الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد الحليم محمود»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(٦ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
'''عبد الحليم محمود''': فقيه محقّق متصوّف مصري، من [[شيوخ الأزهر]]، ومن [[دعاة التقريب]].وهو الشيخ السادس والأربعون  للجامع الأزهر على عقيدة [[أهل السنّة والجماعة]]. قال الشيخ [[محمود شلتوت]] في حقّه: "عالم، مفكّر، قوي الحجّة، متحدّث لبق".
'''عبد الحليم محمود''': فقيه محقّق متصوّف مصري، من [[شيوخ الأزهر]]، ومن [[دعاة التقريب]]. وهو الشيخ السادس والأربعون  للجامع الأزهر على عقيدة [[أهل السنّة والجماعة]]. قال الشيخ [[محمود شلتوت]] في حقّه: "عالم، مفكّر، قوي الحجّة، متحدّث لبق".


<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
[[ملف:عبد الحليم محمود.jpeg|تصغير|مركز]]
[[ملف:عبد الحليم محمود.jpg|تصغير|الدكتور عبد الحليم محمود]]
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم!! data-type="AuthorName" |عبد الحليم محمود
!الاسم!! data-type="AuthorName" |عبد الحليم محمود
سطر ٤٩: سطر ٤٩:
ودرس خلال تلك الفترة  علوم الأزهر المقرّرة حينئذ، مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوّف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع، والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية.  
ودرس خلال تلك الفترة  علوم الأزهر المقرّرة حينئذ، مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوّف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع، والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية.  


وفي عام 1932م حصل على [[الشهادة العالمية]]، ثمّ سافر إلى [[فرنسا]] على نفقته الخاصّة لاستكمال تعليمه العالي، ودرس  هناك تاريخَ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس. وفي  عام 1938م التحق بالبعثة الأزهرية في فرنسا، واستطاع النجاح في الموادّ المؤهّلة لدراسة الدكتوراه، وفكّر في البداية في عمل أطروحته في الدكتوراه عن  «[[فنّ الجمال]]» لكن رفض الموضوع، ففكّر أن تكون في مجال «[[مناهج البحث]]» فرفض  الموضوع، وبعد التفكير في أكثر من موضوع اختار علم «التصوّف الإسلامي»، واختار موضوعاً عنوانه: «أستاذ السائرين: الحارث بن أسد المحاسبي»، وأثناء إعداد الرسالة قامت [[الحرب العالمية الثانية]] في سبتمبر سنة 1939م، ولكنّه أصرّ على إتمام الرسالة،  ليحصل على  درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وقرّرت الجامعة طبعها بالفرنسية يوم 8 من يونيه سنة 1940م.
وفي عام 1932م حصل على [[الشهادة العالمية]]، ثمّ سافر إلى [[فرنسا]] على نفقته الخاصّة لاستكمال تعليمه العالي، ودرس  هناك تاريخَ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس. وفي  عام 1938م التحق بالبعثة الأزهرية في فرنسا، واستطاع النجاح في الموادّ المؤهّلة لدراسة الدكتوراه، وفكّر في البداية في عمل أطروحته في الدكتوراه عن  «[[فنّ الجمال]]» لكن رفض الموضوع، ففكّر أن تكون في مجال «[[مناهج البحث]]» فرفض  الموضوع، وبعد التفكير في أكثر من موضوع اختار علم «التصوّف الإسلامي»، واختار موضوعاً عنوانه: «أستاذ السائرين: الحارث بن أسد المحاسبي»، وأثناء إعداد الرسالة قامت [[الحرب العالمية الثانية]] في سبتمبر سنة 1939م، ولكنّه أصرّ على إتمام الرسالة،  ليحصل على  درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من [[جامعة السوربون]] بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وقرّرت الجامعة طبعها بالفرنسية يوم 8 من يونيه سنة 1940م.


وبعد عودته عمل مدرّساً لعلم النفس بكلّية اللغة العربية بكلّيات  جامعة الأزهر، ثمّ نقل أستاذاً للفلسفة بكلّية أصول الدين عام 1951م، وأصبح عميداً لكلّية أصول الدين  عام 1384هـ  1964م.  
وبعد عودته عمل مدرّساً لعلم النفس بكلّية اللغة العربية بكلّيات  جامعة الأزهر، ثمّ نقل أستاذاً للفلسفة بكلّية أصول الدين عام 1951م، وأصبح عميداً لكلّية أصول الدين  عام 1384هـ  1964م.  
سطر ١٤٧: سطر ١٤٧:
كان للشيخ عبد الحليم محمود العديد من المواقف، منها:
كان للشيخ عبد الحليم محمود العديد من المواقف، منها:


==الشيخ والحفاظ على مكانة شيخ الأزهر==
==الشيخ والحفاظ على مكانة إمام الأزهر==
   
   
عقب تولّي الشيخ  مهام المشيخة صدر قرار من رئيس الجمهورية في 17 جمادى الآخرة 1394هـ  الموافق 7 يوليو 1974م يكاد يجرّد شيخ الأزهر ممّا تبقّى له من اختصاصات ويمنحها لوزير الأوقاف والأزهر، فما كان من الشيخ إلّا أن قدّم استقالته لرئيس الجمهورية [[محمّد أنور السادات]] في 16 يوليو عام 1974م، ثمّ شفعها بخطاب آخر، قدَّمه إلى رئيس الجمهورية شَارِحاً فيه موقفه، وأنّ الأمر لا يتعلّق بشخصه، وإنّما يتعلّق بالأزهر وقيادته الروحية للعالم الإسلامي كلّه؛ لأنّ القرار الجمهوري السابق يغُضُّ من هذه القيادة ويعوقُها عن أداء رسالتها الروحية في مصر وسائر الأقطار العربية والإسلامية، وقبل هذا أخطَرَ وكيلَ الأزهر بموقفه؛ ليتحمّل مسؤوليته حتّى يتمّ تعيين شيخ آخر. ورُوجع الإمام في أمر استقالته، وتوسّط لديه العديد من الوسطاء، فأصرَّ على موقفه، وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه، ورفض  الحصول على راتبه، وطلب تسوية معاشه. فأحدثت هذه الاستقالة دوياً هائلاً في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامي، وتقدّم أحد المحامين برفع دعوى "حسبة"أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ضدّ رئيس الجمهورية ووزير الأوقاف، مطالباً وقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية. وأمام هذا الموقف من الشيخ  اضطرّ الرئيس إلى إعادة النظر في قراره ودراسة المشكلة من جديد، وأصدر قراراً أعاد  الى شيخ الأزهر صلاحياته،  جاء فيه: " شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كلّ ما يتّصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كلّ ما يتّصل بالدراسات الإسلامية والعربية في الأزهر، ويعامل شيخ الأزهر معاملة الوزير من حيث المرتّب والمعاش، ويكون ترتيبه في الأسبقية قبل الوزراء مباشرة". وبذلك انتهت الأزمة وعاد الشيخ إلى منصبه حتّى صدر قرار جمهوري بعد وفاة الشيخ بمساواة منصب شيخ الأزهر بمنصب رئيس الوزراء.
عقب تولّي الشيخ  مهام المشيخة صدر قرار من رئيس الجمهورية في 17 جمادى الآخرة 1394هـ  الموافق 7 يوليو 1974م يكاد يجرّد شيخ الأزهر ممّا تبقّى له من اختصاصات ويمنحها لوزير الأوقاف والأزهر، فما كان من الشيخ إلّا أن قدّم استقالته لرئيس الجمهورية [[محمّد أنور السادات]] في 16 يوليو عام 1974م، ثمّ شفعها بخطاب آخر، قدَّمه إلى رئيس الجمهورية شَارِحاً فيه موقفه، وأنّ الأمر لا يتعلّق بشخصه، وإنّما يتعلّق بالأزهر وقيادته الروحية للعالم الإسلامي كلّه؛ لأنّ القرار الجمهوري السابق يغُضُّ من هذه القيادة ويعوقُها عن أداء رسالتها الروحية في مصر وسائر الأقطار العربية والإسلامية، وقبل هذا أخطَرَ وكيلَ الأزهر بموقفه؛ ليتحمّل مسؤوليته حتّى يتمّ تعيين شيخ آخر. ورُوجع الإمام في أمر استقالته، وتوسّط لديه العديد من الوسطاء، فأصرَّ على موقفه، وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه، ورفض  الحصول على راتبه، وطلب تسوية معاشه. فأحدثت هذه الاستقالة دوياً هائلاً في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامي، وتقدّم أحد المحامين برفع دعوى "حسبة"أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ضدّ رئيس الجمهورية ووزير الأوقاف، مطالباً وقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية. وأمام هذا الموقف من الشيخ  اضطرّ الرئيس إلى إعادة النظر في قراره ودراسة المشكلة من جديد، وأصدر قراراً أعاد  الى شيخ الأزهر صلاحياته،  جاء فيه: " شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كلّ ما يتّصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كلّ ما يتّصل بالدراسات الإسلامية والعربية في الأزهر، ويعامل شيخ الأزهر معاملة الوزير من حيث المرتّب والمعاش، ويكون ترتيبه في الأسبقية قبل الوزراء مباشرة". وبذلك انتهت الأزمة وعاد الشيخ إلى منصبه حتّى صدر قرار جمهوري بعد وفاة الشيخ بمساواة منصب شيخ الأزهر بمنصب رئيس الوزراء.
سطر ١٧٣: سطر ١٧٣:
==الشيخ والأزمة المغربية- الجزائرية==
==الشيخ والأزمة المغربية- الجزائرية==


عندما علم الشيخ عبد الحليم محمود بالأزمة العنيفة بين [[المغرب]] و[[الجزائر]] بشأن مشكلة [[الصحراء الغربية]] التي كانت [[إسبانيا]] تحتلّها، وأدّى الخلاف بينهما إلى مناوشات حربية كادت تتحوّل إلى حرب عنيفة، سارع الشيخ بإرسال برقية إلى كلّ من ملك المغرب ورئيس الجزائر، دعاهما إلى التغلّب على الخلاف وعوامل الشقاق والفرقة، وأن يبادرا بتسوية مشكلاتهما وموضوعات الخلاف بينهما بالتفاهم الأخوي والأسلوب الحكيم، وناشدهما باسم الإسلام أن يلقيا السلاح وأن يحتكما إلى كتاب الله. وأرسل أيضاً برقية إلى الرئيس السادات يطالبه بالتدخّل للصلح بين القطرين الشقيقين، جاء فيها: "تتعلّق بزعامتكم قلوب المسلمين من العرب والمسلمين الذين ينتظرون مساعيكم الحميدة في إصلاح ذات البين بمناسبة الصدام المسلّح المؤسف بين البلدين الشقيقين الجزائر والمغرب". وردّ السادات على برقية شيخ الأزهر ببرقية يخبره فيه بمساعيه للصلح بين الطرفين جاء فيها: "تلقّيت بالتقدير برقيتكم بشأن المساعي لحلّ الأزمة بين الجزائر والمغرب، وأودّ أن أؤكّد لكم أنّ مصر تقوم بواجبها القومي من أجل مصالح العرب والمسلمين، ومازال السيّد محمّد حسني مبارك نائب الرئيس يقوم بمهمّته المكلّف بها، أرجو الله عزّ وجلّ أن يكلّل جهوده بالنجاح والتوفيق". ولم يكتف بذلك، بل أرسل برقية إلى الملك خالد بن عبد العزيز عاهل المملكة السعودية آنذاك يدعوه للتدخّل إلى حقن الدماء بين الشقيقين وفضّ النزاع بينهما.
عندما علم الشيخ عبد الحليم محمود بالأزمة العنيفة بين [[المغرب]] و[[الجزائر]] بشأن مشكلة [[الصحراء الغربية]] التي كانت [[إسبانيا]] تحتلّها، وأدّى الخلاف بينهما إلى مناوشات حربية كادت تتحوّل إلى حرب عنيفة، سارع الشيخ بإرسال برقية إلى كلّ من ملك المغرب ورئيس الجزائر، دعاهما إلى التغلّب على الخلاف وعوامل الشقاق و[[الفرقة]]، وأن يبادرا بتسوية مشكلاتهما وموضوعات الخلاف بينهما بالتفاهم الأخوي والأسلوب الحكيم، وناشدهما باسم الإسلام أن يلقيا السلاح وأن يحتكما إلى كتاب الله. وأرسل أيضاً برقية إلى الرئيس السادات يطالبه بالتدخّل للصلح بين القطرين الشقيقين، جاء فيها: "تتعلّق بزعامتكم قلوب المسلمين من العرب والمسلمين الذين ينتظرون مساعيكم الحميدة في إصلاح ذات البين بمناسبة الصدام المسلّح المؤسف بين البلدين الشقيقين الجزائر والمغرب". وردّ السادات على برقية شيخ الأزهر ببرقية يخبره فيه بمساعيه للصلح بين الطرفين جاء فيها: "تلقّيت بالتقدير برقيتكم بشأن المساعي لحلّ الأزمة بين الجزائر والمغرب، وأودّ أن أؤكّد لكم أنّ مصر تقوم بواجبها القومي من أجل مصالح [[العرب]] والمسلمين، ومازال السيّد [[محمّد حسني مبارك]] نائب الرئيس يقوم بمهمّته المكلّف بها، أرجو الله عزّ وجلّ أن يكلّل جهوده بالنجاح والتوفيق". ولم يكتف بذلك، بل أرسل برقية إلى الملك [[خالد بن عبد العزيز]] عاهل [[المملكة العربية السعودية]] آنذاك يدعوه للتدخّل إلى حقن الدماء بين الشقيقين وفضّ النزاع بينهما.


=الإمام والتصوّف=
==الشيخ والتصوّف==


يعدّ الإمام عبد الحليم محمود ممّن تناول  قضية التصوّف بالشرح والتحليل في منهج الإمام الغزالي وسفيان الثوري، وأبي الحسن الشاذلي، وأبي مدين الغوث.
يعدّ الإمام عبد الحليم محمود ممّن تناول  قضية [[التصوّف]] بالشرح والتحليل في منهج بعض الشخصيات المعروفة في هذا الطريق، منهم: الإمام الغزالي و[[سفيان الثوري]]، و[[أبو الحسن الشاذلي]]، و[[أبو مدين الغوث]].
   
   
ويقول عن التصوّف: "إنّه نظام الصفوة المختارة، إنّه نظام هؤلاء الذين وهبهم الله حسّاً مرهفاً، وذكاءً حاداً، وفطرة روحانية، وصفاءً يكاد يقرب من صفاء الملائكة، وطبيعة تكاد تكون مخلوقة من نور".
ويقول عن التصوّف: "إنّه نظام الصفوة المختارة، إنّه نظام هؤلاء الذين وهبهم الله حسّاً مرهفاً، وذكاءً حادّاً، وفطرة روحانية، وصفاءً يكاد يقرب من صفاء الملائكة، وطبيعة تكاد تكون مخلوقة من نور".
   
   
ويعرّف الصوفي بقوله: "الصوفي هو الذي التزم بتعاليم الإسلام سيرةً وسلوكاً، وقولاً وعملاً، وهو الذي يستحضر ذكر ربّه في كلّ وقت، فإذا وصل المؤمن إلى إسلام حقيقي يجعله مستحضراً ربّه في كلّ وقت فلن يهتمّ بمعصيته، ولن يأمر بمنكر، ولن ينهى عن معروف".
ويعرّف الصوفي بقوله: "الصوفي هو الذي التزم بتعاليم الإسلام سيرةً وسلوكاً، وقولاً وعملاً، وهو الذي يستحضر ذكر ربّه في كلّ وقت، فإذا وصل المؤمن إلى إسلام حقيقي يجعله مستحضراً ربّه في كلّ وقت فلن يهتمّ بمعصيته، ولن يأمر بمنكر، ولن ينهى عن معروف".
وقال أيضاً: "التصوّف ليس ثمرة لثقافة كسبيَّة.. إنّ الوسيلة إليه ليست هي الثقافة، ولكن الوسيلة إليه إنّما هي العمل. إنّ الطريق إليه إنّما هو السلوك، والمعرفة الناشئة عن العمل والسلوك هي إلهام، وهي كشف، وهي ملأ أعلى انعكس على البصيرة المجلوَّة، فتذوّقه الشخص حالاً، وأحسّ به ذوقاً، وأدركه إلهاماً وكشفاً".
وقال أيضاً: "التصوّف ليس ثمرة لثقافة كسبيَّة.. إنّ الوسيلة إليه ليست هي الثقافة، ولكن الوسيلة إليه إنّما هي العمل. إنّ الطريق إليه إنّما هو السلوك، والمعرفة الناشئة عن العمل والسلوك هي إلهام، وهي كشف، وهي ملأ أعلى انعكس على البصيرة المجلوَّة، فتذوّقه الشخص حالاً، وأحسّ به ذوقاً، وأدركه إلهاماً وكشفاً".


سطر ١٨٨: سطر ١٨٩:
1.قال الشيخ  محمود شلتوت عنه: "عالم، مفكّر، قوي الحجّة، متحدّث لبق".
1.قال الشيخ  محمود شلتوت عنه: "عالم، مفكّر، قوي الحجّة، متحدّث لبق".


2.قال الشيخ محمّد مصطفى المراغي: "عالِم، ذكي، ذو شخصية جارفة، مهيب، صاحب رأي في العلم، وصاحب رأي في السياسة، بليغ الأسلوب، أمّا صوته في الخطابة وفي الدرس فإنّه نغمةٌ موسيقية عذبة، ولعلّ الإذاعة تتنبّه إلى ذلك، فتعيد إذاعة ما عندها من خطبه وأحاديثه، بين الحين والحين؛ لينعم الناس بنعمة جميلة، ويستفيدوا علماً غزيراً".
2.قال الشيخ [[محمّد مصطفى المراغي]]: "عالِم، ذكي، ذو شخصية جارفة، مهيب، صاحب رأي في العلم، وصاحب رأي في السياسة، بليغ الأسلوب، أمّا صوته في الخطابة وفي الدرس فإنّه نغمةٌ موسيقية عذبة، ولعلّ الإذاعة تتنبّه إلى ذلك، فتعيد إذاعة ما عندها من خطبه وأحاديثه، بين الحين والحين؛ لينعم الناس بنعمة جميلة، ويستفيدوا علماً غزيراً".


3.قال الشيخ مصطفى عبد الرزّاق: "عالم، فيلسوف، حيي، حليم، كريم بماله ووقته لطلبة العلم، خرَّج جيلاً من النابهين في الجامعة، وأسهم في الحركة العلمية بجهود عظيمة.. ألَّف، وحاضر، وكتب المقالات، ووجَّه تلاميذه إلى التحقيق والتأليف والترجمة، وفتح مكتبته الغنية بشتّى الكتب ونوادرها لكلّ طالب علم مجدّ".
3.قال الشيخ [[مصطفى عبد الرزّاق]]: "عالم، فيلسوف، حيي، حليم، كريم بماله ووقته لطلبة العلم، خرَّج جيلاً من النابهين في الجامعة، وأسهم في الحركة العلمية بجهود عظيمة.. ألَّف، وحاضر، وكتب المقالات، ووجَّه تلاميذه إلى التحقيق والتأليف والترجمة، وفتح مكتبته الغنية بشتّى الكتب ونوادرها لكلّ طالب علم مجدّ".


4.قال الشيخ محمّد عبد الرحمان بيصار: "كان سريع التحرّك بوجدانه إلى ما ينبغي أن يكون عندما يطرأ أمر أو تزحف حادثة من أحداث الحياة، وكانت حركته بوجدان صافٍ وفكرٍ مدرك وصفاء نفس عميق، وما ذكرت يوماً أنّه غضب عندما غضبت، أو انفعل عندما خولف في الرأي.. كان يبدّد الغضب ويصرف الانفعال بابتسامة رقيقة ترتسم على شفتيه معبّرةً عن معنًى دقيق من الأخوّة والصفاء، وراءها فيض جارف من العواطف الأخوية والعبارات الشفّافة الملطّفة التي تبدّد كلّ غيم وتوضّح كلّ لبس".
4.قال الشيخ [[محمّد عبد الرحمان بيصار]]: "كان سريع التحرّك بوجدانه إلى ما ينبغي أن يكون عندما يطرأ أمر أو تزحف حادثة من أحداث الحياة، وكانت حركته بوجدان صافٍ وفكرٍ مدرك وصفاء نفس عميق، وما ذكرت يوماً أنّه غضب عندما غضبت، أو انفعل عندما خولف في الرأي.. كان يبدّد الغضب ويصرف الانفعال بابتسامة رقيقة ترتسم على شفتيه معبّرةً عن معنًى دقيق من الأخوّة والصفاء، وراءها فيض جارف من العواطف الأخوية والعبارات الشفّافة الملطّفة التي تبدّد كلّ غيم وتوضّح كلّ لبس".


5.قال الدكتور محمّد عبد الله دراز: "يمثّل الاتّزان المتّزن، والخلق الكريم، ثَقَّف نفسه كأحسن ما تكون الثقافة، آراؤه موفّقة، يتدفّق في البيان عذباً شهيّاً لا يملّ".
5.قال الدكتور [[محمّد عبد الله دراز]]: "يمثّل الاتّزان المتّزن، والخلق الكريم، ثَقَّف نفسه كأحسن ما تكون الثقافة، آراؤه موفّقة، يتدفّق في البيان عذباً شهيّاً لا يملّ".


6.قال الشيخ محمّد عبد اللطيف دراز: "ثائر مناضل، خطيب ممتاز، لا يسأم من مساعدة الآخرين، ولا يتوانى عن السعي في مصالح الضعفاء، حديثه ممتع، وفي أسلوبه عذوبة".
6.قال الشيخ [[محمّد عبد اللطيف دراز]]: "ثائر مناضل، خطيب ممتاز، لا يسأم من مساعدة الآخرين، ولا يتوانى عن السعي في مصالح الضعفاء، حديثه ممتع، وفي أسلوبه عذوبة".


=مؤّلّفاته=
=مؤلّفاته=


للشيخ عبد الحليم محمود العديد من المؤلّفات بلغت أكثر من 100 مؤلّف في التصوّف. ويُعَدُّ من أسبق روّاده في العصر الحديث  في الكتابات عن الصوفية، فقد تبدّى مثالاً للصوفية المُقَيَّدةِ بكتاب الله، البعيدة عن الإفراط والتفريط، حتّى لُقِّبَ بـ«غزالي مصر»، و«أبي المتصوّفين»، فكانت كتاباته الصوفية لها الحظّ الأوفر من مؤلّفاته، بالإضافة إلى الكتب الفلسفية.
للشيخ عبد الحليم محمود العديد من المؤلّفات بلغت أكثر من 100 مؤلّف في التصوّف. ويُعَدُّ من أسبق روّاده في العصر الحديث  في الكتابات عن [[الصوفية]]، فقد تبدّى مثالاً للصوفية المُقَيَّدةِ بكتاب الله، البعيدة عن الإفراط والتفريط، حتّى لُقِّبَ بـ«غزالي مصر»، و«أبي المتصوّفين»، فكانت كتاباته الصوفية لها الحظّ الأوفر من مؤلّفاته، بالإضافة إلى الكتب الفلسفية.


ومن جملة مؤلّفاته: التفكير الفلسفي، الفيلسوف المسلم، السنّة في تاريخها ومكانتها، التصوّف عند ابن سينا، التصوّف الإسلامي، الإسلام والعقل، زين العابدين، أوروبّا والإسلام، جهادنا المقدّس، الرسول (صلّى الله عليه وآله)، الإيمان، القرآن والنبي، العبادة، الإسلام والشيوعية.
ومن جملة مؤلّفاته: التفكير الفلسفي، الفيلسوف المسلم، السنّة في تاريخها ومكانتها، التصوّف عند ابن سينا، التصوّف الإسلامي، الإسلام والعقل، زين العابدين، أوروبّا والإسلام، جهادنا المقدّس، الرسول (صلّى الله عليه وآله)، الإيمان، القرآن والنبي، العبادة، الإسلام والشيوعية.
سطر ٢١٨: سطر ٢١٩:
=بعض رؤاه=
=بعض رؤاه=


يقول الدكتور [[محمّد عبدالمنعم الخفّاجي]] واصفاً نشاطات الشيخ عبدالحليم: «دعا إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وأنّ فيها النجاة من براثن الاستعمار والدواء من أمراض العصر... وسعى‏ للصلح بين الدول العربية المتنازعة، ودعا إلى وحدة الصفّ، وناشد حكّام العالم العربي خاصّة والإسلامي عامّة أن يرأبوا الصدع، وأن ينبذوا الخلاف فيما بينهم؛ لتعود الأُمّة الإسلامية قوّتها وتستطيع أن تواجه الأخطار المحدقة بها».
يقول الدكتور [[محمّد عبدالمنعم خفّاجي]] واصفاً نشاطات الشيخ عبدالحليم: «دعا إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وأنّ فيها النجاة من براثن الاستعمار والدواء من أمراض العصر... وسعى‏ للصلح بين الدول العربية المتنازعة، ودعا إلى وحدة الصفّ، وناشد حكّام العالم العربي خاصّة والإسلامي عامّة أن يرأبوا الصدع، وأن ينبذوا [[الخلاف]] فيما بينهم؛ لتعود [[الأُمّة الإسلامية]] قوّتها وتستطيع أن تواجه الأخطار المحدقة بها».


وفي نظر الدكتور عبد الحليم يتمثّل المثل الأعلى لمن يطلب الحكمة في «الكشف عن الإله، ثمّ الاتّصال به» كما عبّر عن ذلك أفلوطين في دقّة وعمق بالغين... وبناءً عليه يعرّف الدكتور عبد الحليم الفلسفة بأنّها: «المحاولات التي يبذلها الإنسان عن طريق العقل وعن طريق التصفية ليصل بها إلى معرفة اللَّه». فهذه المحاولات هي الفلسفة، والنتيجة هي الحكمة.
وفي نظر الدكتور عبد الحليم يتمثّل المثل الأعلى لمن يطلب الحكمة في «الكشف عن الإله، ثمّ الاتّصال به» كما عبّر عن ذلك [[أفلوطين]] في دقّة وعمق بالغين... وبناءً عليه يعرّف الدكتور عبد الحليم الفلسفة بأنّها: «المحاولات التي يبذلها الإنسان عن طريق العقل وعن طريق التصفية ليصل بها إلى معرفة اللَّه». فهذه المحاولات هي الفلسفة، والنتيجة هي الحكمة.


وعندما يطبّق التعريف المشار إليه على محاولات الفلاسفة يرى أنّ [[الغزّالي]]- وذلك باعتبار أنّه استكمل شطري الطريق- آصل في الميدان الفلسفي من [[ابن سينا]] ومن [[أرسطو]] ومن [[ديكارت]]؛ نظراً لأنّ كلّاً من هؤلاء لم يقطع إلّانصف الطريق، أي: المحاولات عن طريق العقل فقط. وكلّ الفلاسفة العقليّين في رأي الدكتور عبد الحليم محمود أنصاف فلاسفة، في حين يرى أنّ الفلسفة الهندية مثلًا تعدّ فلسفة كاملة؛ لأنّها حقّقت الكشف عن الإله ثمّ الاتّصال به. وقد صوّر [[ابن طفيل]] في رسالته «حي بن يقظان» الطريق الكامل المشتمل على طريق العقل وطريق التصفية معاً. وإذا كان الأمر كذلك فإنّ علماً مثل علم أُصول الفقه لا يُعدّ فلسفة؛ لأنّه ليس كشفاً عن الإله ولا اتّصالاً به.
وعندما يطبّق التعريف المشار إليه على محاولات الفلاسفة يرى أنّ الغزّالي- وذلك باعتبار أنّه استكمل شطري الطريق- آصل في الميدان الفلسفي من ابن سينا ومن [[أرسطو]] ومن [[ديكارت]]؛ نظراً لأنّ كلّاً من هؤلاء لم يقطع إلّا نصف الطريق، أي: المحاولات عن طريق العقل فقط. وكلّ الفلاسفة العقليّين في رأي الدكتور عبد الحليم محمود أنصاف فلاسفة، في حين يرى أنّ الفلسفة الهندية مثلاً تعدّ فلسفة كاملة؛ لأنّها حقّقت الكشف عن الإله ثمّ الاتّصال به. وقد صوّر [[ابن طفيل]] في رسالته «[[حي بن يقظان]]» الطريق الكامل المشتمل على طريق العقل وطريق التصفية معاً. وإذا كان الأمر كذلك فإنّ علماً مثل علم أُصول الفقه لا يُعدّ فلسفة؛ لأنّه ليس كشفاً عن الإله ولا اتّصالاً به.


ويذهب الدكتور عبد الحليم محمود إلى حدّ القول الجازم بأنّ «الفلسفة لا رأي لها في أيّ من المسائل الجزئية، وهي لا رأي لها في أيّ موضوع من الموضوعات الكلّية.... فمادام كلّ رأي فلسفي يعارضه رأي فلسفي آخر ويعارض الرأيين رأي ثالث فلسفي وهكذا، فتكون النتيجة أنّه لا رأي للفلسفة».
ويذهب الدكتور عبد الحليم محمود إلى حدّ القول الجازم بأنّ «الفلسفة لا رأي لها في أيّ من المسائل الجزئية، وهي لا رأي لها في أيّ موضوع من الموضوعات الكلّية.... فمادام كلّ رأي فلسفي يعارضه رأي فلسفي آخر ويعارض الرأيين رأي ثالث فلسفي وهكذا، فتكون النتيجة أنّه لا رأي للفلسفة».


والعقل في رأيه عاجز تماماً عن الوصول إلى يقين في المسائل الميتافيزيقية والأخلاقية. فكلّ ما ينتهي إليه البحث العقلي في هذا الصدد يعدّ من قبيل الأُمور الظنّية التي تختلف فيها آراء الباحثين وتتعارض مع بعضها، وليس للعقل دور إلّافي مجال الحضارة المادّية التي هي بأكملها من عمل العقل. والسبيل إلى الوصول إلى الحقّ في الميتافيزيقا والأخلاق هو سبيل الدين.
والعقل في رأيه عاجز تماماً عن الوصول إلى يقين في المسائل الميتافيزيقية والأخلاقية. فكلّ ما ينتهي إليه البحث العقلي في هذا الصدد يعدّ من قبيل الأُمور الظنّية التي تختلف فيها آراء الباحثين وتتعارض مع بعضها، وليس للعقل دور إلّا في مجال الحضارة المادّية التي هي بأكملها من عمل العقل. والسبيل إلى الوصول إلى الحقّ في الميتافيزيقا والأخلاق هو سبيل الدين.


ويؤكّد الدكتور عبد الحليم محمود أنّ هذا هو منهجه الخاصّ في حياته الفكرية، وهو «منهج الاتّباع» يسير فيه تبعاً لتوجيهات [[القرآن الكريم]] و[[السنّة النبوية]] الشريفة. وقد خصّص لشرح وجهة نظره هذه كتابه «الإسلام والعقل» الذي يقول عنه: إنّه لم يفرح في يوم من الأيّام لظهور كتاب له بمقدار ما فرح حين ظهر هذا الكتاب في طبعته الأُولى.
ويؤكّد الدكتور عبد الحليم محمود أنّ هذا هو منهجه الخاصّ في حياته الفكرية، وهو «منهج الاتّباع» يسير فيه تبعاً لتوجيهات [[القرآن الكريم]] و[[السنّة النبوية]] الشريفة. وقد خصّص لشرح وجهة نظره هذه كتابه «الإسلام والعقل» الذي يقول عنه: إنّه لم يفرح في يوم من الأيّام لظهور كتاب له بمقدار ما فرح حين ظهر هذا الكتاب في طبعته الأُولى.


ويقول في سيرته الذاتية: إنّ «كلّ ما كتبه عن [[التصوّف]] وعن [[الشخصيات الصوفية]] يسير في فلك هذا المنهج: منهج الاتّباع. وهذا المنهج يفترض مقاومة الغزو الفكري» الذي يتمثّل في العقائد وفي نظام المجتمع وفي مجال التشريع... فالغزو الفكري في العقائد يتمثّل في التراث الفلسفي اليوناني الذي نقل إلى العربية في مجال ما بعد الطبيعة. فهذا التراث نتاج بشري متناقض يتّسم بكلّ ما يتّسم به النتاج البشري من خطأ وضلال.
ويقول في سيرته الذاتية: إنّ «كلّ ما كتبه عن التصوّف وعن [[الشخصيات الصوفية]] يسير في فلك هذا المنهج: منهج الاتّباع. وهذا المنهج يفترض مقاومة [[الغزو الفكري]]» الذي يتمثّل في العقائد وفي نظام المجتمع وفي مجال التشريع... فالغزو الفكري في العقائد يتمثّل في التراث الفلسفي اليوناني الذي نقل إلى العربية في مجال ما بعد الطبيعة. فهذا التراث نتاج بشري متناقض يتّسم بكلّ ما يتّسم به النتاج البشري من خطأ وضلال.


أمّا الغزو الفكري في نظام المجتمع فإنّه يتمثّل في فرض نظام المجتمعات الأوروبّية علينا. وهذا يعني- إذا سرنا في تيّاره- أن نفقد ذاتيتنا ونصبح بلا شخصية، وبالتالي نفقد رسالتنا التي هي رسالة الإسلام والتي من أجلها كانت [[الأُمّة الإسلامية]]، وبدونها تفقد الأُمّة الإسلامية مبرّرات وجودها.
أمّا الغزو الفكري في نظام المجتمع فإنّه يتمثّل في فرض نظام المجتمعات الأوروبّية علينا. وهذا يعني- إذا سرنا في تيّاره- أن نفقد ذاتيتنا ونصبح بلا شخصية، وبالتالي نفقد رسالتنا التي هي رسالة الإسلام والتي من أجلها كانت الأُمّة الإسلامية، وبدونها تفقد الأُمّة الإسلامية مبرّرات وجودها.


وأمّا الغزو الفكري في مجال التشريع فإنّه يتمثّل في كلّيات الحقوق التي تعدّ دراستها كلّها- كما يقول- من قبيل الغزو الفكري والاستعمار الفكري. فالقوانين الأوروبّية يخصّص لها عشرون ساعة في الأُسبوع، في حين يخصّص للتشريع الإسلامي ساعتان فقط أُسبوعياً، وهذا يعني أنّ هذه الكلّيات تفرض على الطالب أن يستعمر الأوروبيّون فكره في مجال التشريع، وأن يلغي ذاتيته الإسلامية في هذا المجال. ومنهج الاتّباع يقتضينا أن ننظر في جدّ في أمر هذه الكلّيات حتّى تكون تمثيلًا حقيقياً للوطنية والإسلام والعروبة.
وأمّا الغزو الفكري في مجال التشريع فإنّه يتمثّل في كلّيات الحقوق التي تعدّ دراستها كلّها- كما يقول- من قبيل الغزو الفكري والاستعمار الفكري. فالقوانين الأوروبّية يخصّص لها عشرون ساعة في الأُسبوع، في حين يخصّص للتشريع الإسلامي ساعتان فقط أُسبوعياً، وهذا يعني أنّ هذه الكلّيات تفرض على الطالب أن يستعمر الأوروبيّون فكره في مجال التشريع، وأن يلغي ذاتيته الإسلامية في هذا المجال. ومنهج الاتّباع يقتضينا أن ننظر في جدّ في أمر هذه الكلّيات حتّى تكون تمثيلاً حقيقياً للوطنية والإسلام والعروبة.


ويرفض الدكتور عبد الحليم محمود أن يكون هناك تعارض بين العلم والدين نظراً لاختلاف موضوع كلّ منهما. فموضوع العلم هو المادّة، وموضوع الدين هو العقائد والأخلاق والتشريع ونظام المجتمع والتقوى وصلاح الفرد وصلته باللَّه تعالى.... الخ. فهذان مجالان مختلفان تماماً، فليست هناك إذاً مشكلة بالنسبة للإسلام. وهذه القضية- قضية النزاع بين الدين والعلم- قضية غريبة تماماً عن الجوّ الإسلامي، وقد كان لها في [[أوروبّا]] ظروفها الخاصّة التي أفرزتها هناك. ومن هنا لا يجوز إثارتها في الشرق دون فهم حقيقي لجذورها في تلك البلاد.
ويرفض الدكتور عبد الحليم محمود أن يكون هناك تعارض بين العلم والدين نظراً لاختلاف موضوع كلّ منهما. فموضوع العلم هو المادّة، وموضوع الدين هو العقائد والأخلاق والتشريع ونظام المجتمع والتقوى وصلاح الفرد وصلته باللَّه تعالى.... الخ. فهذان مجالان مختلفان تماماً، فليست هناك إذاً مشكلة بالنسبة إلى الإسلام. وهذه القضية- قضية النزاع بين الدين والعلم- قضية غريبة تماماً عن الجوّ الإسلامي، وقد كان لها في [[أوروبّا]] ظروفها الخاصّة التي أفرزتها هناك. ومن هنا لا يجوز إثارتها في الشرق دون فهم حقيقي لجذورها في تلك البلاد.


=المصدر=
=المصدر=
٢٬٧٩٦

تعديل