الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبيدة بن عمرو»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢٠: سطر ٢٠:
|}
|}
</div>
</div>
'''عبيدة بن عمرو'''، و هو اختلف العلماء في اسمه وكنيته واسم أبيه <ref> أشار صاحب الأنساب 3: 276، وتهذيب الأسماء واللغات 1: 317، وتاريخ بغداد 11: 117 إلى‏ هذه الاختلافات.</ref>، إلّا أنّهم اتّفقوا على‏ أنّه سلماني، نسبةً الى‏ سلمان بن يشكر، حيٌّ من مراد <ref>الأنساب 3: 276، اللباب في تهذيب الأنساب 2: 127، تهذيب الكمال 19: 266.</ref>. وكان قد أسلم عبيدة عام فتح مكّة بأرض اليمن، ثم هاجر من اليمن زمن عمر ونزل الكوفة <ref> الإصابة 5: 104.</ref>.
'''عبيدة بن عمرو'''، و هو اختلف العلماء في اسمه وكنيته واسم أبيه <ref> أشار صاحب الأنساب 3: 276، وتهذيب الأسماء واللغات 1: 317، وتاريخ بغداد 11: 117 إلى‏ هذه الاختلافات.</ref>، إلّا أنّهم اتّفقوا على‏ أنّه سلماني، نسبةً الى‏ [[سلمان بن يشكر]]، حيٌّ من مراد <ref>الأنساب 3: 276، اللباب في تهذيب الأنساب 2: 127، تهذيب الكمال 19: 266.</ref>. وكان قد أسلم عبيدة عام فتح مكّة بأرض اليمن، ثم هاجر من اليمن زمن عمر ونزل الكوفة <ref> الإصابة 5: 104.</ref>.


=ترجمته=
=ترجمته=
كان عبيدة أعور وأصمّ <ref> تهذيب الكمال 19: 267، المعارف: 579. ولعلّ هذا حصل له في أواخر حياته، وإلّا فلو كان ذلك في أثناء أخذه الحديث ونشره فإنّ الأمر يشكل في عدّه راوياً.</ref>. وكان محتاطاً في دينه، فقال ابن سيرين: «ما رأيت رجلاً كان أشدّ توقّياً من عبيدة» <ref> تاريخ الإسلام 5: 483.</ref>. وروي عنه قوله: «اختلف الناس عليَّ في الأشربة، فمالي شراب منذ ثلاثين سنة إلّا العسل واللبن والماء» <ref>الطبقات الكبرى‏ 6: 95.</ref>.
كان عبيدة أعور وأصمّ <ref> تهذيب الكمال 19: 267، المعارف: 579. ولعلّ هذا حصل له في أواخر حياته، وإلّا فلو كان ذلك في أثناء أخذه الحديث ونشره فإنّ الأمر يشكل في عدّه راوياً.</ref>. وكان محتاطاً في دينه، فقال ابن سيرين: «ما رأيت رجلاً كان أشدّ توقّياً من عبيدة» <ref> تاريخ الإسلام 5: 483.</ref>. وروي عنه قوله: «اختلف الناس عليَّ في الأشربة، فمالي شراب منذ ثلاثين سنة إلّا العسل واللبن والماء» <ref>الطبقات الكبرى‏ 6: 95.</ref>.


وقال ابن الأثير: «كان فقيهاً جليلاً، صحب عبدالله بن مسعود، ثم صحب علياً وروى‏ عنهما... وكان من أكابر التابعين» <ref> أُسد الغابة 3: 356.</ref>. واعتبر الكثير منزلته العلمية كشُريح القاضي أو أعلى‏ منه، حيث كان شُريح إذا أشكل عليه الشي‏ء، قال: إنّ هاهنا رجلاً في بني سلمان، فيه جرأة، فيرسلهم إلى‏ عبيدة. وكان أحد أصحاب ابن مسعود الذين يقرأون ويفتون <ref> تاريخ بغداد 11: 119، سير أعلام النبلاء 4: 41، تهذيب الكمال 19: 267.</ref>.
وقال ابن الأثير: «كان فقيهاً جليلاً، صحب عبدالله بن مسعود، ثم صحب علياً وروى‏ عنهما... وكان من أكابر التابعين» <ref> أُسد الغابة 3: 356.</ref>. واعتبر الكثير منزلته العلمية كشُريح القاضي أو أعلى‏ منه، حيث كان شُريح إذا أشكل عليه الشي‏ء، قال: إنّ هاهنا رجلاً في بني سلمان، فيه جرأة، فيرسلهم إلى‏ عبيدة. وكان أحد أصحاب [[ابن مسعود]] الذين يقرأون ويفتون <ref> تاريخ بغداد 11: 119، سير أعلام النبلاء 4: 41، تهذيب الكمال 19: 267.</ref>.


أسلم عبيدة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله بسنتين، ولكنّه لم يلقه... وهاجر عبيدة - كما ذكرنا - في زمن عمر <ref>الطبقات الكبرى‏ 6: 93، تهذيب الكمال 19: 267، الاستيعاب 3: 1023.</ref>. وقد امتنع - كأقرانه من تلامذة ابن مسعود - من الاشتراك في معركة صفّين، حيث قالوا لأمير المؤمنين علي ‏عليه السلام: إنّا نخرج معكم ولاننزل عسكركم، ونعسكر على‏ حدة حتّى‏ ننظر في أمركم وأمر أهل الشام، فمن رأيناه أراد مالايحلّ له، أو بدا منه بغي كنّا عليه، فقال علي‏ عليه السلام: «مرحباً وأهلاً، هذا هو الفقه في الدين، والعلم بالسنّة، من لم يرض بهذا فهو جائر خائن» <ref> وقعة صفّين: 115، 188، مستدركات علم رجال الحديث 5: 201.</ref>. إلّا أنّه حضر مع علي‏ عليه السلام وقعة الخوارج بالنهروان <ref>تاريخ بغداد 11: 118، تهذيب الأسماء واللغات 1: 317.</ref>.
أسلم عبيدة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله بسنتين، ولكنّه لم يلقه... وهاجر عبيدة - كما ذكرنا - في زمن عمر <ref>الطبقات الكبرى‏ 6: 93، تهذيب الكمال 19: 267، الاستيعاب 3: 1023.</ref>. وقد امتنع - كأقرانه من تلامذة [[ابن مسعود]] - من الاشتراك في معركة [[صفّين]]، حيث قالوا لأمير المؤمنين علي ‏عليه السلام: إنّا نخرج معكم ولاننزل عسكركم، ونعسكر على‏ حدة حتّى‏ ننظر في أمركم وأمر أهل الشام، فمن رأيناه أراد مالايحلّ له، أو بدا منه بغي كنّا عليه، فقال علي‏ عليه السلام: «مرحباً وأهلاً، هذا هو الفقه في الدين، والعلم بالسنّة، من لم يرض بهذا فهو جائر خائن» <ref> وقعة صفّين: 115، 188، مستدركات علم رجال الحديث 5: 201.</ref>. إلّا أنّه حضر مع علي‏ عليه السلام وقعة الخوارج بالنهروان <ref>تاريخ بغداد 11: 118، تهذيب الأسماء واللغات 1: 317.</ref>.


=موقف الرجاليّين منه=
=موقف الرجاليّين منه=
سطر ٣٥: سطر ٣٥:
يبدو أنّ علاقته بأهل البيت عليهم السلام وزعيمهم الإمام علي‏ عليه السلام كانت حسنة، فقد روي عن علي‏ عليه السلام أنّه قال للكوفيّين ضمن تمجيده بعبيدة: «يا أهل الكوفة، أتعجزون أن تكونوا مثل السلماني والهمداني - يعني الحارث بن الأزمع وليس بالأعور - إنّما هما شطر رجلٍ» <ref> الطبقات الكبرى‏ 6: 93، سير أعلام النبلاء 4: 43.</ref>.
يبدو أنّ علاقته بأهل البيت عليهم السلام وزعيمهم الإمام علي‏ عليه السلام كانت حسنة، فقد روي عن علي‏ عليه السلام أنّه قال للكوفيّين ضمن تمجيده بعبيدة: «يا أهل الكوفة، أتعجزون أن تكونوا مثل السلماني والهمداني - يعني الحارث بن الأزمع وليس بالأعور - إنّما هما شطر رجلٍ» <ref> الطبقات الكبرى‏ 6: 93، سير أعلام النبلاء 4: 43.</ref>.


=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه <ref>تهذيب الكمال 19: 266، تاريخ أسماء الثقات: 325. قال العجلي: «وكان ابن سيرين من أروى‏ الناس عنه، وكلّ شي‏ء روى‏ محمد بن سيرين عن عبيدة سوى‏ رأيه، فهو عن علي» (تهذيب الكمال 19: 268).</ref>=
=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه <ref>تهذيب الكمال 19: 266، تاريخ أسماء الثقات: 325. قال العجلي: «وكان ابن سيرين من أروى‏ الناس عنه، وكلّ شي‏ء روى‏ [[محمد بن سيرين]] عن عبيدة سوى‏ رأيه، فهو عن علي» (تهذيب الكمال 19: 268).</ref>=
روى‏ عن الإمام علي‏عليه السلام وعن ابن مسعود وابن الزبير.
روى‏ عن الإمام علي ‏عليه السلام وعن ابن مسعود وابن الزبير.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: إبراهيم النَخْعي، الشعبي، ابن سيرين، وأبو إسحاق السبيعي. وقد وردت أحاديثه في كامل الزيارات والصحاح الستّة <ref> أنظر: كامل الزيارات باب 14 حديث 5، رجال صحيح البخاري 2: 504، رجال صحيح مسلم 2: 28، تهذيب التهذيب 7: 78.</ref>.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: إبراهيم النَخْعي، الشعبي، ابن سيرين، و [[أبو إسحاق السبيعي]]. وقد وردت أحاديثه في كامل الزيارات والصحاح الستّة <ref> أنظر: كامل الزيارات باب 14 حديث 5، رجال صحيح البخاري 2: 504، رجال صحيح مسلم 2: 28، تهذيب التهذيب 7: 78.</ref>.
وعن النعمان بن قيس قال: «دعا عبيدة بكتبه عند موته فمحاها، وقال: أخشى‏ أن يليها أحد بعدي فيضعوها في غير موضعها».
وعن النعمان بن قيس قال: «دعا عبيدة بكتبه عند موته فمحاها، وقال: أخشى‏ أن يليها أحد بعدي فيضعوها في غير موضعها».


٣٨٢

تعديل