الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبدالله بن إدريس بن يزيد»

ويُعدّ أبوه إدريس بن يزيد الأودي من الرواة المشتركين أيضاً <ref>مستدرك الوسائل: المحدّث النوري الطبرسي، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، قم، 1408 ه .</ref>. ولعبداللَّه رواية عن أبيه وردت في الكافي <ref>المسترشد: محمد بن جرير بن رستم الطبري، مؤسسة الثقافة الإسلامية لكوشانپور، قم، 1415 ه .</ref>، وجاء فيها: عبداللَّه بن إدريس، عن أبيه إدريس بن عبداللَّه الأودي، والصحيح: عن أبيه إدريس أبي عبداللَّه الأودي. ولعلّ هذا جعل البعض يترجم له ولأبيه مرّتين.<br>

وكذا نسبه إلى‏ الأزد تبعاً لبعض نسخ الكافي، ولعلّه تصحيف «الأود» كما في قاموس الرجال؛ ولأنّ الأزدي نسبةً إلى‏ أزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان. والأودي نسبةً إلى‏ أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج، وينتهي كذلك نسبه إلى‏ زيد بن كهلان <ref>مسند أحمد بن حنبل: أحمد بن حنبل، دار صادر، بيروت.</ref>.<br>

وعلى‏ كلّ حال فإنّ اسم هذه الشخصية غير معروف في المصادر الشيعية <ref>مسند الإمام الرضا عليه السلام : داود بن سليمان بن يوسف الغازي، مكتب الإعلام الإسلامي، قم، 1418 ه .</ref>، وأمّا المصادر الرجالية لأهل السنّة فلم تغفل عن ذكر عبداللَّه بن إدريس، وقالوا عنه: إنّه ولد سنة 115 ه  في عهد خلافة هشام بن عبد الملك، وفي سنة وفاة الحكم بن عُتيبة، وإنّ جدّه يزيد كان ممّن شهد الدار يوم قُتل عثمان بن عفان <ref>المسند الجامع: أبو اللحم أنس بن مالك، دار الجيل، بيروت، 1413 ه .</ref>.<br>

كان عبداللَّه أحد الأئمة الأعلام، ومن جِلّة المقرئين، قرأ على‏ الأعمش وعلى‏ نافع <ref>مصفى المقال في مصنّفي علم الرجال: أقا بزرك الطهراني، دار العلوم، بيروت، 1408 ه .</ref>. وكان يقول في قراءة حمزة التي كان علي بن المديني يذمّها تبعاً لرأيه ما أستجيز أن أقول لمن يقرأ لحمزة: إنّه صاحب سُنّة <ref>المعارف: عبداللَّه بن مسلم ابن قتيبة الدينوري، منشورات مكتبة الشريف الرضي، قم، 1415 ه .</ref>.<br>

وكان عبداللَّه من المعارضين لحكم هارون الرشيد بشدّة، ويتجنّب التقرّب إليه، وفي يومٍ دعاه هارون مع بعض علماء الكوفة -  منهم: حفص بن غياث  - إلى‏ بغداد، وطلب منهم أن يتسلّموا منصب القضاء بالكوفة، فأبوا جميعاً سوى‏ حفص بن غياث. وفي هذا اللقاء قال هارون لعبداللَّه: وددت أنّي لم أكن رأيتك! قال ابن إدريس: وأنا وددت أ نّي لم أكن رأيتك. وقال لحفص: يا حفص، قد علمت حين دخلت إلى‏ سوق أسد، فخضّبت لحيتك ودخلت الحمّام، أ نّك ستلي القضاء، لا واللَّه لا كلّمتك حتّى‏ تموت، فما كلّمه حتّى‏ مات <ref>معجم البلدان: ياقوت الحموي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.</ref>.<br>

وكان يسلك في كثير من فتياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة، وكانت بينه وبين الإمام مالك صداقة، وقد قيل: إنّ جميع ما يرويه مالك في الموطّأ: «بلغني عن علي» فيرسلها، أ نّه سمعها من عبداللَّه بن إدريس <ref>معجم قبائل العرب: عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1402 ه.</ref>.

هو مجهول عند الشيعة، فذكر المحقّق الخوئي: أ نّه لم يُطرح في غير رجال الطوسي، وورد أيضاً في سند رواية في الكافي. وبعد الشيخ الطوسي كان المحقّق التستري هو أوّل من أشار إليه، ونقل عن المسترشد أ نّه كان يحمل على‏ علي‏عليه السلام <ref>المعجم الكبير: سليمان بن أحمد الطبراني، منشورات مكتبة ابن تيمية، القاهرة.</ref>. وأمّا أهل السنّة فقد وثّقه رجاليّوهم، وقبلوا روايته <ref>معجم المفسّرين: عادل نويهض، مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت، 1403 ه .</ref>.