الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد الحليم محمود»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(٤ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
'''عبد الحليم محمود''': فقيه محقّق متصوّف مصري، من [[شيوخ الأزهر]]، ومن [[دعاة التقريب]].وهو الشيخ السادس والأربعون  للجامع الأزهر على عقيدة [[أهل السنّة والجماعة]]. قال الشيخ [[محمود شلتوت]] في حقّه: "عالم، مفكّر، قوي الحجّة، متحدّث لبق".
'''عبد الحليم محمود''': فقيه محقّق متصوّف مصري، من [[شيوخ الأزهر]]، ومن [[دعاة التقريب]]. وهو الشيخ السادس والأربعون  للجامع الأزهر على عقيدة [[أهل السنّة والجماعة]]. قال الشيخ [[محمود شلتوت]] في حقّه: "عالم، مفكّر، قوي الحجّة، متحدّث لبق".


<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
[[ملف:عبد الحليم محمود.jpeg|تصغير|مركز]]
[[ملف:عبد الحليم محمود.jpg|تصغير|الدكتور عبد الحليم محمود]]
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم!! data-type="AuthorName" |عبد الحليم محمود
!الاسم!! data-type="AuthorName" |عبد الحليم محمود
سطر ٤٩: سطر ٤٩:
ودرس خلال تلك الفترة  علوم الأزهر المقرّرة حينئذ، مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوّف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع، والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية.  
ودرس خلال تلك الفترة  علوم الأزهر المقرّرة حينئذ، مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوّف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع، والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية.  


وفي عام 1932م حصل على [[الشهادة العالمية]]، ثمّ سافر إلى [[فرنسا]] على نفقته الخاصّة لاستكمال تعليمه العالي، ودرس  هناك تاريخَ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس. وفي  عام 1938م التحق بالبعثة الأزهرية في فرنسا، واستطاع النجاح في الموادّ المؤهّلة لدراسة الدكتوراه، وفكّر في البداية في عمل أطروحته في الدكتوراه عن  «[[فنّ الجمال]]» لكن رفض الموضوع، ففكّر أن تكون في مجال «[[مناهج البحث]]» فرفض  الموضوع، وبعد التفكير في أكثر من موضوع اختار علم «التصوّف الإسلامي»، واختار موضوعاً عنوانه: «أستاذ السائرين: الحارث بن أسد المحاسبي»، وأثناء إعداد الرسالة قامت [[الحرب العالمية الثانية]] في سبتمبر سنة 1939م، ولكنّه أصرّ على إتمام الرسالة،  ليحصل على  درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وقرّرت الجامعة طبعها بالفرنسية يوم 8 من يونيه سنة 1940م.
وفي عام 1932م حصل على [[الشهادة العالمية]]، ثمّ سافر إلى [[فرنسا]] على نفقته الخاصّة لاستكمال تعليمه العالي، ودرس  هناك تاريخَ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس. وفي  عام 1938م التحق بالبعثة الأزهرية في فرنسا، واستطاع النجاح في الموادّ المؤهّلة لدراسة الدكتوراه، وفكّر في البداية في عمل أطروحته في الدكتوراه عن  «[[فنّ الجمال]]» لكن رفض الموضوع، ففكّر أن تكون في مجال «[[مناهج البحث]]» فرفض  الموضوع، وبعد التفكير في أكثر من موضوع اختار علم «التصوّف الإسلامي»، واختار موضوعاً عنوانه: «أستاذ السائرين: الحارث بن أسد المحاسبي»، وأثناء إعداد الرسالة قامت [[الحرب العالمية الثانية]] في سبتمبر سنة 1939م، ولكنّه أصرّ على إتمام الرسالة،  ليحصل على  درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من [[جامعة السوربون]] بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وقرّرت الجامعة طبعها بالفرنسية يوم 8 من يونيه سنة 1940م.


وبعد عودته عمل مدرّساً لعلم النفس بكلّية اللغة العربية بكلّيات  جامعة الأزهر، ثمّ نقل أستاذاً للفلسفة بكلّية أصول الدين عام 1951م، وأصبح عميداً لكلّية أصول الدين  عام 1384هـ  1964م.  
وبعد عودته عمل مدرّساً لعلم النفس بكلّية اللغة العربية بكلّيات  جامعة الأزهر، ثمّ نقل أستاذاً للفلسفة بكلّية أصول الدين عام 1951م، وأصبح عميداً لكلّية أصول الدين  عام 1384هـ  1964م.  
سطر ١٤٧: سطر ١٤٧:
كان للشيخ عبد الحليم محمود العديد من المواقف، منها:
كان للشيخ عبد الحليم محمود العديد من المواقف، منها:


==الشيخ والحفاظ على مكانة شيخ الأزهر==
==الشيخ والحفاظ على مكانة إمام الأزهر==
   
   
عقب تولّي الشيخ  مهام المشيخة صدر قرار من رئيس الجمهورية في 17 جمادى الآخرة 1394هـ  الموافق 7 يوليو 1974م يكاد يجرّد شيخ الأزهر ممّا تبقّى له من اختصاصات ويمنحها لوزير الأوقاف والأزهر، فما كان من الشيخ إلّا أن قدّم استقالته لرئيس الجمهورية [[محمّد أنور السادات]] في 16 يوليو عام 1974م، ثمّ شفعها بخطاب آخر، قدَّمه إلى رئيس الجمهورية شَارِحاً فيه موقفه، وأنّ الأمر لا يتعلّق بشخصه، وإنّما يتعلّق بالأزهر وقيادته الروحية للعالم الإسلامي كلّه؛ لأنّ القرار الجمهوري السابق يغُضُّ من هذه القيادة ويعوقُها عن أداء رسالتها الروحية في مصر وسائر الأقطار العربية والإسلامية، وقبل هذا أخطَرَ وكيلَ الأزهر بموقفه؛ ليتحمّل مسؤوليته حتّى يتمّ تعيين شيخ آخر. ورُوجع الإمام في أمر استقالته، وتوسّط لديه العديد من الوسطاء، فأصرَّ على موقفه، وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه، ورفض  الحصول على راتبه، وطلب تسوية معاشه. فأحدثت هذه الاستقالة دوياً هائلاً في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامي، وتقدّم أحد المحامين برفع دعوى "حسبة"أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ضدّ رئيس الجمهورية ووزير الأوقاف، مطالباً وقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية. وأمام هذا الموقف من الشيخ  اضطرّ الرئيس إلى إعادة النظر في قراره ودراسة المشكلة من جديد، وأصدر قراراً أعاد  الى شيخ الأزهر صلاحياته،  جاء فيه: " شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كلّ ما يتّصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كلّ ما يتّصل بالدراسات الإسلامية والعربية في الأزهر، ويعامل شيخ الأزهر معاملة الوزير من حيث المرتّب والمعاش، ويكون ترتيبه في الأسبقية قبل الوزراء مباشرة". وبذلك انتهت الأزمة وعاد الشيخ إلى منصبه حتّى صدر قرار جمهوري بعد وفاة الشيخ بمساواة منصب شيخ الأزهر بمنصب رئيس الوزراء.
عقب تولّي الشيخ  مهام المشيخة صدر قرار من رئيس الجمهورية في 17 جمادى الآخرة 1394هـ  الموافق 7 يوليو 1974م يكاد يجرّد شيخ الأزهر ممّا تبقّى له من اختصاصات ويمنحها لوزير الأوقاف والأزهر، فما كان من الشيخ إلّا أن قدّم استقالته لرئيس الجمهورية [[محمّد أنور السادات]] في 16 يوليو عام 1974م، ثمّ شفعها بخطاب آخر، قدَّمه إلى رئيس الجمهورية شَارِحاً فيه موقفه، وأنّ الأمر لا يتعلّق بشخصه، وإنّما يتعلّق بالأزهر وقيادته الروحية للعالم الإسلامي كلّه؛ لأنّ القرار الجمهوري السابق يغُضُّ من هذه القيادة ويعوقُها عن أداء رسالتها الروحية في مصر وسائر الأقطار العربية والإسلامية، وقبل هذا أخطَرَ وكيلَ الأزهر بموقفه؛ ليتحمّل مسؤوليته حتّى يتمّ تعيين شيخ آخر. ورُوجع الإمام في أمر استقالته، وتوسّط لديه العديد من الوسطاء، فأصرَّ على موقفه، وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه، ورفض  الحصول على راتبه، وطلب تسوية معاشه. فأحدثت هذه الاستقالة دوياً هائلاً في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامي، وتقدّم أحد المحامين برفع دعوى "حسبة"أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ضدّ رئيس الجمهورية ووزير الأوقاف، مطالباً وقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية. وأمام هذا الموقف من الشيخ  اضطرّ الرئيس إلى إعادة النظر في قراره ودراسة المشكلة من جديد، وأصدر قراراً أعاد  الى شيخ الأزهر صلاحياته،  جاء فيه: " شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كلّ ما يتّصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كلّ ما يتّصل بالدراسات الإسلامية والعربية في الأزهر، ويعامل شيخ الأزهر معاملة الوزير من حيث المرتّب والمعاش، ويكون ترتيبه في الأسبقية قبل الوزراء مباشرة". وبذلك انتهت الأزمة وعاد الشيخ إلى منصبه حتّى صدر قرار جمهوري بعد وفاة الشيخ بمساواة منصب شيخ الأزهر بمنصب رئيس الوزراء.
سطر ١٧٥: سطر ١٧٥:
عندما علم الشيخ عبد الحليم محمود بالأزمة العنيفة بين [[المغرب]] و[[الجزائر]] بشأن مشكلة [[الصحراء الغربية]] التي كانت [[إسبانيا]] تحتلّها، وأدّى الخلاف بينهما إلى مناوشات حربية كادت تتحوّل إلى حرب عنيفة، سارع الشيخ بإرسال برقية إلى كلّ من ملك المغرب ورئيس الجزائر، دعاهما إلى التغلّب على الخلاف وعوامل الشقاق و[[الفرقة]]، وأن يبادرا بتسوية مشكلاتهما وموضوعات الخلاف بينهما بالتفاهم الأخوي والأسلوب الحكيم، وناشدهما باسم الإسلام أن يلقيا السلاح وأن يحتكما إلى كتاب الله. وأرسل أيضاً برقية إلى الرئيس السادات يطالبه بالتدخّل للصلح بين القطرين الشقيقين، جاء فيها: "تتعلّق بزعامتكم قلوب المسلمين من العرب والمسلمين الذين ينتظرون مساعيكم الحميدة في إصلاح ذات البين بمناسبة الصدام المسلّح المؤسف بين البلدين الشقيقين الجزائر والمغرب". وردّ السادات على برقية شيخ الأزهر ببرقية يخبره فيه بمساعيه للصلح بين الطرفين جاء فيها: "تلقّيت بالتقدير برقيتكم بشأن المساعي لحلّ الأزمة بين الجزائر والمغرب، وأودّ أن أؤكّد لكم أنّ مصر تقوم بواجبها القومي من أجل مصالح [[العرب]] والمسلمين، ومازال السيّد [[محمّد حسني مبارك]] نائب الرئيس يقوم بمهمّته المكلّف بها، أرجو الله عزّ وجلّ أن يكلّل جهوده بالنجاح والتوفيق". ولم يكتف بذلك، بل أرسل برقية إلى الملك [[خالد بن عبد العزيز]] عاهل [[المملكة العربية السعودية]] آنذاك يدعوه للتدخّل إلى حقن الدماء بين الشقيقين وفضّ النزاع بينهما.
عندما علم الشيخ عبد الحليم محمود بالأزمة العنيفة بين [[المغرب]] و[[الجزائر]] بشأن مشكلة [[الصحراء الغربية]] التي كانت [[إسبانيا]] تحتلّها، وأدّى الخلاف بينهما إلى مناوشات حربية كادت تتحوّل إلى حرب عنيفة، سارع الشيخ بإرسال برقية إلى كلّ من ملك المغرب ورئيس الجزائر، دعاهما إلى التغلّب على الخلاف وعوامل الشقاق و[[الفرقة]]، وأن يبادرا بتسوية مشكلاتهما وموضوعات الخلاف بينهما بالتفاهم الأخوي والأسلوب الحكيم، وناشدهما باسم الإسلام أن يلقيا السلاح وأن يحتكما إلى كتاب الله. وأرسل أيضاً برقية إلى الرئيس السادات يطالبه بالتدخّل للصلح بين القطرين الشقيقين، جاء فيها: "تتعلّق بزعامتكم قلوب المسلمين من العرب والمسلمين الذين ينتظرون مساعيكم الحميدة في إصلاح ذات البين بمناسبة الصدام المسلّح المؤسف بين البلدين الشقيقين الجزائر والمغرب". وردّ السادات على برقية شيخ الأزهر ببرقية يخبره فيه بمساعيه للصلح بين الطرفين جاء فيها: "تلقّيت بالتقدير برقيتكم بشأن المساعي لحلّ الأزمة بين الجزائر والمغرب، وأودّ أن أؤكّد لكم أنّ مصر تقوم بواجبها القومي من أجل مصالح [[العرب]] والمسلمين، ومازال السيّد [[محمّد حسني مبارك]] نائب الرئيس يقوم بمهمّته المكلّف بها، أرجو الله عزّ وجلّ أن يكلّل جهوده بالنجاح والتوفيق". ولم يكتف بذلك، بل أرسل برقية إلى الملك [[خالد بن عبد العزيز]] عاهل [[المملكة العربية السعودية]] آنذاك يدعوه للتدخّل إلى حقن الدماء بين الشقيقين وفضّ النزاع بينهما.


=الشيخ والتصوّف=
==الشيخ والتصوّف==


يعدّ الإمام عبد الحليم محمود ممّن تناول  قضية [[التصوّف]] بالشرح والتحليل في منهج بعض الشخصيات المعروفة في هذا الطريق، منهم: الإمام الغزالي و[[سفيان الثوري]]، و[[أبو الحسن الشاذلي]]، و[[أبو مدين الغوث]].
يعدّ الإمام عبد الحليم محمود ممّن تناول  قضية [[التصوّف]] بالشرح والتحليل في منهج بعض الشخصيات المعروفة في هذا الطريق، منهم: الإمام الغزالي و[[سفيان الثوري]]، و[[أبو الحسن الشاذلي]]، و[[أبو مدين الغوث]].
سطر ١٩٩: سطر ١٩٩:
6.قال الشيخ [[محمّد عبد اللطيف دراز]]: "ثائر مناضل، خطيب ممتاز، لا يسأم من مساعدة الآخرين، ولا يتوانى عن السعي في مصالح الضعفاء، حديثه ممتع، وفي أسلوبه عذوبة".
6.قال الشيخ [[محمّد عبد اللطيف دراز]]: "ثائر مناضل، خطيب ممتاز، لا يسأم من مساعدة الآخرين، ولا يتوانى عن السعي في مصالح الضعفاء، حديثه ممتع، وفي أسلوبه عذوبة".


=مؤّلّفاته=
=مؤلّفاته=


للشيخ عبد الحليم محمود العديد من المؤلّفات بلغت أكثر من 100 مؤلّف في التصوّف. ويُعَدُّ من أسبق روّاده في العصر الحديث  في الكتابات عن [[الصوفية]]، فقد تبدّى مثالاً للصوفية المُقَيَّدةِ بكتاب الله، البعيدة عن الإفراط والتفريط، حتّى لُقِّبَ بـ«غزالي مصر»، و«أبي المتصوّفين»، فكانت كتاباته الصوفية لها الحظّ الأوفر من مؤلّفاته، بالإضافة إلى الكتب الفلسفية.
للشيخ عبد الحليم محمود العديد من المؤلّفات بلغت أكثر من 100 مؤلّف في التصوّف. ويُعَدُّ من أسبق روّاده في العصر الحديث  في الكتابات عن [[الصوفية]]، فقد تبدّى مثالاً للصوفية المُقَيَّدةِ بكتاب الله، البعيدة عن الإفراط والتفريط، حتّى لُقِّبَ بـ«غزالي مصر»، و«أبي المتصوّفين»، فكانت كتاباته الصوفية لها الحظّ الأوفر من مؤلّفاته، بالإضافة إلى الكتب الفلسفية.
سطر ٢٣١: سطر ٢٣١:
ويؤكّد الدكتور عبد الحليم محمود أنّ هذا هو منهجه الخاصّ في حياته الفكرية، وهو «منهج الاتّباع» يسير فيه تبعاً لتوجيهات [[القرآن الكريم]] و[[السنّة النبوية]] الشريفة. وقد خصّص لشرح وجهة نظره هذه كتابه «الإسلام والعقل» الذي يقول عنه: إنّه لم يفرح في يوم من الأيّام لظهور كتاب له بمقدار ما فرح حين ظهر هذا الكتاب في طبعته الأُولى.
ويؤكّد الدكتور عبد الحليم محمود أنّ هذا هو منهجه الخاصّ في حياته الفكرية، وهو «منهج الاتّباع» يسير فيه تبعاً لتوجيهات [[القرآن الكريم]] و[[السنّة النبوية]] الشريفة. وقد خصّص لشرح وجهة نظره هذه كتابه «الإسلام والعقل» الذي يقول عنه: إنّه لم يفرح في يوم من الأيّام لظهور كتاب له بمقدار ما فرح حين ظهر هذا الكتاب في طبعته الأُولى.


ويقول في سيرته الذاتية: إنّ «كلّ ما كتبه عن التصوّف وعن [[الشخصيات الصوفية]] يسير في فلك هذا المنهج: منهج الاتّباع. وهذا المنهج يفترض مقاومة الغزو الفكري» الذي يتمثّل في العقائد وفي نظام المجتمع وفي مجال التشريع... فالغزو الفكري في العقائد يتمثّل في التراث الفلسفي اليوناني الذي نقل إلى العربية في مجال ما بعد الطبيعة. فهذا التراث نتاج بشري متناقض يتّسم بكلّ ما يتّسم به النتاج البشري من خطأ وضلال.
ويقول في سيرته الذاتية: إنّ «كلّ ما كتبه عن التصوّف وعن [[الشخصيات الصوفية]] يسير في فلك هذا المنهج: منهج الاتّباع. وهذا المنهج يفترض مقاومة [[الغزو الفكري]]» الذي يتمثّل في العقائد وفي نظام المجتمع وفي مجال التشريع... فالغزو الفكري في العقائد يتمثّل في التراث الفلسفي اليوناني الذي نقل إلى العربية في مجال ما بعد الطبيعة. فهذا التراث نتاج بشري متناقض يتّسم بكلّ ما يتّسم به النتاج البشري من خطأ وضلال.


أمّا [[الغزو الفكري]] في نظام المجتمع فإنّه يتمثّل في فرض نظام المجتمعات الأوروبّية علينا. وهذا يعني- إذا سرنا في تيّاره- أن نفقد ذاتيتنا ونصبح بلا شخصية، وبالتالي نفقد رسالتنا التي هي رسالة الإسلام والتي من أجلها كانت الأُمّة الإسلامية، وبدونها تفقد الأُمّة الإسلامية مبرّرات وجودها.
أمّا الغزو الفكري في نظام المجتمع فإنّه يتمثّل في فرض نظام المجتمعات الأوروبّية علينا. وهذا يعني- إذا سرنا في تيّاره- أن نفقد ذاتيتنا ونصبح بلا شخصية، وبالتالي نفقد رسالتنا التي هي رسالة الإسلام والتي من أجلها كانت الأُمّة الإسلامية، وبدونها تفقد الأُمّة الإسلامية مبرّرات وجودها.


وأمّا الغزو الفكري في مجال التشريع فإنّه يتمثّل في كلّيات الحقوق التي تعدّ دراستها كلّها- كما يقول- من قبيل الغزو الفكري والاستعمار الفكري. فالقوانين الأوروبّية يخصّص لها عشرون ساعة في الأُسبوع، في حين يخصّص للتشريع الإسلامي ساعتان فقط أُسبوعياً، وهذا يعني أنّ هذه الكلّيات تفرض على الطالب أن يستعمر الأوروبيّون فكره في مجال التشريع، وأن يلغي ذاتيته الإسلامية في هذا المجال. ومنهج الاتّباع يقتضينا أن ننظر في جدّ في أمر هذه الكلّيات حتّى تكون تمثيلاً حقيقياً للوطنية والإسلام والعروبة.
وأمّا الغزو الفكري في مجال التشريع فإنّه يتمثّل في كلّيات الحقوق التي تعدّ دراستها كلّها- كما يقول- من قبيل الغزو الفكري والاستعمار الفكري. فالقوانين الأوروبّية يخصّص لها عشرون ساعة في الأُسبوع، في حين يخصّص للتشريع الإسلامي ساعتان فقط أُسبوعياً، وهذا يعني أنّ هذه الكلّيات تفرض على الطالب أن يستعمر الأوروبيّون فكره في مجال التشريع، وأن يلغي ذاتيته الإسلامية في هذا المجال. ومنهج الاتّباع يقتضينا أن ننظر في جدّ في أمر هذه الكلّيات حتّى تكون تمثيلاً حقيقياً للوطنية والإسلام والعروبة.
٢٬٧٩٦

تعديل