الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد بن سيرين»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢٠: سطر ٢٠:
|}
|}
</div>
</div>
'''محمد بن سيرين''' ولد في زمان خلافة عثمان سنة 33 ه، أُمّه «صفيّة» أَمة أبي بكر بن أبي قحافة <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 193، تهذيب الكمال 25: 349، تذكرة الحفّاظ 1: 78.</ref>. وأصل سيرين <ref> ويذكر أنّ البعض قد اعتبر اسم أُمّه «سيرين» (معجم البلدان 4: 176).</ref> من «جرجرايا» <ref> بلد من أعمال النهروان الأسفل، بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي، كانت بلدةً عامرةً، وخربت مع ما خرب من النهروانات (معجم البلدان 2: 123).</ref>، وقد كان مولى‏ أنس بن مالك، وهو من سبي «عين التمر» الذين أسرهم خالد بن الوليد <ref> تهذيب الكمال 25: 345، طبقات الفقهاء: 92، الكامل في التاريخ 2: 395، وفيات الأعيان 4: 181.</ref>، وكان قد سافر إلى‏ «عين التمر» ليحصل على‏ رزقه <ref> راجع ترجمة محمد بن إسحاق بن يسار من هذا الكتاب.</ref>. وكان أنس بن مالك قد كاتب أباه سيرين على‏ عشرين ألف درهم <ref> الثقات 5: 349.</ref>.
'''محمد بن سيرين''' ولد في زمان خلافة عثمان سنة 33 ه، أُمّه «صفيّة» أَمة [[أبي بكر بن أبي قحافة]] <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 193، تهذيب الكمال 25: 349، تذكرة الحفّاظ 1: 78.</ref>. وأصل سيرين <ref> ويذكر أنّ البعض قد اعتبر اسم أُمّه «سيرين» (معجم البلدان 4: 176).</ref> من «[[جرجرايا]]» <ref> بلد من أعمال النهروان الأسفل، بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي، كانت بلدةً عامرةً، وخربت مع ما خرب من النهروانات (معجم البلدان 2: 123).</ref>، وقد كان مولى‏ [[أنس بن مالك]]، وهو من سبي «عين التمر» الذين أسرهم [[خالد بن الوليد]] <ref> تهذيب الكمال 25: 345، طبقات الفقهاء: 92، الكامل في التاريخ 2: 395، وفيات الأعيان 4: 181.</ref>، وكان قد سافر إلى‏ «عين التمر» ليحصل على‏ رزقه <ref> راجع ترجمة محمد بن إسحاق بن يسار من هذا الكتاب.</ref>. وكان أنس بن مالك قد كاتب أباه سيرين على‏ عشرين ألف درهم <ref> الثقات 5: 349.</ref>.


وعن بكّار بن محمد: «ولد لمحمد بن سيرين ثلاثون ولداً من امرأةٍ واحدةٍ، لم يبق منهم غير عبدالله بن محمد» <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 193.</ref>. وكان كثير المزاح والضحك <ref> سير أعلام النبلاء 4: 608.</ref>، تقول أُمّ عباد امرأة هشام ابن حسّان: «كنّا نسمع بكاءه بالليل، وضحكه ومزاحه بالنهار» <ref> تهذيب الكمال 25: 352.</ref>. وعن ثابت، قال لي محمد: «يا أبا محمد، لم يكن يمنعني من مجالستكم إلّا مخافة الشهرة» <ref> سير أعلام النبلاء 4: 609.</ref>. وروي: أنّه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وكان يغتسل كلّ يوم <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 200.</ref>. وكان مشهوراً بالوسواس <ref> سير أعلام النبلاء 4: 618.</ref>. كما وروي عن بعضهم قال: «كنّا إذا جلسنا إليه حدّثنا وتحدّثنا، وضحك وسأل عن الأخبار، فإذا سئل عن شي‏ءٍ من الفقه والحلال والحرام تغيّر لونه وتبدّل حتّى‏ كأنّه ليس بالذي كان!» <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 195.</ref>.
=ترجمته=
وعن بكّار بن محمد: «ولد لمحمد بن سيرين ثلاثون ولداً من امرأةٍ واحدةٍ، لم يبق منهم غير عبدالله بن محمد» <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 193.</ref>. وكان كثير المزاح والضحك <ref> سير أعلام النبلاء 4: 608.</ref>، تقول أُمّ عباد امرأة [[هشام ابن حسّان]]: «كنّا نسمع بكاءه بالليل، وضحكه ومزاحه بالنهار» <ref> تهذيب الكمال 25: 352.</ref>. وعن ثابت، قال لي محمد: «يا أبا محمد، لم يكن يمنعني من مجالستكم إلّا مخافة الشهرة» <ref> سير أعلام النبلاء 4: 609.</ref>. وروي: أنّه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وكان يغتسل كلّ يوم <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 200.</ref>. وكان مشهوراً بالوسواس <ref> سير أعلام النبلاء 4: 618.</ref>. كما وروي عن بعضهم قال: «كنّا إذا جلسنا إليه حدّثنا وتحدّثنا، وضحك وسأل عن الأخبار، فإذا سئل عن شي‏ءٍ من الفقه والحلال والحرام تغيّر لونه وتبدّل حتّى‏ كأنّه ليس بالذي كان!» <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 195.</ref>.


كما وروي أنّه إذا ذكروا عنده رجلاً بسيّئةٍ ذكره هو بأحسن مايعلم <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 200.</ref>. قال ابن حبّان البُستي: «من أورع أهل البصرة، وكان فقيهاً فاضلاً، حافظاً متقناً» <ref> الثقات 5: 349.</ref>. وقال ابن يونس: «كان ابن سيرين أفطن من الحسن في أشياء» <ref> سير أعلام النبلاء 4: 608.</ref>. وروي عن الشعبي أنّه كان يقول: «عليكم بذاك الأصمّ» يعني: ابن سيرين <ref> الجرح والتعديل 7: 280، تهذيب الكمال 25: 352.</ref>. وعن قريش بن أنس بن حبيب - يعني ابن الشهيد - قال: «كنت عند عمرو بن دينار فذكر طاوساً، فقال: مارأيت أحداً قطّ مثل طاوس، قال: وأيّوب إلى‏ جنبي، فقال: أما والله لو قد رأى‏ محمداً ما حلف على‏ هذا» <ref> الجرح والتعديل 7: 280.</ref>.
كما وروي أنّه إذا ذكروا عنده رجلاً بسيّئةٍ ذكره هو بأحسن مايعلم <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 200.</ref>. قال ابن حبّان البُستي: «من أورع أهل البصرة، وكان فقيهاً فاضلاً، حافظاً متقناً» <ref> الثقات 5: 349.</ref>. وقال ابن يونس: «كان ابن سيرين أفطن من الحسن في أشياء» <ref> سير أعلام النبلاء 4: 608.</ref>. وروي عن الشعبي أنّه كان يقول: «عليكم بذاك الأصمّ» يعني: ابن سيرين <ref> الجرح والتعديل 7: 280، تهذيب الكمال 25: 352.</ref>. وعن [[قريش بن أنس بن حبيب]] - يعني ابن الشهيد - قال: «كنت عند عمرو بن دينار فذكر طاوساً، فقال: مارأيت أحداً قطّ مثل طاوس، قال: وأيّوب إلى‏ جنبي، فقال: أما والله لو قد رأى‏ محمداً ما حلف على‏ هذا» <ref> الجرح والتعديل 7: 280.</ref>.


وعن حَفْصة بنت سيرين: «ما رأيته رافعاً صوته عليها- أي: أُمّه - وكان إذا كلّمها كلّمها كالمصغي إليها بالشي‏ء» <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 198.</ref>. وعن ابن عون: «أنّ محمداً كان إذا كان عند أُمّه لو رآه رجلٌ لايعرفه! وظنّ أنّ به مرضاً من خفضة كلامه عندها» <ref> المصدر السابق.</ref>.
وعن حَفْصة بنت سيرين: «ما رأيته رافعاً صوته عليها- أي: أُمّه - وكان إذا كلّمها كلّمها كالمصغي إليها بالشي‏ء» <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 198.</ref>. وعن ابن عون: «أنّ محمداً كان إذا كان عند أُمّه لو رآه رجلٌ لايعرفه! وظنّ أنّ به مرضاً من خفضة كلامه عندها» <ref> المصدر السابق.</ref>.
سطر ٣٦: سطر ٣٧:


=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه <ref> تهذيب الكمال 25: 345 - 348، أمالي الطوسي 1: 80 و2: 236، رجال صحيح البخاري 2: 650، رجال صحيح مسلم 2: 179.</ref>=
=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه <ref> تهذيب الكمال 25: 345 - 348، أمالي الطوسي 1: 80 و2: 236، رجال صحيح البخاري 2: 650، رجال صحيح مسلم 2: 179.</ref>=
روى‏ عن الإمام الحسن المجتبى‏عليه السلام.
روى‏ عن الإمام الحسن المجتبى ‏عليه السلام.
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: مولاه أنس، زيد بن ثابت، جُنْدب بن عبدالله البجليّ، حُذيفة، رافع بن خَديج، سَمُرة بن جُنْدب، ابن عمر، ابن عباس، أبو هريرة، عبدالرحمان بن أبي ليلى‏.
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: مولاه أنس، [[زيد بن ثابت]]، [[جُنْدب بن عبدالله البجليّ]]، حُذيفة، [[رافع بن خَديج]]، [[سَمُرة بن جُنْدب]]، ابن عمر، [[ابن عباس]]، أبو هريرة، [[عبدالرحمان بن أبي ليلى‏]].
وروى‏ عنه جماعة، منهم: الشعبي، ثابت البُناني، يونس بن عُبَيد، مالك بن دينار، الأوزاعي، هشام بن حسّان، قتادة، أبو هلال الراسبي، أيوب السَخْتياني. ووردت رواياته في المصادر الروائية لأهل السنّة والشيعة <ref> تهذيب الكمال 25: 355، تهذيب التهذيب 9: 190، أمالي الطوسي 1: 80، بحار الأنوار 39: 334.</ref>.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: الشعبي، ثابت البُناني، [[يونس بن عُبَيد]]، [[مالك بن دينار]]، الأوزاعي، [[هشام بن حسّان]]، قتادة، [[أبو هلال الراسبي]]، [[أيوب السَخْتياني]]. ووردت رواياته في المصادر الروائية لأهل السنّة والشيعة <ref> تهذيب الكمال 25: 355، تهذيب التهذيب 9: 190، أمالي الطوسي 1: 80، بحار الأنوار 39: 334.</ref>.


=من رواياته=
=من رواياته=
سطر ٤٦: سطر ٤٧:


=وفاته=
=وفاته=
توفّي ابن سيرين في البصرة يوم الجمعة 9 شوال سنة 110 ه، وكان عمره 75 أو 77 سنة، بعد مائة يوم من وفاة الحسن البصري، وصلّى‏ عليه النضر بن عمرو المُقري، وقبره بإزاء قبر الحسن البصري. وعند موته كان مديناً بثلاثين ألف درهم، سدّدها عنه ابنه عبدالله <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 205، 206، كتاب التاريخ الكبير 1: 90، المعارف: 442، كتاب الثقات 5: 349، شذرات الذهب 1: 138، طبقات الحفّاظ: 39.</ref>.
توفّي ابن سيرين في البصرة يوم الجمعة 9 شوال سنة 110 ه، وكان عمره 75 أو 77 سنة، بعد مائة يوم من وفاة الحسن البصري، وصلّى‏ عليه [[النضر بن عمرو المُقري]]، وقبره بإزاء قبر الحسن البصري. وعند موته كان مديناً بثلاثين ألف درهم، سدّدها عنه ابنه عبدالله <ref> الطبقات الكبرى‏ 7: 205، 206، كتاب التاريخ الكبير 1: 90، المعارف: 442، كتاب الثقات 5: 349، شذرات الذهب 1: 138، طبقات الحفّاظ: 39.</ref>.


=المراجع=
=المراجع=


[[تصنيف:الرواة المشتركون]]
[[تصنيف:الرواة المشتركون]]
٣٨٢

تعديل