشعب خياران إما إبقاء المحاصصة أو إسقاط الحكومة برمتها،” وذلك بعد أن فشل البرلمان بالانعقاد للتصويت على الدفعة الثانية للوزراء المقترحين من رئيس الوزراء حيدر العبادي. وفي غضون دقائق، وبهذه الخطوة الجديدة يكون مقتدى الصدر قد أدخل العملية السياسية في العراق في دوامة جديدة غير مسبوقة.
أعلن الصدر، وهو رجل دين شيعي يتمتع بالكاريزما وغالباً ما تعكس خطبه الحماسية نزعةً قومية، أنه ينتظر “الانتفاضة الشعبية الكبرى والثورة الشعبية العظمى،” وأضاف أن “أمام الشعب خياران إما إبقاء المحاصصة أو إسقاط الحكومة برمتها،” وذلك بعد أن فشل البرلمان بالانعقاد للتصويت على الدفعة الثانية للوزراء المقترحين من رئيس الوزراء حيدر العبادي. وفي غضون دقائق، وبهذه الخطوة الجديدة يكون مقتدى الصدر قد أدخل العملية السياسية في العراق في دوامة جديدة غير مسبوقة.
=سيرته ومواقفه السياسية=


كان الشاب مقتدى الصدر ذو الثلاثين عاماً عند الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، شخصية غير معروفة في الإعلام العربي والأجنبي، ولكنه وخلال فترة وجيزة أثبت أن له قاعدة شعبية شيعية عريضة لا يمكن تجاوزها، وأسس أكبر ميليشيا شيعية قاتلت قوات التحالف الأمريكية مما حدى بجورج بوش، الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، إلى اعتباره عدواً وطلب قتله أو أسره بعد أن قال :“لا نستطيع أن نسمح لرجل واحد أن يغير مسار بلد بأكمله.” ،كما تم اختياره من قبل مجلة “تايم” ضمن قائمة أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم في عام 2008، ولطالما لقَب من العديد بصانع الملوك في العراق.
كان الشاب مقتدى الصدر ذو الثلاثين عاماً عند الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، شخصية غير معروفة في الإعلام العربي والأجنبي، ولكنه وخلال فترة وجيزة أثبت أن له قاعدة شعبية شيعية عريضة لا يمكن تجاوزها، وأسس أكبر ميليشيا شيعية قاتلت قوات التحالف الأمريكية مما حدى بجورج بوش، الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، إلى اعتباره عدواً وطلب قتله أو أسره بعد أن قال :“لا نستطيع أن نسمح لرجل واحد أن يغير مسار بلد بأكمله.” ،كما تم اختياره من قبل مجلة “تايم” ضمن قائمة أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم في عام 2008، ولطالما لقَب من العديد بصانع الملوك في العراق.
سطر ٣١: سطر ٣٣:


لم تكن علاقاته أيضا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما على أحسن حال كما يذكر البعض؛ فمع بداية الاحتلال الامريكي، دعمت الجمهورية الإسلامية التيار الصدري وجيش المهدي بالمال والسلاح. ولاحقاً، مع تعاظم الاحتراب الأهلي تنازلت ايران عن مقتدى الصدر من خلال السماح بتحجيمه من قِبل أحزابٍ أخرى. لم يمنعه ذلك من الالتجاء اليها بضع سنوات من عام 2007 الى 2011. ومنذ عام 2003، تحوّل خطاب الصدر تدريجياً من نبرة الخطاب الإسلامي إلى الخطاب القومي.  
لم تكن علاقاته أيضا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما على أحسن حال كما يذكر البعض؛ فمع بداية الاحتلال الامريكي، دعمت الجمهورية الإسلامية التيار الصدري وجيش المهدي بالمال والسلاح. ولاحقاً، مع تعاظم الاحتراب الأهلي تنازلت ايران عن مقتدى الصدر من خلال السماح بتحجيمه من قِبل أحزابٍ أخرى. لم يمنعه ذلك من الالتجاء اليها بضع سنوات من عام 2007 الى 2011. ومنذ عام 2003، تحوّل خطاب الصدر تدريجياً من نبرة الخطاب الإسلامي إلى الخطاب القومي.  


لا شك أن مقتدى الصدر طموح في إثبات نفسه على الساحة العراقية كرقم صعب لا يمكن تجاوزه في تشكيل الحكومات المتتالية في العراق. علماً أنه لم يبن تحالفاً استراتيجياً طويل الأمد مع أي من مكونات اللعبة السياسية في العراق أو من خارج العراق، فهو القريب من إيران والمنتقد الشديد لسياساتها في العراق. هو المحارب للاحتلال الأمريكي ولكل مخرجات الاحتلال ولكن لم يغب عن أي عملية انتخابية تحت الاحتلال. المتهم من خلال مليشياته بالقتل والتهجير الطائفي، وعلاوة على ذلك اتهامه في المشاركة في التغيير الديمغرافي الحاصل للسنة، ولكنه لا يبرح أن يشدد على التلاحم الوطني والديني بين السنة والشيعة، بل ويظهر المدافع عنهم في بعض الأحيان. وكان آخر حلفائه المتظاهرين المدنيين من العلمانيين الليبيراليين الذين خرجوا في مظاهرات على مدار العام، مطالبين بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد والمحاصصة. ما لم يفهم بعد من الصدر هو نيته/هدفه في حكم العراق من بغداد أو من بيته في النجف؟ وهل هو مستعد لدفع حياته ثمناً اذا لزم الأمر للدفاع عن أهدافه ومعتقداته؟ كما فعل من قبله أبوه وعمه.
لا شك أن مقتدى الصدر طموح في إثبات نفسه على الساحة العراقية كرقم صعب لا يمكن تجاوزه في تشكيل الحكومات المتتالية في العراق. علماً أنه لم يبن تحالفاً استراتيجياً طويل الأمد مع أي من مكونات اللعبة السياسية في العراق أو من خارج العراق، فهو القريب من إيران والمنتقد الشديد لسياساتها في العراق. هو المحارب للاحتلال الأمريكي ولكل مخرجات الاحتلال ولكن لم يغب عن أي عملية انتخابية تحت الاحتلال. المتهم من خلال مليشياته بالقتل والتهجير الطائفي، وعلاوة على ذلك اتهامه في المشاركة في التغيير الديمغرافي الحاصل للسنة، ولكنه لا يبرح أن يشدد على التلاحم الوطني والديني بين السنة والشيعة، بل ويظهر المدافع عنهم في بعض الأحيان. وكان آخر حلفائه المتظاهرين المدنيين من العلمانيين الليبيراليين الذين خرجوا في مظاهرات على مدار العام، مطالبين بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد والمحاصصة. ما لم يفهم بعد من الصدر هو نيته/هدفه في حكم العراق من بغداد أو من بيته في النجف؟ وهل هو مستعد لدفع حياته ثمناً اذا لزم الأمر للدفاع عن أهدافه ومعتقداته؟ كما فعل من قبله أبوه وعمه.


=المصدر=
=المصدر=
٢٬٧٩٦

تعديل