الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عمار بن ياسر بن عامر»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٥٤: سطر ٥٤:
وعن أسماء بن الحكم الفزاري قال: «كنّا بصفّين مع علي بن أبي طالب تحت راية عمّار بن ياسر... إذ أقبل رجل يستقري الصفّ حتّى انتهى‏ إلينا، فقال: أيّكم عمار بن ياسر؟ فقال عمّار بن ياسر: هذا عمّار، قال: أبو اليقظان؟ قال: نعم، قال: إنّ لي حاجة إليك، فأنطق بها علانيةً أو سرّاً؟ فقال: اختر لنفسك أيّ ذلك شئت، قال: لا، بل علانية، قال: فانطق، قال: إنّي خرجت من أهلي مستبصراً في الحقّ الذي نحن عليه، لاأشكّ في ضلالة هؤلاء القوم، وأنّهم على‏ الباطل، فلم أزل على‏ ذلك مستبصراً حتّى‏ كان ليلتي هذه، صباح يومنا هذا، فتقدّم منادينا فشهد ألّا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه، ونادى‏ بالصلاة، فنادى‏ مناديهم بمثل ذلك، ثمّ أُقيمت الصلاة فصلّينا صلاةً واحدةً، ودعونا دعوةً واحدةً، وتلونا كتاباً واحداً ورسولنا واحد، فأدركني الشكّ في ليلتي هذه، فبتّ بليلةً لايعلمها إلّا اللَّه حتّى أصبحت، فأتيت أميرالمؤمنين فذكرت ذلك له، فقال: هل لقيت عمّار بن ياسر؟ قلت: لا، قال: فالقه فانظر ما يقول لك فاتّبعه، فجئتك لذلك، قال له عمّار: هل تعرف صاحب الراية السوداء المقابلة لي، فإنّها راية عمرو بن العاص، قاتلتها مع رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله ثلاث مرات، وهذه الرابعة، ما هي بخيرهنّ ولا أبرّهن، بل هي شرّهن وأفجرهنّ... فإنّ مراكزنا على‏ مراكز رايات رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله يوم بدر ويوم أُحد ويوم حُنين، وإنّ هؤلاء على‏ مراكز رايات المشركين من الأحزاب... واللَّه لدماؤهم جميعاً أحلّ من دم عصفور» <ref> وقعة صفّين: 321.</ref>.
وعن أسماء بن الحكم الفزاري قال: «كنّا بصفّين مع علي بن أبي طالب تحت راية عمّار بن ياسر... إذ أقبل رجل يستقري الصفّ حتّى انتهى‏ إلينا، فقال: أيّكم عمار بن ياسر؟ فقال عمّار بن ياسر: هذا عمّار، قال: أبو اليقظان؟ قال: نعم، قال: إنّ لي حاجة إليك، فأنطق بها علانيةً أو سرّاً؟ فقال: اختر لنفسك أيّ ذلك شئت، قال: لا، بل علانية، قال: فانطق، قال: إنّي خرجت من أهلي مستبصراً في الحقّ الذي نحن عليه، لاأشكّ في ضلالة هؤلاء القوم، وأنّهم على‏ الباطل، فلم أزل على‏ ذلك مستبصراً حتّى‏ كان ليلتي هذه، صباح يومنا هذا، فتقدّم منادينا فشهد ألّا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه، ونادى‏ بالصلاة، فنادى‏ مناديهم بمثل ذلك، ثمّ أُقيمت الصلاة فصلّينا صلاةً واحدةً، ودعونا دعوةً واحدةً، وتلونا كتاباً واحداً ورسولنا واحد، فأدركني الشكّ في ليلتي هذه، فبتّ بليلةً لايعلمها إلّا اللَّه حتّى أصبحت، فأتيت أميرالمؤمنين فذكرت ذلك له، فقال: هل لقيت عمّار بن ياسر؟ قلت: لا، قال: فالقه فانظر ما يقول لك فاتّبعه، فجئتك لذلك، قال له عمّار: هل تعرف صاحب الراية السوداء المقابلة لي، فإنّها راية عمرو بن العاص، قاتلتها مع رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله ثلاث مرات، وهذه الرابعة، ما هي بخيرهنّ ولا أبرّهن، بل هي شرّهن وأفجرهنّ... فإنّ مراكزنا على‏ مراكز رايات رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله يوم بدر ويوم أُحد ويوم حُنين، وإنّ هؤلاء على‏ مراكز رايات المشركين من الأحزاب... واللَّه لدماؤهم جميعاً أحلّ من دم عصفور» <ref> وقعة صفّين: 321.</ref>.


وقد أثّر مقتل عمّار في معركة صفّين حتّى في صفوف العدو، يقول الذهبي: «قام عمرو فزعاً إلى‏ معاوية، فقال: ما شأنك؟ قال: قُتل عمّار! قال: قُتل عمّار، فكان ماذا؟ قال: سمعت رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله يقول: «تقتله الفئة الباغية» <ref> هذا الحديث متواتر. راجع: سير أعلام النبلاء 1: 421، إحقاق الحق 8: 422 - 470، تهذيب التهذيب 7: 358، البداية والنهاية 3: 217، 7: 311 وغيرها من كتب الحديث والسيرة والتاريخ.</ref> قال: أنحن قتلناه؟ وإنّما قتله علي وأصحابه، جاءوا به حتّى ألقوه بين رماحنا»<ref> سير أعلام النبلاء 1: 426.</ref>. وبعد أن سمع أمير المؤمنين‏عليه السلام كلام معاوية قال: «أيكون النبي‏ صلى الله عليه وآله قاتل حمزةرضى الله عنه لأنّه جاء به؟!» <ref> كشف الغمة 1: 260، شذرات الذهب 1: ق‏1: 45.</ref>.
وقد أثّر مقتل عمّار في معركة صفّين حتّى في صفوف العدو، يقول الذهبي: «قام عمرو فزعاً إلى‏ معاوية، فقال: ما شأنك؟ قال: قُتل عمّار! قال: قُتل عمّار، فكان ماذا؟ قال: سمعت رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله يقول: «تقتله الفئة الباغية» <ref> هذا الحديث متواتر. راجع: سير أعلام النبلاء 1: 421، إحقاق الحق 8: 422 - 470، تهذيب التهذيب 7: 358، البداية والنهاية 3: 217، 7: 311 وغيرها من كتب الحديث والسيرة والتاريخ.</ref> قال: أنحن قتلناه؟ وإنّما قتله علي وأصحابه، جاءوا به حتّى ألقوه بين رماحنا»<ref> سير أعلام النبلاء 1: 426.</ref>. وبعد أن سمع أمير المؤمنين‏ عليه السلام كلام معاوية قال: «أيكون النبي‏ صلى الله عليه وآله قاتل حمزةرضى الله عنه لأنّه جاء به؟!» <ref> كشف الغمة 1: 260، شذرات الذهب 1: ق‏1: 45.</ref>.


وقال عمّار حينما نظر إلى‏ راية القوم في صفين: واللَّه إنّ هذه الراية قاتلتها ثلاث عركات، وما هذه بأرشدهنّ، وحمل على‏ العدو وهو يقول:
وقال عمّار حينما نظر إلى‏ راية القوم في صفين: واللَّه إنّ هذه الراية قاتلتها ثلاث عركات، وما هذه بأرشدهنّ، وحمل على‏ العدو وهو يقول:
٣٨٢

تعديل