الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد باقر الحكيم»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٧٧: سطر ٧٧:
=الرؤى التقريبية=
=الرؤى التقريبية=


إنّ فكرة الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب الإسلامية، وبالأحرى فكرة التعايش المذهبي بين المسلمين، والاحترام المتبادل بين اتّجاهاتهم المذهبية والاجتهادية، من الأفكار التي كانت موضع الاهتمام الخاصّ للسيّد الحكيم.
إنّ فكرة الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب الإسلامية، وبالأحرى فكرة [[التعايش المذهبي]] بين المسلمين، والاحترام المتبادل بين اتّجاهاتهم المذهبية والاجتهادية، من الأفكار التي كانت موضع الاهتمام الخاصّ للسيّد الحكيم.


فقد كان يؤمن بأنّ الإسلام هو الإطار الأفضل الذي يمكنه أن يوحّد حركة الشعب العراقي، ويضمن الحقوق الكاملة لجميع القوميات والمذاهب والأقلّيات، وأنّه يمثّل هوية الشعب العراقي المسلم.
فقد كان يؤمن بأنّ الإسلام هو الإطار الأفضل الذي يمكنه أن يوحّد حركة الشعب العراقي، ويضمن الحقوق الكاملة لجميع القوميات والمذاهب والأقلّيات، وأنّه يمثّل هوية الشعب العراقي المسلم.
كما كان يؤمن أيضاً بضرورة احترام الأقلّيات القومية والدينية وحقوقها العامّة، وضمان وحدة العراق وبالطرق الدستورية.
كما كان يؤمن أيضاً بضرورة احترام الأقلّيات القومية والدينية وحقوقها العامّة، وضمان وحدة العراق وبالطرق الدستورية.


ويرى ضرورة التقريب وأهمّيته على كافّة الأصعدة. وخير شاهد على ذلك كتابه «الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين».
ويرى ضرورة التقريب وأهمّيته على كافّة الأصعدة. وخير شاهد على ذلك كتابه «[[الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين]]».


هذا، ولا يكفي الإيمان بالتقريب على المستوى النظري، والسيّد الحكيم إذ يبيّن إيمانه المبدئي بالتقريب يواجه سؤالًا عمّا فعله هو من مشاريع عملية في التقريب، فيجيب على هذا السؤال ويعدّد نشاطاته التقريبية كما يلي:  
هذا، ولا يكفي الإيمان بالتقريب على المستوى النظري، والسيّد الحكيم إذ يبيّن إيمانه المبدئي بالتقريب يواجه سؤالًا عمّا فعله هو من مشاريع عملية في التقريب، فيجيب على هذا السؤال ويعدّد نشاطاته التقريبية كما يلي:  


«1- نشر ثقافة التقريب، فلا يمكن أن نقطع أيّة خطوة على طريق توحيد المسلمين دون أرضية ثقافية تحوّل قضية التقريب إلى ثقافة متبنّاة من قبل المسلمين بكافّة مذاهبهم. وأعتقد أنّ أفضل إطار لنشر هذه الثقافة هو إطار أهل البيت عليه السلام بما كانت لهم من أفكار وآراء ونشاطات استهدفت توحيد صفوف المسلمين كما ألمحنا إليه سابقاً. ومن الواضح أنّ هذه النشاطات أثمرت عن عاطفة جيّاشة يحملها المسلمون في مختلف عصور التاريخ وحتّى يومنا هذا اتّجاه هذا البيت الكريم.
«1- نشر ثقافة التقريب، فلا يمكن أن نقطع أيّة خطوة على طريق توحيد المسلمين دون أرضية ثقافية تحوّل قضية التقريب إلى ثقافة متبنّاة من قبل المسلمين بكافّة مذاهبهم. وأعتقد أنّ أفضل إطار لنشر هذه الثقافة هو إطار أهل البيت (عليهم السلام) بما كانت لهم من أفكار وآراء ونشاطات استهدفت توحيد صفوف المسلمين كما ألمحنا إليه سابقاً. ومن الواضح أنّ هذه النشاطات أثمرت عن عاطفة جيّاشة يحملها المسلمون في مختلف عصور التاريخ وحتّى يومنا هذا اتّجاه هذا البيت الكريم.


وليس هناك من لم يحمل هذه الحرمة وهذه العاطفة تجاه آل البيت من المسلمين سوى نفر قليل من النواصب عُرفوا ببغضهم لآل البيت، وهي حالة شاذّة لم تدم طويلًا، فقد انقرض هؤلاء. جدير بالذكر أنّ أهل البيت عاشوا مجتمعاً مليئاً بالتناقضات الحادّة والصراعات التي تحوّلت أحياناً إلى شكل مواجهة دموية، كما حدث في واقعة كربلاء.  
وليس هناك من لم يحمل هذه الحرمة وهذه العاطفة تجاه آل البيت من المسلمين سوى نفر قليل من [[النواصب]] عُرفوا ببغضهم لآل البيت، وهي حالة شاذّة لم تدم طويلاً، فقد انقرض هؤلاء. جدير بالذكر أنّ أهل البيت عاشوا مجتمعاً مليئاً بالتناقضات الحادّة والصراعات التي تحوّلت أحياناً إلى شكل مواجهة دموية، كما حدث في واقعة [[كربلاء]].  


ومع ذلك كان موقف آل البيت من هذا المجتمع موقف الدعوة إلى الوحدة والتآلف والتعايش والتعاون، ممّا جعل هذا البيت الكريم ينال كلّ هذه الحرمة بين المسلمين.  
ومع ذلك كان موقف آل البيت من هذا المجتمع موقف الدعوة إلى الوحدة و[[التآلف]] والتعايش و[[التعاون]]، ممّا جعل هذا البيت الكريم ينال كلّ هذه الحرمة بين المسلمين.  


وممّا تقدّم نفهم أنّ أفضل طريق لجمع مودّة المسلمين على صعيد واحد هو تعريف أهل البيت للمسلمين بمضمونهم الفكري والثقافي والأخلاقي. فإذا تمكّنّا أن نعرض فكر أهل البيت وطريقتهم ومواقفهم وأخلاقهم في مختلف القضايا فذلك أفضل طريق لتقريب المسلمين حول محور واحد.
وممّا تقدّم نفهم أنّ أفضل طريق لجمع مودّة المسلمين على صعيد واحد هو تعريف أهل البيت للمسلمين بمضمونهم الفكري والثقافي والأخلاقي. فإذا تمكّنّا أن نعرض فكر أهل البيت وطريقتهم ومواقفهم وأخلاقهم في مختلف القضايا فذلك أفضل طريق لتقريب المسلمين حول محور واحد.
سطر ٩٨: سطر ٩٨:
وعلى هذا الأساس قمت بعدّة خطوات: تأليف كتب تعرض نظرية أهل البيت في المجالات الحسّاسة الهامّة من أجل نشر ثقافة التقريب كما ذكرت.  
وعلى هذا الأساس قمت بعدّة خطوات: تأليف كتب تعرض نظرية أهل البيت في المجالات الحسّاسة الهامّة من أجل نشر ثقافة التقريب كما ذكرت.  


من هذه الكتب: «الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق»، فقد عرضت مضمون نظرية أهل البيت في الحكم على الصعيد النظري، ودرست التطبيق العملي الراهن لهذه النظرية في إطار الدولة الإسلامية القائمة في إيران.  
من هذه الكتب: «الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق»، فقد عرضت مضمون نظرية أهل البيت في الحكم على الصعيد النظري، ودرست التطبيق العملي الراهن لهذه النظرية في إطار الدولة الإسلامية القائمة في [[إيران]].  


كما ألّفّت كتاب «الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين»، وهو على ما أعتقد من المؤلّفات النادرة في موضوعه، وفيه حاولت أن أستخرج نظرية الإسلام في الوحدة مستنبطة من القرآن الكريم ومن السنّة ومن أخبار أهل البيت.  
كما ألّفّت كتاب «الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين»، وهو على ما أعتقد من المؤلّفات النادرة في موضوعه، وفيه حاولت أن أستخرج نظرية الإسلام في الوحدة مستنبطة من القرآن الكريم ومن السنّة ومن أخبار أهل البيت.  
سطر ١٠٦: سطر ١٠٦:
ولا بأس أن أشير إلى أنّ مدارسنا وحوزاتنا العلمية، بسبب ظروف متعدّدة بعضها سياسية وبعضها اجتماعية وبعضها تنظيمية، لم تولِ الدراسات القرآنية الاهتمام اللازم. ومع أنّ علماء الشيعة ألّفوا قديماً وحديثاً أسفاراً هامّة في التفسير، أذكر منها في عصرنا الحديث «تفسير الميزان»، ولكن الاهتمام بالدراسات القرآنية ضمن مناهج الدراسة في الحوزة العلمية ضعيف. لذلك بذلت جهوداً خاصّة في حقل القرآن في النجف الأشرف ومدرستها العلمية، فقد دوّنت دروساً في علوم القرآن وألقيت فيها محاضرات في المعاهد العلمية التي أُسّست لتنظيم دراسات الحوزة العلمية في النجف، وواصلت هذا العمل العلمي في إيران بعد الهجرة التي حدثت بسبب الظروف السياسية.  
ولا بأس أن أشير إلى أنّ مدارسنا وحوزاتنا العلمية، بسبب ظروف متعدّدة بعضها سياسية وبعضها اجتماعية وبعضها تنظيمية، لم تولِ الدراسات القرآنية الاهتمام اللازم. ومع أنّ علماء الشيعة ألّفوا قديماً وحديثاً أسفاراً هامّة في التفسير، أذكر منها في عصرنا الحديث «تفسير الميزان»، ولكن الاهتمام بالدراسات القرآنية ضمن مناهج الدراسة في الحوزة العلمية ضعيف. لذلك بذلت جهوداً خاصّة في حقل القرآن في النجف الأشرف ومدرستها العلمية، فقد دوّنت دروساً في علوم القرآن وألقيت فيها محاضرات في المعاهد العلمية التي أُسّست لتنظيم دراسات الحوزة العلمية في النجف، وواصلت هذا العمل العلمي في إيران بعد الهجرة التي حدثت بسبب الظروف السياسية.  


3- مساهمتي في المؤتمرات، فقد اشتركت في مؤتمرات عقدت لقضية فلسطين، ومؤتمرات الوحدة الإسلامية التي عقدت لدراسة مسائل التقريب، كما حضرت عدداً من المؤتمرات التي عقدت في أرجاء العالم الإسلامي.  
3- مساهمتي في المؤتمرات، فقد اشتركت في مؤتمرات عقدت لقضية [[فلسطين]]، و[[مؤتمرات الوحدة الإسلامية]] التي عقدت لدراسة مسائل التقريب، كما حضرت عدداً من المؤتمرات التي عقدت في أرجاء [[العالم الإسلامي]].  


4- عملي في مواسم الحجّ، حيث إنّ الإمام الحكيم أوّل من بادر لتأسيس بعثة حجّ دينية في موسم الحجّ في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة، وكنت مسؤول هذه البعثة لمدّة تسع سنوات، وكانت البعثة تعمل في أوساط أتباع أهل البيت وأوساط عامّة المسلمين.  
4- عملي في مواسم الحجّ، حيث إنّ الإمام الحكيم أوّل من بادر لتأسيس بعثة حجّ دينية في موسم الحجّ في [[مكّة المكرّمة]] و[[المدينة المنوّرة]]، وكنت مسؤول هذه البعثة لمدّة تسع سنوات، وكانت البعثة تعمل في أوساط أتباع أهل البيت وأوساط عامّة المسلمين.  


5- المساهمة الجادّة في تأسيس المجمع العالمي للتقريب‏ بين المذاهب الإسلامية وفي كلّ نشاطات هذا المجمع، وتقديم أُطروحات عملية أعتقد أنّها- لو نفّذت- سوف تساهم مساهمة كبيرة في موضوع التقريب.  
5- المساهمة الجادّة في تأسيس المجمع العالمي للتقريب‏ بين المذاهب الإسلامية وفي كلّ نشاطات هذا المجمع، وتقديم أُطروحات عملية أعتقد أنّها- لو نفّذت- سوف تساهم مساهمة كبيرة في موضوع التقريب.  


6- المساهمة في تأسيس جامعة المذاهب الإسلامية على مستوى وضع المناهج وبيان الهيكلية وأُمور التنفيذ.  
6- المساهمة في تأسيس [[جامعة المذاهب الإسلامية]] على مستوى وضع المناهج وبيان الهيكلية وأُمور التنفيذ.  


7- مجلّة «رسالة التقريب» أعطيت من وقتي لمتابعة إصدارها والإشراف على موضوعاتها. وهي مجلّة رائدة في مجال التقريب، آمل أن تتطوّر أكثر على طريق أداء رسالتها في المستقبل. هذا إلى جانب خطوات ومشاريع أُخرى يطول الحديث عنها.
7- [[مجلّة «رسالة التقريب»]] أعطيت من وقتي لمتابعة إصدارها والإشراف على موضوعاتها. وهي مجلّة رائدة في مجال التقريب، آمل أن تتطوّر أكثر على طريق أداء رسالتها في المستقبل. هذا إلى جانب خطوات ومشاريع أُخرى يطول الحديث عنها.


ولا بدّ من التأكيد على أنّ ما قمت به حتّى الآن هو قليل بحقّ هذا الهدف الكبير والمشروع الكبير، ونسأل اللَّه التوفيق لأداء المزيد من الأعمال الصالحة في هذا المجال».
ولا بدّ من التأكيد على أنّ ما قمت به حتّى الآن هو قليل بحقّ هذا الهدف الكبير والمشروع الكبير، ونسأل اللَّه التوفيق لأداء المزيد من الأعمال الصالحة في هذا المجال».
٢٬٧٩٦

تعديل