الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد الرحمان بن عوف بن عبد عوف»

لا يوجد ملخص تحرير
(أنشأ الصفحة ب'<div class="wikiInfo"> {| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | !الاسم |عبد الرحمان بن عوف بن عبد عوف |- |كنيت...')
 
لا ملخص تعديل
سطر ١٤: سطر ١٤:
|}
|}
</div>
</div>
'''عبد الرحمان بن عوف بن عبد عوف''' هو من بني زُهرة، وأُمّه صفيّة بنت عبد مناف، أو شفاء بنت عوف بن عبد. ولد بعد عام الفيل بعشر سنوات، وكان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة أو عبد عمرو، إلّا أنّ النبي‏صلى الله عليه وآله أسماه عبد الرحمان. وجُرح يوم أُحد في رجله، فكان يعرج منها (25).<br>
'''عبد الرحمان بن عوف بن عبد عوف''' هو من بني زُهرة، وأُمّه صفيّة بنت عبد مناف، أو شفاء بنت عوف بن عبد. ولد بعد عام الفيل بعشر سنوات، وكان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة أو عبد عمرو، إلّا أنّ النبي‏صلى الله عليه وآله أسماه عبد الرحمان. وجُرح يوم أُحد في رجله، فكان يعرج منها <ref>الإمامة والسياسة: ابن قتيبة الدينوري، منشورات مكتبة الشريف الرضي، قم، 1371 ه.</ref>.<br>
تزوّج عبد الرحمان عدداً من النساء، وصار له منهنّ 20 ولداً بين ذكر وأُنثى‏، وقُتل اثنان من أبنائه في عهد عثمان أثناء القتال في فتح أفريقيا (26). وكان لعبد الرحمان ثلاثة إخوة، هم: عبداللَّه والأسود والحَمْنن (27).<br>
تزوّج عبد الرحمان عدداً من النساء، وصار له منهنّ 20 ولداً بين ذكر وأُنثى‏، وقُتل اثنان من أبنائه في عهد عثمان أثناء القتال في فتح أفريقيا <ref>أنساب الأشراف: أحمد بن يحيى البلاذري، دار الفكر، بيروت، 1417 ه.</ref>. وكان لعبد الرحمان ثلاثة إخوة، هم: عبداللَّه والأسود والحَمْنن <ref>إيضاح الاشتباه: الحسن بن يوسف بن مطهّر العلّامة الحلّي، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1411 ه.</ref>.<br>
وتذكر بعض المصادر أنّ عمر قد وجده يوماً بمكّة شارباً، فأمر به فجُلد الحدّ، وأ نّه شهد يوم الجمل مع عائشة فقُتل فيه (28). وطبقاً لروايةٍ فإنّ النبي‏صلى الله عليه وآله لم يطلق لبس الحرير لأحدٍ من الرجال إلّا لعبد الرحمان هذا، وذلك أ نّه كان رجلاً قمّلاً، أو لبرصٍ كان فيه (29).<br>
وتذكر بعض المصادر أنّ عمر قد وجده يوماً بمكّة شارباً، فأمر به فجُلد الحدّ، وأ نّه شهد يوم الجمل مع عائشة فقُتل فيه <ref>إيضاح المكنون: إسماعيل باشا البغدادي، دار الفكر، بيروت، 1402 ه.</ref>. وطبقاً لروايةٍ فإنّ النبي‏صلى الله عليه وآله لم يطلق لبس الحرير لأحدٍ من الرجال إلّا لعبد الرحمان هذا، وذلك أ نّه كان رجلاً قمّلاً، أو لبرصٍ كان فيه <ref>بحار الأنوار: محمد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1403 ه.</ref>.<br>
وكان عبد الرحمان واحداً من خمسة أشخاص أسلموا على‏ يد أبي بكر، ويُعّد واحداً من ثمانية سبقوا إلى‏ الإسلام (30) . وكان أيضاً من المهاجرين الأوّلين ، جمع الهجرتين جميعاً ، هاجر إلى‏ أرض الحبشة ، ثم قدم قبل الهجرة وهاجر إلى‏ المدينة (31) . وقد آخى‏ رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله بينه وبين سعد بن ربيع الأنصاري (32)، وقيل: بينه وبين عثمان ابن عفّان (33).<br>
وكان عبد الرحمان واحداً من خمسة أشخاص أسلموا على‏ يد أبي بكر، ويُعّد واحداً من ثمانية سبقوا إلى‏ الإسلام <ref>بحوث في الملل والنحل: جعفر السبحاني، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، ط4.</ref>. وكان أيضاً من المهاجرين الأوّلين ، جمع الهجرتين جميعاً ، هاجر إلى‏ أرض الحبشة ، ثم قدم قبل الهجرة وهاجر إلى‏ المدينة <ref>البدء والتاريخ: مطهر بن طاهر المقدسي، مكتبة المثنى‏، بغداد.</ref>. وقد آخى‏ رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله بينه وبين سعد بن ربيع الأنصاري <ref>البداية والنهاية: إسماعيل بن كثير الدمشقي، دار الفكر، بيروت، 1402 ه.</ref>، وقيل: بينه وبين عثمان ابن عفّان <ref>بصائر الدرجات: محمد بن الحسن الصفّار، مؤسسة الأعلمي، طهران.</ref>.<br>
كان عبد الرحمان تاجراً مجدوداً في التجارة، وكسب مالاً كثيراً، وقد خلّف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة ومائة فرس تُرعى‏ بالبقيع (34). وروي: أ نّه دخل يوماً على‏ أُم سلمة زوج النبي‏صلى الله عليه وآله فقال: يا أُمّه، قد خشيتُ أن يهلكني كثرة مالي، أنا أكثر قريش كلّهم مالاً، قالت: يا بنيّ، تصدّق، فإنّي سمعت رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله يقول: «إنّ من أصحابي من لايراني بعد أن أفارقه» (35).<br>
كان عبد الرحمان تاجراً مجدوداً في التجارة، وكسب مالاً كثيراً، وقد خلّف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة ومائة فرس تُرعى‏ بالبقيع <ref>بغية الوعاة: جلال الدين السيوطي، دار الفكر، 1399 ه.</ref>. وروي: أ نّه دخل يوماً على‏ أُم سلمة زوج النبي‏صلى الله عليه وآله فقال: يا أُمّه، قد خشيتُ أن يهلكني كثرة مالي، أنا أكثر قريش كلّهم مالاً، قالت: يا بنيّ، تصدّق، فإنّي سمعت رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله يقول: «إنّ من أصحابي من لايراني بعد أن أفارقه» <ref>تاريخ الإسلام: محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، دار الكتاب العربي، 1407 ه.</ref>.<br>
اشترك في جميع غزوات النبي‏صلى الله عليه وآله (36). وكان يتمتّع ببعض الأخلاق، يقول ابن عباس: كنت عند عمر فتنفّس نفساً عالياً حتّى‏ ظننتُ أنّ أضلاعه قد انفجرت، فقلت له: ما أخرج هذا النفس منك يا أمير المؤمنين إلّا همّ شديد! قال: إي واللَّه يا بن عباس، إنّي فكّرتُ فلم أدر في من أجعل هذا الأمر بعدي، ثم قال: لعلّك ترى‏ صاحبك لها أهلاً؟ قلت: وما يمنعه من ذلك مع جهاده وسابقته، وقرابته وعلمه؟ قال: صدقت، ولكنّه امرؤ فيه دعابة... قلت: فعبد الرحمان؟ قال: رجل ضعيف، لو صار الأمر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته... (37)، لكنّه كان واحداً من ستّة رجال عيّنهم عمر لانتخاب الخليفة من بعده، وأعطاه دوراً أساسياً في الأمر، وجعل مفتاح الحلّ بيده، وقال: إذا حصل خلاف فإنّ رأي الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمان مقدّم على‏ غيره (38). وكذلك كان مقدّماً ومكرّماً عند عثمان، ويصله بالهدايا والعطايا (39).<br>
اشترك في جميع غزوات النبي‏صلى الله عليه وآله <ref>تاريخ بغداد: الخطيب البغدادي، دار الكتاب العربي، بيروت.</ref>. وكان يتمتّع ببعض الأخلاق، يقول ابن عباس: كنت عند عمر فتنفّس نفساً عالياً حتّى‏ ظننتُ أنّ أضلاعه قد انفجرت، فقلت له: ما أخرج هذا النفس منك يا أمير المؤمنين إلّا همّ شديد! قال: إي واللَّه يا بن عباس، إنّي فكّرتُ فلم أدر في من أجعل هذا الأمر بعدي، ثم قال: لعلّك ترى‏ صاحبك لها أهلاً؟ قلت: وما يمنعه من ذلك مع جهاده وسابقته، وقرابته وعلمه؟ قال: صدقت، ولكنّه امرؤ فيه دعابة... قلت: فعبد الرحمان؟ قال: رجل ضعيف، لو صار الأمر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته... <ref>تاريخ التراث العربي: فؤاد سزكين، جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، 1402 ه.</ref>، لكنّه كان واحداً من ستّة رجال عيّنهم عمر لانتخاب الخليفة من بعده، وأعطاه دوراً أساسياً في الأمر، وجعل مفتاح الحلّ بيده، وقال: إذا حصل خلاف فإنّ رأي الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمان مقدّم على‏ غيره <ref>تاريخ أسماء الثقات: أحمد بن عبداللَّه العجلي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405 ه.</ref>. وكذلك كان مقدّماً ومكرّماً عند عثمان، ويصله بالهدايا والعطايا <ref>تاريخ خليفة بن خياط: خليفة بن خياط العصفري، دار الفكر، بيروت، 1414 ه.</ref>.<br>
كان عبد الرحمان ممّن أسلم في أوائل البعثة في مكّة، ولكنّه لم يكن مسلّماً -  كما هو المفروض  - للنبي‏صلى الله عليه وآله. وقد ذكر التاريخ نقاطاً غير مُرضية عنه، قال الواحدي النيسابوري في سبب نزول قوله تعالى‏: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُم وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ...» قال الكلبي: نزلت هذه الآية في نفر من أصحاب رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله منهم: عبد الرحمان بن عوف... كانوا يلقون من المشركين أذىً كثيراً، ويقولون: يا رسول اللَّه، إئذن لنا في قتال هؤلاء، فيقول لهم: كفّوا أيديكم عنهم، فإنّي لم أُؤمر بقتالهم، فلمّا هاجر رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله إلى‏ المدينة، وأمرهم اللَّه بقتال المشركين، كرهه بعضهم وشقّ عليهم، فأنزل اللَّه تعالى‏ هذه الآية (40).<br>
كان عبد الرحمان ممّن أسلم في أوائل البعثة في مكّة، ولكنّه لم يكن مسلّماً -  كما هو المفروض  - للنبي‏صلى الله عليه وآله. وقد ذكر التاريخ نقاطاً غير مُرضية عنه، قال الواحدي النيسابوري في سبب نزول قوله تعالى‏: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُم وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ...» قال الكلبي: نزلت هذه الآية في نفر من أصحاب رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله منهم: عبد الرحمان بن عوف... كانوا يلقون من المشركين أذىً كثيراً، ويقولون: يا رسول اللَّه، إئذن لنا في قتال هؤلاء، فيقول لهم: كفّوا أيديكم عنهم، فإنّي لم أُؤمر بقتالهم، فلمّا هاجر رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله إلى‏ المدينة، وأمرهم اللَّه بقتال المشركين، كرهه بعضهم وشقّ عليهم، فأنزل اللَّه تعالى‏ هذه الآية <ref> (40) تاريخ الصحابة: محمد بن حبّان البستي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408 ه.</ref>.<br>
==موقف الرجاليّين منه==
==موقف الرجاليّين منه==
كان عبد الرحمان من صحابة النبي‏صلى الله عليه وآله، ولذا فقد كان عند علماء أهل السنّة مبجّلاً وممدوحاً (41). وأمّا علماء الشيعة فقد أورده الشيخ الطوسي ضمن رواة النبي‏صلى الله عليه وآله، فيما عدّه المامقاني غير معتمد (42).<br>
كان عبد الرحمان من صحابة النبي‏صلى الله عليه وآله، ولذا فقد كان عند علماء أهل السنّة مبجّلاً وممدوحاً <ref>تاريخ الطبري: محمد بن جرير الطبري، دار سويدان، بيروت.</ref>. وأمّا علماء الشيعة فقد أورده الشيخ الطوسي ضمن رواة النبي‏صلى الله عليه وآله، فيما عدّه المامقاني غير معتمد <ref>تاريخ اليعقوبي: أحمد بن إسحاق اليعقوبي، دار صادر، بيروت</ref>.<br>
==من روى‏ عنهم ومن رووا عنه (43)==
==من روى‏ عنهم ومن رووا عنه==
روى‏ عن النبي‏صلى الله عليه وآله، وعن أبي بكر وعمر.<br>
روى‏ عن النبي ‏صلى الله عليه وآله، وعن أبي بكر وعمر <ref>تأسيس الشيعة لعلوم الشريعة: حسن الصدر، مؤسسة الأعلمي، طهران.</ref>.<br>
وروى‏ عنه جماعة، منهم: أولاده: إبراهيم وحُميد وعمر ومصعب وأبو سلمة، أنس، جابر، جُبير بن مُطعم، ابن عباس، ابن عمر. وقد روي له عن رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله خمسة وستّون حديثاً، اتّفقا منها على‏ حديثين، وانفرد البخاري بخمسة (44). كما وروى‏ عبد الرحمان حديث الغدير (45).<br>
وروى‏ عنه جماعة، منهم: أولاده: إبراهيم وحُميد وعمر ومصعب وأبو سلمة، أنس، جابر، جُبير بن مُطعم، ابن عباس، ابن عمر. وقد روي له عن رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله خمسة وستّون حديثاً، اتّفقا منها على‏ حديثين، وانفرد البخاري بخمسة <ref>التحرير الطاوسي: الشيخ حسن بن زين الدين، منشورات مكتبة آية اللَّه المرعشي النجفي، قم، 1411 ه.</ref>. كما وروى‏ عبد الرحمان حديث الغدير <ref>تحفة الأحوذي: محمد عبد الرحمان المباركفوري، دار الفكر، بيروت.</ref>.<br>
==من رواياته==
==من رواياته==
روى‏ عن النبي‏صلى الله عليه وآله أ نّه قال: «فضل العالم على‏ العابد سبعين درجة، ما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض» (46).<br>
روى‏ عن النبي‏صلى الله عليه وآله أ نّه قال: «فضل العالم على‏ العابد سبعين درجة، ما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض» <ref>تذكرة الحفّاظ: شمس الدين الذهبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.</ref>.<br>


==وفاته==
==وفاته==
توفّي عبد الرحمان سنة 32 ه  في خلافة عثمان بالمدينة، وصلّى‏ عليه عثمان أو الزبير أو ابنه على‏ قول، ودُفن في البقيع (47). وذكرت المصادر الرجالية أ نّه خلّف مالاً عظيماً، وكان الذهب يقطّع بالفؤوس، وبلغ ربع ثُمن ماله فقط أربعة وثمانين ألفاً!
توفّي عبد الرحمان سنة 32 ه  في خلافة عثمان بالمدينة، وصلّى‏ عليه عثمان أو الزبير أو ابنه على‏ قول، ودُفن في البقيع <ref>تذكرة الخوّاص: سبط ابن الجوزي، منشورات مؤسسة آل البيت‏عليهم السلام، بيروت، 1401 ه.</ref>. وذكرت المصادر الرجالية أ نّه خلّف مالاً عظيماً، وكان الذهب يقطّع بالفؤوس، وبلغ ربع ثُمن ماله فقط أربعة وثمانين ألفاً!


== المراجع ==
== المراجع ==
٣٨٢

تعديل