عبدالله بن حارث بن نوفل

الاسم عبدالله بن حارث بن نَوفَل [١]
تاريخ الولادة 8 هجري قمري
تاريخ الوفاة 84 هجري قمري
كنيته أبو محمد، أبو إسحاق [٢].
نسبه الهاشمي، القُرشي [٣].
لقبه بَبّة، المدني [٤].
طبقته صحابي [٥].

عبدالله بن حارث بن نوفل كان من فقهاء أهل المدينة [٦].. ويُعدّ أبوه الحارث وجدّه نوفل بن الحارث بن عبد المطلب من صحابة النبي صلى الله عليه وآله [٧].. وأمّه هند بنت أبي سفيان، ولمّا ولدته أتت به إلى أُختها أُم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب زوج النبي صلى الله عليه وآله فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: «من هذا يا أُم حبيبة؟» قالت: هذا ابن عمك وابن اختي، هذا ابن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، و ابن هند بنت أبي سفيان بن حرب، قال: فتفل رسول الله صلى الله عليه وآله في فيه ودعا له [٨].. وكان عبداللَّه يشبّه برسول اللَّه صلى الله عليه وآله [٩].

ترجمته

أسلم أبوه الحارث مع جدّه نوفل في حياة النبي صلى الله عليه وآله، وقد عهد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الحارث بعض العمل، وولي مكّة لعمر وعثمان، وقد آخى رسول اللَّه بين نوفل - بعد هجرته عام الخندق - وبين عمه العباس[١٠]. ولعلّ لانتساب عبداللَّه إلى بني هاشم و بني أُمية، جعله مروان على قضاء المدينة - لمّا ولّاه معاوية المدينة - وأهل بيته ينكرون ذلك، وأن يكون ولي هو أو أحد من بني هاشم القضاء بالمدينة [١١]. وكان عبد اللَّه بن الحارث قد تحوّل إلى البصرة مع أبيه وابتنى بها داراً، فلمّا كان أيام مسعود بن عمرو، كان بقي أهل البصرة بعد موت يزيد بن معاوية بلا أمير، و خرج عبيد اللَّه بن زياد عن البصرة، واختلف الناس بينهم، وتداعت القبائل والعشائر، وأجمعوا أمرهم فولّوا عبداللَّه بن الحارث بن نوفل صلاتهم و فيأهم، وكتبوا بذلك إلى عبداللَّه بن الزبير: أنّا قد رضينا به، فأقرّه عبداللَّه بن الزبير على البصرة، وصعد عبداللَّه بن الحارث بن نوفل المنبر، فلم يزل يبايع الناس لعبد اللَّه بن الزبير حتّى نعس، فجعل يبايعهم وهو نائم... فلم يزل عبداللَّه بن الحارث عاملاً لعبد الله بن الزبير على البصرة سنة ثم عزله [١٢].. وإنّما فعل أهل البصرة ذلك؛ لأنّ أباه من بني هاشم، وأُمه من بني أُمية، فقالوا: من ولي الأمر رضي به [١٣]

عبداللَّه وأهل البيت عليهم السلام

لم تتّضح لنا تماماً علاقة عبداللَّه بأهل البيت عليهم السلام ، ولاسيّما الإمام علي عليه السلام وأولاده، إلّا أنّ الرجاليّين عدّوه من رواة وأصحاب الإمام علي عليه السلام [١٤].. حيث نقلت بعض مصادر أهل السنّة روايات عنه، رواها عن طريق الإمام علي عليه السلام [١٥].. وذكروا: أنّه كان رسول الإمام الحسن عليه السلام من المدائن إلى معاوية [١٦].، وهذا يعني أنّه كان من أنصاره ومن أفراد جيشه. وروي: أنّ المختار بن أبي عبيدة وعبد اللَّه بن حارث بن نوفل كانا خرجا مع مسلم، خرج المختار براية خضراء، وخرج عبداللَّه براية حمراء، وعليه ثياب حمر... وأنّ عبيد اللَّه أمر أن يطلب المختار وعبداللَّه بن الحارث وجعل فيهما جُعلاً، فأُتي بهما فحُبسا [١٧].

موقف الرجاليّين منه

ذكرنا أنّ عبداللَّه كان من صحابة النبي صلى الله عليه وآله و الإمام علي عليه السلام، ويبدو أنّه مجهول لدى الرجاليين الشيعة [١٨]. أمّا علماء أهل السنّة فقد أجمعوا على توثيقه فضلاً عن كونه صحابياً [١٩].

من روى عنهم ومن رووا عنه [٢٠]

روى عن الإمام علي عليه السلام. وروى أيضاً عن جماعة من الصحابة، منهم: عمر، عثمان، أُبيّ بن كعب، العباس بن عبد المطلب ، حَكيم بن حِزام ، ابن عباس ، عبد اللَّه بن خبّاب بن الارتّ ، أُم سلمة ، عائشة. وروى عنه جماعة، منهم: أولاده: إسحاق وعبداللَّه وعبيد اللَّه، الزُهري، عبد الملك ابن عُمير، أبو إسحاق السَبيعي، عمر بن عبد العزيز. وقد وردت رواياته في المصادر الروائية والتاريخية لأهل السنّة، منها: صحيح البخاري، صحيح مسلم، السنن الأربعة، تاريخ ابن عساكر، تاريخ الطبري. وكذلك في بعض المصادر الروائية للشيعة [٢١].

من رواياته

روى الطبري بإسناده عن عبداللَّه بن الحارث بن نوفل، عن عبداللَّه بن العباس، عن الإمام علي عليه السلام قال: لمّا نزلت هذه الآية على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ» دعاني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال لي: «يا علي، إنّ اللَّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً، وعرفت أنّي متى أُباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمتّ عليه، حتّى جاءني جبرئيل، فقال: يا محمد، إنّك إلّا تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك، فاصنع لنا صاعاً من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسّاً من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتّى أُكلّمهم وأُبلّغهم ما أُمرتُ به» ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له، وهم يومئذٍ أربعون رجلاً، يزيدون رجلاً أو ينقصون، فيهم أعمامه: أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلمّا وضعته تناول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حِذْيةً من اللحم، فشقّها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال: «خذوا بسم اللَّه» فأكل القوم حتّى مالهم بشي ء حاجة، وما أرى إلّا موضع أيديهم، وأيم اللَّه الذي نفس علي بيده، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ماقدّمت لجميعهم، ثم قال: «إِسق القوم» فجئتهم بذلك العسّ فشربوا منه، حتّى رووا منه جميعاً، وأيم اللَّه إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلمّا أراد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أن يكلّمهم بدره أبو لهب إلى الكلام، فقال: لَهَدَّ ما سحركم صاحبكم! فتفرّق القوم ولم يكلّمهم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله. فقال الغد: «يا علي، إنّ هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول، فتفرّق القوم قبل أن أُكلّمهم، فعُدّ لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم اجمعهم إليّ». قال: ففعلتُ، ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام فقرّبته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتّى مالهم بشي ء حاجة، ثم قال: «أسقهم»، فجئتهم بذلك العُسّ، فشربوا حتّى رَووا منه جميعاً، ثم تكلّم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فقال: «يا بني عبدالمطلب، إنّي واللَّه ما أعلم شابّاً في العرب جاء قومَه بأفضل ممّا قد جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني اللَّه تعالى أن أدعوكم إليه، فأُيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟» قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت وإنّي لأحدثهم سنّاً، وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبي اللَّه، أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال: «إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا». قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع! [٢٢]

وفاته

وبعد ثورة القرّاء بقيادة عبد الرحمان بن الأشعث هرب عبداللَّه خوفاً من الحجّاج من البصرة إلى عمان، وتوفّي فيها سنة 84 ه، في عهد عبد الملك بن مروان، عن ثمانين عاماً [٢٣].

المراجع

  1. الجرح و التعديل 5: 30، تاريخ الإسلام 81 - 100: 105، الإصابة 5: 59، مجمع الرجال 3: 277.
  2. الطبقات الكبرى 5: 25، أُسد الغابة 3: 139.
  3. تهذيب التهذيب 5: 157، كتاب التاريخ الكبير 5: 63، أُسد الغابة 3: 139.
  4. سير أعلام النبلاء 3: 529، تهذيب الكمال 14: 397، رجال النجاشي: 223.
  5. أنظر: تقريب التهذيب 1: 408 وفيه: له رؤية. وقال الطبري قي تاريخه 11: 549: «أدرك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وروى عنه صلى الله عليه وآله» وفي أكثر المصادر: أ نّه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وآله، فحنّكه النبي صلى الله عليه وآله، أنظر: تهذيب التهذيب 5: 158، الاستيعاب 3: 885. هذا وقد عدّه ابن سعد و العجلي تابعياً. (الطبقات الكبرى 5: 24، تاريخ أسماء الثقات: 253) وقال ابن عساكر: «قال بعضهم: له إدراك، وليست له صحبة» (تهذيب تاريخ دمشق 7: 350 - 351).
  6. كتاب الثقات 5: 9.
  7. سير أعلام النبلاء 1: 200.
  8. تهذيب الكمال 14: 397، الطبقات الكبرى 5: 24.
  9. تاريخ الطبري 11: 629.
  10. سير أعلام النبلاء 1: 199.
  11. تاريخ الطبري 11: 629.
  12. الطبقات الكبرى 7: 100 - 101، تاريخ الطبري 5: 512، 514، تاريخ بغداد 1: 211.
  13. أُسد الغابة 3: 137، الأخبار الطوال: 283.
  14. رجال الطوسي: 51، تنقيح المقال 2: 176.
  15. تهذيب تاريخ دمشق 7: 349.
  16. تاريخ بغداد 1: 211.
  17. تاريخ الطبري 5: 381.
  18. أنظر: جامع الرواة 1: 184، نقد الرجال 3: 96، معجم رجال الحديث 11: 164، تنقيح المقال 2: 176.
  19. تقريب التهذيب 1: 408، الاستيعاب 3: 886، الإصابة 5: 59، تهذيب التهذيب 5: 158.
  20. رجال صحيح البخاري 1: 399، رجال صحيح مسلم 1: 354، تهذيب الكمال 14: 397، مستدركات علم رجال الحديث 4: 508.
  21. تهذيب الكمال 14: 400، سير أعلام النبلاء 1: 201، مستدركات علم رجال الحديث 4: 508.
  22. تاريخ الطبري 2 : 319 - 321 ، وانظر : الكامل في التاريخ 2 : 60 - 63 ، شرح ابن أبي الحديد 13 : 210، كنز العمال 13: 131 - 133.
  23. تاريخ الطبري 11: 629، تهذيب الكمال 14: 399، تاريخ الإسلام 6: 106، قاموس الرجال 6: 306.