الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محسن الحكيم»

أُضيف ٤٤٢ بايت ،  ٢٠ يونيو ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(٨ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدم واحد آخر غير معروضة)
سطر ٢١: سطر ٢١:
|الأساتذة
|الأساتذة
| data-type="AuthorTeachers" |[[الآخوند الخراساني]]، والشيخ [[ضياء الدين العراقي]]، والشيخ [[علي باقر الجواهري]]، والشيخ [[محمّد حسين النائيني]]
| data-type="AuthorTeachers" |[[الآخوند الخراساني]]، والشيخ [[ضياء الدين العراقي]]، والشيخ [[علي باقر الجواهري]]، والشيخ [[محمّد حسين النائيني]]
|-
|التلاميذ
|جمع كثير من علماء وأفاضل الحوزة
|-
|-
|الآثار
|الآثار
سطر ٦١: سطر ٦٤:
عندما اندلعت [[الحرب العالمية الأولى]] والتي خلّفت حرقة شديدة في قلوب الناس، ورغم الجفاء والحيف الذي لحق بالشيعة جرّاء السياسة العثمانية، إلّا أنّ ذلك لم يمنع من تساميهم على الخلافات الداخلية والعضّ على الجراح لمواجهة العدوّ الذي اجتاج [[العالم الإسلامي]]، حيث أصدر مراجع التقليد في العراق حكماً بوجوب الجهاد أمام المدّ البريطاني، ولم يكتفوا بذلك بل شاركوا مباشرة بتلك المعارك.
عندما اندلعت [[الحرب العالمية الأولى]] والتي خلّفت حرقة شديدة في قلوب الناس، ورغم الجفاء والحيف الذي لحق بالشيعة جرّاء السياسة العثمانية، إلّا أنّ ذلك لم يمنع من تساميهم على الخلافات الداخلية والعضّ على الجراح لمواجهة العدوّ الذي اجتاج [[العالم الإسلامي]]، حيث أصدر مراجع التقليد في العراق حكماً بوجوب الجهاد أمام المدّ البريطاني، ولم يكتفوا بذلك بل شاركوا مباشرة بتلك المعارك.


وكان للسيّد الحكيم دور بارز في هذه المعارك، وقد شارك عام 1333 ه في الجهاد ضدّ الإنجليز، حيث تصدّى وبأمر من السيّد محمّد سعيد الحبّوبي لقيادة الجانب الأيمن في معركة الشعيبة، وتحت هذا العنوان كانت المساعدات الشعبية وتلك التي تأتي من قبل [[الدولة العثمانية]] لإمداد الجيوش تجتمع عنده ليقوم بتوزيعها على المجاهدين، غير أنّ معركة الشعيبة انتهت بتقهقر المجاهدين فيها وسقوط المدينة.
وكان للسيّد الحكيم دور بارز في هذه المعارك، وقد شارك عام 1333 ه في الجهاد ضدّ الإنجليز، حيث تصدّى وبأمر من السيّد محمّد سعيد الحبّوبي لقيادة الجانب الأيمن في معركة الشعيبة، وتحت هذا العنوان كانت المساعدات الشعبية وتلك التي تأتي من قبل [[الدولة العثمانية]] لإمداد الجيوش تجتمع عنده ليقوم بتوزيعها على المجاهدين، غير أنّ معركة الشعيبة انتهت بتقهقر المجاهدين فيها وسقوط مدينة [[الناصرية]].


=الوفاة=
=الوفاة والذرّية=


بعد الانقلاب البعثي وتصدّي [[أحمد حسن البكر]] و[[حزب البعث]] للسلطة قام نظام البعث بتضييق الخناق على السيّد الحكيم للخضوع لهم، ففرضوا عليه – وذلك في السنين الأخيرة من عمره- الإقامة الجبرية ومارسوا التضييق على طلّاب العلوم الدينية خاصّة و[[الشيعة]] في العراق عامّة.
بعد الانقلاب البعثي وتصدّي [[أحمد حسن البكر]] و[[حزب البعث]] للسلطة قام نظام البعث بتضييق الخناق على السيّد الحكيم للخضوع لهم، ففرضوا عليه – وذلك في السنين الأخيرة من عمره- الإقامة الجبرية ومارسوا التضييق على طلّاب العلوم الدينية خاصّة و[[الشيعة]] في العراق عامّة.
سطر ٦٩: سطر ٧٢:
في السابع والعشرين من ربيع الأوّل سنة 1390 هـ رحل السيّد محسن الطباطبائي الحكيم في أحد مستشفيات [[بغداد]] عن عمر ناهز الرابعة والثمانين، فشيّع جثمانه إلى [[كربلاء]] المقدّسة ومنها إلى النجف الأشرف تشييعاً مهيباً، ودفن بوصية منه في مكتبته العامّة التي عرفت باسمه.
في السابع والعشرين من ربيع الأوّل سنة 1390 هـ رحل السيّد محسن الطباطبائي الحكيم في أحد مستشفيات [[بغداد]] عن عمر ناهز الرابعة والثمانين، فشيّع جثمانه إلى [[كربلاء]] المقدّسة ومنها إلى النجف الأشرف تشييعاً مهيباً، ودفن بوصية منه في مكتبته العامّة التي عرفت باسمه.


=الذرّية=
أمّا ما يتعلّق بالذرّية فللسيّد الحكيم عشر أبناء وأربع بنات. أبناؤه هم: يوسف، محمّد رضا، محمّد مهدي، كاظم، محمّد باقر، عبد الهادي، عبد الصاحب، علاء الدين، عبد العزيز، ومحمّد حسين.
 
للسيّد الحكيم عشر أبناء وأربع بنات. أبناؤه هم: يوسف، محمّد رضا، محمّد مهدي، كاظم، محمّد باقر، عبد الهادي، عبد الصاحب، علاء الدين، عبد العزيز، ومحمّد حسين.


=السيرة التقريبية=
=السيرة التقريبية=
سطر ٨٥: سطر ٨٦:
وكذلك موقفه المهمّ في منع حكومة الشاه من الاعتراف ب[[إسرائيل]]، ورسالة الشيخ [[محمود شلتوت]] إليه، وجوابه عليها أفضل دليل على ذلك حيث كان جوابه الرسالة الوحيدة العملية في هذا المجال.
وكذلك موقفه المهمّ في منع حكومة الشاه من الاعتراف ب[[إسرائيل]]، ورسالة الشيخ [[محمود شلتوت]] إليه، وجوابه عليها أفضل دليل على ذلك حيث كان جوابه الرسالة الوحيدة العملية في هذا المجال.


مضافاً إلى تقديمه الطرح الفكري والسياسي لإنقاذ فلسطين بالانتقال من الدائرة الضيّقة إلى الدائرة الإسلامية الواسعة.
مضافاً إلى تقديمه الطرح الفكري والسياسي لإنقاذ [[فلسطين]] بالانتقال من الدائرة الضيّقة إلى الدائرة الإسلامية الواسعة.


2. قضية الغزو السياسي والثقافي الأجنبي، حيث كان لموقفه ضدّ التهديد الشيوعي للعراق وخطر استيلاء الحزب الشيوعي على مقدّرات الحكم هناك بعد انقلاب تمّوز سنة 1958 م دور كبير في إحباط هذا التهديد الخطير، وهو موقف يعرفه جميع المتابعين للأحداث، ولا سيّما فتواه الجريئة «الانتماء إلى الحزب الشيوعي كفر وإلحاد أو ترويج للكفر والإلحاد» والتي هزّت أركان الحزب الشيوعي الذي كاد أن يسيطر على الأوضاع بعد أن سيطر على الشارع العراقي وهزم الأحزاب القومية والليبرالية واليسارية الأُخرى.
2. قضية الغزو السياسي والثقافي الأجنبي، حيث كان لموقفه ضدّ التهديد الشيوعي للعراق وخطر استيلاء الحزب الشيوعي على مقدّرات الحكم هناك بعد انقلاب تمّوز سنة 1958 م دور كبير في إحباط هذا التهديد الخطير، وهو موقف يعرفه جميع المتابعين للأحداث، ولا سيّما فتواه الجريئة «الانتماء إلى الحزب الشيوعي كفر وإلحاد أو ترويج للكفر والإلحاد» والتي هزّت أركان الحزب الشيوعي الذي كاد أن يسيطر على الأوضاع بعد أن سيطر على الشارع العراقي وهزم الأحزاب القومية والليبرالية واليسارية الأُخرى.
سطر ١٠١: سطر ١٠٢:
النقطة الثالثة: إقامة العلاقات الحميمة مع أوساط أهل السنّة العلمية والاجتماعية والسياسية سواء في داخل العراق أم خارجه، من خلال: تبادل الزيارات، وإهداء الكتب، والحضور في المؤتمرات والمنتديات، وإقامة المؤسّسات المشتركة، و[[التعاون]] على البرّ والتقوى معهم في مختلف المجالات والأحداث، وتدريس الثقافة الإسلامية لجميع [[المذاهب]] في المؤسّسات العلمية الشيعية كما في كلّية الفقه وأُصول الدين، وغير ذلك من النشاطات، والانفتاح على الدول العربية والإسلامية في إقامة العلاقات كما في [[الباكستان]] و[[المملكة العربية السعودية]] و[[مصر]] و[[الأردن]] و[[لبنان]].
النقطة الثالثة: إقامة العلاقات الحميمة مع أوساط أهل السنّة العلمية والاجتماعية والسياسية سواء في داخل العراق أم خارجه، من خلال: تبادل الزيارات، وإهداء الكتب، والحضور في المؤتمرات والمنتديات، وإقامة المؤسّسات المشتركة، و[[التعاون]] على البرّ والتقوى معهم في مختلف المجالات والأحداث، وتدريس الثقافة الإسلامية لجميع [[المذاهب]] في المؤسّسات العلمية الشيعية كما في كلّية الفقه وأُصول الدين، وغير ذلك من النشاطات، والانفتاح على الدول العربية والإسلامية في إقامة العلاقات كما في [[الباكستان]] و[[المملكة العربية السعودية]] و[[مصر]] و[[الأردن]] و[[لبنان]].


يقول الدكتور محمّد حسين الصغير: «اكتسب السيّد الحكيم شهرة واسعة لدى صلته بالسيّد الحبّوبي، كما اكتسب جلائل صفاته في الخُلق الرفيع والسلوك العرفاني والإنابة إلى اللَّه تعالى. وكان السيّد الحبّوبي قد لازم كبير علماء الأخلاق في عصره الشيخ حسين قلي الهمداني، وهو من علماء السلوك والرياضة والعرفان، فكانت تجارب السيّد الحبوبي في هذه الصحبة السلوكية تفرغ شحناتها في قوالب شخصية السيّد الحكيم الذي برز فيما بعد مضافاً إلى مرجعيته الكبرى مثالًا للسلوك العرفاني والمدرسة الإلهية في تربية الذات، وتقويم النفس، وتحصيل الكمالات، ومخالفة الهوى، ومجاهدة الآمال... وهذا ممّا يرتفع بمستوى الروح إلى درجة الصدّيقين والشهداء والصالحين. وجابه الإمام الحكيم في حياته شتّى الصروف والفتن، وقاسى ألوان البلاء والشدّة، فقابل ذلك بالصبر الجميل والاستعانة باللَّه والإنابة إليه. وكان هذا النحو من السلوك قد أكسبه حياة متحرّكة فيّاضة، فهو من الفقهاء نموذجهم المثالي الأرقى، وهو لدى العارفين وحيد عصره روحانية وخلوصاً، وهو عند الشرائح الشعبية المتعدّدة رمز الأُبوّة الصالحة التي تفيض عطفاً وحناناً. ونتيجة لهذا السلوك كان السيّد الحكيم لا يستبدّ بالرأي اجتماعياً وسياسياً، بل له مستشارون من مختلف الطبقات، عليهم أن يشيروا وعليه أن يرى، ولطالما وفّق بين آراء مستشاريه المتعارضة، وهو صاحب القرار وحده، لا يفرض عليه من أيّة جهة، فلا محسوبية ولا منسوبية لديه، بل هي المصلحة الدينية العليا، وهو بها ينطلق من خلال تكليفه الشرعي ليس غير. وطالما استعرض السيّد الحكيم فضل اللَّه عليه، فيقابله بالشكر والامتنان، ويعدّد نعم اللَّه التي لا تحصى عليه، فيلاحظها بعين الإخبات والخضوع، وهو بين هذا وذاك شاكر للَّه‏على نعمائه، ذاكر له على آلائه، لا يزيده ذلك إلّاتواضعاً وإنابة وزلفى، حذراً من الاستدراج بتوالي النعم، ومخافة أن لا يؤدّي حقّ شكر المنعم، وهذا من مظاهر مراقبته للَّه‏ عزّ وجلّ في السرّ والعلن».
يقول الدكتور [[محمّد حسين الصغير]]: «اكتسب السيّد الحكيم شهرة واسعة لدى صلته بالسيّد الحبّوبي، كما اكتسب جلائل صفاته في الخُلق الرفيع والسلوك العرفاني والإنابة إلى اللَّه تعالى. وكان السيّد الحبّوبي قد لازم كبير علماء الأخلاق في عصره الشيخ [[حسين قلي الهمداني]]، وهو من علماء السلوك والرياضة والعرفان، فكانت تجارب السيّد الحبوبي في هذه الصحبة السلوكية تفرغ شحناتها في قوالب شخصية السيّد الحكيم الذي برز فيما بعد مضافاً إلى مرجعيته الكبرى مثالاً للسلوك العرفاني والمدرسة الإلهية في تربية الذات، وتقويم النفس، وتحصيل الكمالات، ومخالفة الهوى، ومجاهدة الآمال... وهذا ممّا يرتفع بمستوى الروح إلى درجة الصدّيقين والشهداء والصالحين. وجابه الإمام الحكيم في حياته شتّى الصروف والفتن، وقاسى ألوان البلاء والشدّة، فقابل ذلك بالصبر الجميل والاستعانة باللَّه والإنابة إليه. وكان هذا النحو من السلوك قد أكسبه حياة متحرّكة فيّاضة، فهو من الفقهاء نموذجهم المثالي الأرقى، وهو لدى العارفين وحيد عصره روحانية وخلوصاً، وهو عند الشرائح الشعبية المتعدّدة رمز الأُبوّة الصالحة التي تفيض عطفاً وحناناً. ونتيجة لهذا السلوك كان السيّد الحكيم لا يستبدّ بالرأي اجتماعياً وسياسياً، بل له مستشارون من مختلف الطبقات، عليهم أن يشيروا وعليه أن يرى، ولطالما وفّق بين آراء مستشاريه المتعارضة، وهو صاحب القرار وحده، لا يفرض عليه من أيّة جهة، فلا محسوبية ولا منسوبية لديه، بل هي المصلحة الدينية العليا، وهو بها ينطلق من خلال تكليفه الشرعي ليس غير. وطالما استعرض السيّد الحكيم فضل اللَّه عليه، فيقابله بالشكر والامتنان، ويعدّد نعم اللَّه التي لا تحصى عليه، فيلاحظها بعين الإخبات والخضوع، وهو بين هذا وذاك شاكر للَّه‏على نعمائه، ذاكر له على آلائه، لا يزيده ذلك إلّا تواضعاً وإنابة وزلفى، حذراً من الاستدراج بتوالي النعم، ومخافة أن لا يؤدّي حقّ شكر المنعم، وهذا من مظاهر مراقبته للَّه‏ عزّ وجلّ في السرّ والعلن».


=المصدر=
=المصدر=


(انظر ترجمته في: معارف الرجال 3: 121- 127، أعيان الشيعة 9: 56- 57، الأعلام للزركلي 5: 290، معجم رجال الفكر والأدب 1: 423- 424، مع علماء النجف الأشرف 2: 336- 337، المنتخب من أعلام الفكر والأدب: 392- 393، موسوعة طبقات الفقهاء 14: 509- 511، أساطين المرجعية العليا: 85- 170، موسوعة الأعلام 3: 31، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 70- 72).
(انظر ترجمته في: معارف الرجال 3: 121- 127، أعيان الشيعة 9: 56- 57، الأعلام للزركلي 5: 290، معجم رجال الفكر والأدب 1: 423- 424، مع علماء النجف الأشرف 2: 336- 337، المنتخب من أعلام الفكر والأدب: 392- 393، موسوعة طبقات الفقهاء 14: 509- 511، أساطين المرجعية العليا: 85- 170، موسوعة الأعلام 3: 31، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 70- 72).
<br>
وراجع أيضاً الموقع الألكتروني : www.haydarya.com
[[تصنيف:مراجع التقليد]]
[[تصنيف:أعلام التقريب]]
[[تصنيف:علماء الدين في العراق]]
[[تصنيف:علماء الشيعة]]
[[تصنيف:علماء الإسلام]]
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٢

تعديل