عون بن عبدالله بن عتبة

مراجعة ١٨:٤٦، ٥ أبريل ٢٠٢٣ بواسطة Wikivahdat (نقاش | مساهمات) (استبدال النص - '=المصادر=↵{{الهوامش}}' ب'== الهوامش == {{الهوامش}}')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
الاسم عون بن عبد اللَّه بن عتبة
تاريخ الولادة لم يذكر في المصادر
تاريخ الوفاة بعد 110 الهجري القمري
كنيته أبو عبدالله
نسبه الهُذَلي
لقبه الكوفي
طبقته التابعي

عون بن عبدالله بن عتبة: كان فقيهاً، قارئاً، وكان يقول بالإرجاء ثم رجع عنه فيما قيل. وخرج مع ابن الأشعث، ثم هرب إلى نصيبين، فأمّنه محمد بن مروان، وألزمه ابنه مروان الذي ولي الأمر فيما بعد ثم تركه ولزم عمر بن عبد العزيز، فكانت له منه مكانة.

عون بن عبد اللَّه بن عتبة (... ــ بعد110ق)

ابن مسعود الهُذلي، أبو عبد اللَّه الكوفي. [١]

من روی عنهم ومن رووا عنه

حدّث عن: أبيه، وأخيه عبيد اللَّه، و عبدالله بن العباس، و سعيد بن المسيب، و أم الدرداء، وغيرهم.
حدّث عنه: أخوه ُ حمزة، و مالك بن مغول، و محمد بن عجلان، و قتادة، وآخرون.

فقاهته

وكان فقيهاً، قارئاً، وكان يقول بالارجاء ثم رجع عنه فيما قيل.
وخرج مع ابن الأشعث، ثم هرب إلى نصيبين، فأمّنه محمد بن مروان، وألزمه ابنه مروان الذي ولي الأمر فيما بعد ثم تركه ولزم عمر بن عبد العزيز، فكانت له منه مكانة، وطال مقام جرير الشاعر بباب عمر، فقال لعون:
يا أيها القارىَ المُرخي عمامَتَه ؛ هذا زمانك إني قد مضى زَمَني
أبلغ خليفَتنا إن كنت لاقيه؛ أنّي لدى الباب كالمصفود في قَرَنِ

الوصية المرويّة عن عون لابنه

ومن كلام عون: ذاكر اللَّه في الغافلين، كالمقاتل عن الفارّين، والغافل في الذاكرين كالفارّ عن المقاتلين. وقال: إنّ من أعظم الخير أن ترى ما أُوتيت من الإسلام عظيماً، عندما زُوي عنك من الدنيا.
وقال: لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلَّا من غفلة قد غفلها عن نفسه. [٢]
وجاء في «حلية الأولياء» انّه قال لابنه: يا بُنيّ كن ممن نأيُه عمن نأى عنه يقين ونزاهة، ودنوُّه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس نأيه بكبر وعظمة ولا دنوه خداع وخلابة.. والخير منه مأمول، والشر منه مأمون، إن كان مع الغافلين كُتب في الذاكرين وإن كان مع الذاكرين لم يكتب من الغافلين.. إن زُكَّيَ خاف ما يقولون، واستغفر لما لا يعلمون، يقول أنا أعلم بي من غيري، وربّي أعلم بي من نفسي.. مجالس الذكر مع الفقراء أحب إليه من مجالس اللهو مع الأغنياء.. يحب الصالحين فلا يعمل أعمالهم، ويبغض المسيئين وهو أحدهم.. يقول في الدنيا قول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين.. يخشى الخلق في ربّه، ولا يخشى الربّ في خلقه.. فهو للقول مُدلّ، ويستصعب عليه العمل.

اقتباس هذه الوصية من كلام الإمام علي

لايخفی جلُّ ما جاء في هذه الوصية المرويّة عن عون، إنّما ورد عن الإمام علی (عليه السّلام) في كلام له مشهور، وقد نُقلت فيها نصوص كلام الامام بألفاظها تارة، أو بألفاظ قريبة جداً منها تارة أُخرى.
ولعلّ هذا الفقيه وصّى ابنه بما حفظه من كلام الامام (عليه السّلام)، فحسبه الرواة من كلامه هو، واللَّه العالم.
وأما بعض ما جاء في كلام الإمام علی (عليه السّلام) من خطبة له (عليه السّلام) في وصف المتقين:
«أمّا بعد فإنّ اللَّه سبحانه خلق الخلق حين خَلَقهم غنيّاً عن طاعتهم، آمناً من معصيتهم.. فالمتقون فيها هم أهل الفضائل، منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع إن زُكَّيَ أحدهم خاف مما يُقال له فيقول: أنا أعلم بنفسي من غيري، وربّي أعلم بي من نفسي، اللَّهمّ لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني أفضل مما يظنّون، واغفر لي ما لا يعلمون.
فمن علامة أحدهم أنّك ترى له قوة في دين، وحزماً في لين، وإيماناً في يقين.. الخير منه مأمول والشر منه مأمون.. بُعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة، ودنوّه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده بكبر وعظمة، ولا دنوّه بمكر وخديعة» [٣]
وقال (عليه السّلام) لرجل سأله أن يعظه: «لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل، ويُرجّي التوبة بطول الامل، يقول في الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل فيها بعمل الراغبين. يصف العبرة ولا يعتبر، ويبالغ في الموعظة ولا يتّعظ، فهو بالقول مُدلّ، ومن العمل مقلّ.. اللغو مع الأغنياء أحبُّ إليه من الذكر مع الفقراء.. ويخشى الخلق في غير ربّه ولا يخشى ربّه في خلقه « [٤]

وفاته

توفي عون سنة بضع عشرة ومائة.

الهوامش

  1. الطبقات الكبرى لابن سعد 6- 313، التأريخ الكبير 7- 13، المعرفة و التاريخ 1- 550، تاريخ اليعقوبي 3- 168، الجرح و التعديل 6- 384، الثقات لابن حبّان 5- 263، حلية الاولياء 4- 240، تهذيب الاسماء و اللغات 2- 41، تهذيب الكمال 22- 453، تاريخ الإسلام للذهبي (سنة 101 120) ص 437 و (سنة 191 200) ص 328، سير أعلام النبلاء 5- 103، تهذيب التهذيب 8- 171، تقريب التهذيب 2- 90، شذرات الذهب 1- 140.
  2. ورد هذا المعنى عن الامام علي. قال- عليه السّلام-: من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيْب غيره.
  3. شرح نهج البلاغة لمحمد عبده ج 1- 395.
  4. المصدر نفسه: ج 2- 174، قال الشيخ محمد عبدة في تفسير (و يخشى الخلق ..): أي يخشى الخلق فيعمل لغير اللّه خوفاً منه، و لكنه لا يخاف اللّه فيضرّ عباده و لا ينفع خلقه.