الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبدالله بن حارث بن نوفل»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٤٤: سطر ٤٤:


=من رواياته=
=من رواياته=
روى الطبري بإسناده عن عبداللَّه بن الحارث بن نوفل، عن عبداللَّه بن العباس، عن الإمام علي عليه السلام قال: لمّا نزلت هذه الآية على  رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ» دعاني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال لي: «يا علي، إنّ اللَّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً، وعرفت أ نّي متى  أُباديهم بهذا الأمر أرى  منهم ما أكره، فصمتّ عليه، حتّى  جاءني جبرئيل، فقال: يا محمد، إنّك إلّا تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك، فاصنع لنا صاعاً من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسّاً من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتّى  أُكلّمهم وأُبلّغهم ما أُمرتُ به» ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له، وهم يومئذٍ أربعون رجلاً، يزيدون رجلاً أو ينقصون، فيهم أعمامه: أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلمّا وضعته تناول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حِذْيةً من اللحم، فشقّها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال: «خذوا بسم اللَّه» فأكل القوم حتّى  مالهم بشي ء حاجة، وما أرى  إلّا موضع أيديهم، وأيم اللَّه الذي نفس علي بيده، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ماقدّمت لجميعهم، ثم قال: «إِسق القوم» فجئتهم بذلك العسّ فشربوا منه، حتّى  رووا منه جميعاً، وأيم اللَّه إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلمّا أراد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أن يكلّمهم بدره أبو لهب إلى  الكلام، فقال: لَهَدَّ ما سحركم صاحبكم! فتفرّق القوم ولم يكلّمهم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.
روى الطبري بإسناده عن عبداللَّه بن الحارث بن نوفل، عن [[عبداللَّه بن العباس]]، عن الإمام علي عليه السلام قال: لمّا نزلت هذه الآية على  رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ» دعاني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال لي: «يا علي، إنّ اللَّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً، وعرفت أنّي متى  أُباديهم بهذا الأمر أرى  منهم ما أكره، فصمتّ عليه، حتّى  جاءني جبرئيل، فقال: يا محمد، إنّك إلّا تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك، فاصنع لنا صاعاً من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسّاً من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتّى  أُكلّمهم وأُبلّغهم ما أُمرتُ به» ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له، وهم يومئذٍ أربعون رجلاً، يزيدون رجلاً أو ينقصون، فيهم أعمامه: أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلمّا وضعته تناول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حِذْيةً من اللحم، فشقّها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال: «خذوا بسم اللَّه» فأكل القوم حتّى  مالهم بشي ء حاجة، وما أرى  إلّا موضع أيديهم، وأيم اللَّه الذي نفس علي بيده، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ماقدّمت لجميعهم، ثم قال: «إِسق القوم» فجئتهم بذلك العسّ فشربوا منه، حتّى  رووا منه جميعاً، وأيم اللَّه إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلمّا أراد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أن يكلّمهم بدره أبو لهب إلى  الكلام، فقال: لَهَدَّ ما سحركم صاحبكم! فتفرّق القوم ولم يكلّمهم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.
فقال الغد: «يا علي، إنّ هذا الرجل سبقني إلى  ما قد سمعت من القول، فتفرّق القوم قبل أن أُكلّمهم، فعُدّ لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم اجمعهم إليّ». قال: ففعلتُ، ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام فقرّبته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتّى  مالهم بشي ء حاجة، ثم قال: «أسقهم»، فجئتهم بذلك العُسّ، فشربوا حتّى  رَووا منه جميعاً، ثم تكلّم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فقال: «يا بني عبدالمطلب، إنّي واللَّه ما أعلم شابّاً في العرب جاء قومَه بأفضل ممّا قد جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني اللَّه تعالى  أن أدعوكم إليه، فأُيّكم يؤازرني على  هذا الأمر على  أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟» قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت وإنّي لأحدثهم سنّاً، وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبي اللَّه، أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال: «إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا». قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع! <ref> تاريخ الطبري 2 : 319 - 321 ، وانظر : الكامل في التاريخ 2 : 60 - 63 ، شرح ابن أبي الحديد 13 :  210، كنز العمال 13: 131 - 133.</ref>
فقال الغد: «يا علي، إنّ هذا الرجل سبقني إلى  ما قد سمعت من القول، فتفرّق القوم قبل أن أُكلّمهم، فعُدّ لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم اجمعهم إليّ». قال: ففعلتُ، ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام فقرّبته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتّى  مالهم بشي ء حاجة، ثم قال: «أسقهم»، فجئتهم بذلك العُسّ، فشربوا حتّى  رَووا منه جميعاً، ثم تكلّم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فقال: «يا بني عبدالمطلب، إنّي واللَّه ما أعلم شابّاً في العرب جاء قومَه بأفضل ممّا قد جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني اللَّه تعالى  أن أدعوكم إليه، فأُيّكم يؤازرني على  هذا الأمر على  أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟» قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت وإنّي لأحدثهم سنّاً، وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبي اللَّه، أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال: «إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا». قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع! <ref> تاريخ الطبري 2 : 319 - 321 ، وانظر : الكامل في التاريخ 2 : 60 - 63 ، شرح ابن أبي الحديد 13 :  210، كنز العمال 13: 131 - 133.</ref>


سطر ٥٠: سطر ٥٠:
وبعد ثورة القرّاء بقيادة عبد الرحمان بن الأشعث هرب عبداللَّه خوفاً من الحجّاج من البصرة إلى  عمان، وتوفّي فيها سنة 84 ه،  في عهد [[عبد الملك بن مروان]]، عن ثمانين عاماً <ref> تاريخ الطبري 11: 629، تهذيب الكمال 14: 399، تاريخ الإسلام 6: 106، قاموس الرجال 6: 306.</ref>.
وبعد ثورة القرّاء بقيادة عبد الرحمان بن الأشعث هرب عبداللَّه خوفاً من الحجّاج من البصرة إلى  عمان، وتوفّي فيها سنة 84 ه،  في عهد [[عبد الملك بن مروان]]، عن ثمانين عاماً <ref> تاريخ الطبري 11: 629، تهذيب الكمال 14: 399، تاريخ الإسلام 6: 106، قاموس الرجال 6: 306.</ref>.
   
   
=المراجع =
=المراجع =


[[تصنيف:الرواة المشتركون]]
[[تصنيف:الرواة المشتركون]]
٣٨٢

تعديل