محمد بن سيرين

مراجعة ٠٣:٥٩، ٢٣ يونيو ٢٠٢١ بواسطة Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) (←‏المراجع)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

محمد بن سيرين ولد في زمان خلافة عثمان سنة 33 ه، أُمّه «صفيّة» أَمة أبي بكر بن أبي قحافة [٥]. وأصل سيرين [٦] من «جرجرايا» [٧]، وقد كان مولى‏ أنس بن مالك، وهو من سبي «عين التمر» الذين أسرهم خالد بن الوليد [٨]، وكان قد سافر إلى‏ «عين التمر» ليحصل على‏ رزقه [٩]. وكان أنس بن مالك قد كاتب أباه سيرين على‏ عشرين ألف درهم [١٠].

محمد بن سیرین.jpg
الاسم محمد بن سيرين [١]
تاريخ الولادة 33 هجري قمري
تاريخ الوفاة 110 هجري قمري
كنيته أبوبكر [٢].
لقبه البصري، الأنصاري، إمام المعبِّرين [٣].
طبقته الثالثة [٤].

ترجمته

وعن بكّار بن محمد: «ولد لمحمد بن سيرين ثلاثون ولداً من امرأةٍ واحدةٍ، لم يبق منهم غير عبدالله بن محمد» [١١]. وكان كثير المزاح والضحك [١٢]، تقول أُمّ عباد امرأة هشام ابن حسّان: «كنّا نسمع بكاءه بالليل، وضحكه ومزاحه بالنهار» [١٣]. وعن ثابت، قال لي محمد: «يا أبا محمد، لم يكن يمنعني من مجالستكم إلّا مخافة الشهرة» [١٤]. وروي: أنّه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وكان يغتسل كلّ يوم [١٥]. وكان مشهوراً بالوسواس [١٦]. كما وروي عن بعضهم قال: «كنّا إذا جلسنا إليه حدّثنا وتحدّثنا، وضحك وسأل عن الأخبار، فإذا سئل عن شي‏ءٍ من الفقه والحلال والحرام تغيّر لونه وتبدّل حتّى‏ كأنّه ليس بالذي كان!» [١٧].

كما وروي أنّه إذا ذكروا عنده رجلاً بسيّئةٍ ذكره هو بأحسن مايعلم [١٨]. قال ابن حبّان البُستي: «من أورع أهل البصرة، وكان فقيهاً فاضلاً، حافظاً متقناً» [١٩]. وقال ابن يونس: «كان ابن سيرين أفطن من الحسن في أشياء» [٢٠]. وروي عن الشعبي أنّه كان يقول: «عليكم بذاك الأصمّ» يعني: ابن سيرين [٢١]. وعن قريش بن أنس بن حبيب - يعني ابن الشهيد - قال: «كنت عند عمرو بن دينار فذكر طاوساً، فقال: مارأيت أحداً قطّ مثل طاوس، قال: وأيّوب إلى‏ جنبي، فقال: أما والله لو قد رأى‏ محمداً ما حلف على‏ هذا» [٢٢].

وعن حَفْصة بنت سيرين: «ما رأيته رافعاً صوته عليها- أي: أُمّه - وكان إذا كلّمها كلّمها كالمصغي إليها بالشي‏ء» [٢٣]. وعن ابن عون: «أنّ محمداً كان إذا كان عند أُمّه لو رآه رجلٌ لايعرفه! وظنّ أنّ به مرضاً من خفضة كلامه عندها» [٢٤].

ولتقواه وورعه ركبه دَيْنٌ، فأُودع السجن مرّةً، وكان سبب ذلك أنّه أخذ زيتاً بأربعين ألف درهم، فوجد في زقٍّ منه فأرةً، فظنّ أنّها وقعت في المعصرة، فصبَّ الزيت كلّه [٢٥]. كان ابن سيرين مشهوراً بتفسير الأحلام، قال الذهبي: «علّامة في التعبير» [٢٦]. وذكروا أنّ الله تعالى‏ رزقه تعبير الرؤيا بسبب مخالفته لهواه، كما صنع بيوسف‏عليه السلام [٢٧].

موقف الرجاليّين منه

وثّقه رجاليو أهل السنّة؛ كأحمد وابن سعد وابن حِبّان وابن مَعين والعِجْلي والذهبي وابن حجر [٢٨]. وعن هشام بن حسان أنّه كان يقول: «حدّثني أصدق من رأيت (أدركت) من البشر: محمد بن سيرين» [٢٩]. وعن ابن عون، قال: «كان محمد يحدّث بالحديث على‏ حروفه، وكان الحسن صاحب معنىً» [٣٠].

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه [٣١]

روى‏ عن الإمام الحسن المجتبى ‏عليه السلام. وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: مولاه أنس، زيد بن ثابت، جُنْدب بن عبدالله البجليّ، حُذيفة، رافع بن خَديج، سَمُرة بن جُنْدب، ابن عمر، ابن عباس، أبو هريرة، عبدالرحمان بن أبي ليلى‏. وروى‏ عنه جماعة، منهم: الشعبي، ثابت البُناني، يونس بن عُبَيد، مالك بن دينار، الأوزاعي، هشام بن حسّان، قتادة، أبو هلال الراسبي، أيوب السَخْتياني. ووردت رواياته في المصادر الروائية لأهل السنّة والشيعة [٣٢].

من رواياته

روى‏ عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: «من حسد علياً فقد حسدني، ومن حسدني فقد كفر» [٣٣].
وروى‏ عن أبي هريرة، عنه ‏صلى الله عليه وآله قال: «أربعة لاتشبع من أربعة: الأرض من المطر، المرأة من الرجل، العين من النظر، العالم من العلم» [٣٤].

وفاته

توفّي ابن سيرين في البصرة يوم الجمعة 9 شوال سنة 110 ه، وكان عمره 75 أو 77 سنة، بعد مائة يوم من وفاة الحسن البصري، وصلّى‏ عليه النضر بن عمرو المُقري، وقبره بإزاء قبر الحسن البصري. وعند موته كان مديناً بثلاثين ألف درهم، سدّدها عنه ابنه عبدالله [٣٥].

المراجع

  1. الثقات 5: 348، تهذيب التهذيب 9: 190، تهذيب الكمال 25: 344، تنقيح المقال 3: 130، قاموس الرجال 9: 322.
  2. الطبقات الكبرى 7: 193، الجرح والتعديل 7: 280، المعارف: 442.
  3. كتاب التاريخ الكبير 1: 90، تاريخ بغداد 5: 331، البداية والنهاية 9: 267، 274.
  4. تقريب التهذيب 2: 169، مختصر تاريخ دمشق 22: 218.
  5. الطبقات الكبرى‏ 7: 193، تهذيب الكمال 25: 349، تذكرة الحفّاظ 1: 78.
  6. ويذكر أنّ البعض قد اعتبر اسم أُمّه «سيرين» (معجم البلدان 4: 176).
  7. بلد من أعمال النهروان الأسفل، بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي، كانت بلدةً عامرةً، وخربت مع ما خرب من النهروانات (معجم البلدان 2: 123).
  8. تهذيب الكمال 25: 345، طبقات الفقهاء: 92، الكامل في التاريخ 2: 395، وفيات الأعيان 4: 181.
  9. راجع ترجمة محمد بن إسحاق بن يسار من هذا الكتاب.
  10. الثقات 5: 349.
  11. الطبقات الكبرى‏ 7: 193.
  12. سير أعلام النبلاء 4: 608.
  13. تهذيب الكمال 25: 352.
  14. سير أعلام النبلاء 4: 609.
  15. الطبقات الكبرى‏ 7: 200.
  16. سير أعلام النبلاء 4: 618.
  17. الطبقات الكبرى‏ 7: 195.
  18. الطبقات الكبرى‏ 7: 200.
  19. الثقات 5: 349.
  20. سير أعلام النبلاء 4: 608.
  21. الجرح والتعديل 7: 280، تهذيب الكمال 25: 352.
  22. الجرح والتعديل 7: 280.
  23. الطبقات الكبرى‏ 7: 198.
  24. المصدر السابق.
  25. سير أعلام النبلاء 4: 613، الطبقات الكبرى‏ 7: 198.
  26. تذكرة الحفّاظ 1: 78.
  27. سفينة البحار 4: 352 (الطبعة الجديدة).
  28. تهذيب الكمال 25: 350، تهذيب التهذيب 9: 191، كتاب الثقات 5: 348، سير أعلام النبلاء 4: 606، تقريب التهذيب 2: 169.
  29. الجرح والتعديل 7: 280، تهذيب الكمال 25: 350.
  30. سير أعلام النبلاء 4: 608، الطبقات الكبرى‏ 7: 194، تهذيب الكمال 25: 349، تاريخ الإسلام 7: 240.
  31. تهذيب الكمال 25: 345 - 348، أمالي الطوسي 1: 80 و2: 236، رجال صحيح البخاري 2: 650، رجال صحيح مسلم 2: 179.
  32. تهذيب الكمال 25: 355، تهذيب التهذيب 9: 190، أمالي الطوسي 1: 80، بحار الأنوار 39: 334.
  33. بحار الأنوار 39: 334، أمالي الطوسي 2: 236.
  34. حلية الأولياء 2: 281.
  35. الطبقات الكبرى‏ 7: 205، 206، كتاب التاريخ الكبير 1: 90، المعارف: 442، كتاب الثقات 5: 349، شذرات الذهب 1: 138، طبقات الحفّاظ: 39.