الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد ربه بن أعين بن سنسن»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢٨: سطر ٢٨:
كان أعين غلاماً رومياً، اشتراه رجل من بني شيبان فربّاه وتبنّاه فأحسنَ تأديبه، فحفظ القرآن وعرف الأدب، فصار أديباً بارعاً، فقال له مولاه: أستلحقك؟ فقال: لا، ولائي منك أحبّ إليّ من النسب، فلمّا كبر قدم عليه أبوه من بلاد الروم، وكان راهباً اسمه سُنْسُن، وذكر أنّه من غسّان ممّن دخل بلاد الروم في أول الإسلام <ref> رسالة أبي غالب الزراري: 130، الفهرست لابن النديم: 276.</ref>.
كان أعين غلاماً رومياً، اشتراه رجل من بني شيبان فربّاه وتبنّاه فأحسنَ تأديبه، فحفظ القرآن وعرف الأدب، فصار أديباً بارعاً، فقال له مولاه: أستلحقك؟ فقال: لا، ولائي منك أحبّ إليّ من النسب، فلمّا كبر قدم عليه أبوه من بلاد الروم، وكان راهباً اسمه سُنْسُن، وذكر أنّه من غسّان ممّن دخل بلاد الروم في أول الإسلام <ref> رسالة أبي غالب الزراري: 130، الفهرست لابن النديم: 276.</ref>.
واختلف في عدد بني أعين بين ثمانية وعشرة وستة عشر وسبعة عشر، ولهم أُخت يقال لها «أُم الأسود». وقد لقي بعضهم وأبناؤهم الإمامين الباقر والصادق‏ عليهما السلام <ref> رسالة أبي غالب الزراري: 114، 130، 138، 139، 189، 190.</ref>، منهم: حُمران بن أعين وابناه: حمزة ومحمد، وبكير بن أعين وابنه عبداللَّه، وعبدالرحمان بن أعين، وعبدالملك بن أعين وابنه ضُرَيْس <ref> المصدر السابق: 129 - 133.</ref>.
واختلف في عدد بني أعين بين ثمانية وعشرة وستة عشر وسبعة عشر، ولهم أُخت يقال لها «أُم الأسود». وقد لقي بعضهم وأبناؤهم الإمامين الباقر والصادق‏ عليهما السلام <ref> رسالة أبي غالب الزراري: 114، 130، 138، 139، 189، 190.</ref>، منهم: حُمران بن أعين وابناه: حمزة ومحمد، وبكير بن أعين وابنه عبداللَّه، وعبدالرحمان بن أعين، وعبدالملك بن أعين وابنه ضُرَيْس <ref> المصدر السابق: 129 - 133.</ref>.
واسم زرارة: عبد ربّه، وطبقاً لعدّة نسخ من رسالة أبي غالب الزُراري فإنّه عاش سبعين عاماً <ref> أعيان الشيعة 7: 46، رسالة أبي غالب الزراري: 208 (فهرس الأعلام).</ref>. وكان له ثمانية أبناء، صار بعضهم من أصحاب الصادق عليه السلام، وهم: الحسن والحسين وعبيداللَّه <ref> رسالة أبي غالب الزراري: 131، أعيان الشيعة 7: 46.</ref>. وكان وسيماً جسيماً أبيض، وكان يخرج إلى‏ الجمعة وعلى‏ رأسه برنس أسود، وبين عينيه سجّادة، وفي يده عصا، فيقوم له الناس سماطين ينظرون إليه لحسن هيئته، فربمّا رجع عن طريقه <ref> أعيان الشيعة 7: 46.</ref>. ونُسب إلى‏ بني شَيْبان لأ نّه كان لأُسرة أَعْين ولاء حلف مع بني شيبان <ref> الفوائد الرجالية 1: 229.</ref>.
واسم زرارة: عبد ربّه، وطبقاً لعدّة نسخ من رسالة أبي غالب الزُراري فإنّه عاش سبعين عاماً <ref> أعيان الشيعة 7: 46، رسالة أبي غالب الزراري: 208 (فهرس الأعلام).</ref>. وكان له ثمانية أبناء، صار بعضهم من أصحاب الصادق عليه السلام، وهم: الحسن والحسين وعبيداللَّه <ref> رسالة أبي غالب الزراري: 131، أعيان الشيعة 7: 46.</ref>. وكان وسيماً جسيماً أبيض، وكان يخرج إلى‏ الجمعة وعلى‏ رأسه برنس أسود، وبين عينيه سجّادة، وفي يده عصا، فيقوم له الناس سماطين ينظرون إليه لحسن هيئته، فربمّا رجع عن طريقه <ref> أعيان الشيعة 7: 46.</ref>. ونُسب إلى‏ بني شَيْبان لأنّه كان لأُسرة أَعْين ولاء حلف مع [[بني شيبان]] <ref> الفوائد الرجالية 1: 229.</ref>.
وكان زرارة ماهراً في الجدل، ومناظراً لايقوم أحد لحجّته، صاحب إلزام وحجّة قاطعة، إلّا أنّ العبادة أشغلته عن الكلام، والمتكلّمون من الشيعة تلاميذه <ref> المصدر السابق: 47.</ref>. ويبدو من بعض المصادر: أنّ الإمام الصادق ‏عليه السلام كان يعتمد عليه في بيان الفقه للآخرين، كما يكشف ذلك إرجاع الإمام ‏عليه السلام الرجل الشامي إليه في الفقه ومسائله <ref> تنقيح المقال 1: 439.</ref>.
وكان زرارة ماهراً في الجدل، ومناظراً لايقوم أحد لحجّته، صاحب إلزام وحجّة قاطعة، إلّا أنّ العبادة أشغلته عن الكلام، والمتكلّمون من الشيعة تلاميذه <ref> المصدر السابق: 47.</ref>. ويبدو من بعض المصادر: أنّ الإمام الصادق ‏عليه السلام كان يعتمد عليه في بيان الفقه للآخرين، كما يكشف ذلك إرجاع الإمام ‏عليه السلام الرجل الشامي إليه في الفقه ومسائله <ref> تنقيح المقال 1: 439.</ref>.
كما يبدو أنّ زرارة كان يستعمل القياس في مناظراته لإبطال القياس عند الآخرين، حتّى‏ قال الإمام الصادق ‏عليه السلام للشامي الذي ناظره في الفقه: «... وأمّا زرارة فقاسك، فغلب قياسه قياسك» <ref> راجع رجال الكشّي: رقم (494).</ref>. ولعلّ أخذه بالقياس كان لمناسبة الجو الحاكم على‏ الكوفة آنذاك، في النصف الأول من القرن الهجري الثاني، حيث كان يعيش أبو حنيفة واشتهر باعتباره أبرز أصحاب الرأي والقياس <ref> كانت سنة ولادة ووفاة زرارة وأبي حنيفة متطابقة.</ref>.
كما يبدو أنّ زرارة كان يستعمل القياس في مناظراته لإبطال القياس عند الآخرين، حتّى‏ قال الإمام الصادق ‏عليه السلام للشامي الذي ناظره في الفقه: «... وأمّا زرارة فقاسك، فغلب قياسه قياسك» <ref> راجع رجال الكشّي: رقم (494).</ref>. ولعلّ أخذه بالقياس كان لمناسبة الجو الحاكم على‏ الكوفة آنذاك، في النصف الأول من القرن الهجري الثاني، حيث كان يعيش أبو حنيفة واشتهر باعتباره أبرز أصحاب الرأي والقياس <ref> كانت سنة ولادة ووفاة زرارة وأبي حنيفة متطابقة.</ref>.
وينبغي الإشارة هنا إلى‏ نقطة مهمّة هنا، وهي أنّ المحدّثين الشيعة الكبار في العراق كانوا يتأثّرون في تلك الفترة بثقافة القياس في مجال الاستنباط الفقهي، إلّا أنّهم كانوا يواجَهون من قبل الأئمةعليهم السلام بالنهي والزجر عنه. ومن ذلك ماورد من قول الصادق ‏عليه السلام لأبان بن تغلب في حوار له معه: «يا أبان، إنّك أخذتني بالقياس، والسنّة إذا قيست مُحق الدين» <ref>الكافي 7: 300.</ref>.
وينبغي الإشارة هنا إلى‏ نقطة مهمّة هنا، وهي أنّ المحدّثين الشيعة الكبار في العراق كانوا يتأثّرون في تلك الفترة بثقافة القياس في مجال الاستنباط الفقهي، إلّا أنّهم كانوا يواجَهون من قبل الأئمةعليهم السلام بالنهي والزجر عنه. ومن ذلك ماورد من قول الصادق ‏عليه السلام لأبان بن تغلب في حوار له معه: «يا أبان، إنّك أخذتني بالقياس، والسنّة إذا قيست مُحق الدين» <ref>الكافي 7: 300.</ref>.
ويظهر من رسالة أبي غالب الزراري - أحد أحفاد زرارة -: أنّ أول من عرف التشيّع منهم هي ([[أُم الاسود]]) أُختهم من جهة أبي خالد الكابلي. وروي: أنّ أول من عرف هذا الأمر منهم: عبدالملك، عرفه من صالح بن ميثم، ثم عرفه حمران من أبي خالد الكابلي <ref> رسالة أبي غالب الزراري: 130، 135.</ref>.
ويظهر من رسالة أبي غالب الزراري - أحد أحفاد زرارة -: أنّ أول من عرف التشيّع منهم هي ([[أُم الاسود]]) أُختهم من جهة أبي خالد الكابلي. وروي: أنّ أول من عرف هذا الأمر منهم: عبدالملك، عرفه من صالح بن ميثم، ثم عرفه حمران من أبي خالد الكابلي <ref> رسالة أبي غالب الزراري: 130، 135.</ref>.
وقد اعتبره علماء السنّة ومنهم: [[ابن قتيبة]] و [[الاسفراييني]] وابن حزم والذهبي من الغالية، ومن الرافضة، ومن أهل البدع، أو أنّه فطحي المذهب، ويقول بإمامة عبداللَّه بن جعفر الأفطح، أو [[عبداللَّه بن محمدبن علي بن الحسين بن علي]]‏ عليه السلام، ثم انتقل إلى‏ مذهب الموسوية وبدعته؛ لأ نّه قال: لم يكن اللَّه حيّاً ولا قادراً ولا عالماً، ولا سميعاً ولا بصيراً ولا مريداً، حتّى‏ خلق لنفسه هذه الصفات <ref> المعارف: 624، الفرق بين الفرق: 70، ميزان الاعتدال 2: 69، جمهرة أنساب العرب : 59، الغدير 3: 112، 113، الوافي بالوفيات 14: 194.</ref>. كما وروي: أنّه كان شاكّاً في إمامة الكاظم‏ عليه السلام <ref> رجال الكشّي: رقم (253).</ref>، وأنّه كان منحرف العقيدة بشأن الغيبة <ref> المصدر السابق: رقم (260).</ref>، وأنّه عند موته كان يشهد أنّه ليس له إمام غير القرآن <ref> المصدر نفسه: رقم (256).</ref>.
وقد اعتبره علماء السنّة ومنهم: [[ابن قتيبة]] و [[الاسفراييني]] وابن حزم والذهبي من الغالية، ومن الرافضة، ومن أهل البدع، أو أنّه فطحي المذهب، ويقول بإمامة عبداللَّه بن جعفر الأفطح، أو [[عبداللَّه بن محمدبن علي بن الحسين بن علي]]‏ عليه السلام، ثم انتقل إلى‏ مذهب الموسوية وبدعته؛ لأ نّه قال: لم يكن اللَّه حيّاً ولا قادراً ولا عالماً، ولا سميعاً ولا بصيراً ولا مريداً، حتّى‏ خلق لنفسه هذه الصفات <ref> المعارف: 624، الفرق بين الفرق: 70، ميزان الاعتدال 2: 69، جمهرة أنساب العرب: 59، الغدير 3: 112، 113، الوافي بالوفيات 14: 194.</ref>. كما وروي: أنّه كان شاكّاً في إمامة الكاظم‏ عليه السلام <ref> رجال الكشّي: رقم (253).</ref>، وأنّه كان منحرف العقيدة بشأن الغيبة <ref> المصدر السابق: رقم (260).</ref>، وأنّه عند موته كان يشهد أنّه ليس له إمام غير القرآن <ref> المصدر نفسه: رقم (256).</ref>.
إلّا أنّ علماء الشيعة ردّوا هذه الروايات في كتبهم <ref> أنظر: قاموس الرجال 4: 415، أعيان الشيعة 7: 46.</ref>. فقال المامقاني: «إنّ زرارة في الأصل كان عامياً ثم اهتدى‏ إلى‏ الحقّ» <ref> تنقيح المقال 1: 445.</ref>، وكذلك يبدو من رجال الكشّي وبحار الأنوار: أنّه كان تلميذاً للحَكَم بن عُتيبة <ref> المصدر السابق: 358، رجال الكشّي: رقم (370)، وانظر: تاريخ الإسلام 7: 345.</ref>، إلّا أنّ الإمام الباقرعليه السلام حذّره من مجالسة أصحاب القياس، فقال‏ عليه السلام: «يازرارة، إياك وأصحاب القياس في الدين، فإنّهم تركوا علم ما وكلوا به، وتكلّفوا ماقد كفوه، يتأوّلون الأخبار، ويكذبون على‏ اللَّه» <ref> بحار الأنوار 2: 309.</ref>. ومن جميع ماذكرنا يبدو بجلاء أنّ زرارة اتّجه أخيراً إلى‏ مذهب الشيعة، وأصبح من أبرز شخصيات المذهب.
إلّا أنّ علماء الشيعة ردّوا هذه الروايات في كتبهم <ref> أنظر: قاموس الرجال 4: 415، أعيان الشيعة 7: 46.</ref>. فقال المامقاني: «إنّ زرارة في الأصل كان عامياً ثم اهتدى‏ إلى‏ الحقّ» <ref> تنقيح المقال 1: 445.</ref>، وكذلك يبدو من رجال الكشّي وبحار الأنوار: أنّه كان تلميذاً للحَكَم بن عُتيبة <ref> المصدر السابق: 358، رجال الكشّي: رقم (370)، وانظر: تاريخ الإسلام 7: 345.</ref>، إلّا أنّ الإمام الباقرعليه السلام حذّره من مجالسة أصحاب القياس، فقال‏ عليه السلام: «يازرارة، إياك وأصحاب القياس في الدين، فإنّهم تركوا علم ما وكلوا به، وتكلّفوا ماقد كفوه، يتأوّلون الأخبار، ويكذبون على‏ اللَّه» <ref> بحار الأنوار 2: 309.</ref>. ومن جميع ماذكرنا يبدو بجلاء أنّ زرارة اتّجه أخيراً إلى‏ مذهب الشيعة، وأصبح من أبرز شخصيات المذهب.
هذا وذكر الشيخ الطوسي: أنّ لزرارة تصانيف، منها: الاستطاعة والجبر <ref> الفهرست للطوسي: 74.</ref>.
هذا وذكر الشيخ الطوسي: أنّ لزرارة تصانيف، منها: الاستطاعة والجبر <ref> الفهرست للطوسي: 74.</ref>.
=موقف الرجاليّين منه=
=موقف الرجاليّين منه=
لقد سكت أكثر رجاليّي أهل السنّة وأصحاب التراجم قبال هذه الشخصية المشهورة عند الشيعة، إلّا أنّ الذهبي وابن حجر ذكراه بشكل مجمل <ref> ميزان الاعتدال 2: 69، لسان الميزان 2: 474.</ref>، واعتبره ابن حزم محدّثاً ضعيفاً <ref> جمهرة أنساب العرب: 59.</ref>. فيما عدّه ابن أبي الحديد من فقهاء الشيعة <ref> شرح نهج البلاغة 16: 246.</ref>، واعتبره ابن النديم أكبر رجال الشيعة فقهاً وحديثاً، ومعرفةً بالكلام والتشيّع <ref> الفهرست: 276.</ref>.
لقد سكت أكثر رجاليّي أهل السنّة وأصحاب التراجم قبال هذه الشخصية المشهورة عند الشيعة، إلّا أنّ الذهبي وابن حجر ذكراه بشكل مجمل <ref> ميزان الاعتدال 2: 69، لسان الميزان 2: 474.</ref>، واعتبره ابن حزم محدّثاً ضعيفاً <ref> جمهرة أنساب العرب: 59.</ref>. فيما عدّه ابن أبي الحديد من فقهاء الشيعة <ref> شرح نهج البلاغة 16: 246.</ref>، واعتبره ابن النديم أكبر رجال الشيعة فقهاً وحديثاً، ومعرفةً بالكلام والتشيّع <ref> الفهرست: 276.</ref>.
سطر ٤٢: سطر ٤٣:
وعدّه الكشّي من أصحاب الإجماع، فقال: «أجمعت العصابة على‏ تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفرعليه السلام وأبي عبداللَّه ‏عليه السلام، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأولين ستّة: زرارة و...،  وأفقه الستّة: زرارة» <ref> المصدر السابق: رقم (431).</ref>. وعدّه البرقي والشيخ الطوسي من أصحاب الأئمة الباقر والصادق والكاظم ‏عليهم السلام <ref> رجال البرقي: 14، 16، 47، رجال الطوسي: 123، 201، 350.</ref>.
وعدّه الكشّي من أصحاب الإجماع، فقال: «أجمعت العصابة على‏ تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفرعليه السلام وأبي عبداللَّه ‏عليه السلام، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأولين ستّة: زرارة و...،  وأفقه الستّة: زرارة» <ref> المصدر السابق: رقم (431).</ref>. وعدّه البرقي والشيخ الطوسي من أصحاب الأئمة الباقر والصادق والكاظم ‏عليهم السلام <ref> رجال البرقي: 14، 16، 47، رجال الطوسي: 123، 201، 350.</ref>.
ويبدو من خلال الأحاديث التي نقلها الكشّي عن أواخر حياته، ومساعيه لمعرفة الإمام من بعد الإمام الصادق ‏عليه السلام في تلك الظروف الصعبة: أنّه كان في حالة فحص عن إمام زمانه، وأنّ إمامه القرآن، وأنّه لم يتوصّل بعد لمعرفة الإمام الكاظم ‏عليه السلام كإمام سابع من الأئمة المعصومين <ref> رجال الكشّي: رقم (251)، (252)، (253)، (255).</ref>. إلّا أنّ [[المحقّق الخوئي]] قال في ذلك: «وهذا ينافي عدّ الشيخ الطوسي في رجاله زرارة من أصحاب الكاظم، الظاهر في روايته عنه‏ عليه السلام على‏ ما ذكره في أول كتابه، فكيف يمكن أنّ زرارة مات وهو لايعرف إمامه الكاظم ‏عليه السلام؟! بل هذا ينافي ماذكره ابن فضّال من أنّه مات بعد أبي عبداللَّه‏ عليه السلام بسنة أو بنحو منه، وماذكره [[الشيخ الطوسي]] والنجاشي من أنّ زرارة مات سنة 150 ه » <ref> معجم رجال الحديث 8: 241.</ref>.
ويبدو من خلال الأحاديث التي نقلها الكشّي عن أواخر حياته، ومساعيه لمعرفة الإمام من بعد الإمام الصادق ‏عليه السلام في تلك الظروف الصعبة: أنّه كان في حالة فحص عن إمام زمانه، وأنّ إمامه القرآن، وأنّه لم يتوصّل بعد لمعرفة الإمام الكاظم ‏عليه السلام كإمام سابع من الأئمة المعصومين <ref> رجال الكشّي: رقم (251)، (252)، (253)، (255).</ref>. إلّا أنّ [[المحقّق الخوئي]] قال في ذلك: «وهذا ينافي عدّ الشيخ الطوسي في رجاله زرارة من أصحاب الكاظم، الظاهر في روايته عنه‏ عليه السلام على‏ ما ذكره في أول كتابه، فكيف يمكن أنّ زرارة مات وهو لايعرف إمامه الكاظم ‏عليه السلام؟! بل هذا ينافي ماذكره ابن فضّال من أنّه مات بعد أبي عبداللَّه‏ عليه السلام بسنة أو بنحو منه، وماذكره [[الشيخ الطوسي]] والنجاشي من أنّ زرارة مات سنة 150 ه » <ref> معجم رجال الحديث 8: 241.</ref>.
=زرارة وأهل البيت‏ عليهم السلام=
=زرارة وأهل البيت‏ عليهم السلام=
ادّعى‏ الثوري أنّ زرارة لم ير الإمام الباقرعليه السلام <ref> ميزان الاعتدال 2: 70.</ref>، وإنّما هو تتبّع أحاديثه فحسب، إلّا أنّ عدد الروايات التي نقلها زرارة عن الإمامين الصادق والباقرعليهما السلام تدلّ على‏ علاقته الوثيقة بأهل البيت‏ عليهم السلام، فقد وقع بعنوان «زرارة» في إسناد ألفين وأربعة وتسعين مورداً <ref> أنظر: معجم رجال الحديث 8: 254.</ref>.
ادّعى‏ الثوري أنّ زرارة لم ير الإمام الباقرعليه السلام <ref> ميزان الاعتدال 2: 70.</ref>، وإنّما هو تتبّع أحاديثه فحسب، إلّا أنّ عدد الروايات التي نقلها زرارة عن الإمامين الصادق والباقرعليهما السلام تدلّ على‏ علاقته الوثيقة بأهل البيت‏ عليهم السلام، فقد وقع بعنوان «زرارة» في إسناد ألفين وأربعة وتسعين مورداً <ref> أنظر: معجم رجال الحديث 8: 254.</ref>.
كما وردت في حقّه روايات كثيرة على‏ لسان الإمامين الصادق والكاظم‏ عليهما السلام. ونقل أيضاً بعض الروايات في ذمّه جرى‏ حولها البحث والنقاش بين رجالييّ الشيعة، وقد أثبت الجميع - بما لايدع مجالاً للشكّ - علوّ منزلته عند الإمام الصادق‏ عليه السلام <ref> تنقيح المقال 1: 438، منهج المقال: 142.</ref>.
كما وردت في حقّه روايات كثيرة على‏ لسان الإمامين الصادق والكاظم‏ عليهما السلام. ونقل أيضاً بعض الروايات في ذمّه جرى‏ حولها البحث والنقاش بين رجالييّ الشيعة، وقد أثبت الجميع - بما لايدع مجالاً للشكّ - علوّ منزلته عند الإمام الصادق‏ عليه السلام <ref> تنقيح المقال 1: 438، منهج المقال: 142.</ref>.
=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه <ref> معجم رجال الحديث 8: 254 - 256.</ref>=
=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه <ref> معجم رجال الحديث 8: 254 - 256.</ref>=
روى‏ عن جماعة، منهم: أبو الخطاب، أَخَواه: بكير و حمران، [[عمر بن حنظلة]]، [[محمد ابن مسلم]].
روى‏ عن جماعة، منهم: أبو الخطاب، أَخَواه: بكير و حمران، [[عمر بن حنظلة]]، [[محمد ابن مسلم]].
وروى‏ عنه جماعة، منهم: أبو بصير، [[أبو عُيَينة]]، [[ابن أبي ليلى]]‏، ابن رئاب، [[ابن مسكان]]، [[جميل بن درّاج]]،[[نصر بن مزاحم]]. وكان زرارة كثير الرواية، فوصل عدد رواياته 2094 رواية، كانت 78 رواية منها على‏ نحو الإضمار عن الإمام الباقر أو الصادق‏ عليهما السلام، و156 رواية على‏ نحو الإضمار عن أحدهما من غير تعيين <ref> معجم رجال الحديث 8: 254 - 255.</ref>. ووقع بعنوان «زرارة بن أعين» في إسناد عدّة من الروايات تبلغ 117 مورداً <ref> المصدر السابق: 267.</ref>. وقد وردت رواياته في الكتب الأربعة للشيعة، وغيرها من كتبهم <ref> جامع الرواة 1: 324، كتاب الخصال: 701 (فهرس الأعلام)، أمالي المفيد: 23، 51، 68، 88، كتاب التوحيد: 543 (فهرس الأعلام).</ref>.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: أبو بصير، [[أبو عُيَينة]]، [[ابن أبي ليلى]]‏، ابن رئاب، [[ابن مسكان]]، [[جميل بن درّاج]]،[[نصر بن مزاحم]]. وكان زرارة كثير الرواية، فوصل عدد رواياته 2094 رواية، كانت 78 رواية منها على‏ نحو الإضمار عن الإمام الباقر أو الصادق‏ عليهما السلام، و156 رواية على‏ نحو الإضمار عن أحدهما من غير تعيين <ref> معجم رجال الحديث 8: 254 - 255.</ref>. ووقع بعنوان «زرارة بن أعين» في إسناد عدّة من الروايات تبلغ 117 مورداً <ref> المصدر السابق: 267.</ref>. وقد وردت رواياته في الكتب الأربعة للشيعة، وغيرها من كتبهم <ref> جامع الرواة 1: 324، كتاب الخصال: 701 (فهرس الأعلام)، أمالي المفيد: 23، 51، 68، 88، كتاب التوحيد: 543 (فهرس الأعلام).</ref>.
=وفاته=
=وفاته=
توفِّي زرارة سنة 150 ه، عن سبعين أو تسعين عاماً <ref> رجال النجاشي: 175، رجال الطوسي: 201، تنقيح المقال 1: 445، رسالة أبي غالب الزراري: 208 (فهرس الأعلام).</ref>.
توفِّي زرارة سنة 150 ه، عن سبعين أو تسعين عاماً <ref> رجال النجاشي: 175، رجال الطوسي: 201، تنقيح المقال 1: 445، رسالة أبي غالب الزراري: 208 (فهرس الأعلام).</ref>.
٣٨٢

تعديل