الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محسن الحكيم»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١٠١: سطر ١٠١:
النقطة الثالثة: إقامة العلاقات الحميمة مع أوساط أهل السنّة العلمية والاجتماعية والسياسية سواء في داخل العراق أم خارجه، من خلال: تبادل الزيارات، وإهداء الكتب، والحضور في المؤتمرات والمنتديات، وإقامة المؤسّسات المشتركة، و[[التعاون]] على البرّ والتقوى معهم في مختلف المجالات والأحداث، وتدريس الثقافة الإسلامية لجميع [[المذاهب]] في المؤسّسات العلمية الشيعية كما في كلّية الفقه وأُصول الدين، وغير ذلك من النشاطات، والانفتاح على الدول العربية والإسلامية في إقامة العلاقات كما في [[الباكستان]] و[[المملكة العربية السعودية]] و[[مصر]] و[[الأردن]] و[[لبنان]].
النقطة الثالثة: إقامة العلاقات الحميمة مع أوساط أهل السنّة العلمية والاجتماعية والسياسية سواء في داخل العراق أم خارجه، من خلال: تبادل الزيارات، وإهداء الكتب، والحضور في المؤتمرات والمنتديات، وإقامة المؤسّسات المشتركة، و[[التعاون]] على البرّ والتقوى معهم في مختلف المجالات والأحداث، وتدريس الثقافة الإسلامية لجميع [[المذاهب]] في المؤسّسات العلمية الشيعية كما في كلّية الفقه وأُصول الدين، وغير ذلك من النشاطات، والانفتاح على الدول العربية والإسلامية في إقامة العلاقات كما في [[الباكستان]] و[[المملكة العربية السعودية]] و[[مصر]] و[[الأردن]] و[[لبنان]].


يقول الدكتور محمّد حسين الصغير: «اكتسب السيّد الحكيم شهرة واسعة لدى صلته بالسيّد الحبّوبي، كما اكتسب جلائل صفاته في الخُلق الرفيع والسلوك العرفاني والإنابة إلى اللَّه تعالى. وكان السيّد الحبّوبي قد لازم كبير علماء الأخلاق في عصره الشيخ حسين قلي الهمداني، وهو من علماء السلوك والرياضة والعرفان، فكانت تجارب السيّد الحبوبي في هذه الصحبة السلوكية تفرغ شحناتها في قوالب شخصية السيّد الحكيم الذي برز فيما بعد مضافاً إلى مرجعيته الكبرى مثالًا للسلوك العرفاني والمدرسة الإلهية في تربية الذات، وتقويم النفس، وتحصيل الكمالات، ومخالفة الهوى، ومجاهدة الآمال... وهذا ممّا يرتفع بمستوى الروح إلى درجة الصدّيقين والشهداء والصالحين. وجابه الإمام الحكيم في حياته شتّى الصروف والفتن، وقاسى ألوان البلاء والشدّة، فقابل ذلك بالصبر الجميل والاستعانة باللَّه والإنابة إليه. وكان هذا النحو من السلوك قد أكسبه حياة متحرّكة فيّاضة، فهو من الفقهاء نموذجهم المثالي الأرقى، وهو لدى العارفين وحيد عصره روحانية وخلوصاً، وهو عند الشرائح الشعبية المتعدّدة رمز الأُبوّة الصالحة التي تفيض عطفاً وحناناً. ونتيجة لهذا السلوك كان السيّد الحكيم لا يستبدّ بالرأي اجتماعياً وسياسياً، بل له مستشارون من مختلف الطبقات، عليهم أن يشيروا وعليه أن يرى، ولطالما وفّق بين آراء مستشاريه المتعارضة، وهو صاحب القرار وحده، لا يفرض عليه من أيّة جهة، فلا محسوبية ولا منسوبية لديه، بل هي المصلحة الدينية العليا، وهو بها ينطلق من خلال تكليفه الشرعي ليس غير. وطالما استعرض السيّد الحكيم فضل اللَّه عليه، فيقابله بالشكر والامتنان، ويعدّد نعم اللَّه التي لا تحصى عليه، فيلاحظها بعين الإخبات والخضوع، وهو بين هذا وذاك شاكر للَّه‏على نعمائه، ذاكر له على آلائه، لا يزيده ذلك إلّاتواضعاً وإنابة وزلفى، حذراً من الاستدراج بتوالي النعم، ومخافة أن لا يؤدّي حقّ شكر المنعم، وهذا من مظاهر مراقبته للَّه‏ عزّ وجلّ في السرّ والعلن».
يقول الدكتور [[محمّد حسين الصغير]]: «اكتسب السيّد الحكيم شهرة واسعة لدى صلته بالسيّد الحبّوبي، كما اكتسب جلائل صفاته في الخُلق الرفيع والسلوك العرفاني والإنابة إلى اللَّه تعالى. وكان السيّد الحبّوبي قد لازم كبير علماء الأخلاق في عصره الشيخ [[حسين قلي الهمداني]]، وهو من علماء السلوك والرياضة والعرفان، فكانت تجارب السيّد الحبوبي في هذه الصحبة السلوكية تفرغ شحناتها في قوالب شخصية السيّد الحكيم الذي برز فيما بعد مضافاً إلى مرجعيته الكبرى مثالاً للسلوك العرفاني والمدرسة الإلهية في تربية الذات، وتقويم النفس، وتحصيل الكمالات، ومخالفة الهوى، ومجاهدة الآمال... وهذا ممّا يرتفع بمستوى الروح إلى درجة الصدّيقين والشهداء والصالحين. وجابه الإمام الحكيم في حياته شتّى الصروف والفتن، وقاسى ألوان البلاء والشدّة، فقابل ذلك بالصبر الجميل والاستعانة باللَّه والإنابة إليه. وكان هذا النحو من السلوك قد أكسبه حياة متحرّكة فيّاضة، فهو من الفقهاء نموذجهم المثالي الأرقى، وهو لدى العارفين وحيد عصره روحانية وخلوصاً، وهو عند الشرائح الشعبية المتعدّدة رمز الأُبوّة الصالحة التي تفيض عطفاً وحناناً. ونتيجة لهذا السلوك كان السيّد الحكيم لا يستبدّ بالرأي اجتماعياً وسياسياً، بل له مستشارون من مختلف الطبقات، عليهم أن يشيروا وعليه أن يرى، ولطالما وفّق بين آراء مستشاريه المتعارضة، وهو صاحب القرار وحده، لا يفرض عليه من أيّة جهة، فلا محسوبية ولا منسوبية لديه، بل هي المصلحة الدينية العليا، وهو بها ينطلق من خلال تكليفه الشرعي ليس غير. وطالما استعرض السيّد الحكيم فضل اللَّه عليه، فيقابله بالشكر والامتنان، ويعدّد نعم اللَّه التي لا تحصى عليه، فيلاحظها بعين الإخبات والخضوع، وهو بين هذا وذاك شاكر للَّه‏على نعمائه، ذاكر له على آلائه، لا يزيده ذلك إلّا تواضعاً وإنابة وزلفى، حذراً من الاستدراج بتوالي النعم، ومخافة أن لا يؤدّي حقّ شكر المنعم، وهذا من مظاهر مراقبته للَّه‏ عزّ وجلّ في السرّ والعلن».


=المصدر=
=المصدر=
٢٬٧٩٦

تعديل